ملخص عملية الفجر الصادق من وجهة النظر الفلسطينية

بيان نشره الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بأسماء القتلى (قناة الجناح العسكري على تلغرام، 8 أغسطس 2022)

بيان نشره الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بأسماء القتلى (قناة الجناح العسكري على تلغرام، 8 أغسطس 2022)

أضرار في حي أبو ثابت شرق رفح نتيجة غارة إسرائيلية (صفحة الصحفي هاني الشاعر على فيسبوك، 8 أغسطس 2022)

أضرار في حي أبو ثابت شرق رفح نتيجة غارة إسرائيلية (صفحة الصحفي هاني الشاعر على فيسبوك، 8 أغسطس 2022)

أضرار في حي أبو ثابت شرق رفح نتيجة غارة إسرائيلية (صفحة الصحفي هاني الشاعر على فيسبوك، 8 أغسطس 2022)

أضرار في حي أبو ثابت شرق رفح نتيجة غارة إسرائيلية (صفحة الصحفي هاني الشاعر على فيسبوك، 8 أغسطس 2022)

وصول صهاريج الديزل إلى محطة الكهرباء لاستئناف عملها (على اليمين: صفحة الصحفي هاني الشاعر على الفيسبوك، 8 أغسطس 2022؛ على اليسار: حساب الصحفي حسن إصليح على تويتر، 8 أغسطس 2022)

وصول صهاريج الديزل إلى محطة الكهرباء لاستئناف عملها (على اليمين: صفحة الصحفي هاني الشاعر على الفيسبوك، 8 أغسطس 2022؛ على اليسار: حساب الصحفي حسن إصليح على تويتر، 8 أغسطس 2022)

وفد حماس برئاسة خليل الحية في زيارة تعزية لدى أحمد المدلل في رفح (موقع PALINFO، 8 أغسطس 2022)

وفد حماس برئاسة خليل الحية في زيارة تعزية لدى أحمد المدلل في رفح (موقع PALINFO، 8 أغسطس 2022)

النقاط الرئيسية
  • بعد ثلاثة أيام شهدت التصعيد في قطاع غزة في 7 أغسطس 2022 عند الساعة 23:30 ليلاً، دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. خلال الأيام الثلاثة من عملية الفجر الصادق (5-7 أغسطس 2022)، تم إطلاق 1175 قذيفة صاروخية باتجاه إسرائيل، وصل 990 منها إلى الأراضي الإسرائيلية. تم تنفيذ حوالي 450 اعتراضًا بواسطة منظومة القبة الحديدية بمعدل نجاح نسبته 97%. في حين سقط حوالي مائتيْ قذيفة صاروخية إما على أراضي القطاع أو في البحر. وشن جيش الدفاع الإسرائيلي 170 غارة على أهداف إرهابية تابعة لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين. وقُتل 51 فلسطينيًا في قطاع غزة، من بينهم اثنان من كبار قادة حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين (قائد المنطقة الشمالية وقائد المنطقة الجنوبية)، وعدد من القياديين الآخرين في المنظمة. بالنسبة لإسرائيل، تكللت هذه العملية الاستقباقية بنجاح حيث تم توجيه ضربة قوية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في قطاع غزة.
  • بينما وصف كل من حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وحماس وإيران العملية كعملية ناجحة من خلال وسائل الإعلام الفلسطينية. ومع ذلك، بعد أيام قليلة من انتهائها وتزامنًا مع جهود إعادة الإعمار، بدأت جهات مختلفة في القطاع القيام بـ “محاسبة النفس” وانتقاد حركة الجهاد الإسلامي على مبادرتها إلى تصعيد الأوضاع بناءً على تقديرها الخاص وتصرفها بمفردها، وعلى عمليات الإطلاق الفاشلة التي أسفرت عن مقتل العديد من الفلسطينيين، وكذلك على انتهاء العملية دون تحقيق أي إنجازات لقطاع غزة. ويبدو أن الجمهور في قطاع غزة هو الآخر لم يعبّر عن تأييده لأنشطة المنظمة، كونها قد نُفذت في فترة كان لديه ما يخسره من حيث رفاهه الاقتصادي (تصاريح العمل في إسرائيل). كما وكان الكثيرون يعتقدون أن سبب التصعيد (اعتقال عنصر بارز في جنين) لم يشكل سببًا كافيًا لإدخال غزة في حالة قتال.
  • وفي المقابل، بدأ بعض مسؤولي حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين صريحة بتوجيه انتقاداتهم لحماس لعدم قيامها بدور نشط في القتال. وفي هذا الإطار ذهبت المنظمة إلى ترديد تهديدات بالانسحاب من غرفة العمليات المشتركة للمنظمات. وسط تقارير عن التوتر السائد بينهما، عقدت المنظمتان اجتماعًا في التاريخ الموافق 22 أغسطس 2022. وجاء في بيان مشترك صدر بعده أن الطرفين اتفقا على تعزيز العمل السياسي والعسكري المشترك، وعلى أن غرفة العمليات المشتركة للمنظمتين ستستمر في شمل ممثلين عن كافة المنظمات في القطاع، وستكون هي التي ستدير المواجهة مع إسرائيل (قناة شهاب التابعة لحماس على تلغرام، 22 أغسطس 2022).
صورة النصر
  • بمجرد إعلان وقف إطلاق النار، بدأت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في تلخيص العملية، التي تسميها “وحدة الساحات”، وبناء صورة النصر. خالد البطش، أحد قياديي الجهاد الإسلامي في فلسطين، قال إنهم خاضوا معركة أكدوا من خلالها على وحدة الساحات وإن إسرائيل فشلت في محاولتها الرامية إلى فصل حركة الجهاد الإسلامي عن قاعدتها الشعبية (موقع قناة الميادين، 8 أغسطس 2022). خلال مكالمة هاتفية أجراها إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، مع زياد النخالة، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، شدد الاثنان على فشل الاستراتيجية الإسرائيلية في كسر إرادة الفلسطينيين، وعلى أهمية الوحدة في “المقاومة” ضدها. وتفيد التقارير أنه تم خلال المكالمة بحث سبل زيادة أنشطة “المقاومة” والتنسيق المشترك (موقع حماس الإلكتروني، 8 أغسطس 2022). أحمد المدلل، أحد قياديي الجهاد الإسلامي في فلسطين (الذي فقد ابنه الذي قُتل مع قائد المنطقة الجنوبية) اعترف بأن جولة القتال كانت صعبة وبأنهم فقدوا خلالها عدد من القادة العسكريين البارزين في المنظمة (قدسنا، 22 أغسطس 2022).
  • في مقال نُشر لدى صحيفة الأخبار اللبنانية، المؤيدة لحزب الله، تم وصف الأحداث من منظور “مصادر تابعة الجهاد الإسلامي”. وفقا لأقوالها، استخدم الجناح العسكري للمنظمة الفترة الزمنية الممتدة من الساعة 16:30 عصرًا إلى الساعة 21:00 مساءً في اليوم الأول من القتال لتنظيم صفوفه والتأكيد أمام عناصره على أن العملية ستتم وفقًا للخطط العسكرية المعدة مسبقًا. وقد قيّدوا تصرف العناصر الميدانية ولم يسمحوا لها بالرد بشكل فردي. عند الساعة 21:00 مساءً، هم أطلقوا أول رشقة من القذائف الصاروخية باتجاه بلدات منطقة غلاف غزة حتى عمق يبلغ أربعين كيلومترًا. وبعد ذلك عمدوا إلى تصعيد الرد، الذي كان من المفترض أن يشمل مدنًا في عمق إسرائيل انتهاءً بتل أبيب، بناءً على التعليمات الصادرة عن زياد النخالة.
  • وخلال ساعات المساء، أطلقت عناصر تابعة للجناح العسكري ما يقرب من 400 قذيفة صاروخية. عملت الوحدات المضادة للدبابات جاهدةً لفترة طويلة بحثًا عن هدف نوعي على الحدود، إلا أن سياسة “صفر الأهداف” التي انتهجتها إسرائيل واستعدادها المسبق للجولة حالت دون ذلك. حتى بعد الضربة الثانية بقتل خالد منصور، قائد المنطقة الجنوبية، تمكنت عناصر تابعة للجناح العسكري من التغلب على الصدمة بسرعة، وإعادة رص صفوفهم، وبعد جنازة القتلى مباشرًة بدأت بالرد الكثيف، حيث تم إطلاق رشقة كبيرة من القذائف الصاروخية في تمام الساعة 15:30 ظهرًا، تم في إطارها “إطلاق ما يقرب من مائتيْ قذيفة صاروخية في آن واحد باتجاه 58 بلدة ومدينة بدءًا من منطقة غلاف غزة وانتهاءً بتل أبيب ومطار بن غوريون، وكذلك باتجاه شواطئ مدينة نتانيا على عمق تسعين كيلومترًا” (الأخبار، 9 أغسطس 2022).
  • وبحسب التقرير، فإن سرايا القدس، التي كانت تقاتل لوحدها في هذه الجولة من القتال، ضحت بـ 12 مقاتلاً، جميعهم في عمليات الإحباط ولبس عن طريق عمليات التصفية على ساحة المعركة، وتمكنت من الحفاظ على معدل إطلاق نار متزايد طوال خمسين ساعة من القتال. كما تمكنت من تعطيل منظومة “القبة الحديدية” باستخدام تكتيك “الفيضان بالنار” (إطلاق صواريخ متعددة في آن واحد). وقد حافظ المقاتلون، الذين عملوا تحت ظروف الضغط الشديد، على قدرتهم على إعادة تسليح منصات الإطلاق دون أن تتمكن تدابير المراقبة المتقدمة الإسرائيلية من الكشف عنها أو إحباطها، حيث لم تكن أي منصات إطلاق عرضة لإحباط موضعي. وكانت وحدات المدفعية تعمل بسلاسة تامة دون أي تهديد. علاوة على ذلك، لو كانت العملية ستجري على نحو مختلف، لكانت وحدات الكورنيت ومضادات الدبابات قد لعبت دورًا كبيرًا (صحيفة الأخبار اللبنانية، 9 أغسطس 2022).
  • كما واعتبرت إيران العملية إنجازًا. إذ أكد حسين أمير عبد اللهيان، وزير الخارجية الإيراني، في مكالمة هاتفية مع إسماعيل هنية على أن “المقاومة” حققت إنجازا كبيرًا خلال المواجهة الأخيرة مع إسرائيل، حيث تمكنت من الوقوف مرة أخرى أمام قوتها العسكرية الهائلة وأجبرتها خلال يومين على التوصل إلى وقف لإطلاق النار وقبول شروطها. وأثنى على مواقف هنية في الحفاظ على وحدة المنظمات. ووفقًا لأقوال وزير الخارجية، فإن ما يجدر الإشارة إليه هو أنه في هذه العملية لم يشارك سوى جزء من”المقاومة” في المواجهة، مما يشكل وحده إنجازًا كبيرًا أظهر عجز إسرائيل وضعفها. في حين أعرب هنية عن تقديره لدعم إيران (وكالة إرنا باللغة العربية، 9 أغسطس 2022).
  • ناصر أبو شريف، ممثل الجهاد الإسلامي في إيران، قال خلال صلاة الجمعة إن لم يكن من الممكن تحقيق انتصارات الجهاد الإسلامي لولا دعم إيران، التي هي الدولة الوحيدة التي قدمت المساعدة والدعم وما زالت تقدم المساعدة ” لـ “المقاومة في فلسطين ولبنان”. كما أشار إلى أن حركة الجهاد الإسلامي وحدها هي التي شاركت في المواجهة الأخيرة ونجحت بمفردها في ترويع إسرائيل وإجبارها على إغلاق نصف دولة (وكالة مهر، 12 أغسطس 2022).
  • ومع ذلك، تم ترديد أصوات أخرى أيضًا. فعلى سبيل المثال أشرف أبو الهول، محلل مصري بارز لخص المعركة قائلاً إنه على الرغم من التهديدات التي أطلقها زياد النخالة، بتجديد القتال إلا أن المنظمة تكبدت خسائر فادحة، بما في ذلك مقتل عدد من كبار قادتها. كما ولحقت أضرار بمخازن الوسائل القتالية والقذائف الصاروخية التابعة للمنظمة. ورأى إن فشلاً آخر منيت به المنظمة تمثل في عدم استطاعتها إقناع حماس على الانضمام إلى القتال. وذلك لأن حماس، المسؤولة عن إدارة شؤون السكان في قطاع غزة، لديها سلم أولويات مختلف (الأهرام، 8 أغسطس 2022).
  • وفي وقت لاحق، بدأت كذلك تتردد أصوات في قطاع غزة تنتقد نتائج جولة التصعيد، التي انتهت عمليًا دون تحقيق أي مكاسب أو تسويات أو التزامات على أرض الواقع. محمد شحادة، محلل سياسي وناشط في مجال حقوق الإنسان، قال إنه وعلى عكس جولات القتال السابقة، في هذه الجولة لم يكن لدى الجهاد الإسلامي ما يقدمه من نتائج للقتال بما أنها لم تمنح سكان القطاع شيئا. وهذا حسب وصفه على النقيض من حماس التي عملت في الماضي على وقف إطلاق النار مع تحقيق نتائج ملموسة للسكان (القدس، 18 أغسطس 2022).
  • ويبدو أن الجمهور في قطاع غزة هو الآخر لم يعبّر عن تأييده لأنشطة المنظمة، كونها قد نُفذت في فترة كان لديه ما يخسره من حيث رفاهه الاقتصادي (تصاريح العمل في إسرائيل). كما وكان الكثيرون يعتقدون أن سبب التصعيد (اعتقال عنصر بارز في جنين) لم يشكل سببًا كافيًا لإدخال غزة في حالة قتال. ويمكن الاستدلال على موقف الجمهور من جولة القتال من استطلاع إلكتروني مستمر أجرته صحيفة القدس اليومية، حول مسألة ما إذا كانت “المقاومة” قد سجلت مكاسب جديدة بعد الجولة الأخيرة من القتال في القطاع. حيث أجاب 63% من المستطلعين بأنه لم يتم تسجيل أي إنجازات مقابل 36% قالوا إنه تم بالفعل تسجيل إنجازات (القدس، أغسطس 2022).
المصابون من الفلسطينيين
  • قُتل ما مجموعه 51 فلسطينيًا خلال أيام العملية في قطاع غزة. في حين أصيب بضع مئات بجروح. أصدر الجناح العسكري التابع للجهاد الإسلامي في فلسطين بيان نعي لـ 12 قتيلاً، جميعهم من عناصر سرايا القدس، جناحها العسكري. وكان من بين القتلى اثنان من كبار القادة (قائد المنطقة الشمالية وقائد المنطقة الجنوبية) وعدد آخر من كبار المسؤولين التابعين للجناح. وقُتل عدد من الفلسطينيين جراء فشل إطلاق القذائف الصاروخية التي سقطت على أرض القطاع.
بيان نشره الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بأسماء القتلى (قناة الجناح العسكري على تلغرام، 8 أغسطس 2022)
بيان نشره الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بأسماء القتلى (قناة الجناح العسكري على تلغرام، 8 أغسطس 2022)
  • وتعرضت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين لانتقادات على خلفية عمليات الإطلاق الفاشلة من السكان وبعض الجهات الأخرى في القطاع. في تقرير نُشر في صحيفة الأخبار، أكد مسؤولون لدى “المقاومة”، الذين هم عبارة عن عناصر تابعة للجهاد الإسلامي في فلسطين على الأرجح، على أن حوادث الإطلاق الفاشل لم تكن الأولى من نوعها (في تلميح ربما إلى أن مثل هذه “الحوادث المؤسفة” حدث لدى حماس أيضًا) وأنه يدور الحديث عن أخطاء بشرية تؤخذ في عين الاعتبار. كما وأشاروا إلى فتح تحقيق لتحديد ملابسات بعض الأحداث (الأخبار، 18 أغسطس 2022).
  • كما وذكرت هذه الجهات أنفسها عددًا من الخيارات التي يجري بحثها في إطار التحقيق في عمليات الإطلاق الفاشلة (الأخبار، 18 أغسطس 2022):
    • بلى القذائف الصاروخية التي أطلقت على إسرائيل نتيجة عيوب الإنتاج، والتخزين غير السليم للقذائف الصاروخية داخل حفر الإطلاق، وتأثيرات الظروف الأرضية أو الجوية (تقدر بنسبة حوالي 1%).
    • سقوط القذائف الصاروخية على منازل السكان نتيجة اعتراض القذائف الصاروخية من قبل منظومة “القبة الحديدية” في سماء قطاع غزة أو سقوط الصواريخ الاعتراضية على أرض القطاع.
    • التخريب المتعمد للقذائف الصاروخية على يد المتعاونين مع إسرائيل.
    • استخدام إسرائيل لمنظومة الليزر الجديدة المصممة لاعتراض القذائف الصاروخية، أو تحويلها عن مسارها أو تفجيرها في مناطق الإطلاق.
  • في هذا السياق، حاول مسؤول في المنظمة شرح أسباب فشل محاولة الإطلاق في جباليا، مشيرًا إلى أن الحديث يدور عن خلية أطلقت قذيفة صاروخية في المنطقة. حيث حاول أفراد الخلية بعد الإطلاق الاحتماء داخل مسجد قريب، لكن طائرة إسرائيلية هاجمت الخلية، وهي التي تسببت في مقتل المدنيين. وحسب أقوال ذلك المسؤول منذ بداية الانتفاضة الثانية سقطت مئات القذائف الصاروخية على منازل السكان، حيث أشار إلى أن العناية الإلهية وحدها هي التي أسفرت عن سقوط عدد محدود من الضحايا في هذه الأحداث (الأخبار، 18 أغسطس 2022).
  • بل واتهمت صحيفة الأخبار إسرائيل بمحاولة استغلال ظاهرة عمليات الإطلاق الفاشلة لتشويه صورة “المقاومة” بشكل عام والجهاد الإسلامي في فلسطين بشكل خاص لدى الجمهور في القطاع. وذلك حسب أقوالهم من خلال استغلال الإعلام الفلسطيني “غير المسؤول” (الأخبار، 18 أغسطس 2022).
  • في مقال نشرته وكالة الأنباء الفرنسية وصحيفة القدس، أعرب بعض سكان القطاع عن انتقادهم الضمني، لا سيما عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لسلوك الجهاد الإسلامي في فلسطين خلال أيام العملية. محمد شحادة، محلل سياسي وناشط حقوق الإنسان أشار إلى أن حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين حاولت تحسين مدى وقوة رؤوسها الحربية الصاروخية لكنها لم تفعل ذلك على أسس علمية دقيقة وأن الصواريخ التي تستهدف مدى يزيد عن أربعين كيلومترا لم تكن نوعية فنيا وميكانيكيا، مما يعني أنها سقطت في قطاع غزة وكانت مصدر إحباط ومرارة لأهالي قطاع غزة (القدس، 18 أغسطس 2022).
  • وقال أحد سكان غزة، الذي لم يكشف عن اسمه “لأسباب أمنية”، إنه كان في المنزل مع زوجته وأطفاله عندما سمع انفجارا.عندما نظر إلى الخارج، رأى أن المنزل المجاور قد دمر وأن العديد من الأشخاص قد قتلوا. وكان أحد الصواريخ التي أطلقت على إسرائيل وأصاب منزلا في قطاع غزة. ونقلت الصحيفة عن إحدى ساكنات جباليا قولها إنها كانت حربًا تضمنت أخطاء ارتكبها كل من إسرائيل و”المقاومة” وأنها شاهدت قذيفة صاروخية وهي تسقط على منزل جارتها. ودعت المنظمات في غزة إلى الحرص على أن تكون أكثر دقة (القدس، 18 أغسطس 2022).
قضية إطلاق سراح السجناء
  • بعد ثلاثة أيام من التصعيد في قطاع غزة، أعلن الوسيط المصري وإسرائيل والجهاد الإسلامي في فلسطين وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 7 أغسطس 2022 عند الساعة 23:30 ليلاً. من أجل الحفاظ على وقف إطلاق النار، تعهدت مصر باستثمار الجهود والعمل من أجل الإفراج، في أقرب وقت ممكن، عن اثنين من المعتقلين الإداريين هما المدعوان بسام السعدي، رئيس الجهاد الإسلامي في جنين، الذي شكل اعتقاله سببًا للتصعيد، وخليل العواودة، معتقل الجهاد الإسلامي الفلسطيني الذي يضرب عن الطعام منذ فترة ما احتجاجًا على استمرار اعتقاله الإداري (الجزيرة، 7 أغسطس 2022).
نص اتفاق وقف إطلاق النار الذي نُشر في وسائل الإعلام الفلسطينية
نص اتفاق وقف إطلاق النار الذي نُشر في وسائل الإعلام الفلسطينية
  • منذ نهاية العملية، تتابع حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وضع المعتقلين وتحاول إطلاق سراحهم. حيث يناشد قادة المنظمة مصر زيادة الضغط على إسرائيل لإطلاق سراحهم. كما ويشيرون أيضًا إلى أن المعركة ضد إسرائيل لا تزال مفتوحة وستنتهي بعد تحقيق الشروط التي وضعوها (الغد، سبق24، 13 أغسطس 2022).
  • طارق سلمي، المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، قال إن الاتصالات بين التنظيم ومصر حول هذه القضية مستمرة منذ انتهاء العملية، وإنهم تلقوا تعهدات جدية من مصر بأن إسرائيل ستفرج قريبًا عن السجناء من عناصر المنظمة (الأيام، 19 أغسطس 2022). داوود شهاب، المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين قال إن موقف المنظمة من الوساطة المصرية مع إسرائيل يعتمد على سيناريوهين هما إما أن تعلن مصر عن فشلها في إقناع إسرائيل بتنفيذ التفاهمات أو أن تتدهور حالة المعتقل الصحية وسيموت. في هذه الحالة، ستتخذ المنظمة الموقف اللازم (القدس العربي، 18 أغسطس 2022).
  • تور وينسلاند، مبعوث الأمم المتحدة الخاص للشرق الأوسط، أعلن أنه في إطار التزام الأمم المتحدة بالحفاظ على الهدوء في قطاع غزة، قام وفد عنه بزيارة سجن عوفر الذي يُعتفل فيه بسام السعدي (حساب تور وينسلاند على تويتر، 10 أغسطس 2022).
  • أما بالنسبة لوضع المعتقلين الاثنين:
  • بسام السعدي: في 14 أغسطس 2022، قررت المحكمة العسكرية تمديد اعتقال بسام السعدي بستة أيام. في 21 أغسطس 2022، أعلنت إسرائيل تمديدًا إضافيًا لاعتقاله بخمسة أيام أخرى وتقديم لائحة اتهام بحقه بتهمة التحريض. ياسر مزهر، ممثل الجهاد الإسلامي لدى لجنة الأسرى في القوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة، قال إن الجانب المصري عليه أن يتحمل مسؤولية تمديد اعتقال السعدي من خلال ممارسة الضغط على إسرائيل للإفراج عنه بشكل عاجل لضمان استمرار الهدوء في قطاع غزة. وحسب ما أدلى به من تصريحات فإن تمديد اعتقال السعدي هو بداية مركة حقيقية بين الجانب المصري وإسرائيل بهدف الحفاظ على وقف إطلاق النار المتبادل بين المقاومة الفلسطينية وجيش الدفاع الإسرائيلي. وأضاف مزهر أنه يجب على إسرائيل تلبية مطالب الجهاد الإسلامي بخصوص السجينين حتى لا تُستأنف الهجمات. وأكد أن “سرايا القدس” والجهاد الإسلامي لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما يمر به السجينين خليل العواودة وبسام السعدي (دنيا الوطن، 11 أغسطس 2022).
  • خليل العواودة: في 11 أغسطس 2022، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن حالته الصحية قد تدهورت وتم نقله إلى المستشفى وترقيده فيه تحت الحراسة الأمنية. وقالت زوجته دلال، التي سُمح لها بزيارته، إنه تعرض لضرر غير عكوس. في 19 أغسطس 2022، جمدت القيادة المنطقة الوسطى في جيش الدفاع الإسرائيلي العمل بأمر الاعتقال الإداري الذي صدر بحقه طالما هو يمكث في المستشفى. وردت المحكمة العليا الإسرائيلية التماسًا قُدم للإفراج عنه (هآرتس، 22 أغسطس 2022). خضر حبيب، مسؤول بارز في الجهاد الإسلامي، قال إن إسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن حياته، مشيرًا إلى أنهم يجرون المحادثات المستمرة مع الجانب المصري لكي يواصل مساعيه للوساطة وممارسة الضغط على إسرائيل (سبق24، 11 أغسطس 2022).
  • وقال خضر حبيب إن إسرائيل تدفع بدون شك بالمنطقة إلى موجة جديدة حتمية من التصعيد العسكري بعد أن أعلن قادتها، بدءًا من رئيس الوزراء يائير لبيد ثم انتهاءً بأصغر قائد عسكري، تخليهم عن شروط وقف إطلاق النار ألا وهي إطلاق سراح المعتقلين خليل آلعواودة وبسام السعدي. وحسب أقواله فإن حركة الجهاد الإسلامي أبلغت مصر بخطورة سلوك إسرائيل وعدم امتثالها لشروط وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة وبرعاية منهم. وأكد أن منظمته تراقب السلوك الإسرائيلي وستتخذ الموقف المناسب في الوقت المناسب بالتنسيق مع القوى الفلسطينية الأخرى. وأضاف حبيب أنهم تلقوا تطمينات وإشارات من المصريين بأن وفدًا أمنيًا سيزور نيابة عنهم تل أبيب قريبًا لمناقشة هذه القضية (الأيام، 12 أغسطس 2022).
  • محمد الهندي، وهو قيادي بارز لدى حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين قال إن إحجام إسرائيل عن الالتزام بشروط وقف إطلاق النار، التي تشمل الإفراج عن المعتقلين خليل العواودة وبسام السعدي، يكشف طبيعة إسرائيل في التهرب ويضع الوسيط المصري في موقف محرج أمام التزاماته (موقع الجهاد الإسلامي في فلسطين، 17 أغسطس 2022).
  • على وقع عدم الإقراج عن المعتقلين هدد زاهر جبارين، عضو المكتب السياسي لحماس بأن عدم التزام إسرائيل بالاتفاقيات التي وقعتها مع السجناء وتنكرها لها هما بمثابة “اللعب بالنار” (وكالة إرنا باللغة العربية، 22 أغسطس 2022).
تقدير الأضرار الناتجة عن العملية وإعادة إعمار قطاع غزة
  • بمجرد انتهاء العملية، بدأت غزة في تقييم الأضرار. وأعلنت وزارة الأشغال العامة والإسكان في غزة أنه تم خلال العملية تدمير 22 وحدة سكنية بالكامل، وتدمير 77 وحدة سكنية جزئيًا بطريقة لا تسمح بالسكن فيها؛ وتعرضت 1908 وحدات سكنية لأضرار جزئية (معًا، 13 أغسطس 2022).
مخطط المعلومات الرسومي يبين أضرار العملية (صفحة وزارة الأشغال العامة والإسكان في القطاع على الفيسبوك، 13 أغسطس 2022)
مخطط المعلومات الرسومي يبين أضرار العملية
(صفحة وزارة الأشغال العامة والإسكان في القطاع على الفيسبوك، 13 أغسطس 2022)
أضرار في حي أبو ثابت شرق رفح نتيجة غارة إسرائيلية (صفحة الصحفي هاني الشاعر على فيسبوك، 8 أغسطس 2022)      أضرار في حي أبو ثابت شرق رفح نتيجة غارة إسرائيلية (صفحة الصحفي هاني الشاعر على فيسبوك، 8 أغسطس 2022)
أضرار في حي أبو ثابت شرق رفح نتيجة غارة إسرائيلية
(صفحة الصحفي هاني الشاعر على فيسبوك، 8 أغسطس 2022)
  • أدهم البسيوني، المتحدث باسم وزارة الزراعة في القطاع أفاد إن خسائر القطاع الزراعي في الأيام الثلاثة من العملية بلغت أكثر من مليون دولار (وكالة الرأي، 11 أغسطس 2022). رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال في غزة لفت إلى أنه خلال الأيام الستة التي مُنع فيها دخول عمال من قطاع غزة إلى إسرائيل قبل العملية وخلالها بلغت الخسائر في الإيرادات 18 مليون شيكل (موقع الاتحاد، 14 أغسطس 2022).
  • محمد ثابت، المسؤول عن العلاقات العامة لدى شركة الكهرباء في قطاع غزة قال إنه بعد أن سمحت إسرائيل بمرور الشركة إنه بعد أن سمحت إسرائيل بمرور وقود الديزل إلى محطة توليد الكهرباء في القطاع، عادت إمدادات الطاقة إلى المستوى الذي شهدته الفترة التي سبقت عملية “الفجر الصادق”، حيث أنها تستمر لمدة ثماني ساعات على التوالي وساعتين من التوقف (موقع Ultra Palestine، 11 أغسطس 2022).
وصول صهاريج الديزل إلى محطة الكهرباء لاستئناف عملها (على اليمين: صفحة الصحفي هاني الشاعر على الفيسبوك، 8 أغسطس 2022؛ على اليسار: حساب الصحفي حسن إصليح على تويتر، 8 أغسطس 2022)    وصول صهاريج الديزل إلى محطة الكهرباء لاستئناف عملها (على اليمين: صفحة الصحفي هاني الشاعر على الفيسبوك، 8 أغسطس 2022؛ على اليسار: حساب الصحفي حسن إصليح على تويتر، 8 أغسطس 2022)
وصول صهاريج الديزل إلى محطة الكهرباء لاستئناف عملها (على اليمين: صفحة الصحفي هاني الشاعر على الفيسبوك، 8 أغسطس 2022؛ على اليسار: حساب الصحفي حسن إصليح على تويتر، 8 أغسطس 2022)
  • صرحت حكومة حماس بأنها تعتزم المساعدة في ترميم الأضرار. أفاد إسماعيل هنية (12 أغسطس 2022) أن محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وزير خارجية قطر، أعلن عن موافقة قطر على تحويل الأموال وتمويل إعادة بناء المنازل والمباني المدمرة في جميع أنحاء قطاع غزة (موقع حماس، 12 أغسطس 2022). وأبلغ الهلال الأحمر القطري عن تقديم معونات إنسانية عاجلة بقيمة 1.1 مليون دولار (وكالة الأناضول، 9 أغسطس 2022) .
  • نُشر على شبكات التواصل الاجتماعي، أن حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أعلنت أنها تلتزم بإعادة بناء المنازل المدمرة بحلول نهاية العام الحالي. كما سيدفعون تعويضات لأصحاب المنازل المدمرة بقيمة 1000 دولار، وتعويضات بقيمة 400 دولار لكل مصاب، وأجور شهرية لأسر القتلى (قناة رصد الميدان على تلغرام، 10 أغسطس 2022). وفي هذا السياق قال خالد البطش أن الأمين العام للحركة أوعز بمعاملة جميع القتلى والجرحى معاملة مساوية وبالوقوف إلى جانب العائلات (موقع الجهاد الإسلامي، 15 أغسطس 2022).
  • وائل أبو محسن، المنسق الإعلامي لدائرة المؤسسات الخيرية في حركة حماس في غزة، قال إنه على مدار ستة أيام هي قدمت مساعدات متنوعة بقيمة تزيد عن 820000 دولار لسكان القطاع (الرسالة.نت، 13 أغسطس 2022).
المساعدة من حكومة السلطة الفلسطينية
  • بادرت السلطة الفلسطينية هي الأخرى إلى تقديم المساعدات إلى قطاع غزة. في الجلسة الأسبوعية لحكومة السلطة، كلفت الحكومة الوزارات المعنية بمعالجة تخمين الأضرار؛ وتوفير المواد التموينية؛ ووضع خطة تدخل مع الشركاء؛ وتقديم المساعدة النفسية والمشورة للأطفال؛ وتكليف صندوق البلديات بتقديم المساعدة لإعادة إعمار المباني التي دُمرت في الحرب؛ ومطالبة مؤسسات حقوق الإنسان والمؤسسات الإنسانية بالتدخل لدى الجانب الإسرائيلي للسماح بإدخال المعدات الطبية المرسلة من قبل وزارة الصحة التابعة للسلطة، والتي تم احتجازها عند حاجز بيت حانون منذ اليوم الأول للعدوان على قطاع غزة؛ والتأكيد على استعداد وزارة الصحة لتوفير جميع المعدات الطبية والموظفين الطبيين اللازمين للمستشفيات في القطاع؛ والعمل على نقل الجرحى إلى مستشفيات الضفة الغربية والمستشفيات في مصر؛ وإرسال الطواقم الطبية المتخصصة لإجراء العمليات الجراحية في مستشفيات في غزة (وفا، 8 أغسطس 2022).
  • الدكتورة مي الكيلة، وزير الصحة لدى حكومة السلطة، أفادت أنه تم إرسال شحنة من الأدوية والمستلزمات الطبية من مستودعات الوزارة الرئيسية في نابلس إلى مستودعات في قطاع غزة. وأشارت الوزيرة إلى كون هذه الشحنة عبارة عن شحنة طارئة تهدف لتلبية الاحتياجات اللازمة لمعالجة الفلسطينيين بعد العملية في القطاع (صفحة وزارة الصحة التابعة للسلطة الفلسطينية على الفيسبوك، 11 أغسطس 2022). كما وأشارت إلى أن المستشفيات في يهودا والسامرة مفتوحة لاستقبال الجرحى من قطاع غزة (دنيا الوطن، 13 أغسطس 2022).
إرسال معدات طبية محملة في المخازن الرئيسية التابعة لوزارة الصحة في نابلس متجهة إلى قطاع غزة (صفحة وزارة الصحة التابعة للسلطة الفلسطينية على الفيسبوك، 11 أغسطس 2022)    إرسال معدات طبية محملة في المخازن الرئيسية التابعة لوزارة الصحة في نابلس متجهة إلى قطاع غزة (صفحة وزارة الصحة التابعة للسلطة الفلسطينية على الفيسبوك، 11 أغسطس 2022)
إرسال معدات طبية محملة في المخازن الرئيسية التابعة لوزارة الصحة في نابلس متجهة إلى قطاع غزة (صفحة وزارة الصحة التابعة للسلطة الفلسطينية على الفيسبوك، 11 أغسطس 2022)
قضية مشاركة حماس في القتال
  • لم تؤدِ حماس دورًا فاعلاً في جولة القتال. وعلى الرغم من أن حركة الجهاد الإسلامي حاولت علنًا تبرير سياسات حماس، إلا أنها أصيبت بخيبة أمل من الناحية العملية. وأفادت صحيفة الأخبار نقلاً عن “المصادر المطلعة”، بعد مقتل تيسير الجعبري، أن قيادة الجهاد الإسلامي حاولت تجنب وضع حيث ستكون هي الوحيدة التي ترد، بشكل أساسي حتى لا تمنح إسرائيل امتياز تركيز جهودها الاستخباراتية والأمنية على الجهاد، مما قد يكبد المنظمة العديد من الإصابات والأضرار. وبحسب تلك المصادر، فقد عُقدت بشكل متزامن ثلاثة اجتماعات مع قيادة حماس في قطاع غزة، وبيروت وطهران، لكن حماس لم تتخذ قرارًا بمشاركة جناحها العسكري في المعركة (الأخبار، 9 أغسطس 2022).
  • وحاول البعض في الجهاد الإسلامي عدم تسليط الضوء على عدم مشاركة حماس في المعركة. في مقابلة مع خالد البطش، القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، هو أكد أن المواجهة يخوضها الشعب الفلسطيني بأسره وأن حماس دعمت الجهاد الإسلامي من خلال وسائل الإعلام، وقدمت المساعدة اللوجستية ولعبت دورًا هامًا في تأمين الجبهة الداخلية (الجزيرة.نت، 13 أغسطس 2022).
  • وأشار طارق السلمي، المتحدث باسم المنظمة، إنهم دخلوا عملية “وحدة الساحات” بموقف فلسطيني موحد، مؤكدًا على أنه كان هناك تنسيق ما بين الجناحين العسكريين للمنظمتين الوطنيتين والإسلاميتين خلال المعركة. وفي الوقت نفسه، هو أشار إلى أن جل الأنشطة العسكرية نفذتها حركة الجهاد الإسلامي. وذلك بسبب مقتل قادتها العسكريين. وأشار حسن عبده، الإعلامي والمحلل السياسي المقرب من الجهاد الإسلامي، أن حماس لعبت دورًا مهمًا في الجهود الرامية إلى التوصل إلى التوصل لوقف إطلاق النار. كما وأشار إلى أن عدم مشاركة حماس في المعركة شكلت فرصة للجهاد الإسلامي لإظهار قدراتها العسكرية، التي لا تعترف بها غالبية الجمهور الفلسطيني الذين ينظرون إلى الجهاد الإسلامي باعتبارها منظمة صغيرة، مقارنة بحماس، من ناحية القدرات العسكرية (المونيتور، 12 أغسطس 2022).
  • وأشار محمد الهندي في تصريح لقناة التركية TRT العربية باللغة العربية إن تسليط الضوء على عدم مشاركة حماس هو محاولة فاشلة من قبل إسرائيل لزرع الفتنة بين حماس والجهاد الإسلامي، وأن العلاقات مع حماس قد تعززت. ووفقًا لأقواله، فإن هذه ليست المعركة الأولى ولا الأخيرة، لأنهم يقاتلون مع بعض التنظيمات الفلسطينية فقط، وفي هذه المعركة كانت من الكافي لحركة الجهاد الإسلامي أن يقودها نيابة عن الفلسطينيين (صفا، 8 أغسطس 2022)
  • أفادت “مصادر فلسطينية” أن حركة الجهاد الإسلامي فوجئت بموقف حماس واعتبرتها على أنها “طعنة في الظهر”. على هذه الخلفية، نقلت “المصادر” إن حركة الجهاد الإسلامي غير معنية بخوض مواجهة مفتوحة مع حماس، لكن المنظمة أعلنت انسحابها من غرفة العمليات المشتركة (الشرق الأوسط، 19 أغسطس 2022). تعليقًا على التقارير بشأن انسحاب المنظمة من غرفة العمليات المشتركة قال أحمد المدلل، القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، إن التقارير لا أساس لها من الصحة وأن حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين تقيم علاقات جيدة مع حماس وغيرها من المنظمات الفلسطينية الأخرى وأن التنسيق معها ومع حماس مستمر (سبق24، 21 أغسطس 2022). حيث انتقد البعض حماس لأنها أعطت الأولوية لمصالح مرتبطة بالحياة اليومية مثل التسهيلات الإسرائيلية على المصالح السياسية (موقع الشرق، 13 أغسطس 2022).
  • أما عمليًا، بحسب موقع الشرق السعودي (Asharq News)، فإن الصراع التي تدور رحاه في قطاع غزة أحدث شرخًا في العلاقات بين حماس والجهاد الإسلامي، التي فسرت موقف حماس على أنه تخلٍ عن فكرة العمليات المشتركة وغرفة العمليات المشتركة، التي تجمع الأجنحة العسكرية للمنظمات في قطاع غزة تحت لواء قيادة الجناح العسكري لحماس. ويقول البعض إن الشرخ أدى إلى تجميد نشاط غرفة العمليات المشتركة. بل وذهب أحد قياديي حركة الجهاد الإسلامي إلى القول إنه بسبب عدم مشاركة حماس في المواجهة، فإن غرفة العمليات المشتركة لم تعد موجودة ولا معنى لها. وأفادت مصادر في حماس والجهاد الإسلامي إن الجهود جارية لإصلاح الصدع وإعادة بناء غرفة العمليات المشتركة، لكنها لا تقلل من تأثير الخلافات على مستقبل العلاقة بين حماس والجهاد الإسلامي (موقع الشرق، 13 أغسطس 2022).
  • في هذا السياق، أشار طلال عوكل، صحافي الشؤون السياسية في جريدة الأيام من غزة، إلى أنه لا يعتقد أن عدم مشاركة حماس سيؤدي إلى توترات مع حركة الجهاد الإسلامي، إذ لا تُعتبر حركة الجهاد الإسلامي خصمًا سياسيًا لحماس، بل منظمة “مقاومة” تعمل فقط ضد إسرائيل (المونيتور، 12 أغسطس 2022).
  • أما بالنسبة لموقف حماس، أنكر حازم قاسم، المتحدث باسم حماس، التقرير حول الخلاف مشددًا على متانة العلاقة مع الجهاد الإسلامي على مختلف المستويات، ومشيرًا إلى أن التنسيق رفيع المستوى يجري على العديد من المسارات. وحسب أقواله فإنه خلال التصعيد الأخير، كان هناك اتصال مستمر بين حماس والجهاد الإسلامي سياسيًا وعسكريًا وأمنيًا. كما أشار إلى أنه مع بدء التصعيد، صدر بيان عن غرفة العمليات المشتركة، جاء فيه بشكل صريح الرد على اغتيال قياديي الجهاد الإسلامي. وقال قاسم إنه بعد انتهاء التصعيد، عُقدت اجتماعات بين مسؤولين لدى حماس والجهاد الإسلامي بغية ضمان استمرار وتعزيز خط العمل المشترك بينهما بل تطويره. وأكد أن غرفة العمليات المشتركة موجودة وأنهم سيعملون على تطويرها (دنيا الوطن، 13 أغسطس 2022).
  • وفقًا لإياد القرا، المحلل السياسي المقرب من حماس فإن حماس لم تنضم إلى حركة الجهاد الإسلامي بناءً على اعتقادها أن التصعيد لا علاقة له بالقضايا الوطنية، بما في ذلك قضية أورشليم القدس التي دفعت حماس إلى بدء عملية “حارس الأسوار” في شهر مايو من العام 2021. وحسب أقواله فإن حركة الجهاد الإسلامي خاضت هذه الحملة لأسباب تتعلق بسجنائها وبمطلبها الإفراج عنهم، وذلك لا يلزم حماس على خوض مواجهة عسكرية مع إسرائيل. وقال إن حماس منحت الجهاد الإسلامي حرية اختيار كيفية الرد على إحباط قائدها العسكري في غزة. كما وأشار القرا أيضًا إلى أن عدم مشاركة حماس أدت إلى تقسيم الشارع الفلسطيني، الذي بات يعتقد البعض منه أن إسرائيل استهدفت حركة الجهاد الإسلامي عمدًا. في ضوء ذلك، ظهرت مطالب شعبية تناشد حماس التدخل ووقف قتل قادة وعناصر الجهاد الإسلامي. وفي المقابل، اعتقد البعض أن تدخل حماس سيزيد الوضع تعقيدًا. وذلك علمًا بأن حماس هي أكبر حركة “مقاومة”، وبالتالي فلديها عدد أكبر من المواقع والقواعد التي يمكن لإسرائيل مهاجمتها، مما قد يؤدي إلى حملة عسكرية أطول.
  • واعترف مسؤولون كبار في حماس باندلاع خلاف بينهم وبين الجهاد الإسلامي حول الغرض من المواجهة وتوقيتها. وقالوا إن الهدف الذي حددته حركة الجهاد الإسلامي للمواجهة لم يكن مقبولاً. فمن المستحيل الوصول إلى حالة مواجهة مسلحة مع إسرائيل في قطاع غزة بسبب اعتقال شخص في السامرة، بغض النظر عن مكانته. وحسبما ادعوه فإن الاعتقالات في يهودا والسامرة لا تتوقف ولا يمكن وقفها من خلال التهديد بشن هجوم من قطاع غزة، على غرار ما فعلته حركة الجهاد الإسلامي. أما فيما يتعلق بالتوقيت، فقالت حماس إن الأجواء الانتخابية السائدة في إسرائيل تجعل الحكومة أكثر عدوانية تجاه كل ما تعتبره استفزازًا صادر عن قطاع غزة من أجل تسجيل النقاط الانتخابية على حساب خصومها. ويعتقد بعض قيادات حماس أن حركة الجهاد الإسلامي هددت بالهجوم بعد اعتقال بسام السعدي دون استشارة حماس لتقديم نفسها وكأنها “رأس حربة المقاومة”، مشيرين إلى أجواء التنافس السياسي بين حماس والجهاد الإسلامي على قيادة المقاومة المسلحة رغم أنهم يتظاهرون بوجود حلف يجمعهما (موقع الشرق، 13  أغسطس 2022).
وفد حماس برئاسة خليل الحية في زيارة تعزية لدى أحمد المدلل في رفح (موقع PALINFO، 8 أغسطس 2022)
وفد حماس برئاسة خليل الحية في زيارة تعزية لدى أحمد المدلل في رفح
(موقع PALINFO، 8 أغسطس 2022)
  • وسط تقارير عن التوتر، عقدت المنظمتان اجتماعًا في 22 أغسطس 2022، حضره كبار المسؤولين بمن فيهم المسؤولون العسكريون. وجاء في بيان مشترك صدر بعد الاجتماع أن الجانبين ناقشا علاقتهما واتفقا على تعزيز العمل السياسي والعسكري والأمني المشترك. كما جاء في البيان أيضًا إن “طريق المقاومة” خيار استراتيجي لا ينبغي التراجع عنه فسيستمر بالتنسيق الكامل. وأضاف البيان أن غرفة العمليات المشتركة للمنظمات ستستمر في ضم ممثلين عن كافة المنظمات في قطاع، وستدير المواجهة مع إسرائيل، وأنهم سيعملون على تعزيز دور غرفة العمليات المشتركة (شهاب، قناة حماس على تلغرام، 22 أغسطس 2022).