خالد مشعل خلال لقاء الأحزاب العربية في دمشق (فلسطين الآن، 12 تشرين الثاني 2009)
1) كشف خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، مؤخرا عن المواقف السياسية لحماس خلال مؤتمر الأحزاب العربية في دمشق. خلال الكلمة التي ألقاها في لقاء مع قيادات رفيعة شاركت في الاجتماع، عاود التأكيد على أن حماس مستمرة في طريق “المقاومة” (أي، الإرهاب) موضحا أن معظم الأموال والجهود التي تبذلها حماس في قطاع غزة موظفة في الاستعدادات العسكرية.
2) فيما يلي أهم ما جاء في أقوال خالد مشعل (موقع فلسطين الآن):
أ) حماس لن تعترف بإسرائيل ولن تنبذ “المقاومة“: “لن نعترف بإسرائيل.. لن نتخلى عن المقاومة.. متمسكون بكل شبر من الأرض الفلسطينية، وأي حديث آخر هو من قبيل المناورة“.
ب) تجديد الانتفاضة في الضفة الغربية: “خيار إطلاق انتفاضة فلسطينية جديدة أمر صعب”، مؤكدا في ذات الوقت أن “الجهاد ماض إلى يوم القيامة”. وفقا لأقوال خالد مشعل “فإن وقف المقاومة (أي، الإرهاب) في الضفة الغربية تم قهرا لا قرارا من قبل حماس”. وقال إن عودة “المقاومة” تحتاج إلى وقت لعدم توفر الظرف الموضوعي على الأرض.
ج) طرح فكرة إقامة الدولة الفلسطينية في حدود العام 1967: تهدف أقوال خالد مشعل بخصوص استعداد حماس لقبول حل مؤقت في حدود العام 1967 إلى ايجاد قاعدة للعمل وإسقاط الذرائع التي توظف لمعاداة حماس. إن الرؤية السياسية الخاصة بحماس تقوم على أن اتفاق أوسلو ميت وأنه ينبغي على الفلسطينيين تعظيم “أوراق القوة” الخاصة بهم وفي صلبها “المقاومة”.
د) حماس توظف معظم جهودها في قطاع غزة للاستعداد العسكري: “ظاهر الصورة في غزة أنهم يتحدثون عن المصالحة والبناء، لكن باطن الصورة يقول إن معظم المال والجهد يذهب للمقاومة والاستعدادات العسكرية.. نحن شغالين على المقاومة”.
وفيما يتعلق بغزة، قال مشعل “ظاهر الصورة في غزة أنهم يتحدثون عن المصالحة والبناء، لكن باطن الصورة يقول إن معظم المال والجهد يذهب للمقاومة والاستعدادات العسكرية”.. مؤكدا “نحن شغالين على المقاومة”.
المقطع الأساسي الذي يتحدث فيه خالد مشعل
ه) حماس التي تعاني من صعوبات مالية بحاجة إلى التبرعات لصالح “المقاومة“: حث خالد مشعل الأحزاب العربية على تجنيد التبرعات من باب الاستعداد للمرحلة القادمة من “المقاومة” (أي، الإرهاب) نظرا لأن حماس موجودة في “حصار” مالي. وقد حذر خالد مشعل من رهن المساعدات المالية المقدمة لحماس بتنفيذ عمليات من قبل “المقاومة” لأن الأموال، وفقا لما يقول، موظفة للاستعداد لتصعيد “المقاومة” (أي، الإرهاب).
دلالات
3) إن أقوال خالد مشعل تعبر عن ترتيب سلم الأولويات الحقيقي لحماس التي تقوم أساسا على ترميم البنية التحتية العسكرية في القطاع التي تضررت في حملة “الرصاص المصبوب” في اطار الاستعدادات لتجديد العمليات العسكرية- الإرهابية ضد إسرائيل (“المقاومة”). ويتم التعبير عن هذه الأولويات من خلال تحويل معظم الأموال التي تصل إلى القطاع لصالح حماس (بما في ذلك الأموال التي يعود أصلها إلى صناديق المساعدات العربية والدولية) من أجل الدفع قدما بالاستعدادات العسكرية على حساب الترميم المدني للقطاع (الذي يتم ببطء).
4) إن أقوال خالد مشعل تتناقض بصورة تامة مع “حملة الابتسامات” التي تقوم بها حماس تجاه الغرب(1). حيث تعاود تأكيد تمسك حماس بإستراتيجية “المقاومة” كوسيلة أساسية “لتحرير” كل شبر من أرض فلسطين، رفض حماس المطلق الاعتراف بإسرائيل واستعدادها للموافقة على “حل مؤقت” على شكل دولة فلسطينية في حدود العام 1967 كحيلة تهدف إلى التسهيل عن حماس المعزولة.
5) إن هذه الأقوال المنسوبة إلى خالد مشعل تدحض إحدى الاستنتاجات الأساسية لتقرير جولدستون. حيث يتهم التقرير إسرائيل وسياستها بالمسئولية عن ضائقة السكان الفلسطينيين في قطاع غزة من خلال التجاهل المطلق لمسئولية حماس. إن أقوال خالد مشعل تبرز، كما هو مذكور أعلاه أن حماس لا تعتبر تلبية احتياجات سكان القطاع في قمة سلم أولوياتها بل تنصب جهودها الأساسية (ومواردها) على الاستعدادات العسكرية تمهيدا لجولة الإرهاب القادمة ضد إسرائيل. |
__________
1. راجع “حملة الابتسامات” من قبل حماس تجاه الغرب: “حملة الابتسامات” التي تقوم بها حماس تجاه الغرب: المقابلة التي أجراها كين ليفينجستون مع خالد مشعل كحالة اختبارية (3 آب 2009).