- في الضفة الغربية يستمر اتجاه الارتفاع في عدد الاعتداءات والمحاولات الإرهابية في إطار الإرهاب الشعبي، حيث جرت خلال الأسبوع الأخير محاولة طعن بحق مقاتلي حرس الحدود بالقرب من حي “أرمون هنتسيف” بالقدس. وفي قطاع غزة تحدثت الأنباء عن إطلاق عدد من البالونات الحارقة والمفخخة باتجاه الأراضي الإسرائيلية، بعد أن كانت الاعتداءات من هذا القبيل قد توقفت قبل حوالي ثلاثة شهور. وبتقديرنا أن مام نشهده اليوم ليس نتيجة قرار رسمي لقيادة حماس باستئناف إطلاق البالونات، بل هي مبادرات محلية لتنظيمات كانت قد “تخصصت” فيما مضى في هذا النمط من الأفعال.
- في إطار فعاليات “يوم القدس” المحتفل به في قطاع غزة أشاد قادة حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين بما تقدمه إيران للتنظيمات و”المقاومة المسلحة”، حيث قالوا إن المساهمة الإيرانية تتمثل في تقديم الوسائل القتالية والتدريب والدعم المالي والتكنولوجي. وأشاد زياد النخالة أمين عام الجهاد الإسلامي في فلسطين بما قدمه قاسم سلماني من مساهمةفي الأنشطة العسكرية الفلسطينية.
- في المجال السياسي تصدر أحداث الأسبوع الأخير إعلان أبو مازن أنه إزاء اعتزام إسرائيل ضم أجزاء من الضفة الغربية تعتبر السلطة الفلسطينية نفسها في حل من جميع الاتفاقات والتفاهمات المتوصل إليها مع إسرائيل والولايات المتحدة، بما فيها الاتفاقات الأمنية. وتنفيذا لهذا القرار وجه محمد اشتية رئيس حكومة السلطة الفلسطينية الأجهزة الأمنية الفلسطينية بالتوقف الفوري عن التنسيق الأمني مع إسرائيل والولايات المتحدة، كما صدرت تعليمات بوقف التنسيق المدني، بما فيه ما يتعلق بتقديم العلاج للمرضى من سكان القطاع في المستشفيات الفلسطينية.
- وليس واضحا في الوقت الحالي كيفية اتخاذ الإجراء الفلسطيني على الأرض، حيث يتوقع أن يؤدي وقف التنسيق إلى مجموعة من المشاكل والصعوبات في التواصل اليومي بين إسرائيل والفلسطينيين، منها على سبيل المثال، الحد من فعالية عمليات إفشال تهديدات حماس (الموجهة سواء ضد إسرائيل أو السلطة الفلسطينية)، إضافة إلى المس بالخدمات المدنية المقدمة للسكان الفلسطينيين في السلطة الفلسطينية وقطاع غزة وعرقلة عبور العمال الفلسطينيين إلى الأراضي الإسرائيلية والترتيبات المتعلقة بإعادة الإسرائيليين الذين يدخلون أراضي السلطة الفلسطينية بطريق الخطأ، وهو ما من شأنه في تقديرنا ضعضعة الاستقرار النسبي الذي كان يسود الضفة الغربية خلال السنوات الأخيرة وإيجاد واقع جديد للعلاقات الإسرائيلية الفلسطينية.
- وأرفق الجانب الفلسطيني بهذا القرار حراكا سياسيا مكثفا موجها إلى المجتمع الدولي، دعا في إطاره أبو مازن إلى فرض عقوبات على إسرائيل للحيلولة دون ضم أراض فلسطينية، كما أعلن أن السلطة تسعى لدفع اتخاذ إجراءات قانونية بحق إسرائيل في المحاكم الدولية، “لما ترتكبه من جرائم” بحق الشعب الفلسطيني.
الضفة الغربية[1]
- أعلنت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة في 26 أيار / مايو 2020 أنه لم يطرأ تغيير على عدد حالات كورونا في الضفة الغربية، حيث يبلغ 368 حالة. أما عدد المرضى الفعليين فقد شهد بعض التراجع حيث يبلغ 19 حالة، علما بأن جميع المرضى هم من سكان محافظة الخليل باستثناء حالة واحدة بين سكان منطقة غلاف القدس. بدوره أعلن محمد اشتية رئيس حكومة السلطة الفلسطينية أنه إثر تراجع خطر فيروس كورونا وانخفاض عدد المصابين بعدواه، تمر السلطة الفلسطينية حاليا بمرحلة من تخفيف القيود، وبهدف إعادة كل شيء إلى طبيعته تدريجيا (التلفزيون الفلسطيني، 25 أيار / مايو 2020).

على اليمين: قوات الأمن الفلسطينية تساعد في عملية تعقيم مساجد أريحا تمهيدا لإعادة فتحها (صفحة فتح على الفيسبوك، 25 أيار / مايو 2020). على اليسار: استئناف الصلوات في المساجد هذا الصباح (26 أيار / مايو 2020).
قطاع غزة[2]
- بلغ عدد المصابين بفيروس كورونا في قطاع غزة 58 مصابا، منهم 39 حالة فعلية، كما أعلن عن حالة وفاة أولى لسيدة سبعينية. ولم يتم خلال أيام عيد الفطر إجراء فحوصات لاكتشاف المرض (وكالة الراي، 24 أيار / مايو 2020؛ دنيا الوطن، 25 أيار / مايو 2020). كما شهدت أيام العيد انتشارا للشرطة في جميع الأماكن العامة، مع حرصها على منع التجمعات (موقع قناة فلسطين اليوم، 23 أيار / مايو 2020).

رجال الشرطة يمنعون الدخول إلى ميناء غزة وإحدى الساحات العامة في المدينة
(حساب وزارة الداخلية في القطاع على التويتر، 24 أيار / مايو 2020)

جموع من السكان في شاطئ خانيونس
(صفحة الصحفي حسن اصليح على الفيسبوك، 25 أيار / مايو 2020)
إطلاق القذائف الصاروخية وقذائف الهاون باتجاه إسرائيل
- لم يتم خلال الأسبوع الأخير ملاحظة إطلاق قذائف صاروخية أو قذائف هاون باتجاه إسرائيل. في 22 أيار / مايو 2020 أعلن أن الجناح العسكري لحماس قام بإطلاق ست قذائف صاروخية باتجاه البحر في إطار تطوير قدراته العسكرية واستعدادا لأي مواجهة مستقبلية مع إسرائيل (أمد، 22 أيار / مايو 2020).
إطلاق القذائف الصاروخية وقذائف الهاون بالتوزيع الشهري
إطلاق القذائف الصاروخية بالتوزيع السنوي
إطلاق البالونات المفخخة والحارقة
- نشر في 25 أيار / مايو 2020 عدد من التقارير الخاصة بإطلاق بالونات حارقة/متفجرة باتجاه إسرائيل، وذلك بعد مرور فترة طويلة لم تشهد إطلاق البالونات. ومما جاء في تلك التقارير أنه تم إطلاق مجموعة من البالونات الحارقة من شرق خانيونس وإطلاق إضافة إلى عدد من مثل هذه المجموعات من شمال القطاع (صفحة الصحفي حسن اصليح على الفيسبوك، 25 أيار / مايو 2020؛ حساب وكالة فلسطين الحدث على التويتر، 25 أيار / مايو 2020).
- وأصدرت وحدات أحفاد الناصر وهو تنظيم ينتمي إلى لجان المقاومة، بيانا جاء فيها أن عناصرها أطلقوا ثلاث مجموعات من البالونات الحارقة والمفخخة من شمال غزة، مضيفا أن عملية الإطلاق تعتبر رسالة موجهة إلى إسرائيل (“العدو الصهيوني”) بسرعة إدخال المعدات الطبية الخاصة بمكافحة كورونا إلى القطاع. وضمّن التنظيم المشار إليه بيانه إنذارا أمده 72 ساعة لإدخال كل ما يحتاج إليه القطاع في سبيل مكافحة الفيروس، مهددا: “سنحيل الغلاف إلى منطقة غير قابلة للحياة وسنجعل النيران تأكل الأخضر واليابس”.
- وبعد وقت قصير من ذلك اصدر تنظيم آخر هو وحدة أبناء الزواري في شرق خانيونس بيانا مماثلا، جاء فيه أن عناصره أطلقوا مجموعات من البالونات الحارقة والمفخخة من شرق خانيونس باعتبار ذلك رسالة إلى إسرائيل (“العدو الصهيوني”) بسرعة إدخال المعدات الطبية المطلوبة لمكافحة كورونا. وقدم التنظيم هو الآخر إنذارا مدته 48 ساعة (صفحة وحدة أبناء الزواري في شرق خانيونس على الفيسبوك، 25 أيار / مايو 2020).
كانت قيادة حماس قد اتخذت قرارا في أواسط شباط / فبراير 2020 بوقف إطلاق البالونات الحارقة والمفخخة من القطاع، مقابل “رزمة تسهيلات” مصرية-إسرائيلية، ليتوقف مذ ذاك اللجوء إلى هذا النمط من العمل. وبتقديرنا أنه في المرحلة الحالية لم يصدر قرار مبدئي عن قيادة حماس باستئناف عمليات إطلاق البالونات، أما ما نراه حاليا فمجرد مبادرات محلية لتنظيمات في شمال القطاع وجنوبه.
محاولات طعن
- تمت في 25 أيار / مايو 2020 محاولتان لطعن أفراد في قوات الأمن الإسرائيلية، إحداهما خلال إشكال وقع بين بعض السكان الفلسطينيين ومواطنين إسرائيليين، والأخرى حادثة مخطط لها مسبقا. فيما يلي ملخص لهما:
- اثر وقوع احتكاك بين عدد من السكان الفلسطينيين وأحد سكان قرية “عميحاي” (شمال رام الله) وصلت قوات من الجيش الإسرائيلي للتفريق بين الطرفين، وعند وصولها أشهر أحد الفلسطينيين آلة عمل وحاول طعن جندي إسرائيلي بها. وقد أطلقت القوة الإسرائيلية النار باتجاهه، ولاذ جريحان فلسطينيان بالفرار (الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، 25 أيار / مايو 2020). واستنكرت وزارة الخارجية في السلطة الفلسطينية ما أسمته “اعتداءات المستوطنين المسلحين على السكان الفلسطينيين وممتلكاتهم “تحت حماية القوات الإسرائيلية” (وفا، 25 أيار / مايو 2020).
- وفي منطقة “أرمون هنتسيف” في القدس اقدم شخص فلسطيني على محاولة طعن، حيث اقترب من موقع مراقبة مجاور تابع لمقاتلي حرس الحدود وهو يمسك بسكين وعبوة غاز مسيل للدموع وهو يكبر. ورد المقاتلون بإطلاق النار باتجاهه، ما أدى إلى إصابته بجروح (الناطق بلسان شرطة القدس، 25 أيار / مايو 2020). وعلم أن مرتكب عملية الطعن هو عوض يونس بشير من سكان جبل المكبر (صفحة وادي قدوم الآن على الفيسبوك 25 أيار / مايو 2020).

على اليمين: مشهد الاعتداء (حساب الشرطة الإسرائيلية على التويتر، 25 أيار / مايو 2020). على اليسار: السكين التي عثر عليها في حوزة الفاعل (الناطق بلسان الشرطة الإسرائيلية، 25 أيار / مايو 2020)
قذف الحجارة وإطلاق الزجاجات الحارقة باتجاه المركبات الإسرائيلية
- استمرت في مختلف أنحاء الضفة الغربية حوادث إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة باتجاه المركبات الإسرائيلية. وفيما يلي أهم هذه الحوادث:
- 25 أيار / مايو 2020 – إلقاء الحجارة باتجاه حافلة بجوار كريات أربع (شرقي الخليل) دون وقوع إصابات (هتسالا ليلو غفولوت يوش، 25 أيار / مايو 2020).
- 24 أيار / مايو 2020 – إلقاء الحجارة باتجاه سيارات كانت تسير بين خزما وعناتوت (شمال شرق بيت لحم) دون وقوع إصابات (هتسالا ليلو غفولوت يوش، 24 أيار / مايو 2020).
- 24 أيار / مايو 2020 – إلقاء الحجارة في منطقة “يتسهار” (جنوب غرب نابلس) دون وقوع إصابات (هتسالا ليلو غفولوت يوش، 24 أيار / مايو 2020).
- 22 أيار / مايو 2020- إلقاء الحجارة باتجاه سيارات في طريق 465 وبالقرب من دير نظام (شمال غرب رام الله) (هتسالا ليلو غفولوت يوش، 22 أيار / مايو 2020).
- 21 أيار / مايو 2020 – إلقاء الحجارة في طريق 55 عند مفترق عزون (شرقي “ألفي مناشي”) دون وقوع إصابات (هتسالا ليلو غفولوت يوش، 21 أيار / مايو 2020).
- 21 أيار / مايو 2020 – بلاغ من سائقة سيارة كانت تسير بجوار مفترق “يتسهار” بتحطم الزجاج الخلفي لسيارتها وذلك على ما يبدو نتيجة سقوط جسم ما ألقي باتجاهها (هتسالا ليلو غفولوت يوش، 21 أيار / مايو 2020)
- 20 أيار / مايو 2020 – إلقاء زجاجات حارقة باتجاه حافلة بين يتسهار و”حافات غلعاد” دون وقوع إصابات وتعرض زجاج الحافلة للأضرار (هتسالا ليلو غفولوت يوش، 20 أيار / مايو 2020).
- 20 أيار / مايو 2020 – إلقاء ثلاث زجاجات حارقة باتجاه حافلة في منطقة الفوار (جنوب غرب الخليل دون وقوع إصابات (هتسالا ليلو غفولوت يوش، 20 أيار / مايو 2020).
- 20 أيار / مايو 2020- إلقاء زجاجة صبغ باتجاه حافلة كانت تقل التلاميذ في منطقة تقوع (جنوب شرق بيت لحم). وتعرض الحافلة لإضرار دون وقوع إصابات (هتسالا ليلو غفولوت يوش، 20 أيار / مايو 2020).
- 20 أيار / مايو 2020 – إلقاء الحجارة بجوار مفترق “معاليه حيفر” في منطقة جبل الخليل دون وقوع إصابات (هتسالا ليلو غفولوت يوش، 20 أيار / مايو 2020).
- 19 أيار / مايو 2020 – إلقاء زجاجة صبغ باتجاه حافلة في طريق غوش عتسيون- الخليل وبين بيت أمر ومفترق “كارمي تسور” (شمالي الخليل) دون وقوع إصابات وتعرض الحافلة لأضرار (هتسالا ليلو غفولوت يوش، 19 أيار / مايو 2020).
زجاجة الصبغ التي ألقيت باتجاه الحافلة
(هتسالا ليلو غفولوت يوش، 19 أيار / مايو 2020)
اعتداءات إرهابية خطيرة تم ارتكابها في الضفة الغربية[3]
المحكمة العليا تلغي هدم منزل إرهابي
- استجابت المحكمة العليا الإسرائيلية لالتماس قدمته عائلة الإرهابي محمد عطاونة قائد المجموعة التي ارتكبت عملية قتل المرحوم دفير سوريك خلال شهر آب / أغسطس 2019[4] , والذي طلبت فيه وقف تدمير الطابق الثاني من المنزل الذي كانت تسكنه زوجة الفاعل وأطفاله، بدعوى خشية أن يكون الأمر عقابا لأبناء عائلته والذين لم يكون لهم ضلع في ارتكاب الاعتداء، وليس ردعا لغيره. وذكر قضاة المحكمة إن فترة الخمسة شهور التي مرت منذ ارتكاب الاعتداء وإعلان نية السلطات بهدم البيت تثير الشكوك في مدى ردع عملية الهدم لغير ذلك الإرهابي (الإعلام الإسرائيلي، 25 أيار / مايو 2020).
أحداث يوم القدس العالمي
احتفل في مختلف أنحاء العالم الإسلامي في 22 أيار / مايو 2020 بيوم القدس العالمي[5]. وأقيمت الاحتفالات في ظل وباء كورونا، حيث لم تُنظَّم الفعاليات الجماهيرية على غرار ما جرت عليه العادة في سنوات سابقة، واقتصرت الفعاليات أساسا على إلقاء الخطابات وإجراء المقابلات الإعلامية ونشر الرسائل في الشبكات الاجتماعية. وتركز الحديث هذا العام في اعتزام إسرائيل الإعلان عن ضم الأراضي ورفض الفلسطينيين لمشروع ترامب، مع ما يتم التشديد عليه في موضوع الصراع مع إسرائيل. وفي إيران تم إنشاء موقع إلكتروني يعمل بعدة لغات مكّن المتصفحين من “حضور” مظاهرات افتراضية (إيسنا، 22 أيار / مايو 2020). كذلك شملت الاحتفالات قطاع غزة، حيث نظمت حماس حملة إلكترونية تحت مسمى “القدس – درب الشهداء”. وفي ملعب “فلسطين” بمدينة غزة تجمع عشرات من عناصر وناشطي حماس للاستماع إلى كلمات ألقاها قادة حماس.

على اليمين: لافتات في شوارع غزة بمناسبة يوم القدس العالمي (فلسطين اليوم، 20 أيار / مايو 2020). على اليسار: الفعالية المنظمة من حماس في ملعب فلسطين (صفحة المصور أنس الشريف على الفيسبوك، 21 أيار / مايو 2020)
- وكان إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس وزياد النخالة الأمين العام للجهاد الإسلامي في فلسطين من المتحدثين في برنامج احتفالي تضمن كلمات لقادة “محور المقاومة” بمناسبة يوم القدس العالمي، حيث أشار هنية إلى كون “المقاومة” تقف في مركز الاستراتيجية الفلسطينية مع تأكيده على “المقاومة المسلحة” (أي طريق الإرهاب). ورحب هنية بكافة الجهات المشتركة في المقاومة ومنها إيران التي لا تتردد في دعم المقاومة ماليا وعسكريا وتكنولوجيا. (الأقصى، 20 أيار / مايو 2020).
- أما زياد النخالة أمين عام الجهاد الإسلامي في فلسطين فألقى خطابا أعلن فيه أن معركة جديدة تنطلق حاليا ضد “صفقة القرن” وما يترتب عليها من تبعات، قائلا إن “صفقة القرن” هي أسوأ صفقة تم عقدها منذ وعد بلفور، وإن قطاع غزة بجميع قواه يمثل محور الكفاح ضد إسرائيل (الميادين، 21 أيار / مايو 2020). كما قام عناصر من سرايا القدس وهي الجناح العسكري للجهاد الإسلامي في فلسطين بزيارات لعائلات “الشهداء” من أفراد التنظيم بمناسبة يوم القدس، إضافة إلى عرض عسكري وزيارة لقبر بهاء العطاونة (فلسطين اليوم، 23 أيار / مايو 2020؛ موقع سرايا القدس، 24 أيار / مايو 2020).
إبراز الصلات مع إيران ضمن تصريحات لزعيم الجهاد الإسلامي في فلسطين
- تحدث زياد النخالة أمين عام الجهاد الإسلامي في فلسطين في مقابلة إعلامية جرت معه، فقال إن العلاقات بين قوات القدس والجهاد الإسلامي في فلسطين قائمة منذ أمد بعيد وقبل تعيين قاسم سليماني لقيادة هذه القوات. وأضاف أنه لا شك في أنه كان لسليماني دور كبير في دعم “المقاومة” وتعزيزها، حيث كان يتابع جميع القضايا شخصيا، بما في ذلك العناصر المشتركون في مختلف التدريبات. وأكد النخالة أن سليماني كان يراقب شخصيا عمليات نقل الوسائل القتالية إلى قطاع غزة عبر قيامه بجولات بين مختلف الدول، وقد حول الثورة الفلسطينية من مجرد جماعات مسلحة إلى جيش قوي يحوز على جميع الوسائل القتالية والقدرات (فلسطين اليوم، 21 أيار / مايو 2020).
- وضمن مقابلة أخرى للنخالة لقناة النجباء[6] أشاد بما قام به سليماني من دور متصل بالقضية الفلسطينية منوها إلى أن آلاف الفلسطينيين تلقوا تدريباتهم في قواعد كان يشرف عليها، بمن فيهم سكان الضفة والقطاع والذين خرجوا لتلقي التدريب ثم عادوا إلى أماكن سكناهم. وروى أن المصريين اعتقلوا قبل عدة شهور ثمانين مقاتلا في القاهرة، ما دفع بالنخالة إلى التوجه إلى العاصمة المصرية لمحاولة الإفراج عنهم. وأضاف النخالة أن قاسم سليماني، وإن لم يكن دخل الأراضي الفلسطينية يوما، إلا أنه تابع التدريبات وعمليات تطوير القذائف الصاروخية (الأنباء، 21 أيار / مايو 2020).
تهاني حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين بحلول ذكرى انسحاب إسرائيل من لبنان
- احتفل في لبنان في 25 أيار / مايو 2020 ب “عيد المقاومة والتحرير”، وذلك بمناسبة مرور عشرين سنة على مغادرة الجيش الإسرائيلي للأراضي اللبنانية. وفي إطار الاحتفالات المقامة بهذه المناسبة تم تنظيم موكب من السيارات والدراجات النارية على مقربة من الحدود الإسرائيلية. وكان من بين المهنئين بالمناسبة مسؤولون في كل من حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين، حيث أكدوا أن انسحاب إسرائيل من أية منطقة لن يتأتى إلا من “المقاومة”.
- حازم قاسم الناطق بلسان حماس صرح بأن الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان والذي سبقه انسحابها من سيناء وقطاع غزة يمثل دليلا على أن إبعادها عن أية أرض لن يتم ألا بالمقاومة الشاملة، مشيرا إلى كون الانسحاب من لبنان لم تتمخض عنه إلا المعارك المتلاحقة التي خاضها الشعب اللبناني والمقاومة اللبنانية (فلسطين اليوم، 25 أيار / مايو 2020).
- تنظيم الجهاد الإسلامي في فلسطين اصدر بيانا رسميا جاء فيه أن انتصار المقاومة في لبنان مثّل نقطة تحول هامة عمقت أزمة إسرائيل الوجودية. وهنأ الجهاد إخوانه من أعضاء التنظيمات العاملة في لبنان مؤكدا أن “المقاومة” خيار الشعب الفلسطيني لاستعادة أرضه وأن لا سبيل سوى دعم “المقاومة” وتنمية قدراتها (سوا، 25 أيار / مايو 2020).
إعلان أبو مازن عن وقف العمل بالاتفاقات المعقودة مع إسرائيل
عقد في 19 أيار / مايو 2020 اجتماع للقيادة الفلسطينية تناولت فيه مشروع الضم المنسوب إلى إسرائيل. وبعد اختتام الاجتماع ألقى أبو مازن خطابا أعلن فيه عن الرد الفلسطيني على المشروع الإسرائيلي، قائلا إنه في ضوء اعتزام إسرائيل ضم أجزاء من الضفة الغربية، فإن السلطة الفلسطينية ترى نفسها في حل من جميع الاتفاقات والتفاهمات المتوصل إليها مع إسرائيل والولايات المتحدة، بما فيها الاتفاقات الأمنية.
- وأضاف أبو مازن أن السلطة ما زالت ملتزمة بسلامة السجناء وأنها قررت إكمال عملية توقيعها على الانضمام إلى المنظمات الدولية التي لم تكن قد انضمت إليها حتى الآن. ودعا أبو مازن المجتمع الدولي إلى فرض عقوبات على إسرائيل للحيلولة دون تطبيق سيادتها على الأراضي الفلسطينية. ومع ذلك فقد أشار أبو مازن إلى أن السلطة ما زالت على التزامها بحل الدولتين واستعدادها لقبول وساطة طرف ثالث. مشيرا إلى كون السلطة تعمل مع المؤسسات والمحاكم الدولية على اتخاذ إجراءات قانونية بحق إسرائيل بسبب ما تقوم به من “جرائم” بحق الشعب الفلسطيني (وفا، 19 أيار / مايو 2020).
اجتماع القيادة الفلسطينية في رام الله (وفا، 19 أيار / مايو 2020)
كاريكاتير: “إكرام الاتفاقيات دفنها” (صفحة حركة فتح على الفيسبوك، 22 أيار / مايو 2020)
- وفي أعقاب اتخاذ القيادة الفلسطينية لقرارها عُقِد اجتماع طارئ لحكومة السلطة الفلسطينية وجه فيه محمد اشتية رئيس حكومة السلطة الفلسطينية جميع الوزارات بسرعة اتخاذ إجراءات حقيقية في تطبيق ما جاء في القرار حول العلاقات مع إسرائيل والولايات المتحدة (وفا، 20 أيار / مايو 2020). والتقى اشتية في موعد لاحق رؤساء الأجهزة الأمنية ليناقش معهم سبل تطبيق قرار أبو مازن حول وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل والولايات المتحدة. وأشار رئيس الحكومة الفلسطينية إلى أن قرار القيادة بوقف العمل بالاتفاقات قد دخل حيز التنفيذ، حيث باشرت تطبيقه جميع الأجهزة الأمنية والدوائر والمؤسسات (وفا، 21 أيار / مايو 2020).
- وفي حديث إعلامي جرى معه سئل اشتية حول تأثيرات إلغاء الاتفاقات مع إسرائيل على القطاع فأشار إلى أنه سيتم من الآن تقديم العلاج لجميع مرضى القطاع داخل القطاع نفسه بمن فيهم مرضى السرطان والذين كانوا يتوجهون حتى الآن إلى مستشفيات القدس. أما الأدوية فسترسل إلى القطاع عبر منظمة الصحة العالمية أو الصليب الأحمر الدولي أو الأمم المتحدة. وأضاف أنه سيتم خلال أيام وضع برنامج لنقل السلع إلى القطاع، مؤكدا أن التجارة مع القطاع تتم عبر القطاع الخاص، وأن السلع سيتم إرسالها حتى لو ترتب عليها دفع الضرائب (التلفزيون الفلسطيني، 25 أيار / مايو 2020).
وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل
- أما القرار الذي نال القسط الأوفر من الاهتمام فدار حول وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، حيث عقد اشتية لقاء بقادة الأجهزة الأمنية في السلطة الفلسطينية ابلغهم خلاله بالوقف الشامل للتنسيق الأمني مع إسرائيل في جميع المناطق، مؤكدا أنه في حال اقتضاء الحاجة، سيتوجب التوجه إلى الصليب الأحمر وتجنب أي اتصال بالضباط الإسرائيليين. كما تقرر وقف التنسيق المدني للمجالس المحلية والمحافظات والدوائر الحكومية، حيث أوعز اشتية إلى كافة الوزارات بالتطبيق العاجل لقرارات القيادة الفلسطينية الخاصة بالعلاقات مع إسرائيل والإدارة الأمريكية (رام الله نيوز، 22 أيار / مايو 2020).
- صرح عدنان الضميري الناطق بلسان الأجهزة الأمنية الفلسطينية بأنه منذ إعلان أبو مازن لم يعد ثمة أي نوع من الاتصال بالجانب الإسرائيلي، ولو حول القضايا اليومية (العربي الجديد، 22 أيار / مايو 2020). أما بشأن تطبيق القرار على الأرض، فقد ذكر مصدر فلسطيني مطلع” أن قوات الأمن الفلسطينية أوقفت جميع قنوات التنسيق الأمني مع إسرائيل (القدس، 21 أيار / مايو 2020). وقال مصدر فلسطيني آخر إن هيئة الشؤون المدنية أوقفت رسميا جميع صلاتها بالجانب الإسرائيلي اعتبارا من 21 أيار / مايو 2020 (سوا، 22 أيار / مايو 2020)، فيما ذكر شهود عيان أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية انسحبت من قرى في شمال القدس وشرقها مشمولة في مناطق ب بمقتضى اتفاقات أوسلو (الأناضول، 22 أيار / مايو 2020).
- وأكد سعيد يقين المسؤول في فتح ووكيل وزارة شؤون القدس أن قوات الأمن الفلسطينية في شمال غرب القدس والتي كان تعدادها يبلغ نحو مئة شخص قد انسحبت. وروى سامي أبو غالية القيادي في فتح بإقليم القدس أن نحو 150 من عناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية قد انسحبوا من العيزرية وأبو ديس. وأشار إلى كون ذلك قد تم بناء على قرار أبو مازن بوقف التنسيق الأمني (العربي الجديد، 21 أيار / مايو 2020).
- وأعلنت بلدية بيت إكسا أنها تلقت بلاغا من الجهات المسؤولة في السلطة الفلسطينية مفاده أنه بناء على قرار أبو مازن تُمنع البلدية فورا من التعامل مع الحاجز الإسرائيلي الموجود في مدخل المدينة. وأعلنت البلدية عن التزامها بقرار القيادة الفلسطينية وعليه فإنها لن تتخذ أي إجراء تنسيقي اعتبارا من لحظة تسلمها للبلاغ (صفحة بلدية بيت إكسا على الفيسبوك، 22 أيار / مايو 2020).
الحراك الدبلوماسي
- بالتوازي مع الإعلان عن إلغاء الاتفاقات المعقودة مع إسرائيل واصل الفلسطينيون حراكهم الدبلوماسي الواسع النطاق بهدف تعبئة المجتمع الدولي لإعلان دعمه لهم:
- أجرى أبو مازن في 21 أيار / مايو 2020 اتصالات مع عدد من الشخصيات منها أنطونيو غوتيرش الأمين العام للأمم المتحدة والرئيس التركي رجب طيب إردوغان، حيث أطلعهم على أسباب اتخاذ القرار الخاص بإلغاء الاتفاقات مع إسرائيل.
- التقى محمد اشتية رئيس حكومة السلطة الفلسطينية نيكولاي ملادينوف المبعوث الأممي إلى الشرق الأوسط، وناقش معه سبل التصدي للتهديد الإسرائيلي بضم أجزاء من الضفة الغربية. وتباحث المسؤولان حول الاجتماع المرتقب للرباعية الدولية لمناقشة هذه القضية (21 أيار / مايو 2020). كما التقى رئيس حكومة السلطة مندوبين عن الاتحاد الأوروبي بحضور رياض المالكي وزير الخارجية في السلطة الفلسطينية، حيث أطلعهم على المستجدات ونتائج اتخاذ القيادة الفلسطينية لقرار وقف العمل بالاتفاقات الموقعة مع إسرائيل، داعيا دول الاتحاد إلى المبادرة ببذل مساع لعقد مؤتمر دولي من اجل فلسطين ومنع إسرائيل من تطبيق مشروع الضم (وفا، 21 أيار / مايو 2020).
- واجرى صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لقاء عبر الفيديو مع رؤساء البعثات الفلسطيني إلى دول الاتحاد الأوروبي لمناقشة قرارات أبو مازن خلال اجتماع القيادة الفلسطينية، حيث طالبهم عريقات باتخاذ إجراءات عملية للحيلولة دون ضم إسرائيل للضفة الغربية (حساب صائب عريقات على التويتر، 22 أيار / مايو 2020).
عريقات يجري حوار فيديو مع رؤساء البعثات الفلسطينية في الاتحاد الأوروبي
(حساب صائب عريقات على التويتر، 22 أيار / مايو 2020)
تعليقات حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين
- رحبت قيادات حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين بقرار السلطة الفلسطينية، إلى جانب تساؤلها عما إذا كان أبو مازن سينفذ تهديده هذه المرة:
- صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحماس: قال إن حماس يرحب بقرار السلطة، مع تأكيده على أنها ليست المرة الأولى التي تعلن فيها السلطة مثل هذه القرار ثم تجنب تنفيذه. وأعرب عن أمله في توقف أي نوع من التعاون والتنسيق مع إسرائيل، لتستطيع جميع القوى الفلسطينية السير نحو مصير واحد لمقاومة إسرائيل، ولتتصاعد مقاومة إسرائيل حتى دحرها (الميادين، 21 أيار / مايو 2020).
- فوزي برهوم الناطق بلسان حماس: أوضح أن تصريح أبو مازن يلزم السلطة بسرعة وضع برنامج وطني فلسطيني يعتمد على درب “المقاومة” والوحدة والشراكة. وأشار إلى وجوب عقد لقاء عاجل للقيادة المؤقتة ليتم وضع الاستراتيجية الوطنية والمشروع الوطني (الغد، 20 أيار / مايو 2020).
- مشير المصري المتحدث باسم كتلة حماس في المجلس التشريعي: أعلن ضرورة وضع استراتيجية شاملة للأمة العربية جمعاء لدعم مشروع “المقاومة” وعلى رأسه الكفاح المسلح، انطلاقا من كون الكفاح المسلح هو السبيل الاستراتيجي الذي أثبت نفسه على أحسن وجه وهو الذي يضع أسس الردع في الصراع ضد إسرائيل.
- زياد النخالة أمين عام الجهاد الإسلامي في فلسطين: أشار إلى هذا الموضوع في أحد الخطابات التي ألقاها بمناسبة يوم القدس العالمي، حيث وصف إعلان أبو مازن بأنه “إطلاق النار في الهواء”، مبينا أن الإعلان خطوة غير مجدية، ومعربا عن خيبة أمله من كون أبو مازن لم يتجه إلى شن معركة مع إسرائيل. واعتبر أن مشكلة الفلسطينيين تكمن في افتقادهم لرؤيا موحدة حول إدارة الصراع مع إسرائيل وأن سبب الانشقاق وغياب الرؤيا كامن في اختيار منظمة التحرير الفلسطينية لمشروع سلمي مع إسرائيل (الميادين، 22 أيار / مايو 2020).
رسم بياني نشره موقع صفا التابع لحماس يتضمن قائمة بعشرة قرارات سابقة لأبو مازن تقضي بوقف التنسيق الأمني. ويتساءل ناشرو البيان عما إذا كان القرار رقم 11 سيتم تطبيقه فعلا (حساب صفا على التويتر، 20 أيار / مايو 2020)
[1] للاطلاع على مزيد من المعلومات يرجى مراجعة نشرة مركز المعلومات الصادرة بالإنجليزية في 25 أيار / مايو 2020، وعنوانها: The Fight Against COVID-19 in the Palestinian Authority (PA) (Updated to May 25, 2020) ↑
[2] للاطلاع على مزيد من المعلومات يرجى مراجعة نشرة مركز المعلومات الصادرة بالإنجليزية في 25 أيار / مايو 2020، وعنوانها: " The Fight Against COVID-19 in the Gaza Strip (Updated to May 24, 2020) ↑
[3] نعرّف بالاعتداءات الإرهابية الخطيرة عمليات الطعن والدهس وإطلاق النار والعمليات المؤلفة من اثتثين أو اكثر من العمليات المشار إليها ونستثني منها عمليات إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة. ↑
[4] ان المرحوم دفير سوريك تعرض للطعن في 8 آب / أغسطس 2019 بجوار "ميغدال عوز" في غوش عتسيون. ↑
[5] تقام فعاليات يوم القدس سنويا في آخر جمعة من شهر رمضان منذ عام 1979، وذلك بناء على قرار آية الله خميني والحكومة الإيرانية، وبهدف التعبير عن دعم إيران والعالم الإسلامي للقضية الفلسطينية و"تحرير القدس". وجرت العادة على استخدام الاحتفالات كمناسبة للتحريض الخطير ضد إسرائيل والولايات المتحدة. وفي السنوات الأخيرة أصبحت أحداث يوم القدس جزءا من حملة انتزاع الشرعية عن دولة إسرائيل. ↑
[6] “النجباء" هي ميليشيا شيعية تعمل في العراق بتوجيه من إيران ولها حضور في قطاع غزة. وللاطلاع على مزيد من المعلومات يرجى مراجعة نشرة مركز المعلومات الصادرة (بالإنجليزية) في 21 أيار / مايو 2020 وعنوانها: The Nujaba Movement, an Iraqi Shiite militia handled by Iran, also operates in the Gaza Strip ↑