انضمام المتطوعين من العرب الإسرائيليين ومن الفلسطينيين إلى صفوف المتمردين في سوريا *


حساب تويتر مركز ابن تيمية المحسوب على تنظيم الجهاد العالمي في قطاع غزة (شورى المجاهدين في أكناف بيت المقدس)، معلنا وفاة وسام محمد العطل من سكان قطاع غزة في سوريا (خلال عملية انتحارية على ما يبدو). وتظهر في الخلفية راية تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)
حساب تويتر مركز ابن تيمية المحسوب على تنظيم الجهاد العالمي في قطاع غزة (شورى المجاهدين في أكناف بيت المقدس)، معلنا وفاة وسام محمد العطل من سكان قطاع غزة في سوريا (خلال عملية انتحارية على ما يبدو). وتظهر في الخلفية راية تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)

أبعاد الظاهرة ومدلولاتها

1.   بتقديرنا أنه انضم حتى الآن إلى صفوف المتمردين ما لا يقل عن 20 عربيا إسرائيليا، كما انضم نحو 30 فلسطينيا من سكان قطاع غزة وفلسطينيون معدودون من الضفة الغربية. كما يعمل ضمن منظمات المتمردين في سوريا بضع عشرات من الفلسطينيين من سكان مخيمات اللاجئين في لبنان (وأبرزها مخيم عين الحلوة المجاور لمدينة صيدا) وفلسطينيون من سكان كل من سوريا والأردن. وبتقديرنا أن معظم المتطوعين هم سلفيون جهاديون ينضمون إلى التنظيمات المحسوبة على القاعدة والجهاد العالمي.


2.   تعتبر ظاهرة توجه العرب الإسرائيليين والفلسطينيين من قطاع غزة والضفة الغربية إلى سوريا ظاهرة ضيقة النطاق إذا قورنت بدول أخرى، ونعتقد بأن ذلك يعود أولا وقبل كل شيء إلى المعوقات الأمنية واللوجستية المرتبطة بمغادرتهم. ومع ذلك، فالظاهرة تنطوي على أخطار محتملة بالنسبة لإسرائيل، لكون معظم المتطوعين يُتوقع التحاقهم وهم في سوريا بتنظيمات محسوبة على القاعدة والجهاد العالمي واكتساب الخبرة العسكرية والخضوع لعملية تعميق رؤيتهم الجهادية خلال إقامتهم في سوريا، كما من المتوقع أن يقوموا وهم في سوريا بربط صلات مع عناصر القاعدة والجهاد العالمي الذين يحتمل لجوئهم إلى محاولة تكليفهم بتنفيذ مهام إرهابية بعد أن يكونوا قد عادوا إلى دولهم الأم.

العرب الإسرائيليون
المميزات العامة

3.   يعتبر التحاق العرب الإسرائيليين بصفوف المتمردين في سوريا ظاهرة معروفة، وإن كانت صغيرة الأبعاد في الوقت الحالي. علما بأن أول المتطوعين قد توجه إلى سوريا في تشرين الثاني / نوفمبر 2012. ومن الصعب تحديد عددهم تحديدا دقيقا، لكون عائلاتهم ترفض الكشف عن مغادرتهم إلى سوريا خشية تعريض أبنائها للخطر. ولكن العدد يقدر بما لا يقل عن 20 شخصا. وقد علم حتى الآن بمقتل عربي إسرائيلي واحد خلال المعارك. ويجسد اعتقال واستجواب ثلاثة آخرين من العرب الإسرائيليين العائدين من سوريا بشكل جيد الخطر الكامن في هذه الظاهرة، لكون اثنين منهم قد طلب إليهما من التنظيمات الجهادية القيام بعمليات إرهابية داخل إسرائيل.


4.   معظم المتطوعين من العرب الإسرائيليين هم شباب في العشرينات من العمر، وقد وصلوا إلى سوريا أفرادا، وليس في إطار منظم عبر تركيا (مثلما يفعل معظم المتطوعين الأجانب). وكانت الغالبية العظمى من هؤلاء الشباب شديدة الالتزام بالحياة الإسلامية. وبتقديرنا أنهم بعد وصولهم إلى سوريا التحق معظمهم بجبهة النصرة وغيرها من التنظيمات المحسوبة على القاعدة والجهاد العالمي. ونرى أن معظم المتطوعين من العرب الإسرائيليين لم يعودوا من سوريا حتى الآن.

5.   وقد تم اعتقال عدد من المتطوعين الذين عادوا إلى إسرائيل، وحكم على أحدهم بالسجن 30 شهرا. ويعتبر جهاز الأمن العام الإسرائيلي العرب الإسرائيليين المتوجهين إلى سوريا خطرا محتملا شديدا، لكونهم، وإلى جانب التدريب العسكري الذي يتلقونه، يتأثرون بأيديولوجيات متشددة لتنظيمات الجهاد العالمي قد تعرضهم للاستغلال من قبل جهات إرهابية للأهداف الاستخباراتية، بل لتنفيذ العمليات الإرهابية ضد إسرائيل (موقع جهاز الأمن العام، 21 آب / أغسطس 2013).

6.   ويصلح مثالا على الخطر الإرهابي الكامن في هذه الظاهرة حالتان لعربيين إسرائيليين طلب منهما عناصر الجهاد العالمي في سوريا تنفيذ العمليات الإرهابية في إسرائيل بعد أن يكونا قد عادا إليها:

أ. حسام نضال يوسف حجلة – من مواليد 1988 وسكان جلجوليا، وقد غادر إلى سوريا للالتحاق بصفوف المتمردين، وروى أنه عمل في سوريا في إطار مجموعتين من المتمردين الإسلاميين، وخضع للتدريب العسكري وشارك في القتال وقام بتنفيذ المهام الأمنية الروتينية. وخلال وجوده في سوريا طلب منه الانضمام إلى صفوف "المقاومة" بعد عودته إلى إسرائيل، للقيام بالعمل المسلح أو غير المسلح ضد إسرائيل (مثل تسميم مصادر المياه، إضرام النار وكتابة الشعارات على الجدران). وبعودته إلى إسرائيل تم اعتقاله، ثم قدمت لائحة اتهام بحقه في 18 تشرين الثاني / نوفمبر 2013.

ب. حكمت عثمان حسين مصاروة – في 19 آذار / مارس 2013 اعتقل جهاز الأمن العام والشرطة الإسرائيلية المدعو حكمت عثمان حسين مصاروة، العربي الإسرائيلي من سكان مدينة الطيبة والبالغ من العمر 29 عاما، فيما كان يعود إلى البلاد في رحلة جوية قادمة من تركيا. وكان حكمت عثمان حسين مصاروة قد توجه إلى سوريا في تشرين الثاني / نوفمبر 2012 بهدف الانضمام للقتال، حيث التحق بعناصر الجهاد العالمي. وخضع في سوريا للتدريبات العسكرية في معسكر تابع للمتمردين. وأثناء وجوده في سوريا تم استجوابه حول إسرائيل وجيش الدفاع الإسرائيلي، وعُرض عليه تنفيذ عملية انتحارية في سوريا أو تنفيذ عملية إرهابية في إسرائيل بعد عودته إليها، ولكنه رفض وعاد إلى إسرائيل عبر تركيا حيث تم اعتقاله فور وصوله. وفي 4 تشرين الأول / أكتوبر 2013 قدمت بحقه لائحة اتهام وحكم عليه بالسجن 30 شهرا.

متطوعون آخرون من العرب الإسرائيليين

7.   عبد القادر عفيف عبد القادر التلة وهو عربي إسرائيلي من سكان مدينة الطيبة ويبلغ من العمر 26 عاما. وقد غادر إلى سوريا، حيث قاتل في صفوف جبهة النصرة. وقد جرى اعتقاله في 14 تموز / يوليو 2013. وكان عبد القادر طالب صيدلة في الأردن، حيث تعرف خلال فترة دراسته على طلبة عراقيين وفلسطينيين من مؤيدي التيار السلفي الجهادي، فأصبح، وبتأثير منهم، يؤمن هو الآخر بالعقيدة السلفية. وخلال التحقيق معه اعترف بكونه توجه إلى سوريا بهدف الانضمام للجهاد، حيث تقدم من أحد ممثلي جبهة النصرة وانخرط في صفوف التنظيم (موقع جهاز الأمن العام، 21 آب / أغسطس 2013). ولم تستمر إقامته في سوريا سوى ثلاثة أيام قرر بعدها العودة عن طريق تركيا، وتم اعتقاله في مطار بن غوريون، وقدمت بحقه لائحة اتهام في 9 آب / أغسطس 2013.

8.   محمد ياسين ويبلغ عمره 25 عاما ومن سكان مدينة طمرة بالجليل الغربي، وقد هرب عبر هضبة الجولان إلى سوريا مستعينا بشقيقه وأحد أصدقائه حين كان يمضى إجازة من السجن في إسرائيل (كان محكوما عليه بالسجن المؤبد وكان أمضى قبل الإجازة المذكورة سبع سنوات من محكوميته). وأفاد صديقه بأنه خلال مكوثه في سوريا انضم إلى جيش سوريا الحر. وتقول عائلته إنه على اتصال دائم بها، ولكن مكان وجوده غير معروف.

9.   ماجد زكي جمعة إغبارية (أبو مصعب الفلسطيني)، يبلغ من العمر 28 عاما، متزوج، من سكان قرية المشيرفة بوادي عارة. يبدو أنه كان أول عربي إسرائيلي قتل في سوريا(www.longwarjournal.org, 1 تشرين الأول / أكتوبر2013). وجاء في إفادات المقربين منه أنه لم يُخفِ يوما تعاطفه مع الجهاد وأنه كان يعتبر زعيم القاعدة نموذجا يقتدى به. وكان تواقا للقتال في أفغانستان والعراق. وفي سنة 2006 حاول الانضمام إلى القتال في العراق، حيث غادر إلى الأردن معتزما عبور الحدود العراقية للانضمام إلى المتمردين، ولكن والده لحقه وأعاده إلى بيته. وفي آب / أغسطس 2013 انقطعت آثاره فجأة، ويبدو أنه التحق بصفوف جبهة النصرة، دون علم أهله (تقرير للبي. بي. سي.) وقد لاقى حتفه في 17 أيلول / سبتمبر 2013 (موقع حي الشاغور[1])

10.    "خطّاب" – بثت قناة France 24في 6 تشرين الأول / أكتوبر 2013 تقريرا تناولت فيه قصة شاب يبلغ من العمر 20 عاما ويدعى "خطاب. وكان الشاب، وهو من سكان مدينة حيفا، قرر التوجه إلى سوريا "لأداء واجبه الجهادي"، رغم اعترافه بأنه لا يملك أي خبرة عسكرية. وجاء في التقرير أن "خطاب" يعمل مهندسا ميكانيكيا، وقد غادر إلى بريطانيا في نطاق عمله. وقال إنه توجه إلى سوريا بعد تواصله مع بعض الأشخاص فيها عبر مواقع الشبكات الاجتماعية. وقد وصل إلى تركيا، ليتم إيصاله إلى المنطقة الحدودية، ومن ثم انتقل إلى مدينة أعزاز، ثم انتقل في موعد لاحق إلى منطقة اللاذقية. وذكر أنه قاتل في صفوف جبهة النصرة وأنه يعتزم الانتقال إلى منطقة حمص بعد أن سبق مشاركته في القتال الدائر في منطقة حماة. كما ذكر أنه صادف عددا من العرب الإسرائيليين الموجودين في سوريا، وفي المناطق المجاورة للاذقية وإدلب.

"بوستر شهيد" لعربي إسرائيلي قتل في سوريا
في الأعلى: مؤيد زكي إغبارية في "بوستر شهيد" له صادر عن مركز ابن تيمية، وهو الذراع الإعلامي لشورى المجاهدين في أكناف بيت المقدس (تنظيم إرهابي يعمل في قطاع غزة ويحسب على الجهاد العالمي). في أسفل اليسار: بيان منشور على صفحة فيس بوك رسمية تنشر المعلومات الخاصة بالمتطوعين الأجانب الذين قتلوا في سوريا.
في الأعلى: مؤيد زكي إغبارية في "بوستر شهيد" له صادر عن مركز ابن تيمية، وهو الذراع الإعلامي لشورى المجاهدين في أكناف بيت المقدس (تنظيم إرهابي يعمل في قطاع غزة ويحسب على الجهاد العالمي). في أسفل اليسار: بيان منشور على صفحة فيس بوك رسمية تنشر المعلومات الخاصة بالمتطوعين الأجانب الذين قتلوا في سوريا.

"بوستر شهيد" لمؤيد زكي إغبارية علق في ساحة منزل عائلته في قرية المشيرفة بوادي عارة. يتوسط البوستر شعار القاعدة
"بوستر شهيد" لمؤيد زكي إغبارية علق في ساحة منزل عائلته في قرية المشيرفة بوادي عارة.يتوسط البوستر شعار القاعدة

السلطة الفلسطينية

المميزات العامة

11.    بتقديرنا أنه لم يلتحق من سكان الضفة الغربية حتى الآن بصفوف المتمردين وبمبادرتهم الذاتية سوى فلسطينيين معدودين، والسبب في ذلك يعود إلى كون ظاهرة الإسلام السلفي في الضفة الغربية غير ذات شأن وكون طبيعة عمل التنظيمات السلفية لا ترسو على قاعدة مؤسسية مثلما هي الحال في قطاع غزة. ونعتقد بان المتطوعين من أبناء الضفة الغربية قد استمدوا إرادتهم ومعلوماتهم حول سبل التجند من مواقع إلكترونية، ولا سيما منها المواقع التي تحمل الطابع السلفي الجهادي. كما أن طريق المتطوعين من الضفة الغربية إلى سوريا تمر، وبما يختلف عن متطوعي القطاع، عبر الأردن.

المتطوعون من أبناء مناطق السلطة الفلسطينية

12.    فيصل عز الدين، هو شاب فلسطيني أصله من منطقة رام الله، ومولود في عام 1990 http://www.syrian-martyrs.com). وقد خضع للتدريب في الولايات المتحدة على مهنة التمريض في المستشفيات، ثم وصل إلى سوريا لتقديم المعونة الإنسانية والطبية. وقد قتل في 4 كانون الثاني / يناير 2013. (www.rightsidenews.com, 24 نيسان / أبريل2013).

13.    منتصر الزيتوني – من مواليد رام الله ولاقى حتفه في عملية قتالية شارك فيها في إطار جبهة النصرة بمدينة إدلب في 4 أيلول / سبتمبر 2012. وكان قبل ذلك عنصرا في حماس، كما اعتقل في إسرائيل لمدة 18 شهرا ثم تم الإفراج عنه. وقد انسحب من حماس ليصبح سلفيا جهاديا، حيث وصل إلى الأردن عام 2009 بهدف دراسة الشريعة في جامعة اليرموك. وعند انطلاق التمرد في سوريا، توجه إليها وانضم إلى حركة أحرار الشام، ثم إلى جبهة النصرة (ICT.org.il).

على اليمين: منتصر الزيتوني (talrei.org.il). على اليسار: فيصل عز الدين من سكان رام الله الذي قتل في سوريا  (onlinejihadexposed.com, 17 نيسان / أبريل 2013)
على اليمين: منتصر الزيتوني (talrei.org.il).على اليسار: فيصل عز الدين من سكان رام الله الذي قتل في سوريا(onlinejihadexposed.com, 17 نيسان / أبريل2013)

قطاع غزة
المميزات العامة

14.    نقدر عدد المتطوعين المنحدرين من قطاع غزة بنحو 30 متطوعا، غالبيتهم العظمى من عناصر تنظيمات جهادية سلفية في القطاع، علما بأن بعض المتطوعين عناصر في حماس انسحبوا منها وليس لهم انتماء تنظيمي واضح، ويتميز جزء منهم على الأقل بكونهم من الشباب المثقفين. ويبدو أن عددهم قد ازداد خلال سنة 2013، وقد قتل ما لا يقل عن ثمانية منهم خلال المعارك، وبتقديرنا أنهم يتوجهون من القطاع إلى تركيا عن طريق مصر وليبيا (مع أن البعض منهم قد وصل إلى تركيا عبر العربية السعودية، تحت ذريعة الحج في بعض الحالات). ويلاحظ أن وضع العلاقات مع مصر ونشاط الأجهزة الأمنية المصرية على الحدود الفاصلة بين مصر وقطاع غزة يضع العراقيل الخطيرة على طريق المتوجهين إلى سوريا، وهو أمر يحد من نطاق هذه الظاهرة بتقديرنا.


15.    في 17 شباط / فبراير 2013 ذكر أبو الغناء الأنصاري، المسؤول في إحدى الجماعات السلفية الجهادية بقطاع غزة أن ما بين 20 و 30 شابا قد توجهوا من قطاع غزة إلى سوريا للمساهمة في القتال إلى جانب جماعات الجهاد العالمي، من أمثال جبهة النصرة. يشار إلى أن معظم هؤلاء هم من الشباب أعضاء التنظيمات السلفية في القطاع المطاردين من الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة حماس (القدس، 17 شباط / فبراير 2013). وذكرت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ، 18 آذار / مارس 2013) نقلا عن قناة وطن أن العشرات من العناصر السلفية الجهادية قد غادروا غزة قاصدين سوريا عبر تركيا، ومنهم عناصر حماس سابقا، حيث التحقوا بجماعات جهادية تقاتل النظام السوري، وعلى رأسها جبهة النصرة.

16.    وقد عبّر السلفيون في قطاع غزة على الملأ عن دعمهم للقتال في سوريا، حيث نشروا في 20 كانون الثاني / يناير 2013 في منتدى الجهاد كلمة مسجلة ألقاها أبو عبد الله الغازي، المسؤول في جيش الأمة[2]أكد فيها أنه يجب أن يكون الشرق الأوسط "سوقا مفتوحة" أمام الجهاد. وكان قد تم قبل ذلك بتسعة أيام تحميل شريط فيديو عن جيش الأمة خصص للمقاتلين في سوريا، تضمن تعليمات مفصلة عن كيفية صنع قذيفة صاروخية عيار 107 مم، للشبكة الدولية،بما في ذلك تفصيل للمواد المطلوبة لذلك ومقاديرها (www.longwarjournal.org, 28 آب / أغسطس2013).

17.    كما درج مركز ابن تيمية وغيره من المنتديات الجهادية على توثيق الفلسطينيين الذين قتلوا أثناء القتال في سوريا (انظر البوسترات فيما يلي)، بمن فيهم من لم يكن منتميا بشكل واضح إلى أي من التنظيمات السلفية. كما أصدر مركز ابن تيمية في 28 أيلول / سبتمبر 2013 بيانا جاء فيه أن خمسة من الفلسطينيين قد قتلوا في القتال الدائر في سوريا، كان أحدهم عربيا إسرائيليا، وذلك بين 28 تموز / يوليو 2012 و 17 أيلول / سبتمبر 2013 (www.longwarjournal.org, 1 تشرين الأول / أكتوبر2013).

18.     ومع كون حماس تعادي النظام السوري، غير أنها ليست ضالعة كحركة في القتال، ومع ذلك فقد حصل لدينا انطباع بأن حكومة حماس في القطاع تغض الطرف عن توجه أولئك العناصر السلفيين الجهاديين إلى سوريا ولا تحول دون انضمامهم للقتال، سواء كان ذلك يعود إلى مصلحة لها في "تصدير" معارضيها المحتملين إلى ساحة قتال أخرى، أم إلى عداء حماس المبدئي لسوريا، بل إنه في بعض حالات كان فيها القتلى من عناصر حماس سابقا، تم نشر "بوستر شهيد" عن حماس أيضا، كما تم إقامة مجلس عزاء عن الحركة.

على اليمين: صورة لفهد نزار الهباش تم وضعها في مدخل مجلس العزاء الذي أقامه له عناصر شرطة حماس ، علما بأن الهباش الذي كان يقاتل في صفوف جبهة النصرة كان في السابق من أعضاء جهاز شرطة حماس في القطاع. على اليسار: "بوستر شهيد" للهباش يظهر فيه وهو يرتدي البذلة الزرقاء المرقطة الخاصة بقوة التدخل وحفظ النظام التابعة لشرطة حكومة حماس (منتدى حماس، 1 آب / أغسطس 2013)
على اليمين: صورة لفهد نزار الهباش تم وضعها في مدخل مجلس العزاء الذي أقامه له عناصر شرطة حماس ، علما بأن الهباش الذي كان يقاتل في صفوف جبهة النصرة كان في السابق من أعضاء جهاز شرطة حماس في القطاع. على اليسار: "بوستر شهيد" للهباش يظهر فيه وهو يرتدي البذلة الزرقاء المرقطة الخاصة بقوة التدخل وحفظ النظام التابعة لشرطة حكومة حماس (منتدى حماس، 1 آب / أغسطس 2013)

معلومات عن المتطوعين الفلسطينيين من أبناء قطاع غزة

19.    سعد حرب شعلانالبالغ من العمر 23 عاما، من مواليد بيت لاهيا والمحسوب على التيار السلفي، وقد التحق على ما يبدو بصفوف جبهة النصرة. قتل في 18 حزيران / يونيو 2013 أثناء القتال ضد الجيش السوري في إدلب (وجاء في رواية أخرى أنها حلب). وبعد شهر من وصوله قتل شقيقه خالد خلال تنفيذه لمهامه في الذراع العسكري للجهاد الإسلامي في فلسطين ((www.facebook.com(القدس, 19 حزيران / يونيو2013).

20.   محمد أحمد قنيطة الملقب أبو عبد الرحمن، متزوج وله 3 أولاد، وهو عنصر من عناصر الجهاد العالمي كان فيما مضى عنصرا في حماس. وقد قتل في سوريا من جراء انفجار قذيفة صاروخية في شهر كانون الأول / ديسمبر 2012 وحين كان يقاتل في صفوف جبهة النصرة على مقربة من مطار حلب. لقد ترعرع محمد قنيطة في أسرة متدينة وتربى على كراهية إسرائيل. وأصيب بجروح، وهو في ال 12 من عمره حين كان يلقي الحجارة. وفي فترة لاحقة التحق بكتائب عز الدين القسام، حيث عمل فيها مدرِّبا، ثم قاتل قوات جيش الدفاع الإسرائيلي خلال عملية "الرصاص المصبوب". وبعدها انتقل إلى صفوف التنظيمات السلفية الجهادية في قطاع غزة وأصبح يدرب مجموعات المقاتلين. وقد حاول التوجه إلى الشيشان، وبعد أن فشل في ذلك توجه إلى مكة ومنها إلى سوريا، حيث بات يشرف على تدريبات لتنظيم جبهة النصرة، وتقول رواية أخرى إنها كانت الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) (www.longwarjournal.org, 15 آذار / مارس2013). وبعد بلوغ نبأ موته أعلنت حماس عنه "شهيدا" (BBC, 15 كانون الأول / ديسمبر2013).

21.   فهد نزار الهباش، عمره 28 سنة، وكان يعمل سابقا في جهاز شرطة حماس في القطاع. وقد قتل خلال قتاله في حمص إلى جانب قوات جبهة النصرة في 19 تموز / يوليو 2013. كان قد ولد في شمال قطاع غزة سنة 1985، وبعد تخرجه سنة 2006 تزوج وولد له طفلان. وبعد نشوب المواجهات في سوريا عزم على خوض القتال فيها (www.longwarjournal.org, 1 تشرين الثاني / أكتوبر2013). وقد أبلغ أبناء عائلته بأنه مغادر إلى تركيا للبحث عن عمل أفضل. وذكر شقيقه لمراسل البي. بي. سي. أنه أمام الهدوء الذي يسود القطاع، أراد شقيقه التوجه للقتال ضد الشيعة (BBC NEWS, 15 كانون الأول / ديسمبر2013). وبعد موته نشر مركز ابن تيمية للإعلام شريط فيديو تضمن وصيته www.longwarjournal.org), 28 آب / أغسطس2013). بدورها أصدرت شرطة حكومة حماس في شمال قطاع غزة، والتي كان فهد انتمى إليها سابقا إعلان وفاة، بل أقامت مجلس عزاء له (منتدى حماس، 27 آب / أغسطس 2013).

22.   نضال العاشي الملقب أبو هريرة المقدسي وأبو عمر الشامي. كان ينتمي إلى تنظيم جهادي يعمل في القطاع يدعى جيش الإسلام. وقد قتل في شهر تموز / يوليو 2012 في حلب (www.longwarjournal.org, 28 تموز / يوليو2012). وجاء في بيان صدر بعد موته عن جيش الإسلام أنه اعتقل من قبل حماس لتنكيله بمسيحيي القطاع، ثم هرب إلى سوريا (www.longwarjournal.org, 1 تشرين الأول / أكتوبر2013).

23.   أسامة أبو خطاب – كان من عناصر جيش سوريا الحر، بعد نشاط له في صفوف حماس بغزة. وقد انتقل إلى الأردن، ومنه إلى سوريا، حيث لاقى حتفه في حزيران / يونيو 2013 (centerfordocumentation.com).

24.   محمد جهاد الزعانين الملقب أبو أنس، وهو طالب من سكان بيت حانون، وكان من منتسبي أحد التنظيمات السلفية في القطاع، وسبق اعتقاله عدة مرات من قبل حماس. وقد قتل في 15 أيلول / سبتمبر 2013 حين كان يقاتل في صفوف "داعش"، وأقيم له مجلس عزاء في بيت حانون شمال القطاع (www.longwarjournal.org, 1 تشرين الأول / أكتوبر2013). وروت أسرته أنه توجه للحج في العربية السعودية، وقد أخبر أهله بأنه غادر إلى تركيا للدراسة فيها، ولكنه انضم إلى صفوف المتمردين في سوريا. وقال أبناء عائلته الذين تحدثوا معه قبيل موته إنه قال لهم "سنلتقي في الجنة" (قناة البي. بي. سي.، 26 تشرين الثاني / نوفمبر 2013).

25.   وسام محمد العطل، من سكان جباليا شمال قطاع غزة، وملقب ابن محمود الفلسطيني، يقدر عمره بما بين 30-35، وكان طبيب أسنان. وقد قتل في سوريا، وقيل عن ملابسات مقتله إنه قتل خلال قيامه "بمهمة جهادية"، ويبدو أنه نفذ عملية انتحارية. وكان العطل قد غادر قطاع غزة في كانون الأول / ديسمبر 2012، متوجها إلى تركيا، ومنها إلى سوريا. ولم تعلم أسرته بتواجده في سوريا إلا قبل أن يقتل بحوالي شهرين. وقد علم بموته في 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2013 حين نشر اسمه على حساب تويتر مركز ابن تيمية، وفي تغريدة تضمنت تأكيدا لموته (www.longwarjournal.org, 3 تشرين الثاني / نوفمبر2013). وكان قد شوهد قبل أيام من موته وهو يرتدي حزاما ناسفا.

26.   عامر أبو غولة (أبو عبيدة المهاجر)، وهو عنصر سلفي بلغ من العمر 29 عاما وأصله من النصيرات وسط قطاع غزة. وقد اعتقلته حماس لضلوعه في قتل الصحفي الإيطالي فيتوريو أريغوني في غزة في نيسان / أبريل 2011[3]. وهرب أبو غولة من القطاع لينضم إلى صفوف داعش، حيث قتل في 13 كانون الأول / ديسمبر 2013 خلال معركة ضد قوات حزب الله وجيش بشار الأسد في منطقة حلب (القدس، 14 تشرين الثاني / نوفمبر 2013).

27.   أسامة أحمد حمدان قشطة، من سكان رفح وابن عم مسؤول الإعلام في حماس وممثل حماس السابق في لبنان أسامة حمدان. كان في السابق من كبار مسؤولي الذراع العسكري لحماس وكان شارك في القتال في ليبيا. وقد دخل الأراضي السورية عبر تركيا، فخاض القتال في صفوف جبهة النصرة. وقتل في مخيم اليرموك للاجئين بدمشق في 13 شباط / فبراير 2013. (موقعSYRIATRUTH, 21 شباط / فبراير2013).

28.    ورد في قائمة القتلى الفلسطينيين في سوريا اسم أبو همام الفلسطيني، وهو "الأمير" السابق في داعش. وقد قتل أثناء القتال في حماة في 11 آب / أغسطس 2013 (المنبر الإعلامي الجهادي، 21 أغسطس آب 2013، موقع حي الشاغور)

أبو همام الفلسطيني (shaghor.com)
أبو همام الفلسطيني(shaghor.com)

الفلسطينيون من سوريا ولبنان[4]
المميزات العامة

1.   بتقديرنا أن بضع عشرات من المتطوعين الفلسطينيين من سكان مخيمات اللاجئين في لبنان وسوريا يقاتلون إلى جانب المتمردين في سوريا، وبالأخص جبهة النصرة، وقد لاقى بعضهم حتفه أثناء القتال.


2.   يستدل من موقع NOWاللبناني (29 تشرين الثاني / نوفمبر 2013) أن زهاء 15 شخصا من الجماعات الإسلامية الجهادية في مخيم عين الحلوة للاجئين (المجاور لصيدا) قد خرجوا للقتال إلى جانب المتمردين في سوريا. والتحقوا بصفوف جبهة النصرة وغيرها من تنظيمات المتمردين، ونرى أنهم من سكان مخيم عين الحلوة للاجئين الذي يعتبر معقلا للتنظيمات السلفية الجهادية، المحسوب بعضها على القاعدة والجهاد العالمي.

3.   في 28 تشرين الثاني / نوفمبر نشر على اليوتيوب تقرير لقناة العربية الحدث استعرض حملة جرت في مخيم عين الحلوة لتجنيد المتطوعين للقتال في سوريا. وذكرت معلومات نشرتها جريدة الجمهورية اللبنانية أن الحملة تركزت على حي الطوارئ في المخيم وذلك عبر الشبكة الدولية. وقد جاء المتطوعون من صفوف شباب المخيم، وتجند بعضهم في جبهة النصرة وبعضهم الآخر في تنظيم كتائب عبد الله عزام الجهادي. وقد ساهم في حملة تجنيد سكان المخيم في صفوف المتمردين في سوريا عدد من الشيوخ السلفيين الجهاديين المحليين، ومن بينهم الشيخ جمال خطاب.

معلومات عن بعض المتطوعين من سوريا ولبنان

4.   ماهر محمد بكر سكر (أبو عزيز المقدسي)، وهو فلسطيني من عناصر جبهة النصرة، وقد شارك في معارك القصير وقتل بأيدي الجيش السوري في 18 أيار / مايو 2013، أي بعد شهر ونصف من انضمامه إلى جبهة النصرة (www.alquds.com).

5.   إبراهيم مبارك الملقبأبو ساجد، وهو فلسطيني من سكان مخيم عين الحلوة للاجئين في جنوب لبنان. وقد قتل في 24 أيار / مايو 2013 في القصير. وكان من عناصر جبهة النصرة (www.lebanondebate.com).

6.   محمود عبد القادر الملقب أبو عبيدة المقدسي، الفلسطيني من سكان مخيم عين الحلوة للاجئين، وقد قتل في معركة القصير في صفوف جبهة النصرة، وذلك في 21 كانون الثاني / يناير 2013 (http://arabic.rt.com).

7.   محمد الداهودي الملقب أبو عمر الشامي، من سكان مخيم عين الحلوة للاجئين، قتل في أواخر تشرين الثاني / نوفمبر 2013، علما بأنه ابن أحد مرافقي الشيخ الجهادي جمال خطاب (أبو مصطفى الداهودي) (Now, لبنان, 24 تشرين الثاني / نوفمبر2013)[5].

8.   محمد الدوخي الملقب الخردق، وهو من سكان مخيم عين الحلوة، ومن عناصر إحدى الجماعات الجهادية التي جاءت للقتال في سوريا إلى جانب جبهة النصرة وغيرها من منظمات المتمردين (Now, لبنان, 29 تشرين الثاني / نوفمبر2013).

9.   تم تحميل شريط لعنصر من عناصر جبهة النصرة ينحدر من أصول فلسطينية-سورية لليوتيوب، وهو شخص تم اعتقاله من قبل السلطات السورية، وقد ذكر لمراسل قناة سكاي نيوز الذي أجرى حديثا مع عدد من الجهاديين في سوريا ممن اعتقلوا في شهر كانون الأول / ديسمبر 2012، أنه خاض القتال في صفوف القاعدة في العراق، حيث تأثر كثيرا بفكر أبو قتادة، المنظّر الجهادي الذي كان يقيم في بريطانيا قبل أن يتم تسليمه للأردن (Youtube.com).

*   تعتبر هذه الدراسة امتدادا لدراسة مركز المعلومات المنشورة في 2 كانون الثاني / يناير2014: "ظاهرة المتطوعين الأجانب في سوريا".

[1]  موقع سوري لحي الشاغور في دمشق ينشر معلومات حول المتطوعين الأجانب الذين قتلوا في أثناء القتال بسوريا.
[2]  جيش الأمة – تنظيم في قطاع غزة محسوب على الجهاد العالمي تم الإعلان عن تشكيله في كانون الثاني / يناير من عام 2008.
[3]  كان فيتوريو أريغوني ناشطا سياسيا مواليا للفلسطينيين وعضو منظمة ISM. وفي سنة 2008 وصل إلى قطاع غزة واستقر فيه، وكان يبعث بتقارير عن مجريات الأمور في القطاع، ومن ضمن ذلك حملة "الرصاص المصبوب". وفي 14 نيسان / أبريل 2011، تم خطفه من بيته في غزة من قبل عناصر تنظيم محسوب على الجهاد العالمي. وقد وجه الخاطفون إنذارا ولكنه تم بعد وقت قصير العثور على جثمانه في بيت مهجور.
[4]  يوجد في سوريا كذلك العديد من الفلسطينيين المنحدرين من أصل أردني. وسوف يتضمن أهم المعلومات المتعلقة بهم الفصل المخصص للأردن ضمن دراسة خاصة بظاهرة المتطوعين الأجانب في العالم العربي، وهي الدراسة التي لم تنته بعد.
[5]  الشيخ جمال خطاب هو رجل دين فلسطيني من سكان مخيم عين الحلوة، ويتزعم تنظيما سلفيا جهاديا يدعى "الحركة الإسلامية المجاهدة".