|
مميزات صورة الموقف
- تميز الشهر الأخير بموجة من الاعتداءات الإرهابية كانت يتركز أول الأمر في الحرم القدسي والقدس الشرقية، ثم امتدت إلى الضفة الغربية، بل أثرت على العرب الإسرائيليين تحت شعار التضامن مع المسجد الأقصى. وقد أدت موجة الإرهاب حتى الآن إلى مقتل خمسة إسرائيليين، قتل اثنان منهم خلال عملية إطلاق نار إرهابية بجوار "إيتامار"، واثنان آخران في عملية طعن إرهابية داخل البلدة القديمة من القدس وآخر قتل نتيجة قذفه بالحجارة في جنوب القدس. وبلغ عدد القتلى الفلسطينيين حتى الآن تسعة قتلى ماتوا خلال ارتكاب الاعتداءات وفي مواجهات مع قوات الأمن الإسرائيلية. ولم تخبُ بعد الموجة الإرهابية الحالية.
- وتدور الموجة الإرهابية الحالية في إطار سياسة "المقاومة الشعبية" (أي الإرهاب الشعبي) التي تبنتها السلطة الفلسطينية وفتح في المؤتمر السادس لفتح (آب / أغسطس 2009[1])،حيث تدعم السلطة الفلسطينية وفتح اعتداءات "المقاومة الشعبية" ("الإرهاب الشعبي") التي تتمثل أساسا في قذف الحجارة وإلقاء الزجاجات الحارقة وارتكاب عمليات الطعن والدهس. ومع ذلك تتجنب السلطة الفلسطينية إدانة عمليات إطلاق النار وغيرها من الاعتداءات ذات الطابع "العسكري"، رغم أنها لا تعتبرها جزء من "المقاومة الشعبية".
- على امتداد سنوات "المقاومة الشعبية" تحاول السلطة الفلسطينية السيطرة على ارتفاع ألسنة اللهب والحيلولة دون خروج الأحداث عن السيطرة، ذلك أن فقدان السيطرة من شأنه أن يخدم حماس ويمس بمقومات أخرى من سياسة السلطة الفلسطينية تتمثل في الحرب السياسية والدعائية على الساحة الدولية). وعليه فقد استمرت السلطة هذه المرة أيضا في القيام بالتنسيق الأمني مع إسرائيل، بل قام أبو مازن خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية بإيصال رسالة طمأنة علنية أمام امتداد الحوادث من المركز (القدس) إلى الضفة الغربية.
- وعلى مر سنوات "المقاومة الشعبية" الست تجري اعتداءات الإرهاب الشعبي على موجات تعلو وتخبو على فترات متقطعة متأثرة بأحداث داخلية وخارجية. وإذا قورنت بالماضي، فإن الموجة الإرهابية الحالية لا تمثل استثناء لا من حيث طبيعتها ولا نطاقها ولا مدى فتكها. وعلى سبيل المثال دارت موجة فتاكة من الاعتداءات الإرهابية خلال الفترة ما بين أيلول / سبتمبر وتشرين الثاني / نوفمبر من عام 2014، وقتل خلالها 11 شخصا، أربعة منهم في كنيس بحي هار نوف المقدسي. وبتقديرنا أن في خلفيات الموجة الحالية تراجع مركز أبو مازن وقيادة السلطة الفلسطينية، بالإضافة إلى الشعور بالضياع الذي يعتري الجمهور الفلسطيني حيال ما يعتبره انعدام فرصة لتحقيق التقدم السياسي والاحتكاكات الحادة بين المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية والسكان الفلسطينيين (والتي بلغت ذروتها في الاعتداء الإرهابي اليهودي على العائلة الفلسطينية في دوما). هذه الحوادث يصحبها تحريض شديد من حماس وغيرها من الجهات التي لها مصلحة في تدهور الموقف وتحويل الإرهاب الشعبي إلى "انتفاضة ثالثة".
عملية إطلاق نار إرهابية بجوار "إيتامار"
عام
- في 1 تشرين الأول / أكتوبر 2015 مساء تم إطلاق النار من سيارة سائرة على أخرى كانت تستقلها أسرة مؤلفة من والدين وأربعة أطفال، وذلك على الطريق الواصل بين "إيلون موريه" و"إيتامار"، بجوار قرية بيت فوريك الفلسطينية. وقتل من جراء إطلاق النار الزوجان المرحومان نعاما وإيتام هينكن، فيما تم إنقاذ أطفالهما الأربعة دون إصابات. وبيّن التحقيق الأولي أن نعاما قتلت نتيجة الرشقة الأولى من إطلاق النار فيما أصيب زوجها بجروح، وعند خروجه من السيارة أطلقت النار عليه مرة أخرى، كما تقدم الإرهابيون مشيا إلى السيارة وأعادوا إطلاق النار على الزوجين، ثم لاذوا بالفرار (الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، 1 تشرين الأول / أكتوبر 2015). وقامت بارتكاب الاعتداء الإرهابي مجموعة تابعة لحماس من سكان نابلس.
ضبط المجموعة الفاعلة
- وفي 5 تشرين الأول / أكتوبر 2015 تم اعتقال أعضاء المجموعة التي ارتكبت عملية إطلاق النار الإرهابية بجوار "إيتامار"، وبلغ تعدادها 5 عناصر لحماس من سكان نابلس. وترأس المجموعة عنصر سبق له الحبس في أحد السجون الإسرائيلية. وأفاد الإرهابيون لدى التحقيق معهم بأن اثنين منهم اختارا في ليلة التنفيذ النقطة المحددة التي كانوا سيطلقون منها النار، ثم قاما بجمع باقي أعضاء المجموعة، وعند ملاحظتهم لسيارة عائلة هينكن أطلقوا النار عليها، وبعد توقفها ترجل اثنان من أعضاء المجموعة من سيارتهما ليطلقا النار مرة أخرى من مسافة قصيرة جدا على ركاب السيارة. وخلال عملية إطلاق النار أصيب أحد الإرهابيين بنار أطلقها زميله، فسقط مسدسه على الأرض لتعثر عليه قوات الأمن الإسرائيلية لاحقا.
- وتم رصد الإرهابي الجريح في مستشفى نابلس وإخراجه منه على أيدي قوة من المستعربين الإسرائيليين. واعترف أعضاء المجموعة أثناء التحقيق معهم بضلوعهم خلال الأسبوعين الأخيرين في عمليتين أخريين لإطلاق النار، حيث أطلق أحدهم النار في 30 آب / أغسطس 2015 في قرية بيت جيت وأصاب مواطنا إسرائيليا بجروح بسيطة (موقع جهاز الأمن العام، 6 تشرين الأول / أكتوبر 2015).
رد الفعل الإسرائيلي
- أثنى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع موشيه يعلون على قوات الأمن لسرعة حلها لقضية إطلاق النار وضبطها للفاعلين. وأوضح رئيس الوزراء أن إسرائيل تعمل ضد الإرهاب والمحرضين عليه بيد من حديد، منوها إلى أنه وفي أعقاب هذا الاعتداء تم تعزيز قوات الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، فيما عززت قوات الشرطة في القدس. وأضاف أن الحكومة تسمح بقيام قوات الأمن بأعمال أكثر حزما ضد راشقي الحجارة والزجاجات الحارقة، حيث لا تفرض قيودا على أعمال قوات الأمن ضد الإرهابيين والمحرضين (موقع رئيس الوزراء، 5 تشرين الأول / أكتوبر 2015).
عمليات طعن إرهابية في البلدة القديمة من القدس
- في 3 تشرين الأول / أكتوبر 2015 وصل إرهابي إلى شارع "هجاي" بالبلدة القديمة من القدس واستل سكينا ليطعن بها ثلاثة أعضاء عائلة واحدة وشخصا آخر. وبعد تمكنه من الإمساك بمسدس لأحد الجرحى أطلق الإرهابي النار على مقاتلي حرس الحدود الذين كانوا هرعوا إلى موقع الاعتداء، فرد هؤلاء بالنار وأردوه قتيلا. وتوفي اثنان من الجرحى متأثرين بجروحهما وتم نقل جريحة مصابة بجروح بالغة وابنها الرضيع المصاب بجروح متوسطة إلى أحد المستشفيات (صفحة الشرطة الإسرائيلية على الفيس بوك، 3 تشرين الأول / أكتوبر 2015).
- وعلم أن الإرهابي الفاعل هو مهند حلبي البالغ 19 من العمر ومن سكان قرية سردا المجاورة للبيرة، وكان طالبا في جامعة القدس. وخلال الأربع والعشرين ساعة التي سبقت الاعتداء نشر عددا من الرسائل في صفحته على الفيس بوك أعرب ضمنها عن احتجاجه على أحداث الحرم القدسي، وأضاف أن "الانتفاضة الثالثة قد بدأت فعلا". وأصدر الجهاد الإسلامي في فلسطين بوسترا نعى فيه حلبي مدعيا بأنه كان من أعضائه (الجزيرة نت، 5 تشرين الأول / أكتوبر 2015).
في 7 تشرين الأول / أكتوبر 2015 وقعت عملية طعن أخرى في البلدة القديمة وفي شارع "هجاي"، بالقرب من المكان الذي تمت فيه العملية الإرهابية السابقة، حيث اعتدت فلسطينية تبلغ من العمر 18 عاما على مواطن إسرائيلي بسكين كانت خبأتها في ثيابها على ما يبدو. وقام المدني الذي أصيب بجروح متوسطة في النصف العلوي من جسمه بإطلاق النار عليها من المسدس الذي كان بحوزته، فتم نقلها إلى أحد المستشفيات وهي مصابة بجروح بالغة.
رد الفعل الإسرائيلي
- عند عودة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من نيويورك حيث حضر مباحثات الجمعية العامة للأمم المتحدة دعا إلى عقد اجتماع لكبار المسؤولين الأمنيين، موجها باتخاذ سلسلة من الإجراءات الهادفة إلى منع المزيد من العمليات الإرهابية وردع ومعاقبة الفاعلين. ومن بين هذه الإجراءات تسريع عملية هدم منازل الإرهابيين وتوسيع نطاق الاعتقالات الإدارية وتعزيز القوات في القدس والضفة الغربية بأعداد أخرى من أفراد الجيش والشرطة وإبعاد المحرضين عن البلدة القديمة والحرم القدسي. كما تقرر في 4 تشرين الأول / أكتوبر 2015 فرض قيود على دخول البلدة القديمة لمدة يومين ليقتصر على سكان البلدة القديمة والسياح وأصحاب المحلات التجارية وتلامذة المدارس الذين يدرسون داخلها. وأعلن عن السماح لمن تجاوز عمره الخمسين سنة بحضور الصلوات في الحرم القدسي، على أن يصلوا عبر باب الأسباط فقط (صفحة الشرطة الإسرائيلية على الفيس بوك، 4 تشرين الأول / أكتوبر 2015).
ردود الفعل الفلسطينية
- تم تغطية عمليتي إطلاق النار والطعن الإرهابيتين بإسهاب فيوسائل الإعلام الفلسطينية، حيث أسرعت معظم التنظيمات إلى الإشادة بالعمليتين وتأكيد كونهما نتيجة مباشرة لممارسات إسرائيل ضد الفلسطينيين. وصدرت معظم الردود عن حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين، واللذين أشادا بالفاعلين، واصفين إياهما بالأبطال، داعين إلى القيام بالمزيد من الاعتداءات. بدورها تجنبت السلطة الفلسطينية (وكعادتها) استنكار العمليتين الفتاكتين.
- فيما يلي عدد من التعليقات الفلسطينية على عملية إطلاق النار في "إيتامار":
- ورد في بيان صادر عن حركة فتح أنها تعتبر ردا طبيعيا على "الجرائم الإسرائيلية". وألقت فتح المسؤولية على الحكومة الإسرائيلية عن أي تصعيد ضد الفلسطينيين (معا، 2 تشرين الأول / أكتوبر 2015).
- وأعلن أبو عبيدة الناطق بلسان الجناح العسكري لحماس عن مباركة "العملية البطولية" ضد المدنيين الإسرائيليين باعتبارها ردا طبيعيا على "جرائم" إسرائيل ومواطنيها في القدس والضفة الغربية، مشيرا إلى أنه ليس الرد الأخير (حساب أبو عبيدة على التويتر، 1 تشرين الأول / أكتوبر 2015).
- وقال حسام بدران الناطق بلسان حماس إن حماس تشيد "بالعملية البطولية" التي نفذها المقاومون في الضفة الغربية، باعتبارها ردا على الجرائم الإسرائيلية في الضفة الغربية والمسجد الأقصى. كما دعا الفلسطينيين إلى مواصلة مثل هذه "العمليات البطولية"، باعتبارها الحل الوحيد الذي يفيد الشعب الفلسطيني في كل مكان (موقع حماس، 1 تشرين الأول / أكتوبر 2015).
- واعتبر تعليق صادر عن الجهاد الإسلامي في فلسطين الاعتداء "ردا طبيعيا" على "العدوان الإسرائيلي" في القدس والمدن الفلسطينية (فلسطين اليوم، 1 تشرين الأول / أكتوبر 2015).
- وفيما يلي عدد من التعليقات على عملية الطعن:
- أشاد سامي أبو زهري الناطق بلسان حماس ب "العملية البطولية" التي نفذها الشاب الفلسطيني مهند حلبي، والتي تعتبرها حماس ردا طبيعيا على "الجرائم الإسرائيلية في المسجد الأقصى" وجرائم المواطنين الإسرائيليين في حق الشعب الفلسطيني. وأضاف أن الفلسطينيين لن يقفوا مكتوفي الأيدي حيال استمرار الجرائم والصمت الدولي (موقع حماس، 3 تشرين الأول / أكتوبر 2015).
- وأثنى حسام بدران الناطق بلسان حماس على "العملية البطولية" التي نفذها الشاب الفلسطيني. وقال إن حماس تبارك أي عملية ضد الإسرائيليين من عسكريين ومدنيين، وإن رجالها مستعدون للموت والتعرض للاعتقال دفاعا عن الأقصى (موقع حماس، 3 تشرين الأول / أكتوبر 2015).
- كما أشاد الجهاد الإسلامي في فلسطين ب "العملية البطولية"، منوها إلى اعتباره لها تقدما ممتازا في العمليات الموجهة ضد إسرائيل (فلسطين اليوم، 3 تشرين الأول / أكتوبر 2015). أما داود شهاب المسؤول في الجهاد الإسلامي في فلسطين فادعى بأن الشاب الفاعل مهند الحلبي ينتمي إلى تنظيمه، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني يمر الآن بفترة "انتفاضة ثالثة" بكل معنى الكلمة (دنيا الوطن، 3 تشرين الأول / أكتوبر 2015).
إطلاق الصواريخ على إسرائيل
- وقع خلال الأسبوعين الأخيرين حادثان تم فيهما رصد سقوط الصواريخ في الأراضي الإسرائيلية:
- في 29 أيلول / سبتمبر 2015 أطلق صاروخ على مدينة أشدود واعترضت منظومة القبة الحديدية الصاروخ دون أن تقع إصابات أو أضرار. وتبنت مسؤولية إطلاق الصاروخ سرية الشيخ عمر حديد المحسوبة على داعش معلنة أنها نفذتها ثأرا لهديل الهشلمون (والتي قتلت بنيران الجيش الإسرائيلي حين حاولت طعن أحد الجنود) وانتقاما على اعتقال إيمان كنجو لمحاولتها الوصول إلى داعش (حساب تويتر التنظيم، 29 أيلول / سبتمبر 2015).
- في 4 تشرين الأول / أكتوبر 2015 تم رصد سقوط صاروخ في منطقة خالية ضمن أراضي مجلس "إشكول" الإقليمي، وسقط صاروخ آخر تم إطلاقه في أراضي قطاع غزة، ولم تقع إصابات أو أضرار. وتبنت مسؤولية هذه العملية أيضا سرية الشيخ عمر حديد المحسوبة على داعش (حساب تويتر التنظيم، 4 تشرين الأول / أكتوبر 2015).
الرد الإسرائيلي
- وردا على إطلاق الصواريخ أغارت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي على أهداف إرهابية في قطاع غزة (الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، 4 تشرين الأول / أكتوبر 2015):
- في 30 أيلول / سبتمبر 2015 أغارت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي على أربعة أهداف إرهابية لحماس، حيث ذكر الإعلام الفلسطيني أن حاوية تابعة للشرطة البحرية شمال غرب مدينة غزة تعرضت للإصابة، بالإضافة إلى موقع للجناح العسكري لحماس في الزيتون غرب مدينة غزة. ولم يبلغ عن وقوع إصابات (موقع الجناح العسكري لحماس، 30 أيلول / سبتمبر 2015).
- في 4 تشرين الأول / أكتوبر 2015 أغارت طائرات تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي على بنية تحتية إرهابية لحماس شمال قطاع غزة (الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، 4 تشرين الأول / أكتوبر 2015).
عام
استمرت خلال الأسبوعين الأخيرين بل ازدادت المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية في الحرم القدسي والقدس الشرقية وأحياء خط التماس في القدس. وامتدت المواجهات إلى نقاط أخرى في أنحاء الضفة الغربية، علما بأن بعضها ناشئ عن مبادرات محلية والبعض الآخر منظم. وفي بعض الحالات قامت أجهزة السلطة الفلسطينية الأمنية باحتواء المظاهرات وسيطرت على نطاقها ومداها[4].
واعتبارا من انتهاء فترة الأعياد العبرية (6 تشرين الأول / أكتوبر 2015) لوحظ تراجع معين لنطاق المظاهرات وحوادث الإخلال بالامن العام في الضفة الغربية والقدس وإن كان الإرهاب والعنف ما زالا مستمرين.
على اليمين: فلسطينيون في مواجهات مع قوات الجيش الإسرائيلي (وفا، 5 تشرين الأول / أكتوبر 2015، صفحة شبكة قدس الإخبارية على الفيس بوك، 21 أيلول / سبتمبر 2015). على اليسار: زجاجات حارقة جاهزة للإلقاء عثر عليها على سطح منزل في حي الطور المقدسي (صفحة الشرطة الإسرائيلية على الفيس بوك، 7 تشرين الأول / أكتوبر 2015)
- وحاول الإعلام الفلسطيني، ولا سيما المحسوب منه على حماس، خلق أجواء "انتفاضة ثالثة" مشيدة بالفلسطينيين الذين يخوضون المواجهات مع قوات "الاحتلال"، وداعية إلى تصعيد الاعتداءات الإرهابية ومشاركة مختلف التنظيمات في الأحداث على نطاق أوسع. ومن جهة ثانية وجه هذا الإعلام انتقادا إلى السلطة الفلسطينية، لاستمرارها في التنسيق الأمني مع إسرائيل (فلسطين اليوم، 6 تشرين الأول / أكتوبر 2015).
- وفي خطاب ألقاه أبو مازن في افتتاح اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية برام الله وجه اللوم إلى إسرائيل في تصعيد الموقف، وعلى خلفية قضية الحرم القدسي أساسا. ومع ذلك أوضح أبو مازن أن السلطة الفلسطينية ليست معنية بالتصعيد الأمني بين الطرفين، قائلا إنه أصدر تعليمات بهذا المعنى إلى الأجهزة الأمنية. وأضاف أن السلطة الفلسطينية تريد التوصل إلى حل سياسي بالوسائل السلمية وليس بأية وسائل أخرى، داعيا إسرائيل إلى قبول اليد الممدودة إليها (وفا، 6 تشرين الأول / أكتوبر 2015).
- امتداد الحوادث إلى إسرائيل
- في 6 تشرين الأول / أكتوبر 2015 مساء نظمت مظاهرات في عدد من المدن الإسرائيلية أيضا (الناصرة، يافا، حيفا). ونظم الشق الشمالي للحركة الإسلامية مظاهرة عنيفة في يافا، حيث ألقى المتظاهرون الحجارة على السيارات والحافلات المارة في الشوارع المجاورة، كما تعرض عدد من أفراد الشرطة للاعتداء أثناء محاولتهم تهدئة خواطر المتظاهرين (حيث جرح ستة أفراد). وتم تفريق المظاهرة والتي أقيمت دون تصريح من خلال التحاور مع المنظمين (صفحة الشرطة الإسرائيلية على الفيس بوك، 6 تشرين الأول / أكتوبر 2015).
- وفيما يلي عدد من أبرز الحوادث:
- في 23 أيلول / سبتمبر 2015 لاحظ أفراد الجيش الإسرائيلي فلسطينيا كان يقترب من الموقع الذي كانوا يشغلونه بجوار قرية تياسير في غور الأردن. وقد اعتقل الجنود الفلسطيني الذي كان يمسك بمتفجرة جاهزة للتشغيل (الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، 23 أيلول / سبتمبر 2015).
- في 22 أيلول / سبتمبر 2015، وفي ساعة متأخرة من المساء، لاحظ أحد سكان قرية "نيغوهوت" حاجزا من الحجارة على الطريق الواصل بين "نيغوهوت" و"أدورايم" (منطقة الخليل)، وبعد وقت قصير وصلت إلى المكان دورية عسكرية، وتزامن ذلك مع حدوث انفجار. ولدى تمشيط المنطقة عثر على جثة فلسطيني قتل على ما يبدو نتيجة انفجار قنبلة يدوية حين حاول إلقاءها باتجاه قوات الأمن (الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، 22 أيلول / سبتمبر 2015). وعلم أن القتيل هو ضياء عبد الحليم التلاحمة، 21 سنة، من سكان بلدة خرسا جنوب الخليل. ونشبت إثر موته مواجهات في المنطقة، وكان القتيل عنصرا في الجهاد الإسلامي في فلسطين. وشارك في جنازته ببلدة خرسا عناصر من حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين (معا، صفحة شبكة قدس الإخبارية على الفيس بوك، موقع سرايا القدس، أخبار سما، 22 أيلول / سبتمبر 2015).
على اليمين: بوستر نشره الجهاد الإسلامي في فلسطين حول موت التلاحمة "الشهيد المجاهد". على اليسار: بوستر عن الجناح العسكري للتنظيم يظهر فيه التلاحمة مرتديا ملابس عسكرية (صفحة سرايا القدس على الفيس بوك، 22 أيلول / سبتمبر 2015)
- في 22 أيلول / سبتمبر 2015 تمت محاولة طعن داخل موقع عسكري في الخليل. ورد الجنود الإسرائيليون بإطلاق النار على الفاعلة، التي جرحت ونقلت إلى أحد المستشفيات، حيث ماتت متأثرة بجروحها (الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، 22 أيلول / سبتمبر 2015). والفاعلة هي هديل الهشلمون (وفا، 23 أيلول / سبتمبر 2015؛ صفحة شبكة فلسطين للحوار، 22 أيلول / سبتمبر 2015).
على اليمين: جنازة هديل الهشلمون وقد شارك فيها أنصار فتح وحماس والجهاد الإسلامي في فلسطين (وفا، 23 أيلول / سبتمبر 2015). على اليسار: البوستر الصادر عن حماس بموت الهشلمون (صفحة شبكة فلسطين للحوار، 22 أيلول / سبتمبر 2015)
- في 21 أيلول / سبتمبر 2015 تعرضت حافلة كانت تسير بين مفترق "غفعات أساف" و"بيت إيل" للرشق بالحجارة، حيث تحطم زجاجها وأصيب شخص بجروح طفيفة وتلقى العلاج في موقع الحادث (صفحة "تسيفاع أدوم" على الفيس بوك، 21 أيلول / سبتمبر 2015).
- في 3 تشرين الأول / أكتوبر 2015 أصيبت سيارة كانت متوجهة من القدس إلى "معاليه إدوميم"، بمنطقة العيساوية بطلقة نارية تم إطلاقها من بندقية. وواصل الزوجان اللذان كانا يركبان السيارة السفر، ثم لاحظا وجود ثقب في سطح السيارة نتيجة إصابته بعيار ناري، ثم تم العثور على العيار داخل السيارة (واي نت، 3 تشرين الأول / أكتوبر 2015).
- في 4 تشرين الأول / أكتوبر 2015 لوحظ عدد من الملثمين عند قبر راحيل وهم يستعدون لإلقاء الحجارة. وعند تصدي مقاتلي حرس الحدود لهم، ألقوا عليهم زجاجة حارقة، فأصيب أحد المقاتلين بجروح بسيطة في ساقه (صفحة الشرطة الإسرائيلية على الفيس بوك، 4 تشرين الأول / أكتوبر 2015).
- في 4 تشرين الأول / أكتوبر 2015 قام أحد الإرهابيين بطعن فتى في شارع "هنفيئيم" بالقدس، ثم لاذ بالفرار. ولاحظ بعض أفراد الشرطة الذين كانوا يعملون في المنطقة سكينا في يد الإرهابي فأطلقوا النار عليه، ثم نقل إلى أحد المستشفيات وهو في حالة متوسطة (صفحة الشرطة الإسرائيلية على الفيس بوك، 4 تشرين الأول / أكتوبر 2015). وعلم أن الفاعل هو فادي علون، 19 عاما، من سكان العيساوية شرقي القدس. ونعته الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، معلنة أنه مات وهو يدافع عن المسجد الأقصى (صفحة الجبهة الديمقراطية على الفيس بوك، 4 تشرين الأول / أكتوبر 2015، صفحة شبكة فلسطين للحوار، 5 تشرين الأول / أكتوبر 2015؛ المركز الفلسطيني للإعلام، 5 تشرين الأول / أكتوبر 2015).
- في 5 تشرين الأول / أكتوبر 2015 عثر أفراد الجيش الإسرائيلي على وسائل قتالية في قريتي يتما وحوارة الواقعتين إلى الجنوب من نابلس. وكان من بين هذه الوسائل بندقيتان وعشرة مخازن طلقات وخمسة سكاكين وكمية كبيرة من الذخائر (الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، 5 تشرين الأول / أكتوبر 2015).
- في 5 تشرين الأول / أكتوبر 2015 تعرضت حافلة للرشق بالحجارة في شارع "عوزي ناركيس" بالقدس، ما أدى إلى إصابة أربعة ركاب بجروح طفيفة تلقوا على أثرها العلاج في المكان (صفحة "تسيفاع أدوم" على الفيس بوك، 5 تشرين الأول / أكتوبر 2015).
- في 5 تشرين الأول / أكتوبر 2015 قتل فتى فلسطيني خلال مواجهات مع قوات الأمن الإسرائيلية في مخيم العايدة شمال بيت لحم. وأفادت وسائل الإعلام الفلسطينية بموت عبد الرحمن شادي عبيد الله، 13 عاما، (صفا، 5 تشرين الأول / أكتوبر 2015).
- في 5 تشرين الأول / أكتوبر 2015 قتل شاب آخر في طولكرم خلال مواجهات عنيفة مع قوات الجيش الإسرائيلي، حيث أفاد الإعلام الفلسطيني بموت حذيفة عثمان علي سليمان، 18 عاما، من سكان قرية بلعا شرقي طولكرم (وفا، 5 تشرين الأول / أكتوبر 2015). وصدر عن حماس بيان جاء فيه أن حذيفة عثمان سليمان كان من عناصر الحركة (موقع حماس، 5 تشرين الأول / أكتوبر 2015).
على اليمين: حذيفة أبو سليمان (وطن، 5 تشرين الأول / أكتوبر 2015)؛ على اليسار: بوستر صادر عن حماس نعت فيه حذيفة سليمان، حيث يظهر في وسطه شعار يتضمن فلسطينيا يلقي الحجارة ومكتوب تحته "الانتفاضة انطلقت" (صفحة الكتلة الإسلامية في بير زيت على الفيس بوك، 5 تشرين الأول / أكتوبر 2015)
- في 6 تشرين الأول / أكتوبر 2015 أحبط مقاتلو حرس الحدود عملية طعن عند مفترق "تابواح"، بعد أن أثار فلسطيني وصل إلى موقع المقاتلين شكوكهم. وعند اقترابه منهم لاحظوا أنه ألقى على الأرض سكينا يابانية كان يمسك بها. واعتقل الفلسطيني وعثر في أمتعته على سكين أخرى (صفحة الشرطة الإسرائيلية على الفيس بوك، 6 تشرين الأول / أكتوبر 2015).
- في 7 تشرين الأول / أكتوبر 2015 واستنادا إلى تقرير أولي، قام أمجد الجندي من سكان يطا الخليل والمقيم في إسرائيل بشكل غير شرعيباختطاف سلاح أحد الجنود، ثم هرب إلى بيت سكني حيث قتل بنيران الشرطة. ويقول تقدير أولي بأن خلفيات الحادث قومية.
مقتطفات من التعليقات والردود الفلسطينية على الأحداث
- استنكرت حكومة الوفاق الوطني ما أسمته بسياسة التصعيد التي تتبعها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في القدس والضفة الغربية، طالبة دول العالم والمؤسسات الدولية التداخل والحيلولة دون "انتهاكات" إسرائيل. وقال إيهاب بسيسو الناطق بلسان الحكومة الفلسطينية إن السياسة الإسرائيلية يتم تطبيقها في إطار الجهود التي تبذلها إسرائيل لإحباط الجهود السياسية التي يبذلها الفلسطينيون وحل الدولتين (وفا، 4 تشرين الأول / أكتوبر 2015). أما وزارة الخارجية الفلسطينية فاستنكرت "العدوان" الإسرائيلي المتواصل وتصعيد الموقف عبر القتل العشوائي للسكان الفلسطينيين والاعتقالات واقتحام القرى والمدن الفلسطينية. واستنكرت قتل الشبان والشابات الفلسطينيين على أيدي القوات الإسرائيلية محملة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كامل مسؤولية التصعيد (وفا، 4 تشرين الأول / أكتوبر 2015).
- فيما يلي عدد أخر من التعليقات:
- حمل صائب عريقات سكرتير اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس الحكومة الإسرائيلية مسؤولية الأحداث الأخيرة وتدهور الأوضاع في الضفة الغربية والقدس. وقال إن نتنياهو يستأنف محاولة رئيس الوزراء السابق أريئيل شارون الذي حاول دخول المسجد الأقصى فأثار انتفاضة الأقصى. ودعا عريقات سكرتير الأمم المتحدة ودول العالم إلى توفير الحماية للشعب الفلسطيني بعد أن فشلت في ذلك إسرائيل (العربي الجديد، 4 تشرين الأول / أكتوبر 2015).
- وأشار نمر حماد مستشار أبو مازن إلى أن التصعيد الإسرائيلي في القدس والضفة الغربية يهدف إلى أطلاق الفلسطينيين في دائرة من العنف، مؤكدا أن القيادة الفلسطينية لا تريد إحداث انتفاضة ثالثة، وأن موقف هذه القيادة مؤيد لأي عمل سلمي، وليس العمليات الأخيرة سوى ردود فعل على الجرائم الإسرائيلية (دنيا الوطن، 4 تشرين الأول / أكتوبر 2015).
- وقال موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحماس إن الحوادث التي دارت في القدس ليست إلا البداية، فالقدس خط أحمر لا يمكن تجاوزه. وأكد أن لا مساومة حول القدس(صفحة موسى أبو مرزوق على الفيس بوك، 4 تشرين الأول / أكتوبر 2015).
- وأعلن خضر حبيب المسؤول في الجهاد الإسلامي في فلسطين أن إسرائيل هي المسؤولة الوحيدة عن كل ما يجري في الضفة الغربية والقدس، وأن جميع الإمكانيات مفتوحة وعلى رأسها استئناف العمليات الجهادية لتجاوز إسرائيل كل الخطوط الحمراء، مؤكدا أن جميع التنظيمات ستستخدم كل ما تملكه من وسائل للدفاع عن أبناء الشعب الفلسطيني (الرسالة نت، 5 تشرين الأول / أكتوبر 2015).
هدم منازل الإرهابيين
- إثر ازدياد الاعتداءات الإرهابية تم عقد اجتماع للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية والذي قرر اتخاذ سلسلة من الإجراءات منها هدم منازل الإرهابيين وإجراء الاعتقالات الإدارية. وخلال ليلة ما بين 5-6 تشرين الأول / أكتوبر 2015 وبناء على تعليمات وزير الدفاع قامت قوات سلاح الهندسة التابع للجيش الإسرائيلي تدعمها فرق تابعة للشرطة الإسرائيلية بهدم منازل الإرهابيين المقدسيين الذين كانوا ارتكبوا اعتداءات إرهابية ولم يتم هدم بيوتهم حتى الآن رغم اتخاذ قرار بذلك. كما تم سد غرفة في منزل إرهابي آخر (الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، 6 تشرين الأول / أكتوبر 2015). وكانت المنازل التي تم هدمها تابعة للإرهابيين التالية أسماؤهم:
- محمد نايف جعابيص الذي ارتكب عملية دهس إرهابية في 4 آب / أغسطس 2014 مستخدما جرّافة. وكان قتل في هذا الاعتداء شخص واحد وجرح سبعة آخرون، وقتل الإرهابي في موقع الحادث على أيدي أفراد الشرطة الإسرائيلية.
- غسان أبو جمال الذي ارتكب اعتداء إرهابيا في 18 تشرين الثاني / نوفمبر 2014 حيث اقتحم مع إرهابي آخر كنيسا في حي هار نوف بالقدس وقتل أربعة من المصلين وشرطيا. وقتل الإرهابيان خلال تبادل إطلاق النار في ساحة الاعتداء.
- كذلك تم سد غرفة في بيت الإرهابي معتز إبراهيم خليل حجازي الذي حاول قتل "يهودا غليك" في 29 تشرين الأول / أكتوبر 2014 بجوار مركز تراث بيجين بالقدس.
جهاز الأمن العام يحل قضايا إرهاب شعبي
- تمكن جهاز الأمن العام خلال الأسابيع الأخيرة من حل عدد من قضايا اعتداءات الإرهاب الشعبي من قذف للزجاجات الحارقة ورشق بالحجارة، حيث تم أثناء عمليات لقوات الأمن الإسرائيلية اعتقال أعضاء مجموعة تمارس الإرهاب الشعبي مؤلفة من سكان قرية حزما الواقعة إلى الشمال الشرقي من القدس. وكان أعضاء المجموعة ضالعين في سلسلة من عمليات رشق الحجارة وطوب البناء وإلقاء الزجاجات الحارقة على الحافلات وسائر وسائط النقل الإسرائيلية. وقد تعرض في بعض هذه العمليات عدد من الركاب للإصابة. وتم تقديم لوائح اتهام في حق أعضاء المجموعة الأربعة (صفحة "تسيفاع أدوم" على الفيس بوك، 21 أيلول / سبتمبر 2015).
- اعتقل أربعة شبان من سكان قرية صور باهر شرقي القدس بتهمة قتل ألكساندر ليفلوفيتش. وكان هؤلاء ألقوا بالحجارة في 13 أيلول / سبتمبر 2015 على سيارته، كما تسببوا في إصابة سيدتين. وتتراوح أعمار المعتقلين بين 16-19 وهم سكان قرية صور باهر ويحملون بطاقة هوية إسرائيلية، وذكروا خلال التحقيق معهم أنهم تعمدوا ارتكاب الاعتداء الإرهابي في التاريخ المذكور بالذات لكونه يصادف عشية عيد راس السنة العبرية، حيث تموضعوا في موقع يمكنهم من إلقاء الحجارة على السيارات المارة بعد تأكدهم من كونها تحمل لوحات إسرائيلية. وقام أحد أعضاء المجموعة بارتداء علم حماس خلال قيامه بالعملية، وهو العلم الذي تلقاه خلال مهرجان أقيم في قرية أم الفحم. وبعد إلقائهم للحجارة ومشاهدتهم لنتائج فعلتهم هربوا من المكان بعد تنسيق رواياتهم لإفادة المحققين بها في حال ضبطهم (جهاز الأمن العام، 26 أيلول / سبتمبر 2015).
رغم ما تحمله "المقاومة الشعبية" من طابع العفوية والشعبية، إلا أنه يبدو في السنة الأخيرة أن إرهاب الحجارة والزجاجات الحارقة تميز في عدة حالات بصبغة أكثر تنظيما ومأسسة، وإن كان معظمه لا يحمل هذه السمة في الوقت الحالي. ويبين تحليل مختلف الحوادث والتحقيق مع عناصر عدد من المجموعات التي تم الكشف عنها، أن الحديث يدور في عدة حالات حول تنظيمات محلية قام باستعدادات مسبقة لعملياتها إضافة إلى التفكير في نمط العمل وتوقيته[5]. ويشير كشف مجموعة صور باهر إلى تأثير حماس والشق الشمالي للحركة الإسلامية في إسرائيل على الفاعلين، رغم كون أعمالهم تتميز بالطابع المحلي. |
معبر رفح
- ذكر في 4 تشرين الأول / أكتوبر 2015 أن الاستعدادات قد بدأت لفتح معبر رفح من أجل السماح بعودة 25,000 حاج إلى قطاع غزة، على أن يفتح المعبر في جهة واحدة فقط (اليوم السابع، 4 تشرين الأول / أكتوبر 2015).
- أعلن صائب عريقات سكرتير اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن وفدا برئاسة أبو مازن سيزور مصر قريبا لبحث السبل المفضية إلى فتح معبر رفح (صفا، 4 تشرين الأول / أكتوبر 2015).
أزمة الكهرباء في قطاع غزة
- أفاد الإعلام الفلسطيني بأن القطاع يشهد نقصا ملحوظا في الوقود منذ حوالي ثلاثة أسابيع، وذلك لإغلاق معبر كيرم شالوم وعدم انتظام عمله خلال فترة الأعياد العبرية. وفي هذا الإطار تحدثت وسائل الإعلام عن طوابير طويلة من السكان تمتد عند محطات الوقود في القطاع لتزويد سياراتهم بالوقود (الأيام، 6 تشرين الأول / أكتوبر 2015). يشار إلى أن عودة معبر كيرم شالوم إلى العمل المنتظم هذا الأسبوع وبعد انتهاء فترة الأعياد العبرية من المتوقع أن تنهي أزمة الوقود في القطاع.
- وبالنسبة لتقطع توفير الكهرباء للقطاع بسبب النقص في الوقود أعلنت شركة الكهرباء في القطاع أيضا عن تعطيل جميع الخطوط المصرية التي تزود الجانب الفلسطيني بالكهرباء وذلك إثر وقوع انفجار في الجانب المصري (فلسطين اليوم، 1 تشرين الأول / أكتوبر 2015). وذكر في موعد لاحق أن السلطات المصرية قد أصلحت الخطوط (فلسطين اليوم، 2 تشرين الأول / أكتوبر 2015).
إحباط عملية تهريب إلى قطاع غزة
- حال موظفو الجمارك على معبر نيتسانا الحدودي وجهاز الأمن العام دون تهريب 15 طنا من حمض الكبريتيك المستخدم كمادة خام لإنتاج المتفجرات من إسرائيل إلى قطاع غزة. وقد تضمن طلب الحصول على تصريح لنقل الشحنة المهربة الإعلان أنها تحتوي على مادة التنر، إلا أنها كانت تحتوي كذلك على 15 طنا من مادة حمضية متخمرة تبين لدى فحصها بأنها مادة حمض الكبريتيك بتركيز 90% التي تستخدم كمادة خام في إنتاج مادة تي إن تي ومحظور إدخالها للقطاع (صفحة "تسيفاع أدوم" على الفيس بوك، 24 أيلول / سبتمبر 2015).
قناة مائية على امتداد حدود رفح
- واصل الإعلام الفلسطيني تغطية الأخبار المتعلقة باستمرار الأعمال التي تقوم بها القوات المصرية لحفر قناة مائية على امتداد محور فيلادلفيا وإغراق الأنفاق المحفورة على امتداد الحدود المصرية. وأعلنت سلطة حماية البيئة التابعة لحماس في غزة أن قيام القوات المصرية بضخ مياه البحر على امتداد محور فيلادلفيا سيؤدي إلى زيادة ملوحة المياه الجوفية في القطاع أربعين ضعفا (صفحة شبكة قدس الإخبارية على الفيس بوك، 21 أيلول / سبتمبر 2015).
- وفي المقابل صرح محمود الهباش مستشار أبو مازن للشؤون الإسلامية في مقابلة لفضائية اليوم المصرية بأن من حق مصر بل من واجبها إغلاق الأنفاق في غزة، مشيرا إلى أنه إذا كان إغراق الأنفاق يضر بغزة وسكانها، فإن اللوم في ذلك يقع على حماس (صفحة شبكة قدس الإخبارية على الفيس بوك، 24 أيلول / سبتمبر 2015).
على اليمين: القوات المصرية تضخ مياه من البحر المتوسط في القناة المائية (صفحة شبكة قدس الإخبارية على الفيس بوك، 21 أيلول / سبتمبر 2015). على اليسار: كاريكاتير نشرته حماس يوحي بأن مصر تغرق غزة ولكن غزة متمسكة بسلاحها (فلسطين، 20 أيلول / سبتمبر 2015)
خطاب أبو مازن في الجمعية العامة للأمم المتحدة
- ألقى أبو مازن في 30 أيلول / سبتمبر 2015 خطابا أمام حاضري الجمعية العامة للأمم المتحدة خصص جانبا كبيرا منه لتوجيه الدعوة إلى المجتمع الدولي للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني والعمل على إنشاء دولة فلسطينية تعترف بها الأمم المتحدة وإيجاد آلية دولية لحماية الشعب الفلسطيني من الممارسات الإسرائيلية. وهاجم أبو مازن إسرائيل خلال خطابه متهما إياها بإدارة "دولة أبارتهايد" ضد الفلسطينيين، وألقى عليها مسؤولية فشل جهود التفاوض وتدمير حل الدولتين. وفيما يتعلق بقضية الحرم القدسي حذر أبو مازن إسرائيل بأنه إن استمرت ممارساتها الهادفة لإنهاء الوضع القائم والمس بالمسجد الأقصى، سيؤدي ذلك إلى نسف الوضع سواء في القدس أو في الضفة الغربية.
- وأعلن أبو مازن في معرض خطابه أن دولة فلسطين في حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية هي دولة واقعة تحت الاحتلال. كما أعلن أنه ما دامت إسرائيل لا تلتزم بالاتفاقات الموقعة مع السلطة الفلسطينية، فإن السلطة الفلسطينية ستتحول إلى سلطة عديمة الصلاحيات الحقيقية. وأكد أنه في حالة لم تلتزم إسرائيل بالاتفاقات فإن السلطة لن تلتزم هي الأخرى بالاتفاقات وسيكون على إسرائيل باعتبارها حكم احتلال تحمل كامل المسؤولية المترتبة على ذلك (فلسطين اليوم، القدس، 30 أيلول / سبتمبر 2015). ومع ذلك تجنب أبو مازن الإشارة بشكل محدد إلى إلغاء اتفاقيات أوسلو أو وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل.
- وبعد يوم واحد من الخطاب أكد محمود الهباش مستشار أبو مازن بأن أبو مازن لم يعلن عن إلغاء الاتفاقات المعقودة مع إسرائيل، وإنما ربط الالتزام الفلسطيني بها بمدى الالتزام الإسرائيلي. وقال إن القرار لن يتم تطبيقه في الغد (معا، 1 تشرين الأول / أكتوبر 2015). وخلال مكوث أبو مازن في الأمم المتحدة وعلى هامش مباحثات الجمعية العامة أقيمت عند مقر الأمم المتحدة مراسم رفع علم فلسطين. وحضر المراسم السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون ومندوبون رفيعو المستوى عن الدول الغربية والآسيوية والأفريقية. وأكد سكرتير الأمم المتحدة خلال المراسم أنها تمثل مصدر فخر وأمل للشعب الفلسطيني (يوتيوب، 30 أيلول / سبتمبر 2015).
- ووجه مسؤولو حماس انتقادا إلى خطاب أبو مازن، وطلبت حماس منه الإعلان بشكل نهائي عن انتهاء اتفاق أوسلو إضافة إلى توقف التنسيق الأمني مع إسرائيل ومد يده للمقاومة في الضفة. كما ناشدت حماس أبو مازن التوجه إلى المحكمة الدولية بطلب متابعة الجرائم الإسرائيلية (موقع حماس، 30 أيلول / سبتمبر 2015).
التحريض على العنف في الشبكات الاجتماعية
- مثلت الحوادث الإرهابية في الضفة الغربية والقدس خلفية لقيام فتح وحماس بالتحريض على العنف على الشبكات الاجتماعية. ومن أمثلة ذلك نشر سلطان أبو العينين عضو اللجنة المركزية لفتح الذي يعمل كذلك مستشارا لأبو مازن رسالة ضمن صفحته الرسمية على الفيس بوك أشاد فيها بالفلسطينيين الذين قتلوا في حوادث الموجة الإرهابية وأثنى عليهم، حيث وصفهم بالشموع التي تضيء الطريق إلى مذبح الحرية (صفحة سلطان أبو العينين على الفيس بوك، 4 تشرين الأول / أكتوبر 2015).
سلطان أبو العينين يمدح ويمجد قتلى موجة الإرهاب ويصفهم بالشموع التي تضيء الطريق إلى مذبح الحرية صفحة سلطان أبو العينين على الفيس بوك، 4 تشرين الأول / أكتوبر 2015)
- وتضمن حساب فتح على التويتر بوسترات تدعو إلى ممارسة الإرهاب والعنف ضد إسرائيل. وفي هذا الإطار نشر بوستر يشجع على ارتكاب عمليات الطعن الإرهابية في القدس، وآخر يشجع على القيام بعمليات "المقاومة" في الضفة الغربية (حساب مفوضية التعبئة والتنظيم التابعة لفتح على التويتر، 3 و4 تشرين الأول / أكتوبر 2015).
على اليمين: بوستر صادر عن فتح يدعو إلى طعن الإسرائيليين في القدس (والعنوان بالعبرية يقول: هنا القدس أيها المجانين فاحذرو!) (حساب مفوضية التعبئة والتنظيم التابعة لفتح على التويتر، 4 تشرين الأول / أكتوبر 2015). على اليسار: بوستر يحرض على الإرهاب والعنف في الضفة الغربية: "تسلم يدك يا فدائي... تسلم اليد التي تقاوم"
- ونشرت في صفحات حماس على الفيس بوك أيضا، سيما على صفحات المنظمات الطلابية المحسوبة عليها، بوسترات تدعو إلى استمرار المقاومة والانتفاضة، وحرصت الشبكات الاجتماعية على تصميم شعار خاص بالأحداث، وفيما يلي عدد من الأمثلة والنماذج:
بوستر يظهر فيه شباب فلسطينيون ملثمون في منطقة تشهد المواجهات جاء في البوستر: "لقم البارود هيا أيقظ بالضفة فرسانا". على اليسار: بوستر صادر عن حملة "لبيك يا أقصى" يظهر فيه شاب فلسطيني ملثم وهو يلقي زجاجة حارقة وإطارا مشتعلا باتجاه قوة إسرائيلية تظهر تحته، وجاء فيه: يا شعبي بالضفة قم! اضرب بالخنجر والحجر، اسحق أعداءك كن حاسم، احرق أعداءك بالنار. (صفحة الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح على الفيس بوك، 4-5 تشرين الأول / أكتوبر 2015)
بوستران يدعوان إلى تخريب كاميرات المراقبة الأمنية (صفحة شبكة فلسطين للحوار، 6 تشرين الأول / أكتوبر 2015)
على اليمين: بوستر صادر عن حماس إثر الاعتداء الإرهابي في نابلس يشيد بعمليات "المقاومة" في الضفة الغربية دعما للأقصى: "عملية نابلس"، "الضفة تقاوم" (موقع المركز الفلسطيني للإعلام، 5 تشرين الأول / أكتوبر 2015). على اليسار: بوستر نشرته حماس بعد الاعتداء الإرهابي الذي تم ارتكابه بجوار "إيتامار"، يستهدف إشعال الضفة الغربية: "عملية نابلس"، "الضفة" (شبكة فلسطين للحوار، 2 تشرين الأول / أكتوبر 2015)
[1] حول مميزات هذه السياسة انظر دراسة مركز المعلومات الصادرة (بالإنجليزية) في 26 شباط / فبراير 2014 بعنوان"الإرهاب والعنف في الضفة الغربية خلال عام 2013: معطيات ومميزات واتجاهات".
[2] تم آخر تحديث لهذه البيانات الإحصائية في 7 تشرين الأول / أكتوبر 2015 وتستثنى منها قذائف الهاون والصواريخ التي تم إطلاقها ولكنها سقطت داخل قطاع غزة
[3] استثني من هذه البيانات إطلاق قذائف الهاون وسقوط الصواريخ داخل أراضي قطاع غزة
[4] وقالت حماس إن الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية قمعت احتجاجا شعبيا داعما للمسجد الأقصى بعد صلاة الجمعة في مسجد في طولكرم، حيث اعتقلت نحو عشرين شخصا كانوا يشاركون في هذا الاحتجاج (صفا، 2 تشرين الأول / أكتوبر 2015). وأشار سامي أبو زهري الناطق بلسان حماس إلى أن قمع الاحتجاج يتعارض مع خطاب أبو مازن في الجمعية العامة للأمم المتحدة (موقع حماس، 2 تشرين الأول / أكتوبر 2015).
[5] انظر بهذا الشأن نشرة مركز المعلومات الصادرة في 31 آب / أغسطس 2015 بعنوان "من الملاحظ أن السنة الأخيرة تشهد طابعا أكثر نظامية "للمقاومة الشعبية" ("الإرهاب الشعبي") في القدس والضفة الغربية.