- تواصلت في قطاع غزة خلال الأسبوع الأخير أيضا الحوادث العنيفة التي يثيرها الفلسطينيون وعلى رأسهم حماس على امتداد الحدود الإسرائيلية، حيث بلغت ذروتها في أحداث يوم الجمعة الموافق 4 أيار / مايو 2018، وحين انطلق العشرات من المتظاهرين إلى الجانب الفلسطيني من معبر كيرم شالوم والذي يعتبر شريان الحياة بالنسبة لسكان القطاع، مخربين المعدات وخزانات الغاز في المعبر.
- ويتهيأ منظمو المسيرات لأحداث الجمعة المقبلة، داعين السكان إلى الاستعداد لبلوغ الحوادث ذروتها في منتصف الشهر الحالي، وتحديدا في 14 منه (نقل السفارة الأمريكية إلى القدس)، و-15 أيار (“يوم النكبة”)، حيث يعتزمون تنظيم انطلاق حشود كبيرة من الناس (تبلغ عشرات وقد يكون مئات الآلاف من الناس) إلى داخل الأراضي الإسرائيلية، وإثارة حوادث عنيفة، حتى لو كان الثمن غاليا من حيث الخسائر البشرية (ما سوف يضخم الأصداء الدولية للحوادث).
- وتعود وسائل الإعلام التابعة لحماس وتدعو سكان الضفة الغربية إلى الانضمام إلى المسيرات وابتكار تكتيكات جديدة في الحرب ضد المستوطنات (مثل الطائرات الورقية الحارقة)، علما بأن الهدوء النسبي يبقى سائدا في الضفة الغربية وعند العرب الإسرائيليين، ولكن هذا الوضع قد يتغير أمام تكدس الحوادث في منتصف أيار/ مايو.
“مسيرة العودة الكبرى”: زيادة العنف في خامس جمعة من المظاهرات
- شهد يوم الجمعة، 4 أيار / مايو 2018 استمرار أعمال العنف في إطار “مسيرة العودة الكبرى”، وهي السادسة منذ بدء المظاهرات العنيفة في 30 آذار / مارس 2018. وقد شارك في المظاهرات خلال الجمعة الأخيرة نحو 10,000 شخص (بما يشبه عدد المشتركين في الأسبوع الماضي)، وفي ستة مواقع، عند الجدار الأمني على الحدود الإسرائيلية[1]. وتخللت المظاهرات حوادث عنف، ومنها إشعال إطارات السيارات وإلقاء الحجارة والمتفجرات ومحاولات تخريب الجدار الأمني وإطلاق الطائرات الورقية الحارقة باتجاه الأراضي الإسرائيلية. كما تم إجهاض محاولتين للعبور إلى الأراضي الإسرائيلية بعد قطع السياج. وأفادت وزارة الصحة في قطاع غزة بعدم سقوط قتلى خلال المظاهرات، مع إصابة 1143 شخص (بتقديرنا أن معظمهم تأثروا باستنشاق الدخان أساسا).
إشعال الإطارات خلال “مسيرة العودة” شرقي جباليا (الجزيرة نت، 4 أيار / مايو 2018)
- وبلغت الحوادث العنيفة ذروتها عندما انطلق العشرات من المتظاهرين إلى الجانب الفلسطيني من معبر كيرم شالوم، وأقدموا على تخريب المعدات وخزانات الغاز في المعبر، مع العلم أن معبر كيرم شالوم يعتبر “شريان حياة” حيويا إذ تمر عبره السلع والبنزين والسولار والغاز المعد لسكان القطاع.
متظاهرون فلسطينيون ينطلقون نحو الجانب الفلسطيني من معبر كيرم شالوم ويحرقون “موقعا امنيا” فيه (حساب المركز الفلسطيني للإعلام على التويتر، 4 أيار / مايو 2018)
- ومن أبرز ما حدث يوم الجمعة الانتشار الكبير لظاهرة إشعال الطائرات الورقية الحارقة، وذلك بعد إدراك منظمي المظاهرات وعلى رأسهم حماس ما لهذه الطائرات من وقع شديد على الوعي الإسرائيلي وما تلحقه من أضرار بالغة بإسرائيل. وعليه، دعت حماس قبيل بدء المظاهرات في 4 أيار / مايو 2018 إلى تعميم إطلاق الطائرات الورقية، حيث نشرت شبكة قدس الإخبارية ضمن صفحتها على الفيسبوك شريطا تظهر فيه مجموعة من الشباب أطلقت عليها اسم “وحدة الطائرات الورقية” (شبكة فلسطين الإخبارية، 4 أيار / مايو 2018) [2].
- وصرح زياد النخالة نائب أمين عام الجهاد الإسلامي في فلسطين بأن المسيرات قد مهدت الطريق أمام أساليب جديدة من الكفاح ضد إسرائيل يعبر الشعب الفلسطيني عبرها عن رفضه “للحصار” المفروض عليه (القدس، 5 أيار / مايو 2018). وأشاد أحمد المدلل المسؤول في الجهاد الإسلامي في فلسطين بالشباب الفلسطينيين في قطاع غزة داعيا إلى إجراء مسيرات مماثلة في الضفة الغربية وداخل الأراضي الإسرائيلية، كما دعا الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية إلى الانقضاض بالآلاف على المستوطنات وابتكار تكتيكات جديدة من القتال، مثل الطائرات الورقية في قطاع غزة (الأقصى، 5 أيار / مايو 2018).
- وعاد منظمو “مسيرة العودة الكبرى” ودعوا مرة أخرى جميع فلسطينيي القطاع والضفة والقدس والعرب الإسرائيليين وسكان مخيمات اللاجئين إلى المساهمة في أحداث الجمعة القادمة باعتبارها جمعة جديدة من الإعداد والإنذار. كما دعوا إلى إجراء الاستعدادات اللازمة لحوادث أوسع نطاقا في 14 أيار / مايو (موعد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس) (صفحة مسيرة العودة الكبرى، 7 أيار / مايو 2018). وقال عبد اللطيف القانوع الناطق بلسان حماس إن منتصف الشهر الحالي سيشهد مسيرة كبرى لم يسبق لها مثيل تكون يوما حاسما في تاريخ الشعب الفلسطيني (حساب عبد اللطيف القانوع على التويتر، 7 أيار / مايو 2018).
إحباط الاعتداءات الإرهابية في الضفة الغربية
- قامت قوات الأمن الإسرائيلية في معبر قلنديا في 6 أيار / مايو 2018 باعتقال امرأة فلسطينية يبلغ عمرها 47 سنة ومن سكان العيزرية، حيث تم خلال تفتيش حقيبتها العثور على سكين. وجرى اعتقالها وإحالتها للتحقيق (الناطق بلسان الشرطة الإسرائيلية، 6 أيار / مايو 2018).
- اعتقل مقاتلو حرس الحدود الإسرائيلي في 1 أيار / مايو 2018 شابين فلسطينيين بعد وصولهما للمحكمة العسكرية في بلدة سالم شمال الضفة الغربية. وتبين أن الشابين كانا قد أخفيا داخل ثيابهما ثلاث متفجرات، كما عثر بحوزتهما على مشعلات. يشار إلى أنه قد وقعت خلال السنة الأخيرة عدة حوادث وصل ضمنها شباب فلسطينيون إلى مقر المحكمة العسكرية ليعثر في حوزتهم على متفجرات.
المتفجرات الثلاث التي ضبطت عند الشابين (الشرطة الإسرائيلية، 2 أيار / مايو 2018)
الاعتداءات الإرهابية الخطيرة التي تم تنفيذها خلال السنة الأخيرة[3]
حماس تقدم الدعم لرئيس الكتلة الطلابية التابعة لها في جامعة بيرزيت
- اعتقلت قوات الأمن الإسرائيلية في 7 آذار / مارس 2018 عمر كسواني، 24 عاما، من سكان بيت إكسا (شمالي غربي القدس)، رئيس اتحاد الطلبة ورئيس الكتلة الطلابية الإسلامية (كتلة حماس) في جامعة بيرزيت. وتم اعتقال كسواني للاشتباه بضلوعه في النشاط الإرهابي. وقد استدرج اعتقاله داخل حرم الجامعة سلسلة من الاستنكارات من جانب السلطة الفلسطينية والمنظمات الفلسطينية التي دعت إلى التدخل الدولي في الأمر.
- وأفاد التحقيق معه بأنه أجرى اتصالا بياسين ربيع العنصر في حماس القطاع وعدد من عناصر حماس في تركيا، حيث تلقى منهم الأموال بهدف دعم أنشطة حماس في الجامعة. وقد تسلم كسواني مبلغ 150,000 يورو أخفيت في عدة مخابئ في مختلف أنحاء الضفة الغربية، حيث تم صرفها في عملية دعم نشاطات حماس (الصحافة الإسرائيلية، 3 أيار / مايو 2018).
- وعلم أن ياسين ربيع الذي اتصل به كسوان هو من مواليد سنة 1971، ومن سكان بلدة المزرعة القبلية قضاء رام الله (موقع حماس على الإنترنت، 7 أيار / مايو 2018). ومعروف أن ياسين ربيع عنصر في حماس، وكان قد اعتقل سنة 2005 ثم حكم عليه بالسجن مؤبدين زائد عشرين سنة (وفا، 13 نيسان / أبريل 2005)، وذلك بتهمة التسبب المتعمد في الموت وإجراء تدريبات عسكرية ومحاولة قتل وإطلاق النار على الأشخاص. وأفرج عن ربيع في إطار صفقة شاليط مع إبعاده إلى قطاع غزة. أما اليوم فهو مسؤول عن الكتل الإسلامية (التابعة لحماس) في جامعات الضفة الغربية (الرسالة نت، 12 تشرين الثاني / نوفمبر 2016).
على اليمين: عمر كسواني الذي أشغل منصب رئيس المجلس الطلابي عن حماس في جامعة بيرزيت (صفحة شهاب على الفيسبوك، 3 أيار / مايو 2018). على اليسار: ربيع ياسين المسؤول في حماس الذي تم الإفراج عنه وإبعاده إلى قطاع غزة في إطار صفقة شاليط (موقع حماس على الإنترنت، 7 أيار / مايو 2018)
إطلاق القذائف الصاروخية [4]
- م يرصد خلال الأسبوع الأخير سقوط قذائف صاروخية في الأراضي الإسرائيلية، علما بأن أحداث “مسيرة العودة الكبرى” لم يرافقها حتى الآن إطلاق القذائف الصاروخية أو قذائف الهاونات.
إطلاق القذائف الصاروخية بالتوزيع الشهري
إطلاق القذائف الصاروخية بالتوزيع السنوي
محاولات عبور الجدار وحوادث إشعال النار
- تواصلت خلال الأسبوع الأخير المظاهرات اليومية باشتراك بضع مئات من الفلسطينيين وفي نقاط مختلفة عند الجدار الأمني. وحاول عدد من الفلسطينيين، وتحت ستار هذه المظاهرات، تجاوز الجدار ودخول الأراضي الإسرائيلية، كما تم إطلاق عدد كبير من الطائرات الورقية الحارقة وبالونات الهيليوم المربوطة بها مواد مشتعلة، ما أحدث الحرائق في الحقول والأحراش التابعة لبلدات المنطقة الإسرائيلية المحيطة بالقطاع.
حوادث الإشعال المتعمد
- شب في 2 أيار / مايو 2018 حريق هائل في حرش “بئيري”، وهو أكبر حريق شهدته المنطقة منذ بدء ظاهرة الطائرات الورقية الحارقة، حيث احترقت مئات الدونمات من أرض الأحراج. كما تعرضت حقول أخرى للقمح لإشعال النيران فيها، ما كبد أصحابها خسائر مالية هائلة. وبدأت قوات الجيش الإسرائيلي ترد بأسلوب جديد على إطلاق الطائرات الورقية، حيث أغارت طائرات تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي في 6 أيار / مايو 2018 على مواقع للإرهاب تابعة لحماس شمال قطاع غزة، وعند الجدار الأمني، ومن حيث كان عدد من الفلسطينيين قد أطلقوا الأجسام المشتعلة في محاولة لإضرام النار في الأراضي الإسرائيلية (الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، 6 أيار / مايو 2018).
- قام بعض الفلسطينيين في 7 أيار / مايو 2018 بإطلاق عدد من بالونات الهيليوم من قطاع غزة بعد ربط مواد حارقة بها. وقد أحدثت البالونات بعد هبوطها في الأراضي الإسرائيلية عددا من الحرائق في مواقع مختلفة، منها حقل مزروع بالقمح مجاور لقرية “ميفالسيم” التعاونية، وغابة بئيري وغيرهما. وأعلن مزارعو المنطقة عن تعرضهم لخسائر مالية فادحة (واي نت، 7 أيار / مايو 2018).
محاولات لتجاوز الجدار الأمني
- وصلت مجموعة مؤلفة من أربعة فلسطينيين في 6 أيار / مايو 2018 إلى الجدار الأمني بهدف التسلل إلى الأراضي الإسرائيلية لارتكاب أعمال إرهابية. وكانت مواقع المراقبة التابعة للقوات الاسرائيلة قد تابعت المجموعة، وبعد وصول المجموعة إلى الجدار لحقت بهم قوة تابعة للجيش وأطلقت النار باتجاههم، ما أدى إلى مقتل ثلاثة من أعضاء المجموعة. وضبطت بحوزة أحد الفاعلين حقيبة تضمنت كاميرا وفأسا ومقص حديد وكمامة أكسجين وقفازات، كما عثر بجوار إحدى الجثث زجاجتان كانتا تحتويان على مادة البنزين (الإعلام الإسرائيلي، 6 أيار / مايو 2018).)
- وأعلن الناطق بلسان وزارة الصحة في القطاع أن قتلى الحادث هم بهاء عبد الرحمن قديح، 23 عاما ومن سكان عبسان الكبرى، محمد خالد أبو رضا، 20 عاما، من سكان خانيونس (حساب أشرف القدرة على التويتر، 6 أيار / مايو 2018). وأقيمت جنازتاهما في خان يونس (وكالة الأناضول، 6 أيار / مايو 2018)، وقد لفت جثتاهما بأعلام حماس وحضر الجنازتين عناصر من جناح حماس العسكري. وكانت الرسائل الأخيرة التي تضمنتها صفحة محمد أبو رضا على الفيسبوك قد تضمنت كلمات وداعية لعناصر جناح حماس العسكري الذين قتلوا في وسط القطاع في 5 أيار / مايو 2018 (صفحة محمد أبو رضا على الفيسبوك، 6 أيار / مايو 2018)، ما يدل على أن أعضاء المجموعة كانوا من عناصر حماس.
صور ملتقطة في جنازة بهاء قديح، حيث لفت جثته بعلم حماس وشيعه عناصر جناح حماس العسكري (صفحة عائلة قديح على الفيسبوك، 6 أيار / مايو 2018)
دعم السلطة الفلسطينية لقطاع غزة
أعلنت وزارة المالية في حكومة الوفاق أن أبو مازن وجّه بتخفيف العقوبات التي كان قد فرضها على القطاع. وفي هذا الإطار أوعز أبو مازن بإحالة نصف رواتب موظفي السلطة وإحالة مخصصات أسر “الشهداء” والجرحى (وعددها 25 ألف أسرة)، ودفع المخصصات الاجتماعية ومواصلة دفع فاتورتي الكهرباء والمياه (القدس، 6 أيار / مايو 2018).
- وعملا بتعليمات أبو مازن وجه جواد عودة وزير الصحة في حكومة الوفاق بإرسال حمولة عشرين شاحنة من الأدوية البالغة قيمتها ثلاثة ملايين دولار إلى مستودعات وزارة الصحة في القطاع. ومن المقرر وصول الشاحنات إلى القطاع خلال الأيام القليلة المقبلة (وفا، 7 أيار / مايو 2018).
حماس تنفي الأنباء التي تحدثت عن استعدادها للتفاوض غير المباشر حول هدنة طويلة المدى
- أفادت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن قيادة حماس في القطاع نقلت خلال الشهور الأخيرة رسائل إلى إسرائيل عبر قنوات مختلفة مفادها أنها على استعداد لإجراء مفاوضات غير مباشرة حول هدنة طويلة الأجل في قطاع غزة. وطلبت حماس أن تتضمن الصفقة الناشئة عن المفاوضات تخفيف الإغلاق المفروض على القطاع والموافقة على إقامة مشاريع في مجال البنى التحتية، واحتمال عقد صفقة لتبادل الجثث والأسرى (تقرير بقلم عاموس هارئيل، “هآرتس”، 7 أيار / مايو 2018). وقد نفى الناطق بلسان حماس عبد اللطيف القانوع ما جاء في تقارير الإعلام الإسرائيلي، قائلا إن حوارا حول اتفاقية تهدئة ليس واردا في الوقت الحالي (شهاب، 7 أيار / مايو 2018).
مقتل ستة من عناصر جناح حماس العسكري
- وقع في 5 أيار / مايو 2018 انفجار في منزل بمنطقة الزوايدة (دير البلح، وسط القطاع)، قتل من جرائه ستة من عناصر جناح ماس العسكري وأصيب ثلاثة آخرون بجروح. وذُكر أن القتلى هم من أفراد وحدة الهندسة التابعة للجناح العسكري. وأفادت التقارير أن من بين القتلى قائد وحدة الاتصالات وقائد وحدة الهندسة في دير البلح. وصرح إياد البزم الناطق بلسان الداخلية في قطاع غزة بأن الأجهزة الأمنية فتحت تحقيقا في الحادث (موقع الداخلية في القطاع، 6 أيار / مايو 2018).
- وتضاربت الأنباء حول ملابسات مقتل العناصر الستة، حيث جاء في الشبكات الاجتماعية أنهم قتلوا نتيجة انفجار بدّالة مفخخة (حساب محمود الطرطوري من سكان غزة على التويتر، 5 أيار / مايو 2018؛ فراس، 5 أيار / مايو 2018). وأفادت رواية أخرى انهم قتلوا جراء انفجار حدث فيما كانوا يفككون جهاز إنصات كان عملاء لإسرائيل وضعوه في بدالة تابعة لجناح حماس العسكري (صفحة عبد القادر أبو إسلام من سكان غزة؛ صفحة Gaza 4 ALL، 5 أيار / مايو 2018).
- وغداة وقوع الانفجار أصدر جناح حماس العسكري بيانا رسميا حمل فيه إسرائيل مسؤولية مقتل الأشخاص الستة. وتضمن البيان أن عناصر الجناح العسكري لاقوا حتفهم وهم يقومون بما وصفه بمهمة أمنية هامة على الأرض، تضمنت متابعة “جهاز تجسس تكنولوجي مفخخ كانت إسرائيل زرعته في القطاع. وأكد البيان أن القتلى قد أحبطوا من خلال مقتلهم مخططا لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية. وتوعد الجناح العسكري في بيانه بأن تسديد فاتورة الحساب قادم لا محالة وان النتائج ستكون مؤلمة بالنسبة لإسرائيل (موقع كتائب عز الدين القسام، 6 أيار / مايو 2018).
- وحضر كبار مسؤولي حماس جنازة القتلى، حيث أكد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس أن حماس تقف اليوم عند معلم هام في تاريخ الجهاد، و”المقاومة” والكفاح ضد إسرائيل. وأضاف أن “المقاومة الفلسطينية” وعلى رأسها الجناح العسكري لحماس تخوض معركة عقول متواصلة مع إسرائيل وعلى جبهات عدة، منها الجبهة المسلحة والجبهات الأمنية والسياسية والإعلامية. وأثنى هنية على القتلى الستة قائلا إنهم قتلوا خلال نشاط جهادي استمر على امتداد سنوات، وكانوا من أركان العمل الخاص للجناح العسكري، وعملوا على إجهاض العمليات الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية. وأردف قائلا إن الشعب الفلسطيني يكرس الآن كل جهوده في مسيرات العودة، ولكنه في الوقت نفسه ماض في المعركة الاستخباراتية والعسكرية أمام إسرائيل (الأقصى، 6 أيار / مايو 2018).
مسؤولو حماس وعلى راسهم إسماعيل هنية وخليل الحية في جنازة القتلى في دير البلح (على اليمين: موقع حماس، 6 أيار / مايو 2018؛ على اليسار: موقع كتائب عز الدين القسام، 6 أيار / مايو 2018)
بوستر نشرته أمية جحا إثر مقتل عناصر حماس الستة: “غزة لن تنسى دماء أبنائها الستة” (حساب فلسطين الآن على التويتر، 6 أيار / مايو 2018)
اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني
- أنهى اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني أعماله في 4 أيار / مايو 2018، وقد انصبت مناقشاته أساسا على الشؤون التنظيمية الداخلية. أما القضايا السياسية فقد شملت موضوع الولايات المتحدة وإسرائيل بصورة رئيسية. وخصص المجلس يوم انعقاده الأخير لانتخاب أعضاء اللجنة التنفيذية والمجلس المركزي وتعزيز سلطات المجلس المركزي التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية (وفا، 4 أيار / مايو 2018). وخلال الاجتماع تم إبرام تعيين أبو مازن رئيسا فلسطينيا ورئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية. كما أعيد انتخاب أعضاء اللجنة التنفيذية للمنظمة، وقد انتمى معظمهم إلى عضوية اللجنة فيما مضى. وذكر أحمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية أنه تقرر ضم 103 أعضاء جدد إلى المجلس، منهم 83 يخلفون أعضاء متوفين، وعشرون عضوا جديدا (وفا، 4 أيار / مايو 2018).
على اليمين: أبو مازن في مراسم اختتام اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني برام الله (وفا، 4 أيار / مايو 2018) على اليسار: أبو مازن في ديوانه مع أعضاء اللجنة التنفيذية المنتخبين (وفا، 4 أيار / مايو 2018)
- وتركز البيان الختامي الصادر لدى انتهاء الاجتماع على قضايا متعلقة بسياسة السلطة الفلسطينية الخارجية، حيث مثلت إقرارا للسياسة التي تتبعها السلطة حاليا في الحلبة الدولية، وأساسا تجاه إسرائيل والولايات المتحدة. وقد أكد البيان مواصلة محاولة السلطة الفلسطينية تهديد العلاقات مع إسرائيل، حيث تقرر فيما تقرر رفض المقترحات غير المتوافقة والثوابت الفلسطينية للمفاوضات السياسية، إضافة إلى العمل على تعزيز مركز السلطة في الساحة الدولية وتعميق مقاومة السياسة الإسرائيلية على الصعيدين القضائي والدولي. واتخذ المجلس أيضا قرارا بتعليق الاعتراف بإسرائيل والعلاقات المتبادلة معها، بما فيها العلاقات الاقتصادية والأمنية.
- فيما يلي، وببعض التفصيل، عدد من المواضيع التي شملها البيان الختامي (وفا، 4 أيار / مايو 2018):
- العلاقات مع إسرائيل: اعتماد العلاقات مع إسرائيل على وجود صراع بين الطرفين، ما يدعو إلى إعادة النظر في الاتفاقات المتعارضة مع ذلك، ورفض الحلول المؤقتة ومنها الدولة ذات الحدود مؤقتة، كما يجب رفض المساس بقضايا القدس واللاجئين والمستوطنات. وفي ضوء تنصل إسرائيل من التزاماتها ومن الاتفاقات التي وقعت عليها، تدعو الحاجة إلى الانتقال من الحكم الذاتي إلى دولة عاصمتها القدس الشرقية وبحدود العام 1967. وعلى اللجنة التنفيذية تأخير اعترافها بإسرائيل حتى تكون قد اعترفت بدولة فلسطين بحدود سنة 1967، وألغت قرار ضم القدس وأوقفت البناء في المستوطنات. كما من الواجب دعم حركة المقاطعة العالمية BDS ودعوة دول العالم إلى فرض عقوبات على إسرائيل.
- الولايات المتحدة: وجوب رفض قرار الرئيس الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل والسعي لإحباطه. كما يجب في الوقت نفسه رفض سياسة ترامب المتضمنة لاقتراحات تتعلق بحل النزاع.
- قرارات على الصعيد الدولي: وجوب دعم المركز الدولي “لدولة فلسطين” عبر الحصول على المزيد من الاعتراف، ولا سيما من جانب الدول الكبرى، إضافة إلى وجوب التوجه إلى جميع الجهات القضائية الدولية لملاحقة إسرائيل قضائيا.
- “المقاومة الشعبية: الإشادة بما تم التوصل إليه من إجماع في الفترة الأخيرة حول “المقاومة الشعبية”، مع ضرورة إدراك أنها ليست بديلا عن باقي وسائل الكفاح (في إشارة إلى الكفاح المسلح) والتي يسمح بها القانون الدولي. لقد أثبتت “المقاومة الشعبية السلمية” جدواها والمتمثلة في إعادة حشد التأييد الدولي، ومن أمثلة ذلك انتفاضة القدس “ومسيرة العودة الكبرى” باعتبارهما جزء من المقاومة الفلسطينية.
“درس في التاريخ” – خطاب أبو مازن
- في خطاب ألقاه أبو مازن في الجلسة الافتتاحية لاجتماع المجلس الوطني الفلسطيني، خصص نحو عشرين دقيقة لما أسماه “درسا في التاريخ”، إذ أفرد هذا الجانب من الخطاب لنفي صلة اليهود بأرض إسرائيل. وحفل “الدرس” بحالات عدم الدقة والأخطاء في لفظ الأسماء وذكر التواريخ، وكان الهدف منه تكذيب وجود شعب يهودي ونفي صلته بأرض إسرائيل، ودعم (على حد اعتقاده) القومية الفلسطينية. وقد احتوى الخطاب على عناصر لاسامية جاءت لتخدم مزاعم أبو مازن السياسية، ومنها على سبيل المثال قوله إن شعوب أوروبا كانت تكره اليهود لمجرد نشاطهم الاجتماعي بسبب الربا والبنوك[5].
- وقد استدرج هذا الفصل من خطاب أبو مازن انتقادات شديدة من المسؤولين الإسرائيليين ومن جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والعديد من القيادات الغربية، قادت إلى إصدار اعتذار بعد يومين عن الرئاسة الفلسطينية في رام الله، جاء فيه أنه إذا كان بعض الناس قد شعروا بالإهانة، ولا سيما أتباع الدين اليهودي، فإنه يعتذر منهم، مؤكدا أنه لم يكن في نيته القيام بذلك لما لديه من احترام لليهود وأبناء الديانات السماوية الأخرى. كما جاء في البيان أن المحرقة كانت أبشع جريمة في التاريخ، وأنه يستنكر اللاسامية بكافة صورها، ويؤكد التزامه بحل الدولتين والتعايش بسلام وأمان (وفا، 4 أيار / مايو 2018). ولم يشمل الاعتذار الفقرات من خطابه التي كان قد نفى فيها وجود شعب يهودي والصلة التي تربط بينه وبين أرض إسرائيل[6].
دعوات فلسطينية لمقاطعة مراسم افتتاح السفارة الأمريكية في القدس
- دعا صائب عريقات سكرتير اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية مندوبي جميع دول العالم ومن ضمنهم أعضاء السلك الدبلوماسي ومنظمات المجتمع المدني ورجال الدين إلى مقاطعة مراسم افتتاح السفارة الأمريكية في القدس، قائلا إن حضورها يضفي الشرعية على قرار غير شرعي وغير قانوني، ويدعم السكوت على سياسة الضم التي تنتهجها إسرائيل. وأضاف أن حضور تلك المراسم مثله مثل المشاركة في “الجريمة” التي تشكل انتهاكا لحق الشعب الفلسطيني وسوف تحول دون إحلال السلام بين إسرائيل والفلسطينيين (وفا، 7 أيار / مايو 2018).
جبريل الرجوب يستنكر اشتراك فريقين بحريني وإماراتي في سباق “جيرو إيطاليا إسرائيل” للدراجات الهوائية
- استنكر جبريل الرجوب رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية اشتراك فريق بحريني وآخر إماراتي في سباق “جيرو إيطاليا” للدراجات الهوائية الذي أقيم في إسرائيل، قائلا إنه يمثل تحديا للإرادة الدولية والميثاق الأولمبي وقرارات الأمم المتحدة والتي تنتهكها إسرائيل من خلال تعاملها مع الكيان الرياضي الوطني الفلسطيني. ودعا الرجوب اللجنتين الأولمبيتين البحرينية والإماراتية إلى اتخاذ موقف واضح بحق هذا الاشتراك مؤكدا أنه سيبعث برسائل احتجاجية إلى اللجنتين ورئيس اللجنة الأولمبية العربية واللجان الأولمبية الإسلامية والأمين العام لجامعة الدول العربية (الراية، 5 أيار / مايو 2018).
[1] لقراءة موجز لأحداث الجمعة 4 أيار / مايو 2018 انظر نشرة مركزة المعلومات الصادرة بالإنجليزية بعنوان:
The “Great Return March:” Demonstrations of May 4, 2018, and continuation to be expected ↑
[2] حول استخدام الطائرات الورقية الحارقة انظر نشرة مركز المعلومات الصادرة (بالإنجليزية) في 6 أيار / مايو 2018 وعنوانها "Molotov kites" – a new means of causing damage to Israel as part of the violent demonstrations of the "Great Return march" ↑
[3] نعرّف بالاعتداءات الإرهابية الخطيرة عمليات إطلاق النار والطعن والدهس وزرع المتفجرات والاعتداءات المؤلفة من أكثر من أحد الأنواع المشار إليها، ونستثني من هذا التعريف حوادث قذف الحجارة والزجاجات الحارقة. ↑
[4] هذه الإحصاءات لا تتضمن سقوط القذائف الصاروخية في أراضي قطاع غزة أو إطلاق قنابل الهاونات باتجاه إسرائيل. ↑
[5] للاطلاع على مزيد من المعلومات حول خطاب أبو مازن انظر نشرة مركز المعلومات الصادرة (بالإنجليزية) في 3 أيار / مايو 2018، وعنوانها: “History lecture” by Mahmoud Abbas: At the opening of the PNC session, Mahmoud Abbas delivered a speech of fake history and anti-Semitism ↑
[6] نشر بيان الاعتذار أيضا على مواقع وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" بالإنجليزية والفرنسية، ولكن أبو مازن لم يحمله حتى الآن لصفحته الرسمية على الفيسبوك. ↑