- في قطاع غزة دام الهدوء الذي كان قد حل بعد التوصل إلى تفاهمات التهدئة، علما بأن حماس باتت توجه معظم اهتماماتها نحو جهود تهدئة وتيرة انتشار فيروس كورونا. وقد بلغ عدد الحالات الفعلية في قطاع غزة 1688 حالة، فيما بلغ عدد الوفيات 15 وفاة. وفي أراضي السلطة الفلسطينية سُجل ارتفاع لعدد الحالات الفعلية، وإن كانت وتيرة انتقال العدوى أقل مما هي في القطاع، حيث بلغ الآن عدد الحالات الفعلية 8061 حالة فيما وصل عدد المتوفين 211 شخصا.
- انتقدت السلطة الفلسطينية وحماس القرار الذي اتخذته الجامعة العربية والخالي من استنكار اتفاق التطبيع المعقود بين إسرائيل ودولة الإمارات إبقاء الباب مفتوحا أمام البحرين (وغيرها من الدول) للتوقيع على اتفاقات تطبيع مع إسرائيل، كما تنوي التنظيمات الفلسطينية إقامة فعاليات احتجاجية شعبية في 15 و18 أيلول / سبتمبر 2020. وتعالت في الوقت نفسه الأصوات الداعية إلى إقامة فعاليات احتجاجية في القدس والشتات الفلسطيني وقبالة البيت الأبيض في واشنطن.
- بثت قناة الجزيرة خلال الأسبوع الأخير تحقيقا يظهر أن من ورائه حماس، تناولت فيه القدرات العسكرية التي تملكها كتائب عز الدين القسام، حيث عرضت ضمنه صواريخ بعيدة المدى من طراز فجر وأخرى مضادة للدبابات من طراز كورنيت كانت وصلت من إيران. وقد أثنى إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس على إيران قائلا إنها تدعم حماس دون شروط. وبتقديرنا أن تحقيق “الجزيرة” كان الهدف من بثه رفع المعنويات في الساحة الداخلية الفلسطينية عقب الضربات السياسية التي طالت الفلسطينيين، وفي نفس الوقت توجيه رسالة تهديدية إلى إسرائيل.
قطاع غزة[1]
أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة عن اكتشاف 79 حالة جديد وتعافي 60 حالة أخرى، ليبلغ عدد الحالات الفعلية 1688 حالة، فيما بلغ عدد الوفيات 15 وفاة (14 منها داخل القطاع وواحدة عند السكان العائدين للقطاع) (صفحة اللجنة الطبية الخاصة بالتعامل مع كورونا في وزارة الصحة في قطاع غزة على الفيسبوك، 15 أيلول / سبتمبر 2020).
- قال أشرف القدرة الناطق بلسان وزارة الصحة في قطاع غزة إن انتشار فيروس كورونا في ارتفاع مستمر وإن ثمة بؤر انتشار جديدة يتم الكشف عنها يوميا. وأضاف أن المختبر الرئيس في القطاع غير قادر على إجراء أكثر من ألفي فحص يوميا، في حين تتطلب عملية كسر سلسلة العدوى مضاعفة عدد الفحوص (قناة الأقصى، 13 أيلول / سبتمبر 2020). أما عميد مشتهى مدير مختبرات وزارة الصحة في قطاع غزة فأوضح أن عدد العينات التي تستطيع طواقم المختبر أخذها يوميا سيزيد قريبا عن 2000 عينة، وأنها ستتلقى جهازا متقدما آخر لتعجيل خروج النتائج (فلسطين اليوم، 14 أيلول / سبتمبر 2020).
- أعلنت شركات الأدوية في قطاع غزة عن مبادرة جديدة تهدف إلى توفير كافة الاحتياجات الطبية للسجناء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وذلك إثر منعهم من تلقي العدة الطبية والأدوية من السلطات الإسرائيلية على حد قولها. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الإعلان والذي جاء على خلفية نشر تقارير إعلامية تناولت انتشار المرض بين السجناء هدفه دعائي ليس إلا.
الضفة الغربية
سجل خلال الأسبوع الأخير ارتفاع آخر لعدد المرضى الذين تم اكتشافهم في أراضي السلطة الفلسطينية، إذ بلغ عدد الحالات الفعلية 8061 حالة (14 أيلول / سبتمبر 2020)، علما بأن معظم هذه الحالات (2267) مكتشفة في محافظة الخليل. أما في شرقي القدس فقد تم حتى الآن اكتشاف 1737 حالة فعلية (فيما جاء من بلدية القدس أن عددها بلغ 1860 حالة. ومن بين الحالات الفعلة يخضع 35 مريضا للعلاج المكثف، منهم 3 يخضعون للتنفس الاصطناعي. وارتفع عدد الوفيات ليبلغ 206 وفيات (منها 25 في أحياء شرقي القدس) (وزارة الصحة الفلسطينية، ظهيرة 14 أيلول / سبتمبر 2020).
- وقد أوصى المشاركون في جلسة للجنة الوطنية للأوبئة واللجنة الوطنية للكورونا برئاسة وزيرة الصحة بأنه في حالة استمرار ارتفاع عدد المرضى سيتم إنشاء آلية تصنيف للإشارة إلى المناطق الموبوءة بألوان مختلفة بحسب مستوى الإصابة. ويظهر أن هذه الآلية سيبدأ العمل بها الأحد 20 أيلول / سبتمبر 2020 (سوا، 14 أيلول / سبتمبر 2020).
إطلاق القذائف الصاروخية باتجاه إسرائيل
- لم يسجل خلال الأسبوع الأخير إطلاق قذائف صاروخية أو قذائف هاون باتجاه إسرائيل.
إطلاق القذائف الصاروخية وقذائف الهاون بالتوزيع الشهري
إطلاق القذائف الصاروخية بالتوزيع السنوي
إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة
- استمرت في مختلف أنحاء الضفة الغربية حوادث إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة. وفيما يلي أبرز هذه الحوادث:
- 14 أيلول / سبتمبر 2020: إلقاء الحجارة باتجاه سيارة في منطقة عزون دون وقوع إصابات (هتسالا ليلو غفولوت يوش، 14 أيلول / سبتمبر 2020).
- 14 أيلول / سبتمبر 2020: إلقاء الحجارة باتجاه حافلة بجوار مخيم العروب (منطقة الخليل) دون وقوع إصابات (هتسالا ليلو غفولوت يوش، 14 أيلول / سبتمبر 2020).
- 13 أيلول / سبتمبر 2020: إلقاء الحجارة باتجاه قوة تابعة للجيش الإسرائيلي جنوب غرب الخليل وإلقاء القبض على أحد الفاعلين دون وقوع إصابات (هتسالا ليلو غفولوت يوش، 13 أيلول / سبتمبر 2020).
- 13 أيلول / سبتمبر 2020: انفجار جسم يظهر أنه كان متفجرة عند جدار بلدة بيت إيل دون وقوع إصابات (هتسالا ليلو غفولوت يوش، 13 أيلول / سبتمبر 2020).
- 11 أيلول / سبتمبر 2020: إلقاء الحجارة باتجاه سيارة بالقرب من جسر حلحول شمال الخليل دون وقوع إصابات وإلحاق أضرار بمركبة عسكرية (هتسالا ليلو غفولوت يوش، 11 أيلول / سبتمبر 2020).
- 10 أيلول / سبتمبر 2020: إلقاء الحجارة باتجاه سيارة في منطقة حزما جنوب شرق رام الله دون وقوع إصابات (هتسالا ليلو غفولوت يوش، 10 أيلول / سبتمبر 2020).
- 10 أيلول / سبتمبر 2020: إلقاء الحجارة باتجاه سيارة في منطقة بلعين دون وقوع إصابات (هتسالا ليلو غفولوت يوش، 10 أيلول / سبتمبر 2020).
- 10 أيلول / سبتمبر 2020: إلقاء الحجارة باتجاه حافلة وعدد من السيارات الأخرى بجوار حلحول دون وقوع إصابات وإلحاق أضرار بالحافلة (هتسالا ليلو غفولوت يوش، 10 أيلول / سبتمبر 2020).
- 10 أيلول / سبتمبر 2020: إلقاء الحجارة باتجاه حافلة في وادي الحرامية شمال رام الله دون وقوع إصابات وإلحاق أضرار بالسيارة (هتسالا ليلو غفولوت يوش، 10 أيلول / سبتمبر 2020).
- 10 أيلول / سبتمبر 2020: إلقاء الحجارة باتجاه سيارة في محافظة سلفيت دون وقوع إصابات وإلحاق أضرار بالحافلة (هتسالا ليلو غفولوت يوش، 10 أيلول / سبتمبر 2020).
- 9 أيلول / سبتمبر 2020: إلقاء الحجارة باتجاه حافلة كانت تقل جنودا جنوب شرق الخليل دون وقوع إصابات وإلحاق أضرار بزجاج الحافلة (هتسالا ليلو غفولوت يوش، 10 أيلول / سبتمبر 2020).
- 9 أيلول / سبتمبر 2020: إلقاء الحجارة باتجاه سيارة بجوار حزما دون وقوع إصابات وإلحاق أضرار بالسيارة (هتسالا ليلو غفولوت يوش، 9 أيلول / سبتمبر 2020).
اعتداءات إرهابية خطيرة تم ارتكابها في الضفة الغربية[2]
العثور على مسدس ومخزن في سيارة بأبو ديس
- قامت قوة من حرس الحدود في 9 أيلول / سبتمبر 2020 وخلال قيامها بمهمة شُرَطية في أبو ديس بإيقاف سيارة أثارت شبهاتها. وبعد تفتيش السيارة عثر أفراد القوة على مسدس ومخزن كانا قد أخفيا فيها. واعتقل سائق السيارة وهو عشريني من سكان جنين قيد التحقيق (الناطق بلسان الشرطة، 10 أيلول / سبتمبر 2020).
المسدس والمخزن المكتشفان داخل سيارة تابعة لأحد سكان جنين
(الناطق بلسان الشرطة، 10 أيلول / سبتمبر 2020)
دعم للقطاع
- أعلن عدنان أبو حسنة الناطق بلسان وكالة الغوث الأونروا عن انطلاق مشروع تقوم بها الأونروا لتوزيع الأغذية على 1,100,000 لاجئ فلسطيني في مناطق مختلفة من القطاع، كما أعلن عن فتح 22 عيادة طبية في أنحاء القطاع (دنيا الوطن، 14 أيلول / سبتمبر 2020). وكان سفير الصين في السلطة الفلسطينية وفيليب لازاريني مفوض الأونروا وقعا على اتفاق يقضي بتحويل الصين مبلغ مليون دولار تبرعا منها لتقديم المواد الغذائية لسكان القطاع، كجزء من دعم شامل لسكان الأراضي الفلسطينية (فلسطين اليوم، 11 أيلول / سبتمبر 2020).
- وصلت قافلة تحمل الدعم من الأردن إلى القطاع عبر معبر إيرز، ومؤلفة من تسع شاحنات حاملة لدعم طبي وطاقم طبي من ثمانين طبيبا وممرضا (القدس، 14 أيلول / سبتمبر 2020).
تقديم العلاج للمرضى خارج القطاع
- صرح نيكولاي ملادينوف المبعوث الأممي الخاص إلى الشرق الأوسط بأنه تم الاتفاق على ترتيب يقدم بموجبه العلاج للمرضى من سكان غزة خارج القطاع. وذكرت الأنباء أن تصريح ملادينوف يعتمد على اتفاق موقع بين وزارة الصحة في السلطة الفلسطينية ومنظمة الصحة العالمية يسمح للمرضى من سكان القطاع بتلقي العلاج في مستشفيات خارج “الخط الأخضر”، وفي كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية كما يظهر (سوا، 7 أيلول / سبتمبر 2020).
زيارة وفد مصري للقطاع للتوسط في قضية الأسرى والمفقودين
- زار القطاع خلال الأسبوع الأخير وفد مصري أمني برئاسة اللواء أحمد عبد الخالق مسؤول الملف الفلسطيني في المخابرات العامة. والتقى أعضاء الوفد عددا من مسؤولي حماس، ثم غادر الوفد قطاع غزة متوجها إلى إسرائيل عبر معبر إيرز لإجراء محادثات مع الجانب الاسرائيلي وعاد إلى القطاع في موعد لاحق لإجراء المزيد من المشاورات (فلسطين اليوم، 11 أيلول / سبتمبر 2020).
- وذكرت صحيفة الأخبار اللبنانية أن الوفد عقد لقاءين منفردين مع قيادة حماس في قطاع غزة حضرهما روحي مشتهى عضو المكتب السياسي لحماس و”شخصية عسكرية كبيرة” لم يتم الكشف عن هويتها. وأفادت مصادر في حماس أن الوفد يسعى للتوصل إلى صيغة تعتمد على مبادرة رئيس المكتب السياسي لحماس في قطاع غزة يحيى السنوار لإطلاق سراح الأطفال والنساء والمرضى المسجونين في إسرائيل لقاء توفير معلومات حول الجنود الإسرائيليين الذين تحتفظ بهم حماس (الأخبار، 12 أيلول / سبتمبر 2020). وكان إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس كشف أن مصر تقوم حاليا بالتوسط بين حماس وإسرائيل للتوصل إلى اتفاق جديد لتبادل الأسرى (وكالة الأناضول، 11 أيلول / سبتمبر 2020).
تحقيق إعلامي حول الجناح العسكري لحماس
- بثت قناة الجزيرة تحقيقا إعلاميا في إطار برنامج “ما خفي أعظم” حول القدرات القتالية التي تملكها كتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحماس)، تضمن مقابلة مع أحد قادة وحدة التصنيع العسكري قال خلالها إن الوسائل القتالية للجناح العسكري تصل من إيران، ومنها الصواريخ الطويلة المدى من طراز فجر والصواريخ المضادة للدبابات من طراز كورنيت. مشيرا إلى أن سوريا والسودان كان لهما أيضا دور في نقل الوسائل القتالية إلى الجناح العسكري، كما أفاد البرنامج بأن الأنفاق المحفورة بين شبه جزيرة سيناء والقطاع استخدمت أيضا لهذا الهدف، ولكن مصر أنشأت منظومة متكاملة لمنع نقل الوسائل القتالية عبر أراضيها.
- كما تضمن برنامج الجزيرة معلومات حول مصادر توريد المواد الخام المطلوبة لتصنيع الوسائل القتالية للجناج العسكري بعد سد مصر لمصادر التوريد الخارجية. ومما جاء ضمن البرنامج أن القذائف الصاروخية التي أطلقت باتجاه إسرائيل خلال جولة التصعيد في أيار / مايو 2019 كانت صنعت عبر إعادة تدوير الذخائر التي كان الجيش الإسرائيلي تركها في القطاع بعد حملة “الجرف الصامد”، إضافة إلى أنابيب الماء التابعة للبلدات الإسرائيلية التي انسحبت منها إسرائيل في قطاع غزة. كذلك جاء في البرنامج أن غواصين تابعين للقوة البحرية للجناح العسكري عثروا على مسافة غير بعيدة من ساحل القطاع على بقايا سفينتين محملتين بالأسلحة كانت بداخلهما كمية كبيرة من القذائف المدفعية.
- وفي نطاق البرنامج جرى حديث مع إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس، والذي نوه إلى أن الدعم الإيراني يقدم دون شروط، كما أشار إلى كون السودان جهة رئيسية بالنسبة لحماس إلا أن هذا المصدر تضرر بفعل تغيير السودان لموقفها من القضية الفلسطينية. كما ذكر هنية أن مكتب جارد كوشنر كبير مستشاري الرئيس ترامب حاول الاتصال بحماس لمناقشة “صفقة القرن”، غير أن حماس قررت عدم الاستجابة لهذه المحاولة، مؤكدا أنه في حال إقدام إسرائيل على شن “عدوان” جديد على القطاع، فإن كافة التنظيمات وعلى رأسها الجناح العسكري لحماس تعد لها مفاجأة.
- وعلق الناطقون بلسان حماس على بث برنامج “الجزيرة” بالتأكيد أن عرض قدرات حماس العسكرية يمرر رسالة إلى جميع الجهات التي حاولت اعتراض توريد الوسائل القتالية مفادها أن جميع هذه المحاولات آيلة للفشل (سوا، شهاب، 14 أيلول / سبتمبر 2020). كما أن العديد من مشتركي الشبكات الاجتماعية علقوا على البرنامج، حيث رأى بعضهم أنه كان يهدف إلى تخويف إسرائيل وتهديدها، فيما أشار بعض آخر إلى أكون البرنامج موضع فخر واعتزاز “للمقاومة” وعناصرها.
استمرار زيارة هنية للبنان
- يواصل إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس زيارته للبنان وعقد اللقاءات مع جهات فلسطينية شتى، حيث زار خلال الأسبوع الأخير منطقة مرج الزهور بجنوب لبنان بعد 27 سنة من إقامته فيها حين كان من بين 400 من عنصر ومسؤول في حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين تم إبعادهم إلى لبنان (موقع حماس، 12 أيلول / سبتمبر 2020) [3]
زيارة هنية لمرج الزهور (موقع حماس، 12 أيلول / سبتمبر 2020)
- وعلق هنية على الانتقادات التي وجهت إلى التصريحات التي أدلى بها خلال زيارته للبنان قائلا إنه لم يكن ينوي استغلال لبنان كمنصة لتوجيه التهديدات إلى إسرائيل، مؤكدا أن حماس تحترم السيادة اللبنانية وهي عازمة على حصر محاربتها لإسرائيل في أراضي “فلسطين”. وفي هذا السياق أشار هنية إلى أن حماس تواجه “تهديدات استراتيجية” لم يسبق لها مثيل تتطلب منها وضع “رؤيا استراتيجية” وعدم الاكتفاء بردود الفعل المنفردة، كما أشار إلى أهمية التنسيق بين “المقاومة المسلحة” والتحركات السياسية (الجمهورية، 12 أيلول / سبتمبر 2020).
- وسبق تصريح هنية أقوال ادلى بها وليد الكيلاني المسؤول الإعلامي لحماس في لبنان، تضمنت عدم تبني حماس لأي احتمال عسكري خارج فلسطين، إذ لم تنفذ أي عملية عسكرية خارجها، بل أن موقفها الواضح يعتمد على كون الساحة العسكرية التي تعمل ضمنها تقتصر على داخل “فلسطين” (نداء الوطن، 8 أيلول / سبتمبر 2020). ومما اضطر هنية والكيلاني إلى التعليق الخطاب العام الذي أثاره الاستقبال الذي قام به لهنية مسلحون فلسطينيون خلال زيارة قام بها لمخيمات لبنانية وتصريح له أعتُبر تهديدا بعدم الاكتفاء بقطاع غزة كمنطلق للعمل العسكري.
تعليقات فلسطينية على قرار الجامعة العربية
- عقد في 9 أيلول / سبتمبر 2020 اجتماع لجامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية تناول عددا من القضايا وعلى رأسها القضية الفلسطينية. وتم خلال الاجتماع مناقشة مشروع قرار قدمه الفلسطينيون حول موضوع تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودولة الإمارات العربية المتحدة، حيث طلب رياض المالكي وزير الخارجية والمغتربين في السلطة الفلسطينية والذي ترأس الاجتماع من الحضور التعبير عن دعمهم وتضامنهم مع القضية الفلسطينية والإعراب عن رفضهم لاتفاق التطبيع المعقود بين دولة الإمارات وإسرائيل. وقد عكس البيان الختامي للاجتماع عدم التوافق بين دول الجامعة حول استنكار الاتفاق، بل إن البيان أبقى الباب مفتوحا أمام على المزيد من الدول لتوقيع اتفاقات تطبيع مع إسرائيل.
على اليمين: رياض المالكي يلقي كلمة في اجتماع وزراء خارجية الجامعة العربية (حساب الجامعة على التويتر، 9 أيلول / سبتمبر 2020. على اليسار: كاريكاتير يعبر عن استياء الفلسطينيين من قرار الجامعة: شباب قلقيلية يدفنون الجامعة العربية (صفحة إسماعيل البزم على الفيسبوك، 11 أيلول / سبتمبر 2020)
- وأعربت قيادات السلطة الفلسطينية عن خيبة أملها الكبرى من قرار الجامعة العربية والذي انضم إلى ضربتين أخريين وجهتا إلى الفلسطينيين (اتفاقيتا التطبيع مع دولة الإمارات والبحرين)، حيث قال محمد اشتية رئيس حكومة السلطة الفلسطينية إن يوم توقيع الاتفاقيتين هو “يوم أسود في تاريخ الأمة العربية” وهزيمة للجامعة العربية. وأضاف أن الحكومة الفلسطينية تدرس إمكان تقديم توصية إلى أبو مازن بإعادة النظر في العلاقة مع الجامعة (وفا، 14 أيلول / سبتمبر 2020).
- ونددت حماس بمجلس وزراء خارجية الجامعة العربية لإهانته مشروع القرار الفلسطيني حول التطبيع بين إسرائيل ودولة الإمارات، مؤكدة أن الجامعة باتت تبرر توقيع الاتفاقات مع إسرائيل، وتكون بذلك قد تخلت عن دورها وواجبها نحو القضية الفلسطينية (شهاب، 9 أيلول / سبتمبر 2020). بدوره أعلن محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحماس أن الجامعة العربية قد تنكرت للهدف الذي تأسست من أجله وهو الحفاظ على الأمة العربية ولا سيما قضيتها الأساس ألا وهي فلسطين (شبكة قدس الإخبارية، 11 أيلول / سبتمبر 2020). وأشار أحمد المدلل المسؤول في الجهاد الإسلامي في فلسطين إلى أن موقف الجامعة العربية يمثل تراجعا جديدا لمواقفها من القضية الفلسطينية، مضيفا أن هذا الموقف يشرعن دولة إسرائيل ككيان طبيعي في قلب العالم العربي (فلسطين اليوم، 10 أيلول / سبتمبر 2020).
تعليقات أولية على تطبيع العلاقات مع البحرين
- أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 11 أيلول / سبتمبر 2020 أن إسرائيل والبحرين اتفقتا على تطبيع علاقاتهما برعاية الولايات المتحدة، كما تم الاتفاق على انضمام البحرين إلى مراسم توقيع العلاقات بين إسرائيل ودولة الإمارات في البيت الأبيض. وقد آثار هذا الإعلان انتقادات شديدة اللهجة من الفلسطينيين، والذين دعوا البحرين إلى التراجع عن قرارها، كما استدعى رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن خالد عارف سفير السلطة في البحرين.
- ودان اشتية الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع البحرين قائلا إن تطبيع العلاقات يضفي الشرعية على “سياسة الاحتلال والعدوان الإسرائيلية”، مشيرا إلى أن الخطوة التي أقدمت عليها البحرين تمثل تراجعا بحرينيا واضحا عن الموقف العربي الرسمي (وفا، 11 أيلول / سبتمبر 2020). وفي الضفة الغربية حمل متابعو الشبكات الاجتماعية رسائل مفادها أن الاتفاق لم يفاجئ الجمهور الفلسطيني إذ لا يمكن التعويل على الدول العربية، بل ذهب بعض المتابعين إلى وصف الاتفاق “بالخيانة”.
- كما أعربت حماس وسائر التنظيمات الفلسطينية عن احتجاجها على الاتفاق، حيث أشار حسام بدران الناطق بلسان حماس إلى أن تطبيع العلاقات مع البحرين يمس القضية الفلسطينية وان التصريحات المؤيدة للتطبيع والصادرة عن الدول العربية مردها إلى ما تخضع له من ضغوط أمريكية (الأقصى، 11 أيلول / سبتمبر 2020). وقام العشرات من الفلسطينيين في دير البلح بإشعال النار في صور لملك البحرين (شهاب، 11 أيلول / سبتمبر 2020).
على اليمين: مظاهرة نظمتها حماس في دير البلح (بالسوا، 12 أيلول / سبتمبر 2020). على اليسار: إحراق صور للرئيس ترامب ورئيس وزراء إسرائيل نتنياهو وملك البحرين (حساب حسن اصليح على التويتر، 12 أيلول / سبتمبر 2020)
تنظيم فعاليات احتجاجية
- أعلنت القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية، والمتأسسة خلال الاجتماع الافتراضي للأمناء العامين للتنظيمات الفلسطينية المعقود في 3 أيلول / سبتمبر 2020 عن يومين احتجاجيين يهدفان إلى تأكيد رفض تطبيع العلاقات بين إسرائيل وكل من البحرين ودولة الإمارات، مؤكدة أن على الفلسطينيين التركيز على تنظيم فعاليات للمقاومة الشعبية في جميع المناطق وفي القدس بشكل خاص. وفيما يلي الفعاليات المتوقعة (فلسطين اليوم، 13 أيلول / سبتمبر 2020):
- الثلاثاء 15 أيلول / سبتمبر 2020: تم إعلانه يوما للرفض الشعبي في المناطق الفلسطينية، حيث سترفع خلاله أعلام فلسطين في جميع المدن والمخيمات الفلسطينية بما في ذلك الشتات الفلسطيني. ودعت القوى الوطنية الفلسطينية في رام الله والبيرة الجمهور إلى الاشتراك في فعالية احتجاجية ستقام في ساحة المنارة بالتزامن مع مظاهرة ستقام قبالة البيت الأبيض في واشنطن (وفا، 13 أيلول / سبتمبر 2020).
- الجمعة 18 أيلول / سبتمبر 2020: تم إعلانه يوم حداد ترفع خلاله الأعلام السوداء تعبيرا عن الأسف على توقيع الاتفاقين بين إسرائيل ودولة الإمارات والبحرين، وتتضمن خطبة الجمعة تعابير الرثاء “للأنظمة” (العربية).
مؤتمر صحفي مشترك لقادة التنظيمات
- اشترك جبريل الرجوب سكرتير اللجنة المركزية لحركة فتح وصالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحماس ومحمد الهندي رئيس الدائرة السياسية للجهاد الإسلامي في فلسطين في مؤتمر صحفي مشترك تم بثه على القنوات الإعلامية (في الضفة الغربية وقطاع غزة). وفيما يلي أهم تصريحات المشاركين (التلفزيون الفلسطيني، 13 أيلول / سبتمبر 2020):
- جبريل الرجوب: ذكر أن بيان القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية وحد المواقف السياسية لجميع المنظمات، داعيا جميعها للانضمام إلى القيادة الوطنية وحل ما تبقى من خلافات. وأكد أنه إلى جانب الكفاح الشعبي ستواصل فتح وحماس مناقشة كافة قضايا الانقسام، آملا في التوصل خلال عدة أسابيع إلى اتفاق حول جدول زمني وإطار لإجراء انتخابات.
- صالح العاروري: قال إنه رغم غياب قيادة موحدة خلال الانتفاضة الأولى، إلا أن جميع التنظيمات تمسكت بموقف مشترك، أما الآن فثمة قيادة مشتركة و”رؤيا شعبية” مشتركة. وناشد الشعب الفلسطيني التعبير عن غضبه من إسرائيل في اليوم الاحتجاجي المقرر، داعيا وسائل الإعلام إلى تغطية هذه الفعاليات.
- محمد الهندي: أكد أهمية الفعاليات المقررة مشيرا إلى أن التنظيم الذي يمثله سيشارك فيها ويعمل على إنجاحها أينما أقيمت. وأكد أن تنظيمه راغب في فتح صفحة جديدة والبحث عن قاسم مشترك بين التنظيمات.
المشتركون في المؤتمر الصحفي (من اليمين): جبريل الرجوب، صالح العاروري ومحمد الهندي
(صفحة جبريل الرجوب على الفيسبوك، 13 أيلول / سبتمبر 2020)
أبو مازن يشجع “المقاومة الشعبية”
- كذلك يواصل أبو مازن التشجيع على ممارسة “المقاومة الشعبية”، حيث أفادت وكالة وفا أنه اتصل بوليد عساف رئيس “هيئة مقاومة الجدار والاستيطان” معربا عن تقديره “لأبطال المقاومة الشعبية” لما يقومون به من أنشطة وما يحققونه من إنجازات في إزالة التجمعات الاستعمارية. وأكد أبو مازن أهمية “تصعيد المقاومة الشعبية السلمية” دفاعا عن الشعب الفلسطيني وأرضه (وفا، 11 أيلول / سبتمبر 2020).
مصارف فلسطينية تواصل منع صرف الرواتب “للأسرى والمحررين”
- رفض البنك العربي في مطلع أيلول / سبتمبر 2020 قبول تحويلات مالية من وزارة المالية في السلطة الفلسطينية لحساب 94 سجينا وسجينا مفرج عنه، وأعادها إلى المالية، ما قاد “هيئة شؤون الأسرى والمحررين” إلى استنكار ما فعله[4].
- وأيد رئيس الهيئة قدري أبو بكر كون عدد من المصارف الفلسطينية رفضت فتح حسابات جديدة لسجناء معتقلين حديثا، كما رفضت صرف رواتب عدد من السجناء رغم تحويلها من المالية. وقال إنه منذ نشوب الأزمة مع البنوك عقب قرار إسرائيل اتخاذ إجراءات بحقها عقدت عدد من الجلسات بين هيئة شؤون الأسرى والمالية ورئاسة الوزراء والمصارف وسلطة النقد الفلسطينية، حيث طُلب من المصارف مواصلة صرف الرواتب لحين تأسيس بنك محلي، ولكنه قال إن البنوك ترفض فتح حسابات للسجناء المفرج عنهم، حيث أعيدت بعض الرواتب إلى المالية، مؤكدا أن موقف القيادة وعلى راسها أبو مازن واضح ومعلن يتمثل في الوفاء بجميع الالتزامات نحو السجناء وعائلاتهم، وكرر دعوته إلى المصارف للالتزام بصرف الرواتب لحين افتتاح البنك الوطني الذي سيقوم بهذه المهمة والمقرر إنشاؤه قريبا (صفحة هيئة شؤون الأسرى والمحررين على الفيسبوك، 7 أيلول / سبتمبر 2020).
- ودعا قدورة فارس رئيس نادي الأسير الفلسطيني خلال مؤتمر صحفي عقده كلا من السلطة الفلسطينية ووزارة المالية إلى إيقاف التعامل مع المصارف التي لم تحترم القانون الفلسطيني من خلال إغلاقها لحسابات “الأسرى والمحررين”. وأعلن أن النادي سيطلق في الفترة القريبة المقبلة حملة يعلن ضمنها “قائمة سوداء” تضم هذه المصارف. وذكر أنه كجزء من حل “أزمة الأسرى” طلب النادي من أبو مازن توظيف المحررين في مؤسسات السلطة، وتم لهذا الغرض تشكيل لجنة لم تلتئم بعد برئاسة محمد اشتية رئيس حكومة السلطة الفلسطينية (العربي الجديد، 7 أيلول / سبتمبر 2020).
- ويشار إلى أن عضو مجلس النواب الأمريكي عن ولاية كولورادو داغ ليمبورن توجه في 30 تموز / يوليو 2020 إلى الرئيس ترامب مطالبا بإدراج رئيس الهيئة قدري أبو بكر على قائمة الإرهاب وفرض عقوبات عليه، وذلك لمواصلته تشجيع الإرهاب عبر الاستمرار في صرف الأموال وتقديم الخدمات للسجناء وعائلاتهم. وردا على ذلك أصدرت “هيئة الأسرى والمحررين” بيانا أكدت فيه تمسكها برسالتها الوطنية بغض النظر عن الضغوط الإسرائيلية والأمريكية، ومضيها في الدفاع عن حرية السجناء الفلسطينيين وحقوقهم المشروعة (صفحة هيئة شؤون الأسرى والمحررين على الفيسبوك، 13 أيلول / سبتمبر 2020).
[1] للاطلاع على مزيد من المعلومات المتعلقة بالموضوع يرجى مطالعة نشرة مركز المعلومات الصادرة (بالإنجليزية) في 15 أيلول / سبتمبر 2020 وعنوانها: The Spread of Covid-19 in Gaza Strip, Judea and Samaria (Updated to September 14, 2020) ↑
[2] نعرّف بالاعتداءات الإرهابية الخطيرة عمليات الطعن والدهس وإطلاق النار والعمليات المؤلفة من اثتثين أو اكثر من العمليات المشار إليها ونستثني منها عمليات إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة. ↑
[3] كانت إسرائيل قد أبعدت 415 عنصرا من حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين إلى لبنان في 17 كانون الثاني / يناير 1992 لمدة تتراوح بين سنة وسنة ونصف، حيث أنشأ المبعدون مخيما في مرج الزهور في شمال المنطقة الأمنية التي كانت إسرائيل تسيطر عليها آنذاك. وقد تحولت قضية الإبعاد إلى حدث تأسيسي بالنسبة لحماس، علما بأن عددا من قياداته وقيادات الجهاد الإسلامي في فلسطين حاضرا كانوا من بين المبعدين. ↑
[4] للاطلاع على مزيد من المعلومات المتعلقة بالموضوع يرجى مطالعة نشرة مركز المعلومات الصادرة (بالإنجليزية) في 29 حزيران / يونيو 2020 وعنوانها: The Palestinian Authority takes practical steps to set up a government bank to handle payments to prisoners and families of shaheeds ↑