- يشهد قطاع غزة مرحلة من التصعيد هي الأولى من نوعها منذ حملة “الجرف الصامد” (2014)، وكانت قد بدأت قبل نحو شهرين عند انطلاق “مسيرات العودة”، والتي تضمنت مشاغبات جماعية عنيفة عند الجدار الحدودي ومحاولات حشود كبيرة من الناس التسلل إلى الأراضي الإسرائيلية، والرفع المتعمد لمستوى العنف والإرهاب (حوادث إطلاق النار وزرع المتفجرات على امتداد الجدار وتسلل الإرهابيين إلى الأراضي الإسرائيلية وإطلاق الطائرات الورقية الحارقة والطائرات التفجيرية بدون طيار وما إلى ذلك).
- بدأت صباح 29 أيار / مايو 2018 مرحلة جديدة (متزامنة مع تواصل مميزات الحوادث السابقة)، وذلك حين تم إطلاق ما لا يقل عن 27 قذيفة هاون باتجاه عدد من المواقع في بلدات المنطقة المحيطة بقطاع غزة، وكانت أعنف عملية إطلاق للوسائل منحنية المسار منذ حملة “الجرف الصامد”، والأولى منذ انطلاق “مسيرات العودة”. وقامت منظومة “القبة الحديدية” باعتراض معظم قذائف الهاون، علما بأنها أطلقت في موعد إيصال التلامذة إلى مدارسهم، وقد سقطت إحداها في ساحة لروضة أطفال. ومن المحتمل أن يكون الجهاد الإسلامي في فلسطين هو الذي أطلق القذائف، إثر مقتل ثلاثة من عناصر جناحه العسكري خلال هجوم شنه الجيش الإسرائيلي على موقع مراقبة تابع للتنظيم المذكور (27 أيار / مايو 2018). وردا على ذلك أغارت طائرات تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي على ما يزيد عن ثلاثين هدفا في مختلف أنحاء القطاع (الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، 29 أيار / مايو 2018). وظهر ذاك اليوم، وخلال الغارات الإسرائيلية على القطاع، تم إطلاق عدد من القذائف الصاروخية مرة واحدة باتجاه مدينة أشكلون وبلدات النقب الغربي، وظل إطلاق القذائف الصاروخية مستمرا عند الساعة 1630.
- وفي الأثناء تستمر العمليات “الإعلامية” التي تنظمها حماس، حيث يتوقع تنظيم مسيرة أخرى يوم الجمعة القادم (1 حزيران / يونيو 2018) وتحت عنوان “من غزة إلى حيفا وحدة دم ومصير مشترك”، كما انطلقت في 29 أيار / مايو 2018 من قطاع غزة سفينة (تحمل اسم “سفينة الحرية”) يحتمل أن تكون متوجهة إلى قبرص، إضافة إلى توقع دخول قافلة مساعدات ومؤن في 2 حزيران / يونيو 2018 وعبر معبر رفح، في إطار قوافل “أميال من الابتسامات”. وتحمل القافلة مساعدات إنسانية، ويوجد على متنها هم أنصار لحماس من دول مختلفة.
إطلاق صلية من قذائف الهاون على بلدات المنطقة المحيطة بقطاع غزة
- في 29 أيار / مايو 2018 واعتبارا من الساعة السابعة صباحا تم إطلاق ثلاث صليات تضمنت ما لا يقل مجموعه عن 27 قذيفة هاون باتجاه عدد من النقاط داخل إقليم إشكول، و”شاعر هنيغف” وحقول النقب، وقد اعترضت معظمَها منظومة “القبة الحديدية” (الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، 29 أيار / مايو 2018). وأطلقت تلك الصلية في الفترة الزمنية التي تتم فيها يومياعملية إيصال التلامذة إلى مدارسهم، علما بأن إحدى القذائف سقطت في ساحة روضة للأطفال في إحدى بلدات إقليم إشكول، كانت لا تزال خالية من الأطفال. وتعتبر هذه أعنف عملية إطلاق لقذائف الهاون منذ حملة “الجرف الصامد” (2014). وعلم في نفس الوقت بإطلاق للنار من الأسلحة الخفيفة باتجاه قوة تابعة للجيش الإسرائيلي عند الجدار الحدودي، ما أدى إلى إصابة شخص بالشظايا، وإلحاق بعض الأضرار بالأبنية.
- وردا على ذلك أغارت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي على أهداف تابعة لحماس والجهاد الإسلامي في فلسطين في جنوب القطاع ووسطه، حيث أعلن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي عن مهاجمة ما يزيد عن ثلاثين هدفا. وأفادت البيانات الإعلامية الفلسطينية بأن من بين الأهداف التي تعرضت للغارات موقعا تابعا لقوة حماس البحرية بجوار مخيم النصيرات وآخر في خان يونس، كما تعرض للإغارة موقع تابع للجناح العسكري للجهاد الإسلامي في فلسطين في دير البلح (شهاب، 29 أيار / مايو 2018).
- وأطلقت صلية أخرى في ساعات الظهيرة، وخلال قيام الجيش الإسرائيلي بغاراته على القطاع، ووجهت الصلية باتجاه بلدات المنطقة المحيطة بقطاع غزة، وتحديدا مدينتي سديروت وأشكلون، حيث أفاد السكان المحليون بأن منظومة “القبة الحديدية” اعترضت عددا من القذائف.
على اليمين: بقايا قذيفة هاون أطلقت من القطاع (صفحة شهاب على الفيسبوك، 28 أيار / مايو 2018). على اليسار: ساحة روضة الأطفال التي سقطت فيها قذيفة هاون في إحدى بلدات إقليم إشكول (حساب الجناح العسكري لحماس على التويتر، 29 أيار / مايو 2018)
- وقال داود شهاب الناطق بلسان الجهاد الإسلامي في فلسطين إن إطلاق القذائف يعتبر “ردا مباركا” “للمقاومة”، وإن دماء الشعب الفلسطيني ليست رخيصة ولا يمكن لإسرائيل أن تفعل بها ما تشاء (صفحة داود شهاب على الفيسبوك، 29 أيار / مايو 2018). وجاء في بيان صادر عن حماس أن ما قامت به “المقاومة” داخلٌ في إطار “الحق الطبيعي” في الدفاع عن الشعب الفلسطيني والرد على “جرائم القتل الإسرائيلية”.
مقتل جندي إسرائيلي خلال عملية إجراء اعتقالات بجوار رام الله
- وصلت قوة من وحدة “دوفدفان” التابعة للجيش الإسرائيلي فجر 24 أيار / مايو 2018 إلى مخيم الأمعري المجاور لرام الله بهدف اعتقال عناصر إرهابية في المخيم، كان لهم ضلع في ارتكاب عمليات إطلاق النار في الفترة الأخيرة. وخلال هذه العملية أخذ عدد من الفلسطينيين يشاغبون حيث ألقوا مختلف الأجسام على المقاتلين، وألقى أحد الفلسطينيين لوحا من الرخام الثقيل من الطابق الثالث لأحد المباني، أصاب رأس جندي إسرائيلي تابع لقوات تأمين العملية. وقد أصيب الجندي بجروح خطرة، توفي على أثرها بعد يومين في أحد المستشفيات الإسرائيلية (الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، 24 أيار / مايو 2018).
- وتعليقا على قتل الجندي قال حسام بدران عضو المكتب السياسي لحماس إن هذه العملية دليل على انتشار روح “المقاومة” في الضفة الغربية رغم “القمع الأمني”، داعيا جميع شباب الضفة إلى خوض الكفاح دائما ضد القوات الإسرائيلية (موقع حماس، 27 أيار / مايو 2018).
- وفي إطار محاولات ضبط المشاركين في عملية إلقاء اللوح الرخامي على الجندي الإسرائيلي، قامت القوات الإسرائيلية صباح 28 أيار / مايو 2018 بتطويق أحد منازل مخيم الأمعري، ما أشعل اشتباكات بين الفلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية، جرح فيها 13 فلسطينا، واعتقل عدد من الآخرين، علما بأن الذي تسبب في مقتل الجندي لم يتم اعتقاله حتى الآن (واي نت، 28 أيار / مايو 2018).
- وفيما يلي عدد آخر من الحوادث الخطيرة في الضفة الغربية:
- ليلة 27-28 أيار / مايو 2018 – عثر على متفجرة بجوار موقع للجيش الإسرائيلي في مشارف نابلس، قامت القوات الإسرائيلية بإبطال مفعولها (الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، 28 أيار / مايو 2018).
- 27 أيار / مايو 2018 – أوقف قوات الأمن الإسرائيلية عند مفترق بيت عانون (شمال شرق الخليل) سيارة أثارت شبهاتها. وقد عثر في حوزة سائقها على عدد من الزجاجات الحارقة، فتم اعتقاله بعد اعترافه بالتخطيط لارتكاب اعتداء إرهابي (الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، 27 أيار / مايو 2018).
- 27 أيار / مايو 2018 – كانت سيدة ترتدي الملابس السوداء تمشي على سكة الحديد بجوار بيت حانينا وباتجاه بسغات زئيف، ولكونها تثير الشكوك ناداها أفراد من الشرطة بالتوقف، ولكنها لم تستجب، فأطلقوا النار في الهواء، وبعد مضيها في الرفض أطلقت النار باتجاه قدميها، ولم يعثر على شيء عند تفتيشها، فتم نقلها إلى أحد المستشفيات لتلقي العلاج (الناطق بلسان الشرطة الإسرائيلية، 27 أيار / مايو 2018).
- 25 أيار / مايو 2018 – خلال صلاة الجمعة الثانية من رمضان في الحرم القدسي قام عدد من الفلسطينيين برفع أعلام لحماس، فاعتقلت الشرطة الإسرائيلية ستة منهم (صفحة “تسيفاع أدوم” على الفيسبوك، 27 أيار / مايو 2018)
الاعتداءات الإرهابية الخطيرة التي تم ارتكابها خلال العام الأخير[1]
حوادث الجمعة 25 أيار / مايو 2018
- اشترك نحو 5000 فلسطيني في المظاهرات التي تم تنظيمها على حدود القطاع وضمن خمس نقاط رئيسية، وهو أدنى عدد للمشاركين منذ بدء مسيرات العودة في 30 آذار / مارس 2018. وخلال هذه المظاهرات تم إشعال الإطارات وإلقاء الحجارة ومحاولات تخريب الجدار الأمني، بل وإصابة الجنود الإسرائيليين عبر إلقاء المتفجرات والقنابل المتشظية، كما جرت محاولة تسلل إلى الأراضي الإسرائيلية وأطلقت الطائرات الورقية الحارقة التي أشعلت النيران في الحقول[2]. واستخدمت القوات الإسرائيلية وسائل تفريق المظاهرات كما لجأت إلى إطلاق النار وفق تعليمات إطلاق النار (الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، 26 أيار / مايو 2018).
حوادث الجمعة شرق القطاع (حساب المركز الفلسطيني للإعلام على التويتر، 26 أيار / مايو 2018)
شبان فلسطينيون يخربون الجدار الأمني في منطقة خزاعة شرقي خانيونس (حساب المركز الفلسطيني للإعلام على التوتر، 26 أيار / مايو 2018). وقد درجت حماس على إرسال الفتيان لتخريب الجدار[3]
اشتراك الأطفال في الاشتباكات التي دارت في خزاعة شرقي خانيونس (صفحة الصحفية مريم أبو دقة على الفيسبوك، 26 أيار / مايو 2018)
الاعتداءات الإرهابية تحت ستار المظاهرات وبعد انتهائها
- جرت تحت ستار المظاهرات وبعد انتهائها عدد من محاولات عبور الجدار الأمني إلى الأراضي الإسرائيلية:
- 28 أيار / مايو 2018 – تم التعرف على ثلاثة فلسطينيين وهم يحاولون عبور الجدار الأمني شمال القطاع. وقد اعتقلت قوات الجيش الإسرائيلي اثنين منهم، فيما تمكن الثالث من الفرار. وخلال مطاردتهم أطلقت النيران على القوات. وعثر لدى المعتقلين على السكاكين ومقصات الحديد والمواد المشتعلة. ولم تقع إصابات. وردا على ذلك أطلقت الدبابات الإسرائيلية نيرانها على موقع مراقبة مجاور. وذكر الفلسطينيون أن موقعا للمراقبة تابعا “للمقاومة” وآخر لقوة الضبط تعرضا لهجوم شمال بيت لاهيا (حساب الجناح العسكري لحماس على التويتر). وأفاد الناطق بلسان وزارة الصحة في القطاع (28 أيار / مايو 2018)، بمقتل شخص وجرح آخر، فيما أعلن الجناح العسكري لحماس أن القتيل هو محمد مسعود أحمد الرضيع، وهو من عناصر الجناح العسكري، 31 عاما، ومن سكان بيت لاهيا (موقع جناح حماس العسكري، 28 أيار / مايو 2018).
- في 28 أيار / مايو 2018 أطلقت طائرة ورقية حارقة باتجاه “ناحل عوز” (وهي واحدة من مئات الطائرات الورقية التي تم إطلاقها)، وأشعلت حريقا هائلا.
- في 26 أيار / مايو 2018 زرعت عبوة ناسفة عند الجدار الأمني جنوب قطاع غزة، وقد تم إخفاؤها تحت مقص للحديد، وأبطلت القوات الإسرائيلية مفعولها، دون وقوع إصابات. وردا على ذلك أطلقت القوات الإسرائيلية في 27 أيار / مايو 2018 عددا من قذائف الدبابات على موقع للمراقبة جنوب القطاع، مطل على المنطقة التي تم فيها زرع العبوة (الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، 27 أيار / مايو 2018). وذكرت جهات فلسطينية أن ما تعرض لإطلاق النار هو موقع للمراقبة تابع للجهاد الإسلامي في فلسطين جنوب شرق خانيونس (حساب شبكة قدس الإخبارية على التويتر، 27 أيار / مايو 2018). ونعى الجناح العسكري للجهاد الإسلامي في فلسطين ثلاثة من عناصره، وتوعدت جهات مسؤولة في التنظيم بالرد على مقتلهم، وذلك ضمن بيان للجناح العسكري، أكد أن قتلهم لن يبقى دون رد، بل إن “الجهاد” قادر على “تغيير المعادلة” (موقع الجناح العسكري، 27 أيار / مايو 2018).
- في 24 أيار / مايو 2018 تسلل أربعة فلسطينيين إلى الأراضي الإسرائيلية، حيث بقوا في هذه الأراضي لفترة قصيرة جدا، وقاموا بإشعال النار بواسطة زجاجة حارقة في موقع خال تابع للجيش الإسرائيلي، كما تركوا وراءهم خيمة كتب عليها “مسيرة العودة، عائدون إلى أرض فلسطين” (الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، 26 أيار / مايو 2018). وأطلقت القوات الإسرائيلية النار عليهم، ولكنهم تمكنوا من العودة إلى القطاع. وردا على محاولة التسلل هذه أغارت طائرات إسرائيلية ليلة 26-27 أيار / مايو 2018 على عدد من أهداف حماس جنوبي القطاع.
الإصابات
- أعلن الناطق بلسان وزارة الصحة في القطاع أن 109 فلسطينيين جرحوا خلال حوادث الجمعة 25 أيار / مايو 2018، منهم سبعة أطفال وأربع نساء (صفحة الناطق بلسان وزارة الصحة بالقطاع على الفيسبوك، 25 أيار / مايو 2018؛ معا، 25 أيار / مايو 2018). كما أعلنت عن موت خمسة من الجرحى متأثرين بجراحهم والتي أصيبوا بها خلال حوادث أيام الجمعة السابقة، ما يوصل العدد الإجمالي لقتلى “مسيرات العودة” منذ 30 آذار / مارس 2018 إلى 117 قتيلا.
- وذكرت مصادر طبية أن أربعة من الجرحى الفلسطينيين تم نقلهم إلى مصر لتلقي العلاج (المصري اليوم، 24 أيار / مايو 2018)، فيما نقل نحو ثلاثين جريحا أصيبوا خلال الحوادث الأخيرة إلى الأردن لتلقي العلاج (القدس، 23 أيار / مايو 2018). وقام رئيس وزراء المغرب بإبلاغ إسماعيل هنية بأنه استجابة لطلب منه قرر العاهل المغربي إرسال مستشفى ميداني إلى قطاع غزة لتقديم العلاج لجرحى مسيرات العودة (موقع حماس، 28 أيار / مايو 2018.
تصريحات للمسؤولين
- حضر قادة حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين مظاهرات الجمعة، كما ألقوا كلمات أمام المتظاهرين. ومن بين هؤلاء إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس، يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحماس في القطاع، فتحي حماد عضو المكتب السياسي، مشير المصري الناطق بلسان كتلة حماس في المجلس التشريعي، خالد البطش المسؤول في الجهاد الإسلامي في فلسطين وغيرهم.
- وقال فتحي حماد عضو المكتب السياسي لحماس إن الشعب الفلسطيني يواصل تحشده في إطار “مسيرات العودة” في المنطقة الحدودية، وبأعداد تتزايد باستمرار بين جمعة وأخرى” (الأقصى، 25 أيار / مايو 2018). أما خالد البطش المسؤول في الجهاد الإسلامي في فلسطين فقد أثنى خلال لقاء له مع الشباب في مخيم مسيرة العودة شرقي غزة، على وحدة حرق الإطارات ووحدة تعطيل مسيلات الدموع والنساء الفلسطينيات ومجموعات قص السياج الأمني ووحدة الطائرات الورقية ووحدات إطلاق المنجنيق وجميع من يعملون من أجل نيل “حق العودة”، وقد خص بالإشادة من يقومون بقص السياج لما يظهرونه من ابتكارية، مؤكدا أن مسيرة العودة لم تنته، وإنما هي بداية لمرحلة جديدة تشهد خلالها البلدات الإسرائيلية في المنطقة المحيطة بالقطاع انسحاب وهروب السكان والاشتباكات الجماعية للفلسطينيين مع إسرائيل (الأقصى، 23 أيار / مايو 2018).
محاولات تهدئة الموقف
- في ضوء الأنباء التي تتحدث عن إمكان تحقيق تسوية بين حماس وإسرائيل، قال خليل الحية عضو المكتب السياسي لحماس إن حماس على استعداد لدراسة أي اقتراح من شأنه أن يقود إلى رفع الحصار عن القطاع، مؤكدا كون اتصالات قد تم إجراؤها من وراء الكواليس، ولكنه أشار إلى عدم تلقي حماس لأي عرض محدد. ونفى الحية الأخبار التي تحدثت عن شمول قضية الأسرى والمفقودين في التسوية (الرسالة نت، 25 أيار / مايو 2018). إلى ذلك وصل وفد روسي إلى قطاع غزة في 23 أيار / مايو 2018 وللمرة الثانية منذ مطلع العام الحالي، بهدف لقاء ممثلي حماس وغيرها من التنظيمات بغية تهدئة الموقف في القطاع (الرسالة نت، 24 أيار / مايو 2018).
التوقعات المستقبلية
- أعلنت الهيئة العليا لمسيرة العودة أن مظاهرات الجمعة القادمة في 1 حزيران / يونيو 2018 ستقام تحت عنوان “من غزة إلى حيفا، وحدة دم ومصير مشترك” (سوا، 25 أيار / مايو 2018).
رسالة على الفيسبوك، ورد فيها شعار الإجراءات المتوقعة في 1 حزيران / يونيو 2018، وفي خلفية الشعار صورة ملتقطة في مظاهرة دعم غزة التي تم تنظيمها في مدينة حيفان وهاشتاغ #اغضب مع غزة (صفحة “مسيرة العودة الكبرى”، 26 أيار / مايو 2018)
إطلاق القذائف الصاروخية[4]
- لم يرصد خلال الأسبوع الأخير سقوط القذائف الصاروخية في الأراضي الإسرائيلية، وقد تم إطلاق صلية من قذائف الهاون شملت ما لا يقل عن 27 قذيفة على بلدات المنطقة المحيطة بالقطاع صباح 29 أيار / مايو 2018، ما أدى إلى جرح شخص بالشظايا. وفي ساعات الظهيرة تم إطلاق صلية أخرى.
سقوط القذائف الصاروخية في الأراضي الإسرائيلية بالتوزيع الشهري
سقوط القذائف الصاروخية بالتوزيع السنوي
إضرام النار في موقع تابع للجيش الإسرائيلي والرد الإسرائيلي
- ردا على قيام عدد من الفلسطينيين كانوا قد عبروا الجدار الأمني بإضرام النار في موقع للجيش الإسرائيلي في الأراضي الإسرائيلية في 22 أيار / مايو 2018، وردا على تواصل محاولات إطلاق الطائرات الورقية والطائرات بدون طيار للأغراض الإرهابية وإشعال الحرائق في الجانب الإسرائيلي، أغارت الطائرات الإسرائيلية ليلة 22-23 أيار / مايو 2018 على بنية تحتية إرهابية تحت الأرض تابعة لحماس في جباليا شمال القطاع، كما تم الإغارة على هدفين إرهابيين لقوة حماس البحرية في ميناء غزة (الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، 23 أيار / مايو 2018).
- ذكرت جهات في قطاع غزة أن سفينتين تابعتين للقوة البحرية في ميناء الصيادين غربي مدينة غزة تم مهاجمتهما، علما بكونهما معدتين لاستقبال القافلة البحرية (صفحة “أسطول الحرية، 24 أيار / مايو 2018).
السفينتان اللتان تم مهاجمتهما في ميناء غزة (صفحة “أسطول الحرية” على الفيسبوك، 24 أيار / مايو 2018)
إطلاق طائرة متفجرة باتجاه الأراضي الإسرائيلية
- كشفت جهات عسكرية إسرائيلية أن فحصا قامت بها القوات الإسرائيلية لطائرة بدون طيار تم إطلاقها باتجاه الأراضي الإسرائيلية قبل نحو أسبوع أفاد بأنها كانت تحتوي على مواد متفجرة، لم تنفجر (واي نت، 28 أيار / مايو 2018).
إنشاء عائق بحري إسرائيلي على حدود القطاع
ذكرت المواقع الإخبارية المحسوبة على حماس في 27 أيار / مايو 2018 بدون تعليق ونقلا عن الإعلام الإسرائيلي، أنه قد بدأت أعمال تقوم بها إسرائيل لإنشاء عائق بحري شمال القطاع. ولم تهمل تلك المواقع تذكير مشتركيها بأن جناح حماس العسكري كان قد نفذ في شهر تموز / يوليو 2014 عملية كومندوز هاجم خلالها أربعة من عناصرها قاعدة إسرائيلية في “زيكيم” الواقعة إلى الجنوب من مدينة أشكلون (المركز الفلسطيني للإعلام، 27 أيار / مايو 2018؛ وكالة شهاب، 27 أيار / مايو 2018).
أشغال إنشاء عائق بحري (صفحة شهاب على الفيسبوك، 27 أيار / مايو 2018)
معبر رفح
- سمحت السلطات المصرية بإبقاء معبر رفح مفتوحا طيلة شهر رمضان، وذلك بهدف مساعدة الفلسطينيين على نقل جرحى مسيرات العودة عبر المعبر إلى المستشفيات المصرية. وكانت حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني أعلنت أن قيمة المساعدات التي دخلت القطاع عبر معبر رفح منذ فتحه خلال شهر رمضان تقدر ب 199 ألف دولار، وقد شملت المعونة طرود المواد الغذائية والمواد الاستهلاكية الأساسية والأدوية والمعدات الطبية ومواد البناء والبنزين والسولار وغير ذلك. كما عبر المعبر منذ فتحه بضعة آلاف من المسافرين (مسا، 25 أيار / مايو 2018)
إدخال المساعدات الإنسانية من مصر للقطاع عبر معبر رفح (حساب دار المعارف على اليوتيوب، 26 اير)
مساعدات تركية لسكان القطاع
- صرح رجب اقداغ نائب رئيس الحكومة التركية في حديث لقناة CNN بالتركية، بأنه تم في إطار حملة التعبئة من أجل فلسطين أقيمت في تركيا جمع مبلغ نصف مليون ليرة تركية (حوالي 220 ألف دولار)، مشيرا إلى أن تركيا تنقل الدعم للفلسطينيين عبر وكالة TIKA ومؤسسة AFAD (التي تقدم الدعم خلال الطوارئ والكوارث)، إضافة إلى الوقف ومنظمة الهلال الأحمر (الأناضول، 23 أيار / مايو 2018).
- وذكرت وكالة TIKA أنه تم في إطار هذا الدعم توزيع الأغذية على الأسر المحتاجة في القطاع بمناسبة حلول شهر رمضان، حيث توزع الوكالة يوميا 1000 وجبة إفطار. كما تم توزيع 20 ألف طرد غذائي (حساب TIKA PALESTINE على التويتر، 22، 27 أيار / مايو 2018). أما مؤسسة AFAD فقد نقلت دعما ماليا بلغ 1.2 مليون دولار إلى ممثل منظمة الصحة العالمية في غزة استجابة لاحتياجات القطاع الطبية، وذلك في مراسم احتفالية أقيمت في مقر القنصلية التركية في القدس (معا، 28 أيار / مايو 2018).
الطرود الغذائية التي تقوم بتوزيعها وكالة TIKA في قطاع غزة (حساب TIKA PALESTINEعلى التويتر، حساب المركز الفلسطيني للإعلام على التويتر، 27 أيار / مايو 2018)
عمليات في إطار معركة الوعي متزامنة مع مسيرات العودة
القافلة المتوجهة إلى قطاع غزة
- رست السفن الأربع التي تتألف منها القافلة في ميناء Wilhelmshafen الألماني (حساب Charlie Anderson عضو طاقم سفينة العودة على التويتر، 27 أيار / مايو 2018). ومن المتوقع وصول السفن إلى ميناء أمستردام في مطلع شهر حزيران / يونيو المقبل (صفحة اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، 24 أيار / مايو 2018)، ومن ثم إلى ميناء برايتون البريطاني في 5 حزيران / يونيو (صفحة “ائتلاف أسطول الحرية” على الفيسبوك، 22 أيار / مايو 2018) [5].
سفن القافلة الأربع (صفحة Sweden Ship to Gaza على الفيسبوك، 25 أيار / مايو 2018)
مغادرة “سفينة الحرية” لميناء غزة
- عقدت الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار مؤتمرا صحفيا في ميناء غزة، حيث أعلن صلاح عبد العاطي، منسق اللجنة القانونية “لمسيرة العودة”، عن خروج “سفينة الحرية” من ميناء غزة في 29 أيار / مايو 2018 (بمناسبة حلول ذكرى أحداث سفينة “مرمرة”). ومن المقرر أن يمثل إبحار السفينة جزء من حملة مسيرات العودة، واحتجاجا على “الحصار” المفروض على قطاع غزة، وسيكون على متن السفينة عدد من الطلبة الجامعيين والمرضى وخريجي الجامعات، على أن تكون السفينة متوجهة على ما يبدو إلى قبرص. وقال إسماعيل رضوان المسؤول في حماس إن الرحلة البحرية تستهدف نقل رسالة من الشعب الفلسطيني “المحاصر” إلى كافة أنحاء المعمورة (الأقصى، 28 أيار / مايو 2018).
خريطة ملاحية بحرية لخط سير من ميناء غزة إلى ميناء ليماسول من إعداد “الهيئة العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار” (صفحة “مسيرة العودة الكبرى” على الفيسبوك، 29 أيار / مايو 2018
- خلال مراسم إبحار السفينة والتي تم إقامتها في الميناء قال خالد البطش منسق الهيئة والمسؤول في الجهاد الإسلامي إن العنوان الرئيسي للحصار والمعاناة هي إسرائيل، وأن الرحلة البحرية تمثل رسالة موجهة إلى المجتمع الدولي مفادها أنه آن الأوان لكسر “الحصار” المفروض على القطاع، داعيا المجتمع الدولي إلى الدفاع عن السفن وعن المشتركين في الرحلة، ثم وجه كلامه إلى إسرائيل قائلا: لن نسمح لك بمواصلة الاعتداء على أبناء الشعب الفلسطيني دون رد، مهما كلفنا الثمن (الرسالة نت، 29 أيار / مايو 2018).
القافلة تغادر (حساب قناة TRT التركية بالعربية، 29 أيار / مايو 2018)
قافلة “أميال من الابتسامات”
- ذكر عصام يوسف[6], منسق قافلة “أميال من الابتسامات” أن القافلة رقم 34 في إطار “أميال من الابتسامات” ستدخل القطاع في 2 حزيران / يونيو 2018 عبر معبر رفح لتمكث في القطاع لمدة أسبوع. وأضاف أن القافلة سيشارك فيها ناشطون من بريطانيا وبلجيكا وألمانيا والجزائر والأردن وإندونيسيا والكويت وعدد من الجمعيات الخيرية، حيث تحمل للقطاع نحو 18 ألفا من الطرود الغذائية والدوائية والمعدات الطبية، كما سيدفع أعضاء الوفد ديون عدد كبير من الفلسطينيين، ممن تم حبسهم لتخلفهم عن تسديد ديونهم، كما سيزورون جرحى “مسيرة العودة” في المستشفيات والمنازل، ليقدموا لهم الخدمات الطبية، إضافة إلى قيامهم بإعادة إعمار عدد من المنازل (شبكة قدس الإخبارية، 27 أيار / مايو 2018).
[1] نعرّف بالاعتداءات الإرهابية الخطيرة عمليات إطلاق النار والطعن والدهس وزرع المتفجرات والاعتداءات المؤلفة من أكثر من أحد الأنواع المشار إليها، ونستثني من هذا التعريف حوادث قذف الحجارة والزجاجات الحارقة. ↑
[2] ردا على إشعال النيران بآلاف الدونمات من الحقول في المنطقة المجاورة لقطاع غزة أعلن المزارعون في البلدات القريبة من الجدار الأمني أنهم سيرفعون دعوى إلى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي على حماس وقائديها إسماعيل هنية ويحيى السنوار لارتكابهما جرائم الحرب (واي نت، 27 أيار / مايو 2018). ↑
[3] انظر نشرة حماس الصادرة (بالإنجليزية) في 27 أيار / مايو 2018، وعنوانها: Hamas sends boys to their deaths in the “great return march:” the case of Saadi Abu Salah, 16, who died in an attempt to cut through the security fence on May 14, 2018 ↑
[4] استثني من الإحصاءات سقوط القذائف الصاروخية في أراضي قطاع غزة وإطلاق قذائف الهاون باتجاه إسرائيل. ↑
[5] انظر نشرة مركز المعلومات الصادرة (بالإنجليزية) بعنوانThe Flotilla to the Gaza Strip – Update for May 24, 2018. ↑
[6] د. عصام صلاح مصطفى يوسف (أبو يوسف) يعتبر الشخصية المهيمنة في صندوق إنتربال، ومن أبرز شخصيات النظام المالي في الغرب والذي يقد الدعم لحماس، كما أنه قام بتأسيس الائتلاف الخيري وأدى دور مديره التنفيذي (الائتلاف الخيري هو منظمة تابعة تشمل العشرات من الصناديق الإسلامية في مختلف أنحاء العالم والتي توجه الأموال إلى مؤسسات حماس). وكان عصام يوسف قد رافق خلال السنوات الأخيرة قوافل "أميال من الابتسامات" المتوجهة إلى القطاع، وتولى رئاستها (بصفته منسقا عاما للقوافل). ↑