نظرة على الجهاد العالمي (25-18 نيسان/ أبريل 2018)

تحصينات تنظيم الدولة الإسلامية في مخيم اليرموك للاجئين ImageSat International(ISI)

تحصينات تنظيم الدولة الإسلامية في مخيم اليرموك للاجئين ImageSat International(ISI)

قوات المدرعات (التابعة بتقديرنا للجيش السوري والقوات الرديفة له) التي رصدتها الأقمار الصناعية في شمال مخيم اليرموك للاجئين عشية الهجوم ImageSat International(ISI)

قوات المدرعات (التابعة بتقديرنا للجيش السوري والقوات الرديفة له) التي رصدتها الأقمار الصناعية في شمال مخيم اليرموك للاجئين عشية الهجوم ImageSat International(ISI)

دبابات سورية تضرب مراكز ومواقع محصنة

دبابات سورية تضرب مراكز ومواقع محصنة "للإرهابيين" في حي الحجر الأسود في جنوب دمشق (الحدث سوريا، 24 نيسان/ أبريل 2018)

دبابات استولى عليها الجيش السوري (حساب تويتر Islamic World Update@islamicworldupd، 21 نيسان/ أبريل 2018)

دبابات استولى عليها الجيش السوري (حساب تويتر Islamic World Update@islamicworldupd، 21 نيسان/ أبريل 2018)

راجمات وقنابل هاون (قناة يوتيوب سانا، 22 نيسان/ أبريل 2018)

راجمات وقنابل هاون (قناة يوتيوب سانا، 22 نيسان/ أبريل 2018)

مدافع دفاع جوي تم تسليمها للجيش السوري.

مدافع دفاع جوي تم تسليمها للجيش السوري.

أهم أحداث هذا الأسبوع
  • كانت ابرز ميّزات هذا الأسبوع سعي النظام السوري لبسط سيطرته على محيط دمشق. في 19 نيسان/ أبريل 2018 بدأ الجيش السوري والقوات الرديفة معركة لاحتلال الأحياء التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية إلى الجنوب من دمشق. وبعد قصف جوي ومدفعي تمهيدي بدأت القوات السورية هجوماً برياً تمحور على ما يبدو في الجزء الشمالي من مخيم اليرموك. وكذلك على إثر احتلال الغوطة الشرقية، بَسَط الجيش السوري سيطرته (دون مقاومة تُذكر) على مرتفعات القلمون الشرقي إلى الشمال الشرقي من دمشق. وآثر جيش الإسلام المُنتشر في تلك المنطقة إخلاء المنطقة والنزوح إلى الشمال دون قتال وتسليم الجيش السوري كميات هائلة من الأسلحة (بما فيها دبّابات).
  • أما في ولايات تنظيم الدولة الإسلامية خارج سوريا والعراق فقد برزت هذا الأسبوع عملية انتحارية أسفرت عن سقوط الكثير من الضحايا في العاصمة كابُل في أفغانستان. وتم تنفيذ العملية وسط حشد من المواطنين كانوا بانتظار استلام بطاقات هوياتهم. وجاءت هذه العملية لعرقلة الانتخابات البرلمانية المُقرر إجرائها في شهر تشرين أول/ أكتوبر 2018. وأسفرت العملية عن مقتل ما يقارب ستون شخصاً وإصابة أكثر من مائة غيرهم بجروح. وفي نصف السنة المنصرم منذ سقوط الدولة الإسلامية باتت أفغانستان المسرح الأبرز لعمليات تنظيم الدولة الإسلامية. وخلافاً للحالة الدفاعية التي بات تنظيم الدولة الإسلامية في ظلها في سوريا والعراق وغيرها من الأقاليم، فإن تنظيم الدولة الإسلامية في افغانستان يأخذ بزمام المبادرة بشكل مكثف في محاولة لاكتساب موقع قوة في مواجهة الحكومة الأفغانية وحركة طالبان.
سوريا
معركة احتلال الضواحي الجنوبية لمدينة دمشق

أهم مقومات المشهد الراهن

في 19 نيسان/ أبريل 2018 أعلن الإعلام الحربي للجيش السوري عن انطلاق معركة لتحرير المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في جنوب دمشق. وبعد أسبوعين من الاستعدادات بدأت العملية بقصف مدفعي وغارات جوية على مقرات ومواقع وأسلحة وممرات وصول الإمدادات لتنظيم الدولة الإسلامية في مخيم اليرموك وفي حي الحجر الأسود غربي المخيم (المناطق المركزية التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية). وبعد العمليات التمهيدية بدأ الجيش السوري هجوماً برياً على عدد من المحاور في مناطق سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية وتنظيمات المتمردين في الأحياء الواقعة إلى الجنوب من دمشق.

مناشير
  • ألقت القيادة العامة للجيش السوري مناشير تدعوا فيها المسلحين في جنوب دمشق لإلقاء أسلحتهم. وتم إلقاء المناشير من الجو في حي الحجر الأسود وفي مخيم اليرموك للاجئين وفي حي التضامن. وجاء في المناشير: “قرر مصيرك. الموت يقترب منك أكثر فأكثر. غادر قبل فوات الأوان. أمامك خياران، التخلي عن السلاح أو المصير المحتوم. القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة” (صفحة فيسبوك مخيم اليرموك في قلوبنا، 23 نيسان/ أبريل 2018).

أحد المناشير التي تم توزيعها من الجو في حي الحجر الأسود وفي مخيم اليرموك وفي حي التضامن (صفحة فيسبوك مخيم اليرموك في قلوبنا، 23 نيسان/ أبريل 2018)
أحد المناشير التي تم توزيعها من الجو في حي الحجر الأسود وفي مخيم اليرموك وفي حي التضامن (صفحة فيسبوك مخيم اليرموك في قلوبنا، 23 نيسان/ أبريل 2018)

الاستعدادات للمعركة
  • استعد تنظيم الدولة الإسلامية لهذه المعركة منذ زمن، حيث كان يعلم إن الجيش السوري سيبدأ معركة لاحتلال جنوب دمشق بعد انتهاء المعركة في الغوطة الشرقية. وشملت الاستعدادات التي قام بها تنظيم الدولة الإسلامية: توسيع مناطق سيطرته (احتلال حي القدم إلى الغرب من مخيم اليرموك); استحكامات (حفر خنادق وتحصين مواقع وحفر أنفاق) ومحاولات بائت بالفشل لتوحيد الصفوف مع تنظيمات متمردين أخرى تعمل في المنطقة (رفضت هيئة تحرير الشام وجيش سوريا الحر التعاون مع تنظيم الدولة الإسلامية).

تحصينات تنظيم الدولة الإسلامية في مخيم اليرموك للاجئين ImageSat International(ISI)
تحصينات تنظيم الدولة الإسلامية في مخيم اليرموك للاجئين (ImageSat International(ISI

  • وبالتوازي مع الاستعدادات لمواجهة الهجوم، تفاوض تنظيم الدولة الإسلامية مع النظام السوري بغية التوصل إلى تسوية لإخلائه من المنطقة، وذلك علماً منه بضعفه البارز أمام الجيش السوري في أحياء دمشق الجنوبية. وخلال المفاوضات تم طرح إمكانية إجلاء عناصر تنظيم الدولة الإسلامية إلى منطقة بير قصب في الصحراء السورية (إلى الشرق من دمشق) وفيما بعد طُرحت إمكانية إخلائهم إلى حوض اليرموك في جنوب هضبة الجولان (المنطقة التي يسيطر عليها جيش خالد بن الوليد الموالي لتنظيم الدولة الإسلامية). وبعد أن فشلت المفاوضات أمهل النظام السوري تنظيم الدولة الإسلامية 48 ساعة للخروج من جنوب دمشق باتجاه حوض اليرموك. وبعد انتهاء هذه المهلة تم منح تنظيم الدولة الإسلامية مهلة إضافية مدتها 24 ساعة. وحين لم يتم التوصل إلى اتفاق بدأ الجيش السوري بالهجوم.
بداية المعركة
  • بدأت المعركة في 19 نيسان/ أبريل 2018 بقصف مدفعي وغارات جوية للجيش السوري على مواقع تنظيم الدولة الإسلامية. وتمحورت الهجمات في مخيم اليرموك للاجئين وفي حي الحجر الأسود، وهما الحيّان الرئيسيان الخاضعان لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية. قام سلاح المدرعات بالهجوم على مخيم اليرموك من الشمال وزعم تنظيم الدولة الإسلامية بأنه قد صد هذا الهجوم. كما وقام الجيش السوري بالهجوم على تنظيم الدولة الإسلامية وغيره من التنظيمات المتمردة في محاور أخرى في أحياء دمشق الجنوبية.

انتشار مختلف مراكز القوة

قوات المدرعات (التابعة بتقديرنا للجيش السوري والقوات الرديفة له) التي رصدتها الأقمار الصناعية في شمال مخيم اليرموك للاجئين عشية الهجوم (ImageSat International(ISI

توثيق القتال

 

دبابات سورية تضرب مراكز ومواقع محصنة "للإرهابيين" في حي الحجر الأسود في جنوب دمشق  (الحدث سوريا، 24 نيسان/ أبريل 2018)
دبابات سورية تضرب مراكز ومواقع محصنة “للإرهابيين” في حي الحجر الأسود في جنوب دمشق
(الحدث سوريا، 24 نيسان/ أبريل 2018)

الخسائر بالأرواح
  • جاء في تقارير النظام السوري أن تنظيم الدولة الإسلامية قد تكبد خسائر فادحة بالأرواح. وقالت وسائل إعلام سورية إن من جملة القتلى قادة وزعامات من تنظيم الدولة الإسلامية ومن تنظيمات أخرى. ومن جملة القتلى وفق ما جاء في التقارير أبو هاشم الخابوري، قائد (أمير) تنظيم الدولة الإسلامية في جنوب دمشق (صفحة فيسبوك مخيم اليرموك في قلوبنا، 20 نيسان/ أبريل 2018). كما وقُتل قائد آخر من تنظيم الدولة الإسلامية يُدعى خالد حوشان في حي القدم (صفحة فيسبوك مخيم اليرموك في قلوبنا، 23 نيسان/ أبريل 2018). كما وقُتل قائد آخر من أصل سعودي يُدعى أبو فاطمة السعودي.
أمير تنظيم الدولة الإسلامية في جنوب دمشق، ابو هاشم الخابوري (صفحة فيسبوك مخيم اليرموك في قلوبنا، 20 نيسان/ أبريل 2018).    خالد حوشان قائد في تنظيم الدولة الإسلامية لقي حتفه في حي القدم (صفحة فيسبوك مخيم اليرموك في قلوبنا، 23 نيسان/ أبريل 2018)
على اليمين: أمير تنظيم الدولة الإسلامية في جنوب دمشق، ابو هاشم الخابوري (صفحة فيسبوك مخيم اليرموك في قلوبنا، 20 نيسان/ أبريل 2018). على اليسار: خالد حوشان قائد في تنظيم الدولة الإسلامية لقي حتفه في حي القدم (صفحة فيسبوك مخيم اليرموك في قلوبنا، 23 نيسان/ أبريل 2018)
  • وبالمقابل أفادت مصادر معارضة للنظام السوري أنه حتى الآن تم مقتل 55 جندياً سورياً وعناصر من المليشيات المساندة للجيش السوري جراء المعارك في أحياء دمشق الجنوبية (قاسيون، 23 نيسان/ أبريل 2018). وأفادت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية عن مقتل 51 جندياً سورياً في 23 نيسان/ أبريل 2018 في حي التضامن (حق، 24 نيسان/ أبريل 2018). ومن جملة القتلى عناصر من مليشيات فلسطينية تقاتل إلى جانب الجيش السوري.
  • وأفادت مصادر من مخيم اليرموك للاجئين عن مقتل أكثر من عشرة مدنيين منذ بداية الهجوم. وأفادت الأنباء عن تعطيل مستشفى فلسطين عن العمل بعد تعرضه لإصابات جراء الهجوم وعن دمار كبير لحق بمختلف أحياء المخيم.
احتلال جبال القلمون الشرقي

في 21 نيسان/ أبريل 2018 وبعد الانتهاء من احتلال الغوطة الشرقية، قام الجيش السوري بتوسيع مناطق سيطرته إلى جبال القلمون الشرقي، إلى الشمال الشرقي من دمشق. وكانت المنطقة التي احتلها الجيش السوري تابعة لجيش الإسلام الذي لم يُبد عناصره رغبة بالقتال وآثروا تسليم أسلحتهم (بما فيها الدبابات) ومغادرة المنطقة. ووفقاً لاتفاقية الإخلاء التي تم التوصل إليها فقد تم نقل عناصر التنظيم إلى إدلب (حيث تسيطر هيئة تحرير الشام) وإلى جرابلس في شمال سوريا (تحت رعاية تركيا) (مراسلون، 21 نيسان/ أبريل 2018). ونشر الجيش السوري صوراً للمعدات الحربية والأسلحة الكثيرة التي تسلمها وصور لمستودع سلاح كبير لجيش الإسلام وفيه دبّابات وآليات مصفحة (انظر ادناه).

  • وخلال الأسبوع الذي سبق الهجوم السوري تم التوصل إلى تسوية إخلاء تم بموجبها إجلاء عناصر جيش الإسلام وعوائلهم إلى شمال سوريا. وتقرر بمقتضى تلك التسويات أن يقوم عناصر جيش الإسلام بتسليم الجيش السوري ثلاثين دبابة وآليات حربية كثيرة ومن جملتها مدافع دفاع جوي وصواريخ مضادة للدبابات وراجمات قنابل وعربات تحمل مدافع رشّاشة وصواريخ بأنواع مختلفة وأجهزة اتصال (سانا، على يوتيوب، 22 نيسان/ أبريل 2018; سانا، 24 نيسان/ أبريل 2018). وعلى ضوء ذلك لم يواجه الجيش السوري مقاومة تُذكر خلال عملية استيلائه على جبال القلمون الشرقي، والتي بدأت في 20 نيسان/ أبريل 2018 وانتهت بعد ذلك بيوم واحد.
  • عمم جيش الإسلام منشوراً يشرح فيه الأسباب التي أدت بعناصره إلى تسليم أسلحتهم والانسحاب من جبال القلمون الشرقي دون قتال. ومن جملة الأسباب اتهم جيش الإسلام في بيانه تنظيم الدولة الإسلامية الذي أنهك جيش الإسلام في جبال القلمون الشرقي وقتل المئات من عناصره. ومن جملة الأسباب الأخرى التي ورد ذكرها: الأسلحة السورية المتطورة والتهديدات الروسية والرغبة في حقن دماء المدنيين. وجاء في البيان أن الجانب الروسي أصر خلال المفاوضات على أن يقوم جيش الإسلام بتسليم ما بحوزته من آليات حربية ثقيلة ومتوسطة مقابل الامتناع عن ضرب مدن وبلدات القلمون الشرقي (صفحة فيسبوك فرات بوست، 23 نيسان/ أبريل 2018).

منشور وزعه جيش الإسلام ويشرح فيه أسباب انسحابه من جبال القلمون الشرقي  (صفحة فيسبوك فرات بوست، 23 نيسان/ أبريل 2018)
منشور وزعه جيش الإسلام ويشرح فيه أسباب انسحابه من جبال القلمون الشرقي
(صفحة فيسبوك فرات بوست، 23 نيسان/ أبريل 2018)

الأسلحة والآليات الحربية التي سقطت بأيدي الجيش السوري
دبابات تم تسليمها للجيش السوري.   مدفع محمول على شاحنة تم تسليمه للجيش السوري (سانا، 22 نيسان/ أبريل 2018)
على اليمين: دبابات تم تسليمها للجيش السوري. على اليسار: مدفع محمول على شاحنة تم تسليمه للجيش السوري (سانا، 22 نيسان/ أبريل 2018)
قاذفات صواريخ مضادة للدبابات وصواريخ مضادة للدبابات تم تسليمها للجيش السوري (سانا، 22 نيسان/ أبريل 2018)    قاذفات صواريخ مضادة للدبابات وصواريخ مضادة للدبابات تم تسليمها للجيش السوري (سانا، 22 نيسان/ أبريل 2018)
قاذفات صواريخ مضادة للدبابات وصواريخ مضادة للدبابات تم تسليمها للجيش السوري (سانا، 22 نيسان/ أبريل 2018)
مدافع دفاع جوي تم تسليمها للجيش السوري.    راجمات وقنابل هاون (قناة يوتيوب سانا، 22 نيسان/ أبريل 2018)
على اليمين: مدافع دفاع جوي تم تسليمها للجيش السوري. على اليسار: راجمات وقنابل هاون (قناة يوتيوب سانا، 22 نيسان/ أبريل 2018)
منخفضات غور الفرات

اندلعت مواجهات خلال هذا الأسبوع في منخفضات غور الفرات بين تنظيم الدولة الإسلامية وبين الجيش السوري وكانت عنيفة أكثر مما كانت عليه خلال الأسابيع الأخيرة. وكان محور الاشتباكات في مدينة الميادين وبلدة هجين، إلى الشمال من البوكمال. وأفادت التقارير عن سقوط عشرة جنود من الجيش السوري خلال هجوم قام به عناصر تنظيم الدولة الإسلامية على مواقع للجيش السوري في مدينة الميادين. كما وأفادت التقارير عن مقتل ما لا يقل عن ثلاثة عشر عنصراً من تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة الميادين (المرصد السوري لمتابعة حقوق الإنسان، 19 نيسان/ أبريل 2018).

التحالف الدولي وسلاح الجو العراقي يغيران على مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في شرق سوريا
  • في 17 نيسان/ أبريل 2018 تمت غارات جوية قامت بها على ما يبدو قوات التحالف الدولي واستهدفت مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في بلدة هجين إلى الشمال من البوكمال. وأسفرت الغارات عن مقتل ثمانية وعشرون عنصراً من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية ومن جملتهم قادة في التنظيم. وجاء في التقارير أن أحد المواقع التي تم استهدافها كان بيت انعقد فيه اجتماع لقادة ولاية الفرات في تنظيم الدولة الإسلامية (المرصد السوري لمتابعة حقوق الإنسان، 20 نيسان/ أبريل 2018).
  • وأفادت وسائل الإعلام العراقية أن طائرات من طراز F-16 تابعة لسلاح الجو العراقي قامت في 19 نيسان/ أبريل 2018 بضرب مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. لم تذكر التقارير أين تمت الضربة لكن يبدو أنها تمت في منطقة قريبة من الحدود السورية – العراقية. وأفادت الأنباء بأن هذه الضربة قد أسفرت عن مقتل 36 عنصراً من تنظيم الدولة الإسلامية ومن جملتهم ستة قادة في التنظيم. وقبل ذلك صرح رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي أن قوات الأمن العراقية ستلاحق تنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة بأسرها وليس في العراق فقط (السومرية نيوز، 22 نيسان/ أبريل 2018).
  • وقالت وسائل الأعلام العراقية إن سلاح الجو العراقي قام بتوجيه ضربة اخرى في 23 نيسان/ أبريل 2018، حيث أسفرت عن مقتل نائب زعيم تنظيم الدولة الإسلامية المُلقب أبو لقمان السوري، حيث كان يشارك في اجتماع داخل بناية في الأراضي السورية. وكان ابو لقمان السوري مسؤولاً عن تجنيد الإرهابيين الانتحاريين وإرسالهم لتنفيذ العمليات (عراقي نيوز، 23 نيسان/ أبريل 2018).
أهم التطورات في العراق
عمليات قوات الأمن العراقية ضد تنظيم الدولة الإسلامية
  • تواصلت أعمال قوات الأمن العراقية ضد الخلايا المحلية لتنظيم الدولة الإسلامية في أنحاء العراق:
    • محافظة كركوك: قُتل ثلاثة من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية خلال اشتباكات مع قوات الشرطة العراقية الاتحادية وقوات “الحشد الشعبي” في قضاء الزاب، على مبعدة ما يقارب 88 كلم إلى الغرب من كركوك (السومرية نيوز، 19 نيسان/ أبريل 2018).
    • مدينة الموصل: أعلن مركز الإعلام الأمني العراقي عن العثور على ثلاثين حزاماً ناسفاً وعدد من العبوات الناسفة وجثة إرهابي انتحاري في مدينة الموصل على الضفة الشرقية لنهر دجله (السومرية نيوز، 20 نيسان/ أبريل 2018).
    • مدينة الموصل: ألقت قوات الأمن العراقية القبض على المسؤول الأمني في تنظيم الدولة الإسلامية بعد عودته من سوريا. وضبطت السلطات بحوزته كميات كبيرة من الأسلحة واعترف بتأسيسه خليتين ارهابيتين بهدف ضعضعة الأمن. كما وتم القبض في الموصل على مسؤول إعداد الأسلحة في تنظيم الدولة الإسلامية (وكالة الأنباء العراقية، 22 نيسان/ أبريل 2018).

عمليات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق

  • أفاد تنظيم الدولة الإسلامية بأن عناصره قد قاموا بنصب كمينين لمقاتلي “الحشد الشعبي” على طريق عسكري في منطقة خانقين (على مبعدة 96 كلم إلى الشمال الشرقي من بعقوبه وعلى مبعدة ما يقارب ثمانية كيلومترات إلى الغرب من الحدود العراقية – الإيرانية). قُتل قائد في “الحشد الشعبي” وأصيب اربعة عناصر بجروح. كذلك قوات الأمن العراقية التي هرعت للمساعدة تعرضت هي الأخرى للهجوم (ناشر، 19 نيسان/ أبريل 2018).

خمسة عشر عنصراً من تنظيم الدولة الإسلامية يصلون قبل خروجهم لنصب كمائن لمقاتلي "الحشد الشعبي" في خانقين (ناشر، 19 نيسان/ أبريل 2018)
خمسة عشر عنصراً من تنظيم الدولة الإسلامية يصلون قبل خروجهم لنصب كمائن لمقاتلي “الحشد الشعبي” في خانقين (ناشر، 19 نيسان/ أبريل 2018)

مصر وشبه جزيرة سيناء
  • أفاد الجيش المصري عن مقتل ناصر ابو زقول، أمير تنظيم الدولة الإسلامية خلال اشتباكات مع عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في وسط سيناء (صفحة فيسبوك الناطق باسم الجيش المصري، 18 نيسان/ أبريل 2018). ونشرت وكالة الأنباء التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية شريطاً مصوراً تظهر فيه بقايا ناقلة الجند المصفحة التابعة للجيش المصري والتي قام تنظيم الدولة الإسلامية بتدميرها بواسطة تفجير عبوة ناسفة قرب مطار الجوره إلى الجنوب من الشيخ زويد (أعماق، 21 نيسان/ أبريل 2018).

على اليمين: أحد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية يقف إلى جانب بقايا جنزير لناقلة جند مصفحة تابعة للجيش المصري، حيث تم تدميرها بتفجير عبوة ناسفة قرب مطار الجوره (أعماق، 21 نيسان/ أبريل 2018). على اليسار: أمير تنظيم الدولة الإسلامية في وسط سيناء بعد أن قتلته قوات الأمن المصرية (صفحة فيسبوك الناطق باسم الجيش المصري، 18 نيسان/ أبريل 2018)

عمليات في دول أخرى

عملية انتحارية في كابُل

  • في 22 نيسان/ أبريل 2018 قام إرهابي انتحاري من تنظيم الدولة الإسلامية بتفجير نفسه في غرب كابُل. ووقع التفجير وسط حشد من المواطنين كانوا يقفون بالدور لاستلام بطاقات هوياتهم (National Identity Card). وقد تم تسليم بطاقات الهويات استعداداً للانتخابات البرلمانية الأفغانية المقرر إجرائها في شهر تشرين أول/ أكتوبر 2018. ووفقاً لما جاء على لسان الناطق عن وزارة الصحة الأفغانية فقد اسفرت العملية عن مقتل 57 شخصاً وإصابة 119 غيرهم بجروح (أفغانستان تايمز، 22 نيسان/ أبريل 2018). وهذه العملية الانتحارية تدل بتقديرنا أن تنظيم الدولة الإسلامية يخطط لعرقلة سير الانتخابات الرئاسية المقرر إجرائها في أفغانستان.
  • وأفاد تنظيم الدولة الإسلامية بأن العملية قد تمت في مركز انتخابي في كابُل بواسطة تفجير سُترة ناسفة كان يحملها الإرهابي الانتحاري (أعماق، 22 نيسان/ أبريل 2018). والإرهابي الانتحاري يُدعى كاري عمر هفشواري (حق، 22 نيسان/ أبريل 2018). وبحسب اسمه يبدو أنه عنصر من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية من أصل باكستاني.

في نصف السنة المنصرمة منذ سقوط الدولة الإسلامية باتت أفغانستان المسرح الأبرز لعمليات مختلف ولايات تنظيم الدولة الإسلامية. ففي حين يقوم عناصر تنظيم الدولة الإسلامية بالدفاع عن أنفسهم في سوريا وفي العراق وفي مصر وفي دول اخرى، فإن ولاية خراسان (أفغانستان/ الباكستان) باتت الساحة التي يأخذ فيها تنظيم الدولة الإسلامية بزمام المبادرة ويعمل بشكل مكثف على اكتساب موقع قوة أمام الحكومة الأفغانية وأمام حركة طالبان. العمليات الإرهابية التي يمارسها تنظيم الدولة الإسلامية تشمل ايضاً عمليات انتحارية متعددة الإصابات، وبالأخص لاستهداف قوات الجيش والقوات الأمنية الأفغانية ومؤسسات حكومية أفغانية وأبناء الطائفة الشيعية في أفغانستان. وفي نصف السنة الأخير قام تنظيم الدولة الإسلامية بتنفيذ ما لا يقل عن تسع عمليات انتحارية (من خلال تفجير سترات ناسفة) وعمليات مركبة أخرى (تفجير سيارة ملغمة، أطلاق صاروخ وتفجير عبوات ناسفة).

أعمال المنع والوقاية
اكتشاف نفق بين تونس وليبيا كان يُستخدم لنقل عناصر تنظيم الدولة الإسلامية
  • أفادت وسائل الإعلام الليبية بأن الحرس الوطني التونسي قد أعلن عن اكتشاف نفق بطول سبعة كيلومترات بين تونس وليبيا. ويُعتقد بأن هذا النفق كان يُستخدم لنقل عناصر تنظيم الدولة الإسلامية إلى تونس ولخروج التونسيون الراغبين بالالتحاق بصفوف تنظيم الدولة الإسلامية. ويُعتقد بأن هذا النفق كان يُستخدم لعودة التونسيين من مناطق القتال (أي: من سوريا والعراق) بعد هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وفي سوريا. وقالت مصادر أمنية تونسية إن من المرجح أن تكون هناك أنفاق أخرى على الحدود التونسية الليبية وعلى الحدود التونسية الجزائرية (أخبار ليبيا 19، 24 نيسان/ أبريل 2018).
أنشطة فيسبوك لمواجهة المواد المتطرفة المرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة
  • أفادت وكالة رويترز أنه خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2018 (منذ كانون ثاني/ يناير حتى نهاية آذار/ مارس 2018) شطبت شركة فيسبوك أو اضافت ملاحظات تحذيرية على 1.9 مليون مادة متطرفة مرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة. وهذه كمية تضاعف تقريباً الكمية التي تم شطبها في ربع السنة السابق (تشرين أول/ أكتوبر – كانون أول/ ديسمبر 2017). وجاء على لسان شركة فيسبوك أنها تستخدم برنامجاً أوتوماتيكياً يقوم بمقارنة الصور للعثور على مواد تتعلق بالتطرف وأن إزالة المادة التطرفية استغرقت ما معدله أقل من دقيقة خلال الربع الأول من عام 2018 (رويترز، 24 نيسان/ أبريل 2018).
المعركة على الراي

مؤسسة الفرقان التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية[1] نشرت هذا الاسبوع تسجيلاً صوتياً (طوله حوالي 50 دقيقة) بلسان أبو حسن المهاجر، وهو الناطق الرسمي باسم التنظيم. وهذه هو التسجيل الأول من نوعه منذ سقوط الدولة الإسلامية (تشرين ثاني/ نوفمبر 2017).[2] ويأتي هذا التسجيل لتشجيع عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في مختلف الولايات ولحثهم على التمسك بـ”درب الجهاد” ضد “الكفار”. وأكد المهاجر أن تنظيم الدولة الإسلامية لا فرق بين القتال ضد الأنظمة العربية (ومن جملتها مصر والسعودية) وبين القتال ضد باقي الأعداء (الولايات المتحدة والشعب اليهودي وإيران). وفي نهاية حديثه توجه إلى جنود الخلافة الإسلامية وإلى أنصاره وقال إن الجهاد ضد العدو الذي يسعى للسيطرة على بلاد المسلمين يقف اليوم أمام مرحلة جديدة وأمام منعطف جديد. ودعا مؤيديه لاستهداف روسيا وإيران والولايات المتحدة التي نجح المجاهدون في إنهاكها على حد قوله.

أبو حسن المهاجر الذي تم تعيينه ناطقاً رسميا باسم تنظيم الدولة الإسلامية في شهر كانون أول/ ديسمبر 2016 خلفاً لمحمد العدناني الذي أشغل هذا المنصب ولقي حتفه (الصباح، 5 كانون أول/ ديسمبر 2016)
أبو حسن المهاجر الذي تم تعيينه ناطقاً رسميا باسم تنظيم الدولة الإسلامية في شهر كانون أول/ ديسمبر 2016 خلفاً لمحمد العدناني الذي أشغل هذا المنصب ولقي حتفه (الصباح، 5 كانون أول/ ديسمبر 2016)

  • فيما يلي أهم ما جاء في كلمة أبو حسن المهاجر (موقع تشارك الملفات Archive.org، حيث يُكثر تنظيم الدولة الإسلامية نشر ما ينتجه من أشرطة مصورة):
    • ظل للدولة الإسلامية مقاتلون أوفياء يواصلون القتال ضد الكفار في العراق وفي سوريا واليمن وخراسان (أفغانستان/ الباكستان) وفي ليبيا وسيناء وغرب أفريقيا والصومال وتونس. هؤلاء المقاتلون متمسكون بعقيدتهم على طول الدرب ويواصلون الجهاد.
    • وبالنسبة لتنظيم الدولة الإسلامية فلا فرق بين محاربة النظام السعودي ومحاربة الجيش المصري وحركة حماس والسلطة الفلسطينية وبين محاربة أمريكا وسوريا وأوروبا. فالدولة الإسلامية لا تفرق في حربها بين الطغاة في الدول العربية والإسلامية وبين أسياد هؤلاء الطغاة. ودعا الناطق إلى التمسك بالجهاد إلى أن يسيطر الإسلام على العالم.
    • الولايات المتحدة تحلم “أحلام اليقظة” باعتقادها أن الدولة الإسلامية قد انتهت. وضع المجاهدين ممتاز وقوتهم تتعاظم وصفوفهم موحدة وبعد بضع سنوات سيحققون النصر بإذن الله. وقال الناطق إن الإعلان الأمريكي عن نقل السفارة إلى القدس ما هو إلا رغبة لصرف الأنظار عن فشل سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وإن حساب “جنود الإسلام” مع اليهود هو حساب طويل. ودعا الولايات المتحدة إلى الانصراف عن المنطقة وأضاف قائلاً إن أذرع تنظيم الدولة الإسلامية في أنحاء العالم تضرب المتعاونين معها وستواصل ضربهم حتى قيام الساعة. وأضاف قائلاً إن روسيا، ولأنها منتصرة فقد فشلت ايضاً. واتهم الدولتين العظميتين بالدمار الشامل الذي لحق بسوريا وبملاحقة الطائفة السنية.
    • وشجع الناطق عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في مصر وسيناء وناشدهم للتحلي بالصبر. وأضاف قائلاً إن مقاتلي التنظيم يحاربون “الكفار” ليقفوا (في نهاية المطاف) في مواجهة اليهود (إسرائيل). وقد ابدى الناطق اهتماماً خاصاً بالعراق، حيث دعا إلى ضرب الشيعة الإيرانيين والمتعاونين معهم في العراق. وخاطب المجاهدين في العراق ودعاهم إلى تدمير كل منشأة أمنية أو عسكرية أو إعلامية تابعة للحكومة العراقية (“الحكومة الشيعية”). ودعا الناطق سُنة العراق للابتعاد عن صناديق الاقتراع في الانتخابات القريبة (من المقرر إجراء الانتخابات العامة الشهر المقبل)، حيث ستكون صناديق الاقتراع أهدافاً لهجمات التنظيم.
    • وفي نهاية حديثه خاطب المتحدث جنود الخلافة ومؤيديها وقال إن الجهاد ضد العدو اللدود الذي يسعى للسيطرة على بلاد المسلمين وصل اليوم إلى مرحلة جديدة وأمام منعطف جديد. وقرر أن المجاهدين قد أفلحوا في إنهاك أمريكا ودعاهم إلى ضرب الأمريكان والروس والإيرانيين.

[1] مؤسسة لإنتاج مواد دعائية لخدمة تنظيم الدولة الإسلامية، وخاصة أشرطة مسجلة لقيادات تنظيم الدولة الإسلامية.
[2]
تم تعيين أبو حسن المهاجر ناطقاً رسمياً لتنظيم الدولة الإسلامية في 5 كانون أول/ ديسمبر 2016. وفي اليوم ذاته تم نشر تسجيل صوتي بلسانه. كما ونُشرت تسجيلات صوتية بلسانه في 4 نيسان/ أبريل 2017 وفي 22 حزيران/ يونيو 2017. أما ابو بكر البغدادي، زعيم تنظيم الدولة الإسلامية، فقد نُشر آخر تسجيل صوتي بلسانه في 28 أيلول/ سبتمبر 2017. ومنذ سقوط الدولة الإسلامية لم تُنشر تسجيلات بلسان زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أو بلسان الناطق الرسمي باسم التنظيم.