عام
1. الشيخ الدكتور سامي العريدي الملقب أبو محمود الشامي هو رجل دين أردني يعتبر مرجعية شرعية كبرى ضمن تنظيم جبهة النصرة – فرع القاعدة في سوريا. كان زعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني، ضمن مقابلة تم بثها على قناة الجزيرة في 19 كانون الأول / ديسمبر 2013، قد نصح بالانتباه إلى ما يقوله العريدي، باعتباره من يمثل موقف التنظيم من المسائل الشرعية والعقائدية [1].
2. في مقابلة مطولة تحمل الطابع الأيديولوجي تم إجراؤها معه (21 تشرين الأول / أكتوبر 2013)، حدد العريدي أهداف جبهة النصرة كما يلي: إزالة نظام الأسد، تحكيم الشرعية وإقامة دولة إسلامية. وقد حاول العريدي في تلك المقابلة التظاهر بمظهر البراغماتية أسوة بما قام به في مقابلة لاحقة أبو محمد الجولاني (جرى بثت المقابلة على قناة الجزيرة في 10 كانون الأول / ديسمبر 2013). وقد تجنب الإشارة إلى العلاقة القائمة بين جبهة النصرة والقاعدة وزعيمها الظواهري، كما شدد على التعاون القائم بين جبهة النصرة وغيرها من تنظيمات المتمردين، داعيا إلى مد يد العون لسكان سوريا، ونافيا ما قيل من أن تنظيمه يكفّر الشعب السوري.
مقابلة أبو محمد الجولاني مع الجزيرة
3. في 10 كانون الأول / ديسمبر 2013 تم إجراء لقاء صحفي بين أبو محمد الجولاني، زعيم جبهة النصرة (فرع القاعدة في سوريا)، وقناة الجزيرة، والتي بثت المقابلة في 19 كانون الأول / ديسمبر 2013. ومما قاله أبو محمد الجولاني في هذه المقابلة، إنه ينصح بمتابعة كلام سامي العريدي الذي يمثل رؤية القاعدة في مسألة التكفير(أي الإعلان عن شخص أو جماعة من المسلمين كفارا، لانهم لا يتبنون الإسلام بمعناه الراديكالي، وهو اتهام خطير، لأنه يعني إباحة دماء من يوصفون "بالكفار"). وأضاف الجولاني خلال المقابلة أن ثمة رجال دين آخرين مقبولين هم أيضا من جبهة النصرة، ولكنه، ولأسباب أمنية، لا يريد ذكر أسمائهم.
4. يشار إلى أن تنظيم جبهة النصرة يملك مؤسسة دينية هرمية، تشرف على السلوك الشرعي للقادة العسكريين. ويقف على رأس الجهاز الديني للتنظيم القاضي العام، فيما يعمل في المحافظات المختلفة مسؤولون شرعيون، يشرفون على السلوك الديني للقادة ويغرسون في نفوسهم العقيدة السلفية الجهادية التي يتبناها التنظيم. كما يتضمن التنظيم "هيئات شرعية" تقوم بتشغيل قوات من الشرطة ومحاكم شرعية، بالإضافة إلى إغاثة السكان المحليين.
معلومات شخصية عن الشيخ سامي العريدي
5. الشيخ الدكتور سامي العريدي، الملقب أبو محمد الشامي، هو رجل دين أردني كبير يقيم في سوريا ويمثل مرجعية شرعية كبرى في جبهة النصرة. وقد ولد في عمان سنة 1973، ونال الدرجة الجامعية الأولى في علوم الشريعة من الجامعة الأردنية. وفي سنة 1994 واصل دراسته في الجامعة ذاتها لنيل درجة الماجستير في الحديث، والتي حصل عليها فعلا سنة 1997. وفي سنة 2001 نال درجة الدكتوراه في الحديث. ومن بين مؤلفاته رسالة الدكتوراه التي تدور حول الإمام النسائي، وكتاب حول الشيخ ابن تيمية الذي له مكانة مرموقة عند السلفيين(dailymotion.com).
6. ويعتبر سامي العريدي جزءا من المؤسسة الدينية الهرمية التي يملكها تنظيم جبهة النصرة.وفي هذا الإطار يتحدث في لقاءاته الدعوية مع عناصر التنظيم المقاتلين في سوريا عن فضائل الجهاد. وقد حمّلت مؤسسة المنارة البيضاء، التي تعتبر الذراع الإعلامي لجبهة النصرة، لشبكة الإنترنت شريطين وإن كانا يتضمنان معلومات شخصية عنه، إلا أنهما مكرسان في معظمهما لتقديم عقيدة جبهة النصرة وسياستها. كما أن العريدي يروج لمواقفه عبر حسابه على التويتر والذي يكثر فيه من تناول موضوع الجهاد. وعلى سبيل المثال جاء في تغريدة له في 17 شباط / فبراير 2014 أن "المجاهد إذا كان سيء الخلق فإنه يؤذي إخوانه المجاهدين وهذه الدعوة المباركةفهو ينفر بسوء خلقه ينفر المسلمين"
مواقف الشيخ سامي العريدي من القضايا العقائدية والسياسية لجبهة النصرة
7. في 21 تشرين الأول / أكتوبر 2013 نشرت المنارة البيضاء، وهي الذراع الإعلامي لجبهة النصرة، مقابلة مصورة مطولة مع الشيخ سامي العريدي، وفيما يلي عدد من القضايا التي شملتها المقابلة (من خلال أسئلة متفق عليها مسبقا وجهها إليه محاوره):
أ. ماهية تنظيم جبهة النصرة – قدم الشيخ العريدي جبهة النصرة على أنها تنظيم سلفي سني تم إنشاؤه لمساعدة أبناء السنّة والأمة الإسلامية. وقال إن مرجعية التنظيم كامنة في القرآن والسنة النبوية كما فسرهما الصحابة والتابعون ومن تبعهم (أي الجيلان التاليان للصحابة). أما بالنسبة للمرجعيات المعاصرة للتنظيم، فقد ذكر العريدي فيما ذكره عبد الله عزام[2],وحمود بن عقلاء الشعيبي[3],والشيخ عمر عبد الرحمن[4].وفيما يتعلق بالحكم الرباني، وجه العريدي المشاهدين إلى مؤلفات سيد قطب ومحمد قطب.
ب.موقع القاعدة والظواهري – تجنب الشيخ العريدي الإشارة إلى القاعدة وزعيمها أيمن الظواهري، وليس الأمر بالصدفة، فبتقديرنا أنه يدخل في إطار محاولات جبهة النصرة التظاهر بالبراغماتية، من خلال طمس العلاقة بينها وبين القاعدة. هذا التكتيك الإعلامي الذي يستهدف فيما يستهدفه الحصول على تعاطف الجمهور السوري وتسهيل التعاون مع تنظيمات المتمردين الإسلاميين، قد تمثل في مقابلة للجولاني مع قناة الجزيرة، عرّف فيها العلاقة بين تنظيمه والقاعدة على أنها مجرد علاقة فكرية.
ج. اللجوء إلى السلاح كوسيلة لتحكيم الإسلام – ردا على سؤال وجه إليه خلال المقابلة عن سبب حمل تنظيمه للسلاح، قال العريدي إنه استجابة لأمر الله ويتماشى مع الحديث النبوي، وتلا بعض الآيات القرآنية التي تبرر القتال واستخدام السلاح، كما عد الحالات التي يرى أن القرآن يلزم فيها بالقتال، وهي واجب القتال في سبيل الله والمستضعفين، وواجب القتال منعا لنشوب فتنة وواجب القتال في سبيل تحكيم الإسلام. وأضاف (نقلا عن ابن تيمية) أن أفراد جبهة النصرة يحملون السلاح لإعلاء كلمة الله، وتحكيم الشريعة وصد من وصفهم بالعدو الصائل على الدين والعرض والأرض.
د. قضية التكفير – تطرق العريدي إلى هذه القضية الشائكة عند رده على سؤال عما إذا كان تنظيمه يكفر الشعب السوري، حيث رد بنغمة الاعتذار أن تنظيم جبهة النصرة لا يميز بين المسلمين ولا يكفر أي مسلم، ما دام لا يتوفر دليل قاطع على الكفر. وردا على سؤال عما سيفعله التنظيم بعد إسقاط نظام الأسد، قال إنه وتنظيمه يحبان الشعب السوري، إذ رحب فيهما السكان السوريون ومدوا لهما يد العون، معربا عن أمله في العمل المشترك بعد إزالة نظام الأسد الذي وصفه بالنظام المجرم، وبعد تحكيم شرع الله وإقامة الدولة الإسلامية.
ه. التعاون مع تنظيمات أخرى للمتمردين – عند سؤاله عن رأيه في الفصائل المختلفة المشاركة في القتال الدائر بسوريا قال العريدي إن هذه الفصائل متعددة ومتنوعة، وهي رغم تعددها وتنوعها "تتفق على هدف واحد وهو إزالة النظام المجرم الحالي، ولكنها اختلفت بعد ذلك، فأكثر الفصائل تريد بعد إزالة هذا النظام أن تحكم شريعة القرآن، وأن تقيم دولة الإسلام بإذن الله"، وأكد قائلا: "هم إخواننا وهم منا ونحن منهم وإن اختلفنا في المسميات، وإن اختلفنا في بعض المسائل الصغيرة، فهؤلاء إخواننا وهم منا ونحن منهم، فبيننا وبينهم الغرف المشتركة العسكرية، وبيننا وبينهم الهيئات الشرعية، وبيننا وبينهم العمل الإغاثي والدعوي على أرض الشام. وأما القسم الآخر من الفصائل المقاتلة الذين يريدون إقامة دولة مدنية ودولة علمانية، هؤلاء هم القلة في حقيقة الأمر، إننا ندعوهم أن يعودوا إلى رشدهم وأن يتعظوا لما حدث في مصر وتونس وليبيا".
و. دعوة المسلمين في أنحاء العالم إلى مد يد العون لسكان سوريا – في ختام المقابلة دعا العريدي إلى الوحدة الإسلامية، كما ناشد المسلمين في أنحاء العالم أن يهبوا لنصرة أهل الشام بالنفس والمال والكلمة.
[1] انظر نشرة معلومات مؤرخة في 5 كانون الثاني / يناير 2014 (بالإنجليزية) تدور حول مقابلة نادرة جرت مع أبو محمد الجولاني، ويتظاهر فيها بمظهر البراغماتية دون التخلي قيد أنملة عن الطابع والأهداف الجهادية المعروفة لجبهة النصرة.
http://www.terrorism-info.org.il/en/article/20608
[2] عبد الله عزام، هو فلسطيني مولود في سيلة الحارثية شمال الضفة الغربية، قاتل السوفييت في أفغانستان، وكان المرشد الروحي لأسامة بن لادن، وقد طور مفهوم مبدأ الجهاد باعتباره فرض عين على كل مسلم. وقد قتل في سنة 1989.
[3] حمود بن عقلاء الشعيبي، هو شيخ سعودي متطرف محسوب على تنظيم القاعدة.
[4] الشيخ عمر عبد الرحمن، هو شيخ إسلامي متطرف مكفوف مصري الأصل، ومسجون حاليا في الولايات المتحدة بسبب ضلوعه في الاعتداء الأول على مركز التجارة العالمية بنيويورك سنة 1993.