مدنيون فلسطينيون يصعدون على سطح منزل عائلة كوارع (يحملون أعلاما خضراء تشير إلى حماس) ويحتشدون عند مدخل البيت ليكوّنوا "درعا بشريا للمسؤول في حماس عودة كوارع قبل استهداف جيش الدفاع الإسرائيلي لبيته(NABA.PS, 8 تموز / يوليو2014)
عام
1. في نطاق نظرية استخدام السكان "دروعا بشريا" ليحتمي بهم العناصر الإرهابيون والبنية التحتية الإرهابية، تبنت حماس وغيرها من التنظيمات الإرهابية تكتيكا قتاليا تشجع ضمنه المدنيين على التجمع على أسطح العمارات للحيلولة دون استهداف سلاح الجو الإسرائيلي لمنازل العناصر الإرهابيين. هذا التكتيك الذي يستهدف ردع إسرائيل عن الهجوم كانت التنظيمات الإرهابية قد استعملته خلال حملة "الرصاص المصبوب" لتعود إلى استخدامه في حملة "الجرف الصامد" (يوم 8 تموز / يوليو 2014).
2. ويمكن الافتراض بأن حماس وباقي التنظيمات الإرهابية ستزيد من استخدام هذا التكتيك وغيره من التكتيكات الهادفة إلى حماية العناصر والبنية التحتية الإرهابية عبر استخدام المدنيين الفلسطينيين، علما بأن تحويل المدنيين إلى "دروع بشرية" من شأنه أن يزداد انتشارا كلما ازدادت حملة جيش الدفاع الإسرائيلي اتساعا في إطار حملة "الجرف الصامد"، وذلك بغية عرقلة العمليات القتالية لجيش الدفاع الإسرائيلي واستغلالها سياسيا وإعلاميا وقانونيا ضد إسرائيل غداة الحملة واتهامها بضرب المدنيين (انظر نماذج لتكتيكات استغلال المدنيين "كدروع بشرية" في الملحق ب).
استخدام المدنيين "دروعا بشرية" للاحتماء بهم من الغارات الجوية
استهداف عنصر إرهابي من عائلة كوارع – صورة أولية للوضع
3. في يوم 8 تموز / يوليو 2014 تمت الإغارة على بيت عودة كوارع، المسؤول في حماس والمنحدر من عائلة كوارع في خان يونس، في إطار الغارات الجوية التي تتم ضمن حملة "الجرف الصامد". وذكر أحد المواقع الإخبارية المصرية في أعقاب هذه الغارة أن شهود عيان قد أبلغوا وكالة الأناضول التركية للأنباء بأن جيش الدفاع الإسرائيلي قد أنذر مالكي البيت التابع لعودة كوارع، المسؤول في كتائب عز الدين القسام، بضرورة إخلاء البيت لاعتزام الجيش القيام بمهاجمته (موقع مصر العربي، 9 تموز / يوليو 2014). وجاء في تقرير لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن مصادر في جيش الدفاع الإسرائيلي أفادت بأن منزل عائلة كوارع يؤوي غرفة عمليات لأحد قادة السرايا في لواء خان يونس التابع لحماس.
4. وذكر الإعلام الفلسطيني بأن العديد من المدنيين قد احتشدوا حول البيت، بل صعدوا إلى سطحه ليكونوا "دروعا بشرية" لمسؤول حماس المذكور ولمنع مهاجمة البيت (فلسطين الآن، 8 تموز / يوليو 2014، قناة وطن، 8 تموز / يوليو 2014). وبحسب الإعلام الفلسطيني قفد قتل خلال الغارة الجوية سبعة أشخاص كما جرح آخرون.
نداء الناطق بلسان حماس للمدنيينبالتحول إلى "دروع بشرية" بوجه الغارات الجوية
5. في 8 تموز / يوليو 2014 تحدث الناطق بلسان حماس سامي أبو زهري في مقابلة إعلامية داعيا المدنيين في قطاع غزة إلى التحول إلى "دروع بشرية" للعناصر الإرهابيين الذين يتعرضون لهجمات سلاح الجو الإسرائيلي، حيث تطرق ضمن لقاء له مع قناة الأقصى إلى الغارة التي تمت في اليوم نفسه على بيت عائلة كوارع، والتي احتشد خلالها المدنيون "عراة الصدور" في مواجهة الطائرات الحربية الإسرائيلية "للدفاع عن بيوتهم". وقال إن هذا الأسلوب من العمل قد أثبت نفسه، داعيا الشعب الفلسطيني إلى إعادة تبنيه (شريط تضمن المقابلة التي تم بثها على القناة الإسرائيلية العاشرة، تقرير تسفي يحزقيلي مشكورا، 8 تموز / يوليو 2014؛ ميمري، 9 تموز / يوليو 2014).
مدنيون فلسطينيون يحتشدون على سطح بيت عائلة كوارع في خان يونس (تلفزيون وطن، 9 تموز / يوليو 2014)
6. وفي معرض الحديث مع سامي أبو زهري، نوه محاوره إلى وجود تجمع كبير للمدنيين على مقربة من بيت عائلة كوارع، مضيفا أن الناس ما زالوا يصعدون إلى سطح البيت لمنع طائرات سلاح الجو الإسرائيلي من استهدافه. وأكد محاور أبو زهري أن أسلوب العمل هذا قد أثبت نجاحه الكبير فيما مضى وذلك في حالة "الشهيد" نزار ريان، وطلب رد فعل أبو زهري على ذلك، فرد عليه أبو زهري بأن الشعب الفلسطيني المجاهد يدافع عن بيوته "بصدور عارية"، مضيفا أن هذا النهج قد أثبت فعاليته بوجه "الاحتلال" (أي إسرائيل) وأن حماس تدعو الشعب الفلسطيني إلى السير عليه دفاعا عن بيوته (للمزيد من المعلومات عن الشيخ نزار ريان، الذي شجع على استخدام المدنيين "دروعا بشرية" لحماية العناصر الإرهابية في القطاع، انظر الملحق أ).
محاور أبو زهري: استخدام المدنيين "دروعا بشرية" أثبت فعاليته في عهد "الشهيد" نزار ريان(ميمري, 9 تموز / يوليو2014)
أبو زهري يرد على محاوره داعيا الشعب الفلسطيني إلى العودة لتبني هذا الأسلوب من العمل (شريط القناة العاشرة الإسرائيلية، مع شكرنا للمحلل تسفي يحزقيلي. لمشاهدة الشريط على اليوتيوب:
https://www.youtube.com/watch?v=7ejXZuvQ52E&feature=youtu.be)
7. وفي أعقاب هذا الحادث أصدر سامي أبو زهري بيانا استنكر فيه استهداف البيت في خان يونس، مؤكدا أن القيام به يحول جميع المدنيين الإسرائيليين إلى هدف مشروع لمهاجمته (موقع زمن برس، 8 تموز / يوليو 2014).
بيان وزارة الداخلية الفلسطينية في غزة
8. في أعقاب حديث أبو زهري أصدرت وزارة الداخلية في غزة "بيانا هاما" دعت فيه المدنيين في القطاع إلى عدم الاكتراث لبلاغات الجيش الإسرائيلي حول ضرورة إخلائهم لبيوتهم (10 تموز / يوليو 2014). ومما جاء في البيان، أن البلاغات الهاتفية المسجلة الموجهة إلى عشرات الألوف من السكان في جميع مناطق قطاع غزة تستهدف ترهيبهم وإضعافهم في ظل فشل "العدو".
بيان وزارة الداخلية الموجه إلى سكان قطاع غزة داعيا إياهم إلى عدم الاكتراث ببلاغات جيش الدفاع الإسرائيلي حول ضرورة إخلاء بيوتهم (صفحة وزارة الداخلية في غزة على الفيس بوك، 10 تموز / يوليو 2014)