أهم أحداث هذا الأسبوع
- في محيط إدلب تواصل الأطرف استعداداتها للمعركة. حيث يواصل الجيش السوري تعزيز قواته في حين تتحصن هيئة تحرير الشام في المناطق التي تتوقع أن ينطلق منها الهجوم السوري. وشكلت هيئة تحرير الشام قوات نخبة تلقت تدريبات قاسية بهدف تحريكها لاختراق خطوط العدو والعمل وراء خطوط العدو الأمامية.
- وبموازاة التحضيرات العسكرية على الأرض هناك اتصالات دبلوماسية حثيثة بين روسيا وتركيا، حيث يتم التباحث في مسألة تفادي الاحتكاك بين روسيا وسوريا من جهة وبين تركيا من الجهة الأخرى خلال السيطرة على محيط إدلب. وتتمحور المباحثات بتقديرنا في مسألة دق إسفين بين التنظيمات “المعتدلة” (التي ترعاها تركيا) والتي يمكم\ن التوصل معها على تسويات مصالحة وبين التنظيمات الإرهابية الجهادية، وعلى رأسها هيئة تحرير الشام التي يجب محاربتها واقتلاعها من جذورها.
- وكذلك الجيش السوري يجري اتصالات مع تنظيمات المتمردين غير الجهادية في محاولة للتوصل معها إلى تسويات مصالحة (استسلام) على غرار ما تم في جنوب سوريا. هيئة تحرير الشام تعي ذلك وتمارس أعمالاً حثيثة ضد معارضيها. حيث شملت تلك الأعمال اعتقالات واسعة النطاق وضرب عناصر التنظيمات المرتبطة بتركيا ونشر تحذيرات علنية بعدم الاستسلام للعدو ورفض تسويات المصالحة معه.
- وأفادت التقارير عن مقتل زعيم محلي (أمير) لولاية خراسان التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية جراء غارة جوية أمريكية في أفغانستان. وهذا هو رابع زعيم لولاية خراسان تم قتله منذ صيف 2016. وبنظرة إلى الوراء نجد أن مقتل زعماء تنظيم الدولة الإسلامية لم يكن له تأثير ملحوظ على عمليات التنظيم المكثفة، بل ونجد أن التنظيم فد زاد من حجم عملياته التي ينفذها في أفغانستان.
التدخل الروسي والأمريكي في سوريا
محادثات بين روسيا وتركيا استعداداً لمعركة احتلال إدلب
تدور خلال الأسابيع الأخيرة اتصالات حثيثة على مستويات عالية بين روسيا وتركيا كلما ارتفعت وتيرة التحضيرات على الأرض لاحتلال إدلب. وبتقديرنا فإن هذه الاتصالات تتناول أفكاراً هدفها تمكين سيطرة سوريا على محيط إدلب مع مراعاة الحفاظ على مصالح تركيا الراعية لتنظيمات المتمردين “المعتدلة”. وهناك قضية اخرى يتم التداول فيها بتقديرنا، ألا وهي كيفية الحيلولة دون الاصطدام على الأرض بين روسيا من جهة وبين تركيا والمنظمات التي ترعاها من جهة ثانية حين تبدأ العملية السورية لاحتلال محيط إدلب.
على اليمين: اجتماع الوفد الروسي (على اليمين) والوفد التركي (على اليسار) في الكرملين (موقع الكرملين، 24 آب/ أغسطس 2018). على اليسار: اجتماع وزير الخارجية الروسي سيرغي شويغو (على اليسار)مع نظيره التركي في روسيا (موقع وزارة الدفاع الروسية، 24 آب/ أغسطس 2018).
- الفكرة الأساسية التي يتم تداولها في تلك الاتصالات هي كيفية يمكن دق إسفين بين تنظيمات المتمردين التي ترعاها تركيا (تنظيمات المتمردين “المعتدلة”) وبين هيئة تحرير الشام وغيرها من التنظيمات المنضوية تحت لوائها (التنظيمات الإرهابية) التي تسيطر على معظم محيط إدلب. وذلك على ضوء قناعة بأن هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاقيات مصالحة مع التنظيمات “المعتدلة” (على غرار مصالحات جنوب سوريا)، أما هيئة تحرير الشام فينبغي اقتلاعها من جذورها.
- فيما يلي ما ورد في الإعلام الروسي في هذا السياق:
- أثناء اجتماع وزيري الدفاع الروسي والتركي أوضح العسكريون الروس أن موسكو تتوقع من تركيا أن تعمل على الفصل بين قوات “المعارضة السورية المسلحة” وبين قوات جبهة النصرة (أي: هيئة تحرير الشام) التي تسيطر على حوالي 60% من إجمالي مساحة محافظة إدلب (كومرسنت، 25 آب/ أغسطس 2018).
- وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الروسية RBK، قال بهجت حجار، أحد نشطاء معارضة نظام الأسد، إن تركيا تحاول إقناع تنظيمات المتمردين المؤتمرة بأمرها بان إدلب ستظل منطقة منخفضة التوتر، لكن لأجل التوصل إلى ذلك يتعين عليهم خوض كفاح مسلح ضد الإرهابيين (أي: هيئة تحرير الشام). وأثناء المقابلة قال ناشط سوري آخر، فوزي أبو العبد، إن سبب اجتماع وزراء خارجية روسيا وتركيا هي الخشية الروسية من فشل أنقرة في الفصل بين المسلحين التابعين للمعارضة “المعتدلة” وبين جهاديي جبهة النصرة (أي: هيئة تحرير الشام) (الموقع الإخباري لوكالة RBK، 25 آب/ أغسطس 2018).
- وأفادت وكالة سبوتنيك للأنباء بان تركيا قد توجهت إلى النظام السوري من خلال روسيا وطلبت منه تأجيل بداية المعركة حتى 4 أيلول/ سبتمبر 2018. وخلال هذه الفترة ستعمل تركيا على إقناع هيئة تحرير الشام بإلقاء سلاحها والتوصل على حل سياسي (سبوتنيك، 26 آب/ أغسطس 2018).
تبادل الاتهامات بخصوص استخدام السلاح الكيماوي
- تناقلت وسائل الإعلام الأمريكية والروسية والعالمية تبادل اتهامات بشأن النية لشن هجوم بالسلاح الكيماوي خلال معركة إدلب. حيث زعم موظفون أمريكيون كبار أن لديهم معلومات تفيد بأن الرئيس السوري يخطط لهجوم كيماوي آخر في شمال غرب إدلب. وإزاء ذلك هددت الولايات المتحدة بالرد بقوة أكبر من ذي قبل (Radio free liberty، Bloomberg، 25 آب/ أغسطس 2018). وبالمقابل زعم الناطق عن وزارة الدفاع الروسية إيغور كونشنكوف بأن هيئة تحرير الشام قد نقلت صهاريج من غاز الكلور إلى منطقة جنوبي جسر الشغور لفبركة استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي ضد المواطنين (سبوتنيك، 25 آب/ أغسطس 2018). وتناقلت وسائل الإعلام الموالية لحزب الله وإيران ادعاءات مشابهة (الميادين، العالم، 23 آب/ أغسطس 2018).
أهم التطورات في سوريا
هجوم الجيش السوري على مقاطعة تنظيم الدولة الإسلامية في محيط السويداء
القتال في محيط السويداء لم ينته بعد. الجيش السوري يواصل تطويق عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة الصفا، آخر معقل لتنظيم الدولة الإسلامية ويزيد من تضييق الخناق عليهم. احتل الجيش السوري والقوات المساندة له خربة الخاوي التي كان يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في الجزء الشمالي من منطقة الصفا. في 24 آب/ أغسطس 2018 قام عناصر تنظيم الدولة الإسلامية بهجوم مضاد واسع على مواقع الجيش السوري على أطراف منطقة الصفا. قُتل عدد من الجنود السوريين وجُرح 72 (عنب بلدي، 25 آب/ أغسطس 2018). وأفادت التقارير عن مقتل ما لا يقل عن 126 عنصراً من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية ومقتل 43 جنديا من الجيش السوري ومن القوات المساندة له منذ بداية القتال (قبل حوالي شهر) (المرصد السوري لمتابعة حقوق الإنسان، 23 آب/ أغسطس 2018).
محيط إدلب
الجيش السوري وتنظيمات المتمردين وعلى رأسها هيئة تحرير الشام يواصلون استعداداتهم للمعركة الوشيكة لاحتلال محيط إدلب. وبموازاة الاتصالات بين روسيا وتركيا (الراعية لقسم من تنظيمات المتمردين) يجري النظام السوري اتصالات مع تنظيمات متمردين غير جهادية بهدف التوصل معها إلى اتفاقيات مصالحة (أي: اتفاقيات استسلام على غرار التسويات التي تم التوصل غليها في جنوب سوريا. وذلك بهدف دق اسفين بين تنظيمات المتمردين وبين هيئة تحرير الشام لتسهيل احتلال محيط إدلب. وعلى خلفية هذه الاتصالات تواصل هيئة تحرير الشام أنشطتها المكثفة ضد مجموعات المتمردين المشتبه بميلها للانضمام إلى التنظيمات الخاضعة لتركيا والموافقة على اتفاقيات المصالحة.
استعدادات على الأرض للجيش السوري إلى جانب مفاوضات مع تنظيمات المتمردين
- واصل الجيش السوري تعزيز قواته على الأرض إلى الشمال الشرقي من اللاذقية. حيث وصلت خلال هذا الأسبوع قوة سورية إلى جب الأحمر في الجزء الشمالي من سهل الغاب (على مبعدة حوالي 17 كلم إلى الجنوب من جسر الشغور، معقل المتمردين). وبموازاة ذلك يجري الجيش السوري مفاوضات مع قادة قوات المتمردين المشمولة في اتفاقيات المصالحة في محافظة درعا لكي ينضم أفرادها إلى صفوف الجيش السوري خلال معركة إدلب (صفحة فيسبوك سلطة الإعلام الحربي المركزي للجيش السوري، 23 آب/ أغسطس 2018; المرصد السوري لمتابعة حقوق الإنسان، 25 آب/ أغسطس 2018). كما ورد أن هيئة الأركان العامة للجيش السوري تتفاوض مع هيئة تحرير الشام ومع الحزب الاسلامي التركستاني وتنظيمات جهادية أخرى. وخلال المفاوضات طولبت التنظيمات بإلقاء سلاحها طواعية وتفادي هجوم الجيش السوري ضدهم (المرصد السوري لمتابعة حقوق الإنسان، 27 آب/ أغسطس 2018).
على اليمين: تعزيزات الجيش السوري تصل إلى جب الأحمر، إلى الجنوب من جسر الشغور (صفحة فيسبوك سلطة الإعلام الحربي المركزي للجيش السوري ، 23 آب/ أغسطس 2018). على اليسار: سيارة تحمل مدفعاً مزدوج الفوهة للجيش السوري تصل على ريف اللاذقية (مراسلون، 23 آب/ أغسطس 2018).
استعدادات هيئة تحرير الشام للمعركة
- هيئة تحرير الشام تواصل تحصين مواقعها في المناطق التي قد ينطلق منها هجوم الجيش السوري بحسب تقديراتها. تواصلت خلال هذا الأسبوع أشغال التدشيم والتحصين في محيط ريف حماة الشمالي (إباء، 26 آب/ أغسطس 2018).
أشغال التدشيم التي تقوم بها هيئة تحرير الشام (إباء، 26 آب/ أغسطس 2018).
تدريبات قوات نخبة لهيئة تحرير الشام
- نشرت هيئة تحرير الشام شريطاً مصوراً سجلت فيه تدريبات “العصائب الحمراء”، وهي قوة من مقاتلي النخبة تم تأسيسها في محيط إدلب. وقيل في الشريط إن مقاتلي “العصائب الحمراء” مزودون بسترات ناسفة لتنفيذ عمليات انتحارية. وقال أحد قادة القوة إن المهمة الأولى للقوة هي العمل ما وراء خطوط العدو واختراق خطوطه الدفاعية. ويحذر الشريط سكان محيط إدلب (“المناطق المحررة”) من تسليم أراضيهم وأسلحتهم لأن النظام العلوي سيقوم بطردهم كما حصل في المناطق الأخرى التي تمت فيها اتفاقيات مصالحة (إباء، 27 آب/ أغسطس 2018).
هيئة تحرير الشام تواصل ممارساتها ضد معارضيها في منطقة إدلب
- وعلى خلفية محاولات دفع تنظيمات المتمردين في محيط إدلب للانتقال إلى جانب الجيش النظام السوري، واصلت هيئة تحرير الشام أعمالها المانعة ضد معارضيها من صفوف عناصر تنظيم الدولة الإسلامية وتنظيمات المتمردين. واهم الأعمال التي تم القيام بها خلال الأسبوع المنصرم:
- استولى عناصر هيئة تحرير الشام على مقرات قيادة وأسلحة لتنظيم أنصار الشام في جبال اللاذقيه. وذلك على إثر معلومات بشأن نيتهم الانقسام إلى قوة متمردين تحت رعاية إحدى الدول في المنطقة (في إشارة إلى تركيا[1]) (المرصد السوري لمتابعة حقوق الإنسان، 23 آب/ أغسطس 2018).
- قامت هيئة تحرير الشام باعتقال عشرين عنصراً من تنظيم الدولة الإسلامية في ريف إدلب الغربي قرب الحدود السورية التركية (إباء، 26 آب/ أغسطس 2018).
هيئة تحرير الشام تعتقل عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في ريف إدلب (إباء، 26 آب/ أغسطس 2018).
- قامت هيئة تحرير الشام باعتقال 37 شخصاً بتهمة “الخيانة والمصالحة مع النظام السوري”. تمت الاعتقالات إلى الشمال الغربي من إدلب قرب الحدود التركية.
المنطقة(محاطة بخط أحمر) التي اعتقلت فيها هيئة تحرير الشام 37 شخصاً بتهمة “الخيانة والمصالحة مع النظام السوري”(Google Maps).
أهم التطورات في العراق
عمليات تنظيم الدولة الإسلامية
عمليات تنظيم الدولة الإسلامية خلال الأسبوع المنصرم لا زالت تركز على تفجير العبوات الناسفة على امتداد الشوارع التي تسافر عليها قوات الأمن العراقية: الجيش والشرطة الاتحادية و”الحشد الشعبي” و”الحشد العشائري”. وكانت محاور الأعمال الأساسية في مناطق بغداد وكركوك.
- فيما يلي أهم العمليات التي قام بها تنظيم الدولة الإسلامية:
- تفجير عبوة ناسفة استهدفت سيارة في قضاء الحويجه، على مبعدة ما يقارب 55 كلم إلى الجنوب الغربي من كركوك. أسفر التفجير عن جرح ثلاثة من عناصر الشرطة الاتحادية ومنهم ضابط برتبة عقيد (السومرية نيوز، 25 آب/ أغسطس 2018).
- تفجير عبوة ناسفة في منطقة الدورة في جنوب بغداد. وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية أفادت بأن خمسة من مقاتلي “الحشد الشعبي” قد قُتلوا وجرحوا وتم تدمير سيارتهم (حساب تويتر المطنوخ@t88ftv، 27 آب/ أغسطس 2018). وبالمقابل أفادت وسائل الإعلام العراقية عن انفجار عبوة ناسفة في ساعات المساء داخل حافلة ركاب صغيرة ما أدى إلى إصابة ثلاثة من ركابها بجروح (السومرية نيوز، 26 آب/ أغسطس 2018).
عمليات قوات الأمن العراقية
- أطلقت قوات الأمن العراقية هذا الأسبوع عملية واسعة النطاق للعثور على عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة الأنبار على الحدود السورية العراقية. وفي هذا السياق تم سد جميع الطرق المؤدية إلى المنطقة. وقامت فرق من الهندسة الحربية بتفكيك العديد من العبوات الناسفة التي تم زرعها في المنطقة (السومرية نيوز، 24 آب/ أغسطس 2018).
قوات الأمن العراقية أثناء عملية واسعة النطاق للعثور على عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة الحدود بين سوريا والعراق في محافظة الأنبار (السومرية نيوز، 24 آب/ أغسطس 2018).
- فيما يلي أعمال أخرى قامت بها قوات الأمن العراقية ضد تنظيم الدولة الإسلامية خلال الأسبوع الفائت:
- قامت قوة التدخل السريع في شرطة نينوى بمساعدة طائرات التحالف بتطويق وتطهير مغارة اختبأ فيها عناصر تنظيم الدولة الإسلامية على مبعدة حوالي 36 كلم إلى الجنوب من الموصل. قُتل عشرة من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية (وكالة الأنباء العراقية، 25 آب/ أغسطس 2018).
- قُتل خمسة من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية على ايدي قوات الأمن العراقية بينما كانوا يحاولون زرع عبوة ناسفة في قضاء الرطبه في غرب محافظة الأنبار (وكالة الأنباء العراقية، 23 آب/ أغسطس 2018).
- اعتقلت قوات الأمن العراقية استناداً إلى معلومات استخبارية قائد لقوة من تنظيم الدولة الإسلامية في قطاع الحويجة، على مبعدة ما يقارب 55 كلم إلى الغرب من كركوك. واعترف القائد أثناء التحقيق معه بأنه كان يخطط لتفجير عبوات ناسفة لاستهداف قوات الأمن العراقية ولتفجير أعمدة خطوط الجهد الكهربائي العالي. كما وكشف عن مخبأ لتنظيم الدولة الإسلامية وفيه اثنتي عشر عبوة ناسفة (السومرية نيوز، 25 آب/ أغسطس 2018).
مصر وشبه جزيرة سيناء
هجوم تنظيم الدولة الإسلامية على حاجز مصري إلى الغرب من العريش
- في 25 آب/ أغسطس 2018 هاجم أربعة عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية يرتدون أحزمة ناسفة حاجزاً للشرطة المصرية إلى الغرب من العريش. ووفقاً لما أفادت به الشرطة المصرية فقد طرد أفراد الشرطة في الحاجز عناصر التنظيم. قُتل عناصر تنظيم الدولة الإسلامية وأفلح ثلاثة منهم بالفرار (قُتل الأربعة وفق رواية أخرى). كما وقُتل أربعة من رجال الشرطة وجُرح عدد آخر. وتم العثور على حزام ناسف على جثة أحد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية الذين تم قتلهم. وتم العثور على ثلاثة أحزمة ناسفة أخرى إلى جانب الحاجز. وكشفت قوات الأمن المصرية عن أربع عبوات ناسفة وقامت بتفكيكها قرب الحاجز الذي تعرض للهجوم. وأعلنت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية عن مقتل وجرح خمسة عشر جندياً مصرياً في العملية التي نفذها عناصر تنظيم الدولة الإسلامية إلى الغرب من العريش (حساب تويتر قبلان@vjhsfjggg، 26 آب/ أغسطس 2018).
أسلحة تنظيم الدولة الإسلامية التي تم العثور عليها بعد الهجوم على حاجز الشرطة المصرية (المصري اليوم، 26 آب/ أغسطس 2018).
أعمال جهادية في دول أخرى
عملية طعن في باريس وتنظيم الدولة الإسلامية يتبنى المسؤولية
- في 23 آب/ أغسطس 2018 في ساعات الصباح في شارع تراب (Trappes)، الى الغرب من باريس قام رجل يبلغ من العمر 36 سنة بقتل أمه وأخته طعناً بالسكين. أصيب شخص آخر بجروح بالغة. هرب القاتل على بيته واختبأ هناك وفيما بعد أطلقت الشرطة عليه النار وقتلته. وأفاد شهود عيان لوسائل الإعلام بأن القاتل كان يهتف بعبارة “الله أكبر” وكان يحمل عدداً من السكاكين.
- تبنى تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عن تنفيذ العملية. وفي بيان تبني المسؤولية قيل إن “منفذ العملية في مدينة تراب إلى الجنوب الغربي من باريس هو أحد جنود الدولة الإسلامية، حيث قام بتنفيذ العملية استجابة لنداء استهداف رعايا دول التحالف الدولي” (حساب تويتر Annika H Rothstein@truthandfiction، 23 آب/ أغسطس 2018). وعلى حد قول جيرار كولوم (Gerard Collomb)، وزير الداخلية الفرنسي، فإن القاتل كان معروفاً كداعم للإرهاب لأنه كان مريضاً نفسياً ولم يعمل استجابة لنداء تنظيم الدولة الإسلامية (رويترز، 23 آب/ أغسطس 2018).
شبيبة من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية ينفذون ثلاث عمليات متزامنة معاً في الشيشان
في 20 آب/ أغسطس 2018 تمت في الشيشان ثلاث عمليات في أوقات متقاربة وفي مسارات مختلفة: عملية طعن وعملية انتحارية وعملية دهس. قام بتنفيذ العمليات فتية تتراوح أعمارهم ما بين 11-16 سنة بعد أن بايعوا زعيم تنظيم الدولة الإسلامية. قتلت قوات الأمن المحلية اربعة من منفذي العمليات فيما تم اعتقال خامسهم. وقال رئيس الحكومة الاتحادية رمزان قديروف أن من المحتمل أن يكون منفذو العمليات قد تأثروا بدعايات تنظيم الدولة الإسلامية في الشبكات الاجتماعية (روسيا اليوم ، 20 آب/ أغسطس 2018).
- فيما يلي وصف مقتضب للعمليات الثلاث:
- في 20 آب/ أغسطس 2018 حوالي الساعة 10:30 قام إرهابيان بتنفيذ عملية طعن في محطة للشرطة في محافظة شالينسكي (Shalinsky)، على مبعدة ما يقارب 36 كلم إلى الجنوب من العاصمة غروزني، حيث جرحا شرطيين وقُتلا برصاص الشرطة.
- وفي الوقت ذاته فجر إرهابي انتحاري نفسه قرب موقع للشرطة في قرية مجاورة. لم تقع إصابات. أصيب الإرهابي الانتحاري بجروح وتم نقله إلى المستشفى. وبتقديرنا فإن العبوة التفجيرية التي كان يجملها تم إعدادها بطريقة غير احترافية، ما جعل الإرهابي ينجو من التفجير.
- وبعد ذلك بوقت قصير قام إرهابيان بدهس أفراد من شرطة المرور في وسط العاصمة غروزني. وأثناء مطاردة رجال الشرطة للسيارة الفارة بعد تنفيذ عملية الدهس، تم قتل السائق وأخيه البالغ من العمر 11 سنة، حيث كان يجلس إلى جانبه.
- تبنى تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عن تنفيذ العملية. وفي البيان الذي أصدره التنظيم قيل عن مقاتلي الدولة الإسلامية استهدفوا ضباط ورجال شرطة شيشانيون في غروزني وفي مكانين آخرين (حساب تويتر Neil Hauer@NeilPHauer، 20 آب/ أغسطس 2018). ونشرت وكالة أعماق شريطاً مصوراً يظهر فيه الفتيان الأربعة، عناصر تنظيم الدولة الإسلامية وهم يبايعون ابو بكر البغدادي. ومن جملة الفتية طفل يبلغ من العمر أحد عشر سنة ويظهر وهو يحمل سكيناً وهاتفاً محمولاً عليه راية تنظيم الدولة الإسلامية (حساب تويتر Melisa@cmellaniac، 21 آب/ أغسطس 2018).
على اليمين: الشبية الأربعة الذين نفذوا العمليات في الشيشان. على اليسار: الشبية أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية يبايعون أبو بكر البغدادي قبل انطلاقهم لتنفيذ العمليات (مأخوذة من شريط مصور نشرته وكالة أعماق حساب تويتر Melisa@cmellaniac، 21 آب/ أغسطس 2018).
هجوم على حاجز ليبي إلى الشرق من طرابلس
- في 23 آب/ أغسطس 2018 تعرض رجال أمن ليبيون على حاجز مركزي بين مدينتي زليطان والحمس (على مبعدة 118 كلم إلى الشرق من طرابلس). تم الهجوم من خلال إطلاق نار من أسلحة خفيفة من داخل سيارة مسافرة (عين ليبيا، 23 آب/ أغسطس 2018). وقال اللواء محمد حسين أبو حجر، مدير أمن زليطان، إن منفذ العملية قد تم قتله وأن العملية أسفرت عن مقتل أربعة من رجال الأمن الليبيين. تبنى تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عن تنفيذ العملية. وبحسب ما جاء في بيان تبني المسؤولية فقد هاجم عناصر التنظيم الحاجز وقتلوا سبعة من رجال الأمن الليبيين وجرحوا عشرة غيرهم (رويترز، 25 آب/ أغسطس 2018).
أعمال منع ووقاية
مقتل زعيم ولاية خراسان التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية جراء غارة جوية
- أعلنت مديرية الاستخبارات الأفغانية عن مقتل سعد ارحابي (Sa’ad Irhabi)، الملقب أبو سيد أورزاي (Abu sayed orarzai)، زعيم (أمير) تنظيم الدولة الإسلامية في ولاية خراسان ، جراء غارة جوية تمت في ليلة 25 آب/ أغسطس 2018، بواسطة طائرة أمريكية بدون طيار إلى الجنوب الشرقي من جلال اباد في إقليم ننجرهار (في شرق أفغانستان). وقُتل معه تسعة عناصر آخرين من تنظيم الدولة الإسلامية ممن كانوا يرافقونه (خامه برس ، 26 آب/ أغسطس 2018; أفغانستان تايمز، 27 آب/ أغسطس 2018).
ويعود أصل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية إلى منطقة عشائرية تقع في شمال الباكستان قرب الحدود الأفغانية (على مبعدة ما يقارب تسعون كيلومتراً إلى الجنوب الغربي من جلال اباد). وارحابي هو رابع زعيم لتنظيم الدولة الإسلامية تم قتله في أفغانستان منذ صيف 2016. وسابقيه الثلاثة هم حافظ سعيد خان وعبد الحسيب لوغاري وأبو سعد بجوري.[2] وفي نظرة إلى الوراء يتضح إن قتل زعماء تنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان لم يؤثر بشكل ملحوظ على عمليات التنظيم المكثفة، بل قام التنظيم خلال السنة الأخيرة بتصعيد حجم عملياته الإرهابية في أفغانستان.
على اليمين: حافظ سعيد (محاط باللون الأحمر)، أول زعيم لولاية خراسان التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية، حيث قُتل في 26 تموز/ يوليو 2016 (بوابة الشرق، 13 تموز/ يوليو 2015). على اليسار: عبد الحسيب، الزعيم الثاني لولاية خراسان التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية، والذي تم قتله في أواخر نيسان/ أبريل 2017 (السكينة، 8 أيار/ مايو 2017).
الحرب المعنوية
تصريحات علنية لزعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي لأول مرة منذ حوالي سنة[3]
- في 22 آب/ أغسطس 2018 نشرت مؤسسة الفرقان الإعلامية التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية تسجيلاً صوتياً بطول 55 دقيقة على لسان زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي. وهذا هو أول خطاب للبغدادي منذ حوالي سنة. ووفقاً لتقديرات مركز المعلومات فإن التسجيل حقيقي وجديد.
تسجيل صوتي لخطاب أبو بكر البغدادي عنوانه: وبشر الصابرين” (Vimeo، موقع تشارك الأشرطة المصورة والتسجيلات الصوتية شبيه بيوتيوب ، 22 آب/ أغسطس 2018).
خطاب البغدادي العلني يأتي بتقديرنا لتشجيع عناصر ومؤيدي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق وفي أقاليم أخرى في أنحاء العالم. ويأتي هذا الخطاب على خلفية الهزائم النكراء التي لحقت بتنظيم الدولة الإسلامية خلال السنة الأخيرة. وإزاء تلك الهزائم دعا البغدادي مؤيديه في سوريا وفي العراق وفي كافة أنحاء العالم إلى التمسك بعقيدتهم ومواصلة الجهاد والاستعداد للتضحية بأنفسهم في سبيل الله. وفي كلمته يحث البغدادي عناصره ومؤيديه خارج البلاد لتصعيد هجماتهم وتنفيذ عمليات، وخاصة ضد الدول الغربية (“الدول الصليبية”). وأنهى البغدادي خطابه بتأكيده بأن العمليات خارج البلاد هي دعم للعناصر المقاتلين في سوريا والعراق: “رصاصة تُطلق أو طعنة أو تفجير عبوة ناسفة في بلادكم يوازي ألف عملية لدينا [في سوريا والعراق] ولا تنسوا [كذلك] عمليات الدهس في الشوارع”.
[1] أنصار لاشام هم تنظيم متمردين جهادي تأسس في شمال محافظة اللاذقية في عام 2012. وما بين 2012 حتى بداية 2017 انضم التنظيم على هيئات مختلفة تعمل في محيط اللاذقية وإدلب. وفي شهر شباط/ فبراير 2017 انضم تنظيم أنصار الشام إلى هيئة تحرير الشام. ↑
[2] حافظ سعيد خان، أول زعيم لولاية خراسان التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية (2015)، حيث قُتل في 26 تموز/ يوليو 2016 مع غيره من كبار قادة التنظيم جراء غارة لطائرة أمريكية مسيرة (العربية، 13 آب/ أغسطس 2016). عبد الحسيب لوجاري ، الزعيم الثاني لولاية خراسان، حيث قُتل في 29 نيسان/ أبريل 2017 أثناء عملية للقوات الأفغانية والأمريكية (السكينة، 8 أيار/ مايو 2017). أبو سعيد بجوري، الزعيم الثالث، حيث قُتل في 11 تموز/ يوليو 2017 جراء غارة جوية أمريكية (أفغانستان تايمز، 27 آب/ أغسطس 2018; الخليج أونلاين ، 15 تموز/ يوليو 2017). ↑
[3] للتوسع حول هذا الموضوع راجعوا نشرة مركز المعلومات الصادرة بتاريخ آب/ أغسطس 2018: "في بيان علني لزعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي، وهو البيان الأول منذ حوالي سنة، دعا الزعيم أنصاره لتنفيذ عمليات في أنحاء العالم وتحديداً في الدول الغربية. وتطرق في كلمته إلى عمليات إطلاق النار والطعن وتفجير العبوات الناسفة وعمليات الدهس". ↑