- في 26 آب / أغسطس 2014، وبعد خمسين يوما من القتال، سرى مفعول وقف اطلاق النارلمدة غير محدودة. ومنذ الحين، والتهدئة ملتزم بها في قطاع غزة. وتضمن اتفاق وقف إطلاق النار فتح المعابر حالا وتوسيع منطقة صيد الأسماك. وخلال شهر تبدأ الأطراف مناقشة القضايا الأساسية، ومن ضمنها تجريد القطاع من السلاح وإنشاء مطار وميناء بحري.
- عقدت في قطاع غزة وفي أنحاء الضفة الغربية مهرجانات تدعي بالنصر. وتكررت في خطابات المسؤولين رسالة مفادها ان "المقاومة" تمكت خلال أيام القتال من دحر إسرائيل وتغيير قوانين اللعبة وشل الحياة في إسرائيل. كما شدد المتحدثون على أن هذه ليست آخر معركة تخوضها "المقاومة"، وإنما مرحلة هامة أخرى في التقدم نحو هدف تحرير القدس وفلسطين. كما أكدوا أنهم لن يوافقوا على نزع السلاح عن القطاع.
- وفي الوقت نفسه، بدأت جهود إعادة إعمار القطاع، حيث تقرر عقد مؤتمر دولي حول هذا الموضوع في القاهرة خلال الشهر المقبل(تشرين الأول / أكتوبر).
الإعلان عن وقف إطلاق النار
- في السابعة من مساء 26 آب / أغسطس 2014، وبعد قتال دام خمسين يوما، دخل حيز التنفيذ وقف اطلاق النارلمدة غير محدودة. وبمقتضى اتفاق الأطراف، تضمن الاتفاق وقف إطلاق النار وفتح المعابر وتوسيع منطقة صيد الأسماك. وفي هذا الإطار تعهدت إسرائيل بفتح المعابر فورا والسماح بدخول المواد الإنسانية والمواد اللازمة لإعادة إعمار القطاع تحت الإشراف الإسرائيلي. كما وافقت إسرائيل على توسيع المنطقة التي يجوز فيها صيد الأسمال إلى ما يتجاوز الثلاثة أميال. وخلال شهر واحد تباشر الأطراف مناقشة القضايا الأساسية، ومن ضمنها تجريد القطاع من السلاح وإنشاء مطار وميناء بحري (ynet، 26 آب / أغسطس 2014). وفي 30 آب / أغسطس 2014 أعلنت قيادة الجبهة الداخلية عن عودة الأوضاع الطبيعية وإقفال الملاجئ العمومية (الناطق بلسان جيش الدفاع الإسرائيلي، 30 آب / أغسطس 2014).
- وقد تواصلحتى موعد إعلان وقف إطلاق النار الإطلاق المكثف للصواريخ وقذائف الهاون باتجاه الأراضي الإسرائيلية، ولا سيما قرى وبلدات المنطقة المحيطة بقطاع غزة، بل ازداد إطلاق النار كثافة عند اقتراب موعد سريان وقف إطلاق النار، حيث قتل إسرائيليان قبل ساعات معدودة من سريان وقف إطلاق النار جراء إصابتهما بشظايا قذيفة هاون، وهما من سكان قرية نيريم التعاونية، حين كانا يقومان بإصلاح خطوط للضغط العالي كانت تضررت من جراء إطلاق النار. وواصلت طائرات تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي الإغارة على عشرات الأهداف الإرهابية في أنحاء القطاع.
حصيلة لحملة "الجرف الصامد" حتى وقف إطلاق النار
- بلغ مجموع ما تم رصده خلال أيام حملة "الجرف الصامد" 3852 صاروخافي الأراضي الإسرائيلية. كما أطلقت المئات من قذائف الهاون، ولا سيما باتجاه القرى المتاخمة للقطاع. واعترضت تسع منظومات للقبة الحديدية منتشرة في أنحاء إسرائيل نحو 735 صاروخا.
- نفذ سلاح الجو الإسرائيلي ما يزيد عن 5200 غارة على أهداف إرهابية في أنحاء قطاع غزة. ومن بين الأهداف التي تمت الإغارة عليها (الناطق بلسان جيش الدفاع الإسرائيلي، 29 آب / أغسطس 2014):
- 1814 منصة إطلاق وأهداف أخرى متصلة بنظام إطلاق الصواريخ والقذائف الصاروخية.
- مئات المباني المستخدمة كمواقع عسكرية.
- 1914 مركز قيادة وسيطرة وبنية تحتية.
- 237 مؤسسة من مؤسسات الحكم الداعمة للنشاط الإرهابي.
- 191 موقعا لصنع وتخزين الوسائل القتالية.
- وفي إطار النشاط العسكري عملت القوات البرية التابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي بشكل رئيسي ضد منظومة أنفاق حماس، حيث شمل التعامل مع الأنفاق تحديد مواقع ومسح وتدمير 32 نفقا، تم تدمير 13 منها تدميرا تاما، فيما تم شل 13 نفقا آخر عن العمل وتعطيل عمل ستة أنفاق أخرى. وتضمنت جميع الأنفاق عددا كبيرا من التفرعات، وكانت فتحاتها، والتي كانت بعضها مفخخة، منتشرة في جميع أنحاء القطاع. واستهدف تدمير الأنفاق إحباط الاعتداءات الإرهابية التي كانت حماس تخطط لارتكابها عبرها (الناطق بلسان جيش الدفاع الإسرائيلي، 28 آب / أغسطس 2014).
- بلغ مجموع القتلى في حملة "الجرف الصامد" 66 قتيلا من الجنود وستة مدنيين.
ردود فعل وتصريحات لمختلف الأطراف
إسرائيل
- قال بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، إن إسرائيل لم توافق على قبول أي من الشروط التي وضعتها حماس، حيث تم التوصل إلى وقف إطلاق النار دون شروط، وكان الأمر الوحيد الذي قبلت به إسرائيل هو تنفيذ عملية إعادة تأهيل إنساني لقطاع غزة على أن تمتلك إسرائيل وسائل وإمكانات مراقبتها، وذلك منعا لإدخال الأسلحة أو المواد القابلة للاستخدام في صنع الوسائل القتالية (موقع مكتب رئيس الوزراء، 27 آب / أغسطس 2014).
السلطة الفلسطينية
- أبرزت وسائل الإعلام الفلسطينية الدور الذي لعبه أبو مازن، رئيس السلطة الفلسطينية، في التوصل إلى وقف إطلاق النار والجهود التي بذلها في التوصل إلى قرار إعادة إعمار القطاع. وفي مقابلة مع أبو مازن، وجه أصابع الاتهام إلى حماس في مسؤولية بدء حملة "الجرف الصامد"، مؤكدا أنه لا يجوز لأي فصيل شن حرب بشكل مستقل. وقال إن قرار السلام والحرب يجب ألا تتخذه إلا حكومة موحدة. ولمح أبو مازن في كلامه إلى وجود "حكومة ظل" في قطاع غزة تعارض المصالحة ووحدة الشعب الفلسطينية. وفي معرض إشارته إلى "الجرائم" الإسرائيلية خلال الحرب ذهب إلى حد الحديث عن محرقة لا يجوز تكرارها معلنا أنه سيلجأ إلى المؤسسات الدولية مطالبا بشجب إسرائيل. كما أعلن أبو مازن أنه معني بالتقدم نحو حل سياسي يعتمد على حدود العام 1967 (القناة الفلسطينية الرسمية، 28 آب / أغسطس 2014).
التنظيمات الفلسطينية في قطاع غزة
- أعربت جميع التنظيمات الفلسطينية وعلى رأسها حماس عن ارتياحها الكبير لسريان مفعول وقف إطلاق النار. وفي الوقت نفسه بدأت في قطاع غزة عملية إرساء دعائم رواية النصر. فقد تكررت في الخطابات التي ألقاها كبار المسؤولين رسالة مفادها أنهم تمكنوا خلال أيام القتال من دحر إسرائيل وتغيير "قوانين اللعبة" وشل الحياة في إسرائيل. كما شدد المتحدثون على أنها ليست المعركة الأخيرة التي تخوضها "المقاومة"، بل إنها مرحلة هامة أخرى على طريق دعم هدف تحرير القدس وفلسطين. كما أكد الخطباء أنهم لن يقبلوا بنزع سلاح القطاع.
حماس
- بعيد الإعلان عن وقف إطلاق النار خرج كبار مسؤولي حماس من مخابئهم التي أقاموا فيها طيلة الحملة، واشتركوا في مهرجانات النصر ومظاهراته، وهم حريصون على تأكيد كون النصر قد تم بفضل تلاحم جميع الأجنحة العسكرية في الميدان وعملها كجناح واحد.
- بعد مضي يوم واحد على وقف إطلاق النار أطل إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس لأول مرة على الجماهير ليلقي خطابا قبالة مقر المجلس التشريعي في غزة. وفي كلامه شدد هنية على أنهم قد علموا إسرائيل درسا وان إسرائيل قد غيرت في أعقاب الحملة خططها العسكرية حيث أصبحت ترتكز منذ الآن على الدفاع بدلا من الهجوم. وقال إنها حرب غير مسبوقة في تاريخ إسرائيل وإن النصر في هذه المعركة قوته أضعاف قوة النصر المتحقق في المعركة السابقة (حملة عمود السحاب). وأثنى على صمود سكان القطاع، واصفا إياهم بالأبطال. كما أكد "استشهاد" كبار قادة الجناح العسكري قائلا إنهم رموز النصر. وهنأ هنية جميع الأجنحة العسكرية، وعلى رأسها الجناح العسكري لحماس (قناة الأقصى، 27 آب / أغسطس 2014).
- وفيما يلي مزيد من التصريحات:
- ألقى أبو عبيدة، الناطق بلسان الجناح العسكري لحماس، كلمة في حي الشجاعية، أكد فيها انتصار "المقاومة" على إسرائيل. وأشاد أبو عبيدة بقدرات الجناح العسكري وما حققه من نجاحات في ضرب العمق الإسرائيلي، وتشريد عشرات الآلاف من سكان الجنوب الإسرائيلي وإنزال ستة ملايين من السكان إلى الملاجئ. واتهم إسرائيل بإعداد بنك أهداف "كاذب" يتضمن رياض الأطفال والملاجئ المدنية والمستشفيات والمدارس، في الوقت الذي ركز فيه الجناح العسكري على مهاجمة الأهداف العسكرية فقط (قناة الأقصى، 27 آب / أغسطس 2014).
- قال موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي لحماس إن "المقاومة" انتصرت في المعركة، مضيفا أن رئيس الحكومة الإسرائيلية لم يحقق أي شرط من الشروط التي وضعتها إسرائيل للاتفاق، ولا سيما ما يتعلق بالحد من تطوير الوسائل القتالية والقدرات العسكرية لحماس. كما أن إسرائيل لم تنجح في تدمير الأنفاق وإخضاع أحد (معا، 28 آب / أغسطس 2014). وفي تصريح آخر له قال موسى أبو مرزوق إن وقف إطلاق النار الحالي بين إسرائيل وحماس مفتوح وأن موعد استئناف المفاوضات في مصر سيتحدد خلال الأيام القليلة المقبلة. وحمّل حكومة الوفاق الوطني كامل مسؤولية الوضع السائد في القطاع ومسؤولية إعادة إعماره (قناة الأقصى، 31 آب / أغسطس 2014).
- صرح سامي أبو زهري، الناطق بلسان حماس، بأن أولويات حماس في الوقت الحاضر تتمثل في إعادة إعمار القطاع واستعادة قدرات "المقاومة" والاستفادة سياسيا من نجاحها العسكري. وأضاف أن الاتفاق يلبي العديد من المطالب، وأن ثمة مطالب أخرى سيتم مناقشتها في الفترة القادمة، مشيرا إلى أن حماس تحتفظ "بأوراق مساومة" كثيرة تمثل ضغطا على إسرائيل لكي تستجيب للمطالب وتلتزم بكل ما تم الاتفاق عليه (صفا، 27 آب / أغسطس 2014).
- أعرب المسؤول في حماس محمود الزهار عن اقتناعه بأن الحكومة الإسرائيلية سوف تلتزم بالأمور التي دار حولها النقاش ضمن إطار اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن التزام إسرائيل بالاتفاق ليس مرده إلى عادتها في الالتزام بالمواثيق والعهود والاتفاقات، وإنما إلى مصلحتها في حفظ الهدوء ومعرفتها بأنها ليست قادرة على العودة إلى العدوان (القدس العربي، 29 آب / أغسطس 2014).
الجهاد الإسلامي في فلسطين
- أجرى رمضان عبد الله شلح، الأمين العام للجهاد الإسلامي في فلسطين اتصالا بأبو مازن شاكرا له جهوده للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار (وفا، 27 آب / أغسطس 2014). بدوره قال خالد البطش، المسؤول في الجهاد الإسلامي في فلسطين ومندوب التنظيم إلى وفد محادثات التهدئة في مصر، إن الوفد الفلسطينية في انتظار دعوة رسمية لاستئناف المحادثات. وأضاف أن مصر قد طلبت من الجانب الفلسطيني إبلاغها بشكل مفصل بأي انتهاك لوقف إطلاق النار من أجل البحث في كل عملية انتهاك (فلسطين اليوم، 31 آب / أغسطس 2014).
مصر
- ذكر إيهاب بدوي، الناطق بلسان الرئاسة المصرية أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تلقى اتصالا هاتفيا من أبو مازن الذي شكر مصر على ما بذلته من مساع وما أجرته من اتصالات مكثفة ناجحة من أجل الوصول إلى وقف لإطلاق النار. وقد أكد الرئيس السيسي خلال الاتصال أن القضية الفلسطينية قضية مركزية بالنسبة لمصر وأن مصر سوف تستمر في دعم الحقوق الفلسطينية وصولا إلى إنشاء دولة مستقلة (المصري اليوم، 27 آب / أغسطس 2014). بدوره قال وزير الخارجية المصرية سامح شكري، إن مصر ستباشر في الأيام القليلة القادمة إجراء اتصالات مع الجانب الإسرائيلي والجانب الفلسطيني لوضع وثيقة تستند إليها المفاوضات غير المباشرة. وتمنى الوزير المصري أن يلتزم الطرفان بإجراء مفاوضات فعالة ليتم التوصل إلى تفاهم كامل (روسيا اليوم، 31 آب / أغسطس 2014).
إيران
- تحدث محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني، مع كل من رمضان عبد الله شلح، الأمين العام للجهاد الإسلامي في فلسطين، وخالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحماس، مهنئا بالنصر في المعركة ومعربا عن أمله في ألا يكون هذا النصر سوى فاتحة لأخرى أكبر منه. كما تحدث سكرتير المجلس الإيراني الأعلى مع مشعل وشلح مؤكدا وقوف إيران الدائم بجانب "المقاومة" (خبر، إيسنا، 28 آب / أغسطس 2014)
- كما أثنى علي أكبر ولايتي، مستشار الزعيم الإيراني للشؤون الدولية، على الشعب الفلسطيني لصموده في القتال لمدة خمسين يوما قبل أن يتمكن من الحصول على الشروط التي كان يطالب بها شرطا لوقف إطلاق النار. وأضاف أن إيران هي التي مدت الفلسطينيين بمعظم الأسلحة التي استخدموها خلال القتال وهي من ساعدهم على صنع مثل هذه الأسلحة ذاتيا. وقال إن إيران كانت الدولة الوحيدة التي دعمت قطاع غزة، لخشية باقي الدول من تقديم العون نظرا لضغوط الدول الغربية (العالم، 31 آب / أغسطس 2014).
إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل
- استمر الإطلاق المكثف للصواريخ وقذائف الهاون باتجاه الأراضي الإسرائيلية، وقرى المنطقة المحيطة بقطاع غزة بوجه خاص حتى الإعلان عن وقف إطلاق النار. وقبيل موعد سريان وقف إطلاق النار ازداد الإطلاق شدة، حيث تم في الخامسة مساء إطلاق صليات من الصواريخ باتجاه أشدود وأشكلون وأوفاكيم وكريات ملاخي وبئر السبع. وبالتزامن مع ذلك تواصل إطلاق قذائف الهاون باتجاه قرى المنطقة المحيطة بالقطاع. وقتل في 26 آب / أغسطس 2014 نتيجة إطلاق قذائف الهاون، وقبل ساعات معدودة من سريان وقف إطلاق النار، إسرائيليان من سكان قرية نيريم التعاونية.
القتلى الإسرائيليون
- نتيجة إطلاق قذائف الهاون قتل في 26 آب / أغسطس 2014 إسرائيليان من سكان قرية نيريم التعاونية بعد إصابتهما بشظايا فيما كانا يقومان بإصلاح خط للضغط العالي كان تضرر بفعل إطلاق النار. كما أصيب خمسة أشخاص بجروح، جروح أحدهم بالغة. والقتيلان هما:
- المرحوم زئيف عتسيون، 55 سنة، متزوج وأب لخمسة أولاد. كان يعمل، ومنذ فترة طويلة، مسؤولا عن الأمن في قرية نيريم التعاونية.
- المرحوم شاحار ميلاميد، 43، متزوج وأب لثلاثة أطفال، وقد عمل نائبا للمسؤول عن الشؤون الأمنية.
- في 29 آب / أغسطس 2014 مات متأثرا بجراحه المرحوم الجندي في جيش الدفاع الإسرائيلي الرقيب نتنئيل مامان، الذي كان قد جرح في 22 آب / أغسطس 2014 من شظايا أحد الصواريخ، حين كان يسوق سيارته بجوار قرية غان يافني. وكان الرقيب نتنئيل مامان يعمل فنيا في سلاح الأسلحة. وتوفي جندي آخر هو المرحوم الرقيب شاحار شاليف، متأثرا بجراحه في 31 آب / أغسطس 2014. وكان الرقيب شاحار شاليف البالغ العشرين من عمره ومن سكان قرية ألونيه هباشان، قد أصيب بجروح بالغة في القتال الذي شهدته مدينة خان يونس في 23 تموز / يوليو 2014.
إعلان مسؤولية إطلاق النار
- تبنى مسؤولية معظم حوادث إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون الجناح العسكري لحماس والجناح العسكري للجهاد الإسلامي في فلسطين. وأعلنت تنظيمات أخرى، من أمثال لجان المقاومة الشعبية هي الأخرى مسؤوليتها عن إطلاق النار. وحاولت التنظيمات الإرهابية خلال الأيام الأخيرة من حملة "الجرف الصامد" الحفاظ على استمرارية إطلاق النار، ومعظمها نيران قذائف الهاون، باتجاه قرى المنطقة المحيطة بقطاع غزة.
ردود فعل جيش الدفاع الإسرائيلي
- بناء على قرار إسرائيل الرد على أية محاولة لإطلاق النار باتجاه إسرائيل، نفذت طائرات تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي عددا كبيرا من الغارات على أهداف إرهابية في قطاع غزة. وقد واصلت طائرات سلاح الجو حتى دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ مهاجمة عشرات الأهداف الإرهابية في قطاع غزة.
استخدام المباني العامة غطاء للنشاط العسكري الإرهابي
- خلال أيام حملة "الجرف الصامد" اعتقلت قوات الأمن الإسرائيلية نحو 150 عنصرا من حماس وغيرها من التنظيمات الإرهابية في قطاع غزة، والذين تم اقتيادهم للتحقيق معهم، وتم أساسا استخدام المعلومات المسبقة التي أفادوا بها حول إجراءات مخطط لها من التنظيمات الإرهابية في إيصالها إلى القوات الإسرائيلية وهي في ساحة القتال. وقد تكررت خلال التحقيقات قضية قيام حماس باستغلال المدنيين والمباني العامة للقيام بنشاطها العسكري الإرهابي. وفي هذا الإطار برز استخدام المساجد والمستشفيات كنقاط تجميع وملتقيات ومخابئ. كما أفادت التحقيقات بقيام حماس بحفر الأنفاق وحفرات إطلاق الصواريخ بجوار المؤسسات المذكورة بالإضافة إلى مَوْضَعة مستودعات الوسائل القتالية فيها (جهاز الأمن العام، آب / أغسطس 2014). وفيما يلي عدد من الأمثلة:
- استخدام المساجد
- أفاد عبد الرحمن بعلوشة من سكان خان يونس بوجود مسجدين في المدينة يتم استخدامهما نقطتي تجمع والتقاء لعناصر حماس، حيث تتم اللقاءات في مسجد الأبرار داخل الملجأ الأرضي الموجود فيه.
- وذكر محمد رمضان، من سكان خان يونس أنه خلال شهر شباط / فبراير 2014 خضع للتدريب على استخدام الأسلحة المضادة للدبابات، والذي كان يجري داخل قاعة موجودة تحت مسجد الشافعي في خان يونس. وقال إن المكان يستخدمه الجناح العسكري لحماس مركزا تدريبيا، مشيرا إلى أن مسجدي الإصلاح والبنا في خان يونس تم استخدامهما خلال القتال كنقطتي تجمع للانطلاق للأعمال العسكرية، بما فيها العمل داخل الأنفاق الهجومية.
- وأفاد محمد القدرة من سكان خانيونس أن المساجد يتم استخدامها في إخفاء الوسائل القتالية ومن بينها الأر.بي.جي. والرشاشات الثقيلة من نوع PKCوبنادق الكلاشنكوف.
- وذكر حاتم أبو رضا من سكان قرية خزاعة أن مسجد التقوى يتم استخدامه نقطة مراقبة تنقل منها التعليمات إلى مجموعات زارعي المتفجرات المؤلفة من عناصر في الجهاد الإسلامي في فلسطين.
- موضعة الأنفاق بجوار رياض الأطفال: ذكر محمد أبو دراز من سكان عبسان الكبيرة أن النفق الذي كان يعمل بداخله كان قد بدأ العمل في حفره في نقطة ملاصقة لعيادة طبية في الفواخير. وأضاف أن هناك روضة للأطفال بجوار المنطقة التي كان اعتقل فيها، وبجوارها عيادة طبية. وقال إنه ورفاقه تلقوا تعليمات مفادها أنه في حال قيامهم بعملية خطف، عليهم إحضار المخطوف إلى روضة الأطفال.
- استخدام المستشفيات كمخابئ:
- أفاد محمد القدرة من سكان خانيونس بأن كبار مسؤولي حماس يتسترون في المستشفيات، مشيرا إلى أن حراس المسؤولين يرتدون عادة أزياء الشرطة وأنهم يقفون في نقاط الاستقبال في المستشفيات، حيث يمنعون المرضى من الاقتراب منهم.
- وذكر نافذ شلوف من سكان رفح أن مستشفى النجار يختفي فيه مسؤولون في كل من حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين. وأضاف أن أعدادا من المرضى المحتاجين للعلاج الطبي تم إخراجهم من المستشفى.
أحداث عنيفة
- استمرت أعمال العنف في الضفة الغربية في إطار ما يسمى "المقاومة الشعبية". وفي هذا النطاق تم إلقاء الحجارة باتجاه قوات الأمن والمدنيين الإسرائيليين، كما ألقيت الزجاجات الحارقة على الطرقات الرئيسية في الضفة الغربية. كذلك تم تنظيم المظاهرات في المدن الكبرى وبؤر الاحتكاك " التقليدية" (بلعين، نعلين، النبي صالح، قدوم، بيت أمّر وغيرها)، معظمها تضامنا مع قطاع غزة.
- فيما يلي عدد من الأحداث:
- 31 آب / أغسطس 2014 – إلقاء الحجارة باتجاه وسائط النقل الإسرائيلية بجوار مفرق حلحول(شمال الخليل). وأصيب شاب يناهز العشرين من عمره بجروح طفيفة، كما لحقت أضرار بعدد من السيارات (وكالة تتسبيت، 31 آب / أغسطس 2014).
- 31 آب / أغسطس 2014– إلقاء الحجارة باتجاه سيارة إسرائيلية بجوار دير أبو مشعل (إلى الشمال الغربي من رام الله). وأصيبت إسرائيلية بجروح طفيفة فيما لم تصب بأذى حفيداتها اللاتي كن معها داخل سيارتها. ولحقت أضرار بالسيارة (وكالة تتسبيت، 31 آب / أغسطس 2014).
- 1 أيلول / سبتمبر 2014 – إلقاء الحجارة باتجاه حافلة في القدس. وأصيبت طفلة تبلغ الثالثة من عمرها بجروح طفيفة من بعض شظايا الزجاج وتم نقلها إلى المستشفى (الشرطة الإسرائيلية، 1 أيلول / سبتمبر 2014).
- 1 أيلول / سبتمبر 2014– إلقاء زجاجة حارقة باتجاه سيارة إسرائيلية بجوار مفرق "تابواح". وأصيب مدني إسرائيلي بجروح طفيفة (الشرطة الإسرائيلية، 1 أيلول / سبتمبر 2014).
على اليمين: سيارة متضررة في مفرق حلحول (وكالة تتسبيت، 31 آب / أغسطس 2014). على اليسار: سيارة متضررة بجوار دير أبو مشعل (وكالة تتسبيت، 31 آب / أغسطس 2014، تصوير إيهود أميتون)
حصيلة الاعتداءات الإرهابية المرتكبة خلال شهر تموز / يوليو 2014
- أفاد جهاز الأمن العام أن شهر تموز / يوليو 2014 (فترة حملة "الجرف الصامد" في قطاع غزة) شهد ارتفاعا ملموسا لعدد الاعتداءات الإرهابية التي تم ارتكابها في الضفة الغربية والقدس، لتبلغ 507 اعتداءات إرهابية[3] مقابل 100 اعتداء إرهابيا تم ارتكابها خلال شهر حزيران / يونيو 2014. وتمثلت معظم الاعتداءات، أي 424 منها، في إلقاء الزجاجات الحارقة، منها 77 في القدس (مقابل 71 اعتداء من هذا القبيل خلال شهر حزيران / يونيو). كما تم ارتكاب 35 اعتداء على شكل إلقاء المتفجرات، منها خمسة في القدس، بالإضافة إلى 13 اعتداء على شكل إطلاق النار من الأسلحة الخفيفة (واحد منها في القدس). وفي الوقت نفسه سجل ارتفاع حاد في عدد حالات الإخلال بالأمن والنظام والاشتباك مع قوات الأمن الإسرائيلية (موقع جهاز الأمن العام).
مهرجانات خطابية بمناسبة انتهاء القتال
- شارك العديد من الفلسطينيين في مهرجانات خطابية نظمتها حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين في الضفة الغربية بمناسبة الإعلان عن وقف إطلاق النار. وقد أشرفت الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية على الأحداث، حيث صادرت رايات حماس، بل واعتقلت عددا من العناصر (صفا، الرسالة نت، 30 آب / أغسطس 2014).
- في مهرجان خطابي تم عقده في الخليل، وشارك فيه أنصار حماس، استمع الحضور إلى تسجيل لخطاب ألقاه المسؤول في حماس محمود الزهار، حيث دعا إلى تطبيق التجربة القتالية التي اكتسبتها "المقاومة" على الضفة الغربية، كما طالب بمقاطعة السلع الإسرائيلية (العربي الجديد، 29 آب / أغسطس 2014). وفي نابلس تم تنظيم مهرجان خطابي تحت عنوان "نصر غزة مجد الأمة" حضره العديد من أنصار حماس. واستمع المشاركون إلى خطاب لكل من خليل الحية، عضو المكتب السياسي لحماس، ووالد يحيا عياش، المسؤول الكبير في حماس الذي قتل في عملية لجيش الدفاع الإسرائيلي (صفا، 29 آب / أغسطس 2014).
- في 30 آب / أغسطس 2014 أقيم قبالة مقر بلدية البيرة احتفال بالنصر قامت حماس بتنظيمه تحت عنوان "البيعة والانتصار". وحضر الاحتفال عناصر حماس الذين قدموا نماذج للصواريخ وغيرها من الوسائل القتالية، كما أقيم عرض شبه مسرحي يمثل عملية سيطرة على موقع عسكري إسرائيلي وخطف بعض الجنود (صفحة الكتلة الإسلامية في جامعة بير زيت على الفيس بوك، 30 آب / أغسطس 2014؛ PALDF، 30 آب / أغسطس 2014).
على اليمين: عناصر حماس يمسكون بنماذج للأسلحة التي تم استخدامها خلال حملة "الجرف الصامد". على اليسار: عرض شبه مسرحي لمحاولة خطف جنود من جيش الدفاع الإسرائيلي من موقع عسكري إسرائيلي (صفحة الكتلة الإسلامية في جامعة بير زيت على الفيس بوك، 30 آب / أغسطس 2014)
حالة المعابر
معبر رفح
- عند الإعلان عن وقف إطلاق النار فتح معبر رفح، ومن أجل مغادرة الجرحى الفلسطينيين لتلقي العلاج في مصر أساسا، كما من أجل إدخال قوافل المساعدات الطبية إلى قطاع غزة. ومع ذلك فدوام المعبر ما زال ضيق النطاق (فلسطين اليوم، 30 آب / أغسطس 2014).
- إشارة إلى معبر رفح قال سامح شكري، وزير الخارجية المصرية، إن المعبر يحمل طابعا خاصا وهو وثيق الصلة بالسيادة المصرية. وأضاف أن مصر تنظر إلى معبر رفح بنفس ما تنظر به إلى مطارها الدولي، لذلك تقوم بتسيير المعبر بما يلبي احتياجاتها الأمنية (روسيا اليوم، 31 آب / أغسطس 2014).
- ذكر بدر عبد العاطي، المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أن مصر لن تسمح لأي جهة أجنبية بالحضور على الجانب المصري من معبر رفح، مؤكدا أن اتفاق المعابر الموقع في العام 2005، والذي كان هدفه تنظيم الحركة على المعابر الواقعة على الحدود بين مصر وقطاع غزة، قضى بحضور بعثة أوروبية على الجانب الفلسطيني من المعبر. وأوضح أن مصر ليست طرفا من أطراف اتفاق المعابر، وإنما أطرافه هي كل من السلطة الفلسطينية وإسرائيل والاتحاد الأوروبي، فيما الجانب المصري لمعبر رفح خاضع بشكل مطلق للسيادة المصرية (مصراوي، 27 آب / أغسطس 2014).
أوضاع قطاع غزة
- بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار أخذ سكان القطاع يعودون إلى بيوتهم. وبحسب أقوال يوسف موسى، مدير وكالة الغوث الأونروا في رفح لم يبق في مراكز الأونروا سوى من أصبحوا بلا مأوى وهم أيضا سيتم إيجاد حل بديل لهم عبر تمويل الإيجار أو إيجاد منزل بديل (الأيام، 30 آب / أغسطس 2014). وقد طلبت الأونروا تخصيص مبلغ 295.4 مليون دولار لها من أجل تقديم الدعم لسكان قطاع غزة الذين غادروا بيوتهم (موقع الأونروا، 26 آب / أغسطس 2014).
- قال مأمون أبو شهلا، وزير العمل في حكومة الوفاق الوطني إن هناك جهودا يجري بذلها لتوفير الكرفانات للعائلات التي تدمرت بيوتها خلال حملة "الجرف الصامد". وأشار إلى تخصيص مبلغ 190 مليون دولار لشراء الكرفانات، وهو مبلغ تبرعت به السلطة الفلسطينية وجهات أخرى. كما يجري حاليا العمل مع السلطات المصرية للسماح بإدخال 3000 كرفان وعدت تركيا بتجهيزها (الأيام، 1 أيلول / سبتمبر 2014).
- أعلنت حماس أنها قد فرغت من توزيع مساعدات قيمتها ثلاثة ملايين دولار على السكان الذين دمرت بيوتهم خلال أيام القتال. وذكر المسؤول في حماس بوسط القطاع موسى السماك، أنه تم توزيع المساعدات على 1700 أسرة تدمرت بيوتها، حيث تسلمت كل أسرة مساعدات بقيمة 2000 دولار كدعم أولي (صفا، 31 آب / أغسطس 2014).
- ذكر مفيد الحساينة، وزير الأشغال العامة في حكومة الوفاق الوطني، أن وزارته سوف تبدأ في 31 آب / أغسطس في تقييم الأضرار التي ألحقتها الحملة الإسرائيلية، مشيرا إلى أنه قد تم تشكيل لجنة تتألف من ممثلي مؤسسات الأمم المتحدة، لجمع بيانات تخمين الأضرار (صفا، 28 آب / أغسطس 2014).
عقد مؤتمر لدعم قطاع غزة
- أفاد سامح شكري، وزير خارجية مصر، بأنه الآن وبعد الاتفاق على وقف إطلاق النار، بدأت الاستعدادات لعقد مؤتمر المانحين لإعادة إعمار قطاع غزة والذي سيعقد في أوائل تشرين الأول / أكتوبر 2014 في القاهرة (المصري اليوم، 27 آب / أغسطس 2014). وقال محمد إشتية، عضو اللجنة المركزية لفتح إن المؤتمر سيحضره مندوبون عن 46 دولة مانحة بالإضافة إلى ممثلي منظمات الأمم المتحدة. ويترأس المؤتمر بان كي مون، السكرتير العام للأمم المتحدة، ويرجح حضور أبو مازن له أيضا (الجزيرة، 31 آب / أغسطس 2014).
عمليات هادفة إلى تقديم الدعم لقطاع غزة
- وجهت حكومة الوفاق الوطني نداء عاجلا إلى جميع الدول لتقديم دعم اقتصادي وإنساني لسكان قطاع غزة (وفا، 26 آب / أغسطس 2014). وقال صائب عريقات، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إنه اعتبارا من 27 آب / أغسطس 2014، وبتوجيهات من أبو مازن باشرت السلطة الفلسطينية إجراء محادثات مع الإدارة الأمريكية ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري، مطالبة بإطلاق حملة إنسانية لدعم قطاع غزة (الجزيرة، 27 آب / أغسطس 2014)
- وفي غضون ذلك وجه محمود العالول، عضو اللجنة المركزية لفتح، انتقادا إلى حماس لما وصفه باستيلائها على الأغذية ومواد الدعم الأخرى التي تصل إلى القطاع لتقوم بنقلها إلى مستودعاتها الخاصة (إذاعة صوت فلسطين، 31 آب / أغسطس 2014).
- بدأت دول مختلفة في إرسال الدعم للقطاع:
- تركيا – وصلت دفعة من الدعم التركي في 28 آب / أغسطس 2014 إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، حيث تضمنت 92 طنا من السكر (الأناضول، 28 آب / أغسطس 2014). وذكر وزير الصحة التركي أن 33 جريحا آخر من قطاع غزة تم نقلهم إلى تركيا لتلقي العلاج في مستشفياتها. وأضاف أن طاقما تركيا يبلغ تعداده 80 شخصا ينتظر الموافقة على دخوله القطاع لتقديم الدعم الطبي (حريات، 29 آب / أغسطس 2014).
- السعودية– عبرت معبر رفح قافلة سعودية بعث بها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، تألفت من 19 شاحنة تضمنت 150 طنا من الأدوية والمواد الطبية (اليوم السابع، 27 آب / أغسطس 2014). كما نقلت السعودية دفعة من المساعدات احتوت على 67 طنا من المساعدات الطبية بواسطة الهلال الأحمر الفلسطيني (موقع الجبل الأحمر، 1 أيلول / سبتمبر 2014).
- وصلت عبر معبر رفح قافلة قادمة من سلطنة عمان، تضمنت 45 طنا من الأدوية والمواد الطبية (اليوم السابع، 27 آب / أغسطس 2014).
- وصلت إلى القطاع عبر معبر رفح قافلة تابعة للأمم المتحدة مؤلفة من 16 شاحنة محملة بالمواد الغذائية (اليوم السابع، 27 آب / أغسطس 2014).
- السودان – وصلت إلى القطاع بعثة طبية قادمة من السودان، تألفت من أطباء ومندوبين عن منظمة الهلال الأحمر السودانية. وستساعد البعثة في علاج الجرحى في المستشفيات (وكالة الأنباء السودانية، 28 آب / أغسطس 2014).
- نقلت جزر الملديف تبرعا للهلال الأحمر الكويتي قيمته 1.9 مليون دولار مخصصة لقطاع غزة (Relief Web, 27 آب / أغسطس 2014).
احتفالات بمناسبة انتهاء القتال
- فور نشر الأخبار عن وقف إطلاق النار، خرج الآلاف من سكان قطاع غزة إلى السوارع ووزعوا الحلوى وأطلقوا المفرقعات النارية ورفعوا رايات حماس. شارك آلاف الفلسطينيين في الاحتفالات التي نظمتها حركتي حماس والجهاد الإسلاميفي فلسطين في قطاع غزة. وفي ظل الاحتفالات عملت حماس على تفنيد التقارير بشأن موت محمد ضيف،قائد الجناح العسكري جراء قصف نفذه سلاح الجو الإسرائيلي. وفي هذا السياق جرتمسيرة لتجديد المبايعة لقائد الجناح العسكري محمد ضيف أمام بيته في خان يونس (الرسالة نت، 27 آب/ أغسطس 2014).
على اليمين: طفل فلسطيني يرتدي الزي العسكري ويحمل صاروخاص من طرازM75. على اليسار: نشطاء الجناح العسكري لحماس في احتفالات النصر في غزة(غزة الآن،26،27 آب/ أغسطس2014).
- في 28 آب/ أغسطس 2014 أجرت منظمة الجهاد الإسلامي في فلسطين مسيرة نصر في غزة شارك فيها الكثير من قيادات ونشطاء المنظمة. وأثناء المسيرة أكد خالد البطش، أحد قادة المنظمة، نجاحهم في تسجيل النصر ومفاجأة إسرائيل وتكبيدها خسائر بالأرواح. محمد الهندي، وهو قيادي آخر في المنظمة، قال أن المنظمة قد بدأت الاستعداد للجولة القادمة منذ لحظة الإعلان عن وقف إطلاق النار. واتهم إسرائيل بارتكاب "هيروشيما جديدة" بحق سكان قطاع غزة (فلسطين اليوم، 29 آب/ أغسطس 2014).وأثناء الاحتفالات كشف الجناح العسكري لمنظمة الجهاد الإسلامي في فلسطين ناطقاً جديداً باسمه يُلقب أبو حمزة، حيث ألقى لأول مرة كلمة في الاحتفال في قطاع غزة. ويحل حمزة محل الناطق السابق، أبو أحمد، الذي قُتل أثناء أحد الهجمات التي نفذها جيش الدفاع الإسرائيلي في قطاع غزة أثناء حملة "الجرف الصامد" (معاً، 29 آب/ أغسطس 2014).
تصريح خالد مشعل
- على ضوء وقف حملة "الجرف الصامد"، عقد رئيس المكتب السياسي في حماس، خالد مشعل، مؤتمراً صحفياً في الدوحة، أثنى من خلاله على صمود الشعب الفلسطيني وأكد تحقيق موازنة الرعب مع إسرائيل. فيما يلي أهم ما ورد في خطابه (الجزيرة، 28 آب/ أغسطس 2014):
- أثنى على "المجاهدين" وقادتهم وقيادة حماس وقيادات سائر التنظيمات على أدائهم أثناء القتال وأثنى على تدريبهم واستعداداتهم "ومكائدهم ومفاجآتهم". وعلى صعيد مواز أثنى على صمود سكان قطاع غزة والتزم امامهم بأن تهتم حكومة الوفاق الوطني بإعادة تأهيلهم.
- زعم أن إسرائيل ارتكبت "محرقة تفوق محرقة هتلر". ومع ذلك، فقد تضررت على حد قوله صورة الجيش الإسرائيلي "الذي لا يُقهر"، حيث أبدت "المقاومة" تفوقاً في النضال بفضل "قوة الإرادة وحرب العقول" أمام إسرائيل كذلك في المبادرة التي طرحتها. وعليه فقد تحققت معادلة ميزان الرعب. وأشار أن في إسرائيل ايضاً كان هناك خمسة ملايين مواطن تحولوا إلى سكان مهجرين.
- أثنى على الوحدة الوطنية الفلسطينية التي انعكست في الجبهة وأثناء المحادثات في القاهرة، وذلك على الرغم من محاولة إسرائيل المساس بها وبالمصالحة الفلسطينية الداخلية.
- "المقاومة" وسلاح المقاومة هي مقدسة وهي شخصية الشعب الفلسطيني ومصدر إلهامه وطريقه إلى التحرير. لن تكون هناك سياسة بدون "مقاومة" وبدون سلاح المقاومة.
مساعي السلطة الفلسطينية لتجديد المفاوضات
- أفادت مصادر فلسطينية أن ابو مازن قد بلور خطة من ثلاث مراحليتم إطلاقها في الفترة القريبة بهدف الوصول على دولة فلسطينية مستقلة. وبحسب تلك المصادر، فإن مراحل الخطة تشمل (الشرق الأوسط، 30 آب/ أغسطس 2014):
- التوجه إلى الولايات المتحدة لكي تقوم خلال أربعة شهور بترسيم حدود الدولة الفلسطينية وتجعل إسرائيل تعترف بها.
- إذا قبل الطرفان بذلك، فستبدأ على الفور مفاوضات مع سقف زمني، يتعين على إسرائيل خلاله تقديم خارطة لحدودها.
- إذا فشل الأمر، فسيبدأ الفلسطينيون بعملية الإنضمام إلى المنظمات الدولية، بما فيه المحكمة الدولية في هاغ (ICC) ويبدأون بتقديم دعاوى ضد القيادات الإسرائيلية.
- في اجتماع فتح في رام الله قال أبو مازن أنه فيما لو لم يتم تجديد المفاوضات بين الحكومة الإسرائيلية وحكومة الوفاق الفلسطينية، فإن القيادة الفلسطينية تنوي الانضمام إلى 522 منظمة وهيئة دولية وكذلك التوقيع على ميثاق روما (الذي يشكل مصدر اختصاص عمل المحكمة الجنائية الدولية في هاغ) (معاً، 31 آب/ أغسطس 2014).
ردود فعل على قرار إسرائيل بالاعتراف بأراضي من الصفة الغربية كأراضي دولة
- في 1 أيلول/ يبتمبر 2014 أعلن منسق أعمال الحكومة الحكومة في الصفة الغربية، الجنرال يوئاف مردخاي (بولي) عن نية إسرائيل للإعتراف بمنطقة بلدة غفاعوت في غوش عتسيون كأراضي دولة. تبلغ مساحة المنطقة حوالي 3800 دونم، مصنفة حالياً كحي تابع لبلدة ألون شفوت وتقع في القسم الغربي من غوش عتسيون ( Ynet،1 أيلول/ سبتمبر2014). وبحسب أقوال منسق أعمال الحكومة، فإن هذا الإعلان هو امتداد لتعليمات المستوى السياسي وسوف يتم تنفيذه بعد عملية فحص جذري يقوم بتنفيذها فريق من الإدارة المدنية للتحقق من ملكية الأراضي (يسرائيل هايوم، 1 أيلول/ سبتمبر 2014).
- أثار الإعلان موجة من الاستنكارت الفلسطينية واستنكارت من مصر والدول الغربية. فيما يلي بعض التصريحات الفلسطينية:
- نبيل ابو ردينة،الناطق باسم السلطة الفلسطينية، شجب هذا القرار مدعياً أنها خطوة غير شرعية ستؤدي إلى زيادة تدهور الوضع في الضفة الغربية (الحياة الجديدة، 1 أيلول/ سبتمبر 2014).
- وزارة الخارجيةفي حكومة الوفاق الوطني أصدرت بياناً أكدت فيه أن المشروع الاستيطاني غير شرعي ويشكل انتهاكاً للقانون الدولي.ووفقاً للبيان فإن ضم الأراضي هو عدوان لا يقل خطورة عن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.وبحسب البيان فإننا بصدد عدوان متواصل وجريمة حرب (موقع وزارة الخارجية، 1 أيلول/ سبتمبر 2014).
- أصدرت حركة حماس بياناً استنكرت من خلاله الإعلان الذي يشكل "جريمة صهيونية خطيرة وانتهاك صارخ لكافة القوانين الدولية". ودعت حماس في بيانها الفلسطينيين للاعتراض على ذلك بكل الوسائل المتاحة ودعت منظمات حقوق الإنسان للتدخل (حماس إنفو، 1 أيلول/ سبتمبر 2014).
مساعي للتوجه إلى المحكمة الدولية في هاغ
- مسألة تقديم دعوى ضد إسرائيل لدى المحكمة الدولية في هاغ لا تزال تشغل السلطة الفلسطينية والمنظمات الإرهابية الفلسطينية. وفي هذا السياق أشارت حكومة الوفاق الوطني في جلستها الأسبوعية إلى موافقة المنظمات الفسطينية على التوقيع على ميثاق روما من أجل الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية في هاغ لأجل المباشرة باتخاذ إجراءات ضد إسرائيل جراء انتهاكات جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية ارتكبتها ضد الشعب الفلسطيني (وفا، 26 آب/ أغسطس 2014).
- وفي رد على الانتقادات الموجهة إلى محكمة الجنايات الدولية في هاغ، ومفادها أن هذه المحكمة لا تحقق في المسألة الفلسطينية بسبب تعرضها لضغوط سياسية، قالت باتا بنسودا، المدعية في المحكمة، أن بوسع المحكمة الدولية الشروع بالتحقيق في المسألة الفلسطينية فقط بعد استلامها طلباً رسمياً من قيادة السلطة الفلسطينية. وعلى حد تعبيرها فإن الدول فقط يحق لها الانضمام إلى الـ ICC، ولهذا فإن طلب السلطة الفلسطينية من العام 2009 غير صالح نظراً لكونها لم تحظ بعد باعتراف من الأمم المتحدة بصفة دولة مراقبة. وأضافت قائلة، ومع ذلك فإن المحكمة الدولية حين تحظى بالصلاحية القضائية في مسألة ما، فإنها تقوم بالتحقيق مع من ارتكبوا جرائم جماعية بطريقة صارمة ودون مواربة ، وهذا ما سيفعلونه حين يُمنحون صلاحية لمعالجة المسألة الفلسطينية (الغارديان، 29 آب/ أغسطس 2014).
محاولات لمقاضاة إسرائيليين يحملون جنسيات أجنبية
- رياض المالكي،وزير الخارجية في حكومة الوفاق الوطني بعث برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة وإلى مندوبي الدول يطالب فيها بالتحقيق في ضلوع متطوعون أجانب في ارتكاب جرائم حرب أثناء حملة "الجرف الصامد" ومحاكمتهم.وبحسب ما يدعي فقد تبين أن مواطنين أجانب تطوعوا للخدمة في جيش الدفاع الإسرائيلي وشاركوا في الأعمال العسكرية وارتكبوا "جرائم حرب"، وعلى حد قوله فإن هذه ظاهرة يجب أن تقوم كافة الأطراف المعنية بالتحقيق فيها. كما وقال أنه يجب إبلاغ هؤلاء الأشخاص بأنهم ارتكبوا جرائم حرب وانتهكوا القانون الدولي ويتحملون المسؤولية الجنائية التي قد يتم فرضها على شركائهم لهذه الأعنال (وفا، 27 آب/ أغسطس 2014).
مقاطعة السلع الإسرائيلية
- تواصلت في أنحاء الضفة الغربية حملة الدفع تجاه شراء السلع الفلسطينية ومقاطعة البضائع الإسرائيلية.بسام ولويل،رئيس اتحاد صناعات الأغذية في الضفة الغربية أفاد بتسجيل ارتفاع في مبيعات منتجات الألبان واللحوم المصنوعة محلياً. وعلى حد قوله، فإن شركات صناعة الأغذية تنوي في سياق حملة تشجيع شراء السلع المحلية طرح معظم منتجاتها للمستهلك بأسعار مخفضة (الحياة الجديدة، 1 أيلول/ سبتمبر 2014).
- في الخليل جرى احتشاد نسائي، رفعت النساء خلاله أعلام فلسطين ولافتات عليها شعارات تنادي بمقاطعة المُنتجات الإسرائيلية. وبعد الاحتشاد تجولت النساء في انحاء المدينة وزرن حوانيت ومصالح عمل بهدف تشجيع أصحابها على التعاون مع الحملة (القدس، 31 آب/ أغسطس 2014).وفي جامعة بير زيت تم في 25 آب/ أغسطس 2014 إقامة معرض بعنوان "مقاطعة المقاومة" للمناداة بمقاطعة المُنتجات الإسرائيلية (صفحة الكتلة الإسلامية في جامعة بير زيت على الفيسبوك، 25 آب/ أغسطس 2014).
معروضات في المعرض(صفحة الكتلة الإسلامية في جامعة بير زيت على الفيسبوك،25 آب/ أغسطس2014).
ترسيخ أسطورة النصر
- موقع الجناح العسكري للجهاد افسلامي في فلسطين نشر في 29 آب/ أغسطس 2014 قائمة "إنجازات" الجناح العسكري أثناء حملة "الجرف الصامد". ومن جملة الإنجازات: إطلاق 3249 صاروخاص من انواع مختلفة باتجاه نتانيا وتل أبيب والقدس وديمونا، وقتل 30 جندياً من جنود جيش الدفاع الإسرائيلي في 13 مناسبة وإصابة 90 جندياً. كما ونُشر على الموقع أنه أثناء الحملة تم قتل 121 قائد وجندي (موقع سرايا القدس، 29 آب/ أغسطس 2014). أما كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، فقد أفادت بأنها ستنشر قوائمها في وقت لاحق (فلسطسن الآن، 30 آب/ أغسطس 2014).
[1] تم آخر تحديث لهذه البيانات في 2 أيلول / سبتمبر 2014. لا تتضمن هذه البيانات الإحصائية إطلاق قذائف الهاون والصواريخ التي تم إطلاقها ولكنها سقطت داخل قطاع غزة.
[2] هذه البيانات لا تتضمن إطلاق قذائف الهاون.
[3] استثني من إحصاء الاعتداءات الإرهابية بضع عشرات من أحداث إلقاء الحجارة في الضفة الغربية والقدس.