أهم أحداث هذا الأسبوع
- تصدرت أحداث هذا الأسبوع عملية تقتيل مركبة نفذها تنظيم الدولة الإسلامية واستهدفت مسجداً صوفياً في قرية الروضه الواقعة على مبعدة حوالي 45 كيلومتر إلى الغرب من العريش. أسفرت العملية عن مقتل 309 شخصاً وجرح 124 غيرهم، وغالبيتهم العظمى مواطنين كانوا يستمعون لخطبة يوم الجمعة في المسجد. إنها أكبر عملية إرهابية في تاريخ مصر. ووفقاً لحيثيات العملية يبدو لنا أنها من تنفيذ ولاية سيناء في تنظيم الدولة الإسلامية مع أن تنظيم الدولة الإسلامية نفى ذلك.
- وبتقديرنا فإن هذا التوقيت بالنسبة لولاية سيناء وبالنسبة لولايات أخرى في تنظيم الدولة الإسلامية خارج البلاد هناك دافعية عالية لتنفيذ عمليات استعراضية توقع أعداداً كبيرة من القتلى. وذلك لنقل رسالة تفيد بأنهم لا زالوا “على الخارطة” حتى بعد سقوط الدولة الإسلامية. وتُضاف إلى عملية التقتيل عمليات (بعضها أسقط أعداداً كبيرة من القتلى) تم تنفيذها مؤخراً في ولايات أخرى لتنظيم الدولة الإسلامية خارج البلاد (ومن ضمنها أفغانستان واليمن، حيث تم فيها هذا الأسبوع اغتيال ضابط أمني كبير في عدن من خلال رميه بالرصاص عن مسافة قصيرة). وهذه العمليات تدل بما لا شك فيه ان القدرات التنفيذية لتنظيم الدولة الإسلامية في مختلف الولايات خارج البلاد، وتحديداً في شبه جزيرة سيناء، لا زالت متوفرة وفاعلة حتى بعد انهيار الدولة الإسلامية في سوريا وفي العراق.
- الجيش العراقي والمليشيات الشيعية المسنودة بدعم جوي أمريكي، أطلقت هذا الأسبوع حملة تطهير المناطق الصحراوية في أعالي الفرات، قرب الحدود السورية العراقية، وهي المناطق التي هرب إليها عناصر تنظيم الدولة الإسلامية. وأصيب خلال هذه الحملة عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية وتم ضبط أسلحة وآليات حربية كثيرة. ونعتقد بأن هذا سيزيد من صعوبة إعادة تنظيم صفوف تنظيم الدولة الإسلامية لكن لن يمنع إعادة تنظيم الصفوف وخاصة في ظل الصعوبة القائمة لفرض سيادة الدولة وسيطرتها الكاملة على تلك المناطق.
- وفي العراق تتفاقم قوة الأعمال والإرهابية وحرب العصابات التي يمارسها تنظيم الدولة الإسلامية: وقد برزت هذا الأسبوع عملية أوقعت أعداداً كبيرة من القتلى (17 مواطناً) نفذها تنظيم الدولة الإسلامية إلى الشرق من بغداد بواسطة إرهابيين انتحاريين (أحدهم فقط قام بتفجير نفسه). كما وقام “مسلحون ملثمون” (من المرجح أنهم عناصر تنظيم الدولة الإسلامية) بهجوم على المقر الرئيسي لمحطة التلفزيون التركمانية إلى الشمال من كركوك. والعمليات التي ينجح تنظيم الدولة الإسلامية في تنفيذها تدل على وجود خلايا إرهابية تتمتع بقدرات عالية في مختلف محافظات العراق.
التدخل الروسي والأمريكي في سوريا
تعقيبات روسية على انهيار الدولة الإسلامية
- الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفي لقاءاته مع الرئيس السوري بشار الأسد في سوتشي، قال أن الإرهاب هو مشكلة عالمية ومحاربته لم تنته بعد، لكن الحملة العسكرية ضد الإرهاب في سوريا أوشكت على الانتهاء. وأعرب بوتين عن أمله بأن تُستكمل المهمة المركزية للعمل المشترك الذي يقوم به الجيشين السوري والروسي في القريب العاجل. وأكد بوتين أنه حتى بعد نهاية الحرب ستظل “جيوب إرهابية” تعود من حين لآخر لممارسة العمل. وقال ديميتري بيسكوف، الناطق بلسان الرئيس الروسي، أن تلك “الجيوب الإرهابية” لن يكون لها تأثير على النضال الذي يمارسه الجيش السوري ضد الإرهاب في سوريا بدعم من سلاح الجو الروسي (موقع الكرملين، RIA، 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).
- وفي اللقاء الذي عقده رؤساء هيئات أركان الجيش العامة الروسية والإيرانية والتركية في سوتشي، قال رئيس هيئة الأركان الروسية فاليري غراسيموف، أنه وبرغم بعض المشاكل المعينة التي بقيت، غير أن المرحلة النشطة من العمل العسكري السوري في سوريا قد أوشكت على الانتهاء. وبحث رؤساء هيئات الأركان في هذا اللقاء الخطوات العملية للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة فتح الشام في سوريا، وكذلك وسائل زيادة التعاون في مناطق خفض التصعيد في إدلب. وقال غراسيموف ايضاً انه كذلك بفضل الجهود المشتركة التي بذلتها إيران وروسيا فإن حملة التدمير الكامل للتنظيمات الإرهابية قرب البوكمال في شرق سوريا على وشك أن تنتهي. وأكد غراسيموف على ضرورة تعزيز النتائج العسكرية التي تم تحقيقها في سوريا ومنع إمكانية عودة الإرهابيين إلى الدولة قبل عودة السكان إلى بيوتهم (موقع وزارة الدفاع الروسية، 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).
تصريحات روسية أخرى بخصوص تقليص حجم انتشار القوات في سوريا
- فاليري غراسيموف، رئيس هيئة أركان الجيش الروسي، قال انه من الجائز أن يتم تقليل حجم قوات الجيش الروسي في سوريا. وقال غراسيموف أنه في 22 تشرين الثاني/ نوفمبر وخلال زيارة بشار الأسد لروسيا، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان الحملة ضد التنظيمات الإرهابية في سوريا قاربت على الانتهاء. وعلى حد قوله فإنه لا يزال هناك الكثير من العمل لتحقيق النصر على الإرهاب، لكن فيما يتعلق بالتعاون الروسي في الحرب ضد التنظيمات الإرهابية فإن “الحملة العسكرية تصل إلى نهايتها” (تاس، 23 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).
تصريحات أمريكية بشأن تقليص المساعدات العسكرية للأكراد
- أفادت وكالة رويترز أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 بأنه قد أصدر تعليمات بالتوقف عن تزويد الأسلحة للمقاتلين الأكراد في سوريا (رويترز، 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017). وعلى خلفية هذا الخبر نشرت وسائل الإعلام الأمريكية تعقيبات من المتحدثين عن وزارة الدفاع الأمريكية بخصوص إخراج أو تقليص القوات الأمريكية في سوريا والعراق:
- وقال الناطق عن وزارة الدفاع الأمريكية، الكولونيل روب مانينغ أنه يتم الآن النظر في “تكييفات” (adjustments) بخصوص المساعدات العسكرية الأمريكية لـ”الشركاء الأكراد”. وذلك بالنظر إلى المتطلبات النابعة من الحاجة لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية والجهود المبذولة لتعزيز الاستقرار ومنع عودة تنظيم الدولة الإسلامية. وقال الناطق أن الولايات المتحدة ستواصل ضرب تنظيم الدولة الإسلامية لكنها في الوقت ذاته ملتزمة بحماية تركيا، حليفتها في الناتو (موقع وزارة الدفاع الأمريكية، 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).
- أما الناطقة باسم وزارة الدفاع الأمريكية، سارا ساندرس، فقد قالت أن الهدف الأمريكي الأساسي كان منذ البداية هو هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية. والان وفي حين تواصل الولايات المتحدة تفتيتها للخلافة التي أعلنها تنظيم الدولة الإسلامية، فقد صار بالإمكان وقف تزويد المعدات العسكرية لـ”مجموعات معينة”. وأضافت المتحدثة قائلة إنه ومع ذلك فإن هذا لا يعني وقف جميع المساعدات لتلك المجموعات (من إجابات المتحدثة خلال لقاء مع وسائل الإعلام، موقع وزارة الدفاع الأمريكية، 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).
أهم التطورات في سوريا
احتلال البوكمال، آخر معاقل تنظيم الدولة الإسلامية[1]
- في 19 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 احتل الجيش السوري مدينة البوكمال من تنظيم الدولة الإسلامية بمساعدة القوات الشيعية الرديفة له وبمساعدة جوية روسية. وكانت البوكمال آخر مدينة ظلت في قبضة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، وسقوطها يشير إلى نهاية الدولة الإسلامية في سوريا وتحويل تنظيم الدولة الإسلامية إلى منظمة إرهابية ومنظمة حرب عصابات لا يتقيد بالدفاع عن منطقة جغرافية.
- فيما يلي شريط مصور يصف احتلال البوكمال ويعتمد على أشرطة مصورة تم تصويرها أثناء احتلال البوكمال. وقد نُشرت هذه الأشرطة المصورة في التلفزيون السوري ونشرها حزب الله والقناة التلفزيونية الموالية له ما بين 18 و 20 تشرين الثاني/ نوفمبر وتتناول المواضيع التالية: الدعم الجوي من الجيش الروسي قبل الهجوم البري في البوكمال؛ الحرب الميدانية التي خاضها الجيش السوري والقوات الشيعية الرديفة له في المناطق المعمورة؛ إطلاق القذائف الصاروخية والصواريخ المضادة للدبابات وإطلاق النار من الأسلحة الخفيفة؛ وأنشطة قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، بما فيها لقائه مع المليشيات الشيعية و”مشهد النصر” للقوات المحاربة في “ميدان الساعة” في الجزء الشرقي من البوكمال.[2]
قوات سوريا الديمقراطية (SDF) أعلنت أنها لن تتقدم باتجاه البوكمال
- في 25 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 أعلنت قوات سوريا الديمقراطية (SDF) المدعومة من أمريكا بأنها لن تتقدم باتجاه مدينة البوكمال لتتفادى الاصطدام مع الجيش السوري وحلفائه. أعلنت قوات سوريا الديمقراطية (SDF) عبر موقعها بأنها احتلت مساحة 40 كلم مربع إلى الشرق من دير الزور في سياق حملة “عاصفة الجزيرة”، ووفقاً للبيان نفسه فإنها تتواجد الآن على مبعدة تسعة كيلومترات عن الحدود السورية العراقية وعلى مبعدة مماثلة من مدينة البوكمال (العالم، 26 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).
غارات جوية روسية في دير الزور
- قام سلاح الجو الروسي في 26-23 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 بشن غارات جوية على أهداف متفرقة لتنظيم الدولة الإسلامية في محيط دير الزور. وبتقديرنا فإن المقصود هم عناصر تنظيم الدولة الإسلامية الذي هربوا من دير الزور ومن مدن أخرى سقطت بأيدي النظام السوري وتفرقوا في المناطق الصحراوية. وشاركت في الغارات قاذفات بعيدة المدى من طراز Tu-22M3. وشاركت في كل غارة ست قاذفات أقلعت من قاعدة سلاح الجو في روسيا (تاس، 26-23 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017). وأعلن الروس عن “تدمير جميع الأهداف. وقامت طائرات مسيرة بتصوير نتائج الغارة” (تاس، 26 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).

غارات سلاح الجو الروسي في 26 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 في محافظة دير الزور (صفحة فيسبوك وزارة الدفاع الروسية، 26 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).
- وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن غارة روسية جوية في قرية الشعفة (إلى الشمال من البوكمال) قد تسببت بمقتل 53 مواطناً (منهم 21 طفلاً و 13 امرأة) (المرصد السوري لحقوق الإنسان، 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017). ونفت وزارة الدفاع الروسية هذا النبأ وقالت إن الطائرات الروسية لم تضرب ابداً في منطقة قرية الشعفه (تاس، 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).
وقوع قتلى في الرقة جراء انفجار ألغام/ عبوات ناسفة زرعها تنظيم الدولة الإسلامية
- أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل ما لا يقل عن 18 مواطناً خلال اربعة أيام نتيجة تفجير ألغام/ عبوات ناسفة زرعها عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في أنحاء المدينة. وتقوم قوات سوريا الديمقراطية (SDF) بأعمال تمشيط في المدينة بهدف العثور على ألغام وعبوات ناسفة وتفكيكها (المرصد السوري لحقوق الإنسان، 26 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017). وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية عن تلك التفجيرات لكنه تجاهل مقتل المدنيين. ووفقاً لما جاء في وكالة مؤته للأنباء (الموالية لتنظيم الدولة الإسلامية) فقد قُتل ما لا يقل عن اربعة مقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية (SDF) جراء انفجار عدد من العبوات الناسفة في الرقة (حق، 26 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).
عناصر تنظيم الدولة الإسلامية يسطون على الريف الشمالي الشرقي لمدينة حماة
- في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 قدم مئات من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية من الصحراء السورية إلى ريف حماة الشمالي الشرقي. وقدم عناصر التنظيم في سيارات مصفحة ومعهم أسلحة خفيفة وثقيلة. وأفادت الأنباء بأن تنظيم الدولة الإسلامية قد احتل من هيئة تحرير الشام (الموالي للقاعدة) خلال خمسة أيام أكثر من 20 قرية في تلك المنطقة (المرصد السوري لحقوق الإنسان).
أهم التطورات في العراق
تطهير المناطق الصحراوية في محافظة الأنبار
بعد القضاء على الدولة الإسلامية تم توجيه المجهود العسكري العراقي لتطهير المناطق الصحراوية الواقعة في أعالي الفرات بالقرب من الحدود العراقية السورية (المُسماة كذلك “منطقة الجزيرة” والصحراء الغربية). وقد هرب إلى تلك المناطق عناصر تنظيم الدولة الإسلامية ومعهم أسلحة كثيرة. وتطهير تلك المناطق قد يزيد من صعوبة عملية إعادة تنظيم صفوف تنظيم الدولة الإسلامية، لكن وبتقديرنا لن يمنع إعادة تنظيم الصفوف. وذلك نظراً لاتساع رقعة المناطق الصحراوية التي فر إليها عناصر تنظيم الدولة الإسلامية ونظراً لصعوبة فرض السيطرة السيادية على تلك المناطق. القوات الكبيرة التي خصصها النظام العراقي لتطهير تلك المناطق لن تظل على الأرجح مرابطة في تلك المناطق، وعليه فمن المتوقع أن تتواصل هناك الصعوبات التقليدية لفرض السيادة، حيث تشكل تلك المناطق أرضية خصبة لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية لأجل إعادة تنظيم صفوفهم.
- وأفاد الإعلام العراقي أن أعمال التطهير تتم بمشاركة وحدات من الجيش العراقي والشرطة الاتحادية و”الحشد الشعبي” (المليشيات الشيعية برعاية إيران) ويدعمها سلاح الجو العراقي. وقد قامت تلك القوات بتطهير 175 قرية وسيطرت على خمسة جسور ومعابر وسيطرت على مطار جنيف (Jineef). حيث تم كل ذلك في المحيط الغربي لمدينة راوه وإلى الجنوب من قرية الحضر (السومريه نيوز، 26 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).
- في 26 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 نشر الجيش العراقي شريطاً مصوراً تظهر فيه أسلحة لتنظيم الدولة الإسلامية ضبطتها القوات العراقية التي شاركت في حملة التطهير. وقال أحد المقاتلين أنه ينتمي إلى فرقة العباس التابعة “للحشد الشعبي”.[3] وعلى حد قوله فقد عثروا على تلك الأسلحة إلى الشرق من مطار جنيف إلى الجنوب من الحضر. وقال إن القوات العراقية قد تقدمت بمسافة 50 كيلومتر يومياً ولهذا فلم يتوفر لتنظيم الدولة الإسلامية متسع كاف من الوقت لنقل مخازن أسلحته إلى مكان آخر (حساب يوتيوب الإعلام الحربي العراقي، 26 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).

على اليمين: مقاتل من فرقة العباس في “الحشد الشعبي” يجيب على اسئلة الصحفيين وتظهر في خلفية الصورة أسلحة تنظيم الدولة الإسلامية التي تم العثور عليها إلى الشرق من مطار جنيف. على اليسار: أسلحة تنظيم الدولة الإسلامية وراية التنظيم التي عثرت عليها فرقة العباس إلى الشرق من مطار جنيف (حساب يوتيوب الإعلام الحربي العراقي، 26 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).

على اليمين: عشرات قذائف الهاون التي كانت بحوزة تنظيم الدولة الإسلامية وعثرت عليها فرقة العباس إلى الشرق من مطار جنيف. على اليسار: صناديق من ذخيرة الأسلحة الخفيفة التي كانت بحوزة تنظيم الدولة الإسلامية والتي عثرت عليها فرقة العباس (حساب يوتيوب الإعلام الحربي العراقي، 26 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).
الدعم الجوي من أمريكا ومن التحالف
- قدمت طائرات الولايات المتحدة وطائرات التحالف دعماً جوياً للقوات العراقية التي شاركت في حملة التطهير، حيث قامت بضرب أهداف في مناطق المدن التي تم انتزاعها من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية. وقال الأمريكان أن طائرات التحالف قد ضربت مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة البوكمال (سوريا) وفي محيط مدن القائم وقياره وراوه (العراق). وفي تلك الهجمات تم تدمير مقرات قيادة وورشات لصناعة العبوات الناسفة وسيارات ومباني وأنفاق ومستودعات أسلحة. كما وتمت هجمات في مناطق أخرى (الموصل، بيجي) (موقع وزارة الدفاع الأمريكية، 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017; موقع حملة العزم الصلب، 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).
- وأفادت قناة الجزيرة أن الغارات الأمريكية في منطقة القائم تسببت بمقتل “الرجل الثاني” في تنظيم الدولة الإسلامية، المساعد الشخصي لزعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي. القتيل هو إياد حامد الجميلي (أبو يحيى) وقُتلت معه زوجتيه وأبنائه وأكثر من أربعين قائداً ومقاتلاً من تنظيم الدولة الإسلامية (الجزيرة، 26 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017; انفراد (Enferaad)، 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017). كان إياد الجميلي ضابطاً في الجيش العراقي في عهد صدام حسين وقد انضم لتنظيم القاعدة فوراً بعد الاحتلال الأمريكي للعراق. وقد عمل في منطقة الفلوجه واعتقلته قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة. وبعد الإفراج عنه عاد للعمل في صفوف فرع القاعدة في العراق وتقلد فيه منصباً قيادياً. وفي 6 تموز/ يوليو 2017 وردت أنباء عن مقتل الجميلي في المدينة القديمة في الموصل، لكن تبين أن تلك الأنباء كانت غير دقيقة.
إياد حامد خلف الجميلي، “الرجل الثاني” في قيادة تنظيم الدولة الإسلامية (الميادين، 6 تموز/يوليو 2017).
تدابير عراقية وقائية ومانعة في مختلف المحافظات
- أعلن اللواء علي فاضل عمران، وهو قائد رفيع في كركوك عن ملاحقة عناصر تنظيم الدولة الإسلامية الذين هربوا من شمال قضاء الحويجة (على مبعدة حوالي 58 كيلومتر إلى الغرب من كركوك). وقال عمران أن عنصرين من تنظيم الدولة الإسلامية قد قُتلا وتم القبض على ثمانية عناصر آخرين (السومريه نيوز، 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).
- وفي محافظة ديالى اعتقلت الشرطة خمسة عشر مطلوباً بسبب “أنشطة إرهابية” وأعمال جنائية. وجاء أيضاً أن قوة مشتركة من الجيش العراقي والشرطة الاتحادية و”الحشد الشعبي” قد كشفت عن مستودع للأسلحة على مبعدة 55 كيلومتر إلى الشرق من ديالى، حيث شمل المستودع مواد متفجرة من نوع 4-C وأنظمة لتفجير العبوات الناسفة. ومن جملة ما عُثر عليه في المستودع أنظمة لتفجير الأحزمة الناسفة (السومريه نيوز، 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).
أعمال إرهابية وعمليات حرب عصابات لتنظيم الدولة الإسلامية
- واصل تنظيم الدولة الإسلامية هذا الأسبوع ممارسة الأعمال الإرهابية وحرب العصابات في أنحاء العراق:
- في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 قام إرهابيان بتنفيذ عملية في منطقة النهروان (Al Nahrawan) (على مبعدة حوالي 20 كلم من بغداد). قام الإرهابيان بفتح نيرانهم على المواطنين واحداً تلو الآخر. وقد تم تصفية أحدهم أما الثاني فقد فجر نفسه بواسطة حزام ناسف. قُتل على الأقل شخصين وأصيب سبعة بجروح. تبنى نظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عن العملية من خلال وكالة “أعماق”. وأفادت وسائل الإعلام العراقية أن العملية أسفرت عن مقتل 17 شخصاً وإصابة ثمانية بجروح (السومريه نيوز، 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).
- أفاد تنظيم الدولة الإسلامية أنه في 23 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 تم تنفيذ ست عمليات انتحارية بواسطة عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية كانوا يقودون سيارات ملغمة. وقد استهدفت العمليات أرتال من القوات العراقية وحشود للجيش العراقي و”الحشد الشعبي” إلى الشمال الغربي من مدينة بيجي. وزعم تنظيم الدولة الإسلامية بان تلك العمليات أسفرت عن مقتل عشرات الجنود من القوات العراقية وتم تدمير عربات مدرعة والعديد من السيارات رباعية الدفع (حق، 25 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).
- في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 أعلنت ولاية ديالى في تنظيم الدولة الإسلامية أن خلية من التنظيم قد هاجمت بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة موقعاً “للحشد الشعبي” في منطقة الندا (على مبعدة حوالي 57 كيلومتر إلى الشرق من بعقوبه، قرب الحدود العراقية-الإيرانية). وقد أسفرت تلك الهجمات عن مقتل بعض من عناصر “الحشد الشعبي” وبعض المواطنين الشيعة. وتم تدمير عدد من المركبات العسكرية بواسطة عبوات ناسفة (حق، 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).
- ضرب المقر الرئيسي لمحطة تلفزيون تركمانية إلى الشمال من كركوك: في 28 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 أفادت وسائل الإعلام العراقية بأن “مسلحون ملثمون” هجموا على المقر الرئيسي لمحطة التلفزيون التركمانية (Türkmeneli TV)، على مبعدة حوالي 39 كلم إلى الشمال من كركوك (السومريه نيوز، 28 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017). ملاحظة: نذكر بأن تنظيم الدولة الإسلامية قد فجر في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر سيارة ملغمة في سوق الخضار والفواكه في مدينة ذات أغلبية تركمانية-شيعية، طوزخرماتو (Tuzkhourmatu)، على مبعدة حوالي 69 كلم إلى الجنوب من كركوك.
مصر وشبه جزيرة سيناء
لمحة عامة
- في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 تم تنفيذ عملية تقتيل مشتركة في مسجد في قرية الروضه، قرب بلدة بير العبد (45 كلم إلى الغرب من العريش). وهذه العملية هي أكبر عملية تنفذها منظمة إرهابية في مصر، حيث راح ضحيتها 309 أشخاص، منهم 27 طفلاً وجُرح جرائها 124 شخصاً (معظمهم مواطنين قدموا للصلاة في المسجد وكانوا يستمعون لخطبة الجمعة). سكان القرية، ومعظمهم أبناء قبيلة السواركة المنتمين للتيار الصوفي الإسلامي، حيث يُعتبر هذا التيار بنظر تنظيم الدول الإسلامية “كافراً” وهدفاً مشروعاً للعمليات. ووفقاً لحيثيات العملية يبدو لنا أنها من تنفيذ ولاية سيناء في تنظيم الدولة الإسلامية مع أن تنظيم الدولة الإسلامية نفى ذلك.
- ووفقاً لما جاء في وسائل الإعلام المصرية وبيانات وكيل النيابة المصرية العامة، نبيل صادق، فقد تم تنفيذ العملية بواسطة 25-30 إرهابياً. قدم الإرهابيون إلى الموقع في خمس سيارات رباعية الدفع ورفعوا رايات تنظيم الدولة الإسلامية، وقد كان بعضهم ملثماً، ثم قاموا بتطويق المسجد واتخذوا مواقع عند أبواب المسجد ونوافذه البالغ عددها 12 نافذة. ومن ثم قاموا برمي عبوتين ناسفتين على الأقل داخل المسجد وفتحوا النار على المصلين من نوافذ المسجد ومن بواباته في الوقت الذي كان الخطيب يلقي خطبة الجمعة. وبعد ذلك قاموا بإضرام النار في سبع سيارات تابعة للمواطنين ولاذوا بالفرار. وقد جاء حرق السيارات بتقديرنا لعرقلة إخلاء الجرحى وعرقلة مطاردة الإرهابيين الهاربين.
يتوفر وصف تفصيلي لعملية التقتيل في مسجد الروضه وتحليل أبعاده في نشرة منفردة لمركز المعلومات.

على اليمين: جثث بعض قتلى العملية في مسجد الروضه (حق، 25 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017). على اليسار: سيارتان لسكان القرية أحرقها عناصر تنظيم الدولة الإسلامية (المصري اليوم، 25 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).
أعمال تنظيم الدولة الإسلامية في دول أخرى
تواصل أعمال الإرهاب وحرب العصابات التي يمارسها تنظيم الدولة الإسلامية في اليمن
- في 25 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 أعلن تنظيم الدولة الإسلامية عن تصفية العقيد حمود محمد الحميدي، وهو ضابط رفيع في مديرية البحث الجنائي في عدن. وأفاد تنظيم الدولة الإسلامية بأنه تم اغتياله من مسافة قصيرة بواسطة مسدس مع كاتم صوت (حساب تويتر ابن الجنوب عدن@g68yizadnLrBDUA، 26 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).
يركز فرع تنظيم الدولة الإسلامية في اليمن مؤخراً مجهوده لتنفيذ عمليات في عدن. ويبدو أن تنظيم الدولة الإسلامية يستهدف في عملياته مديرية البحث الجنائي. في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 نفذ تنظيم الدولة الإسلامية عملية مشتركة استهدفت بناية مديرية البحث الجنائي في عدن بسيارة مفخخة قام بتفجيرها إرهابي انتحاري وتلا التفجير هجوم لعناصر تنظيم الدولة الإسلامية على المبنى (أسلوب عمل معروف يستخدمه تنظيم الدولة الإسلامية).
[1] تتمة لنشرة نظرة على الجهاد العالمي 22-16 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017. ↑
[2] الشريط منقول عن المصادر التالية: حساب يوتيوب الإعلام الحربي المركزي لحزب الله، 20-18 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017; قناة يوتيوب Al Mayadeen News الموالي لحزب الله، 20 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017; التلفزيون السوري، 20 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017. ↑
[3] يتضح من هذا التقرير ومن تقارير أخرى في الإعلام العراقي أن المليشيات الشيعية المشاركة في "الحشد الشعبي" منتظمة في فرق وألوية. ↑ש